• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

أعداء العقيدة الإسلامية قديماً وحديثاً

أعداء العقيدة الإسلامية قديماً وحديثاً

 

كانت دوافع العداء للعقيدة الإسلامية ولا تزال متعددة كما أن الأساليب المتبعة في حرب هذه العقيدة متنوعة، وفيما يلي عرض موجز لأعداء العقيدة الإسلامية:

أولاً: أعداء العقيدة الإسلامية قديماً: أي في صدر الإسلام وأيام الدعوة الإسلامية الأولى عندما كان النبي محمد (صلى الله عليه وآله) حاملاً لواءها وهؤلاء الأعداء هم:

أ ـ المشركون: وهم عبدة الأصنام من عرب الجزيرة وقد واجهوا العقيدة الإسلامية بالمحاربة مرّة باللسان وأخرى بالقوة فتعرض النبي (صلى الله عليه وآله) ومن معه للإستهزاء والتعذيب والهجرة وتآمروا على حياة النبي (صلى الله عليه وآله)، كما خاضوا العديد من المعارك ضد المسلمين، وكانوا يستنكرون هذه العقيدة لعدّة أسباب منها كونها منافية لما هم عليه من التقاليد ومنها أن المرسل بهذه العقيدة لم يكن من عظماء قريش وأثريائها، قال تعالى: (أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب). ص / 5، وقال تعالى: (لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم). الزخرف / 31

ب ـ أهل الكتاب: ونخص بالذكر اليهود الذين تآمروا على النبي (صلى الله عليه وآله)ووقفوا إلى جانب المشركين في حربهم للعقيدة، وقد كان اليهود قبل بعثة النبي (صلى الله عليه وآله) يستفتحون ويخبرون ببعثة نبي في الجزيرة ولكن لما بعثه الله وكانت تعاليمه لا تنسجم مع مصالحهم شرعوا يشككون به ويحاربونه، قال تعالى: (وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا). البقرة / 89، وقال: (وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذى أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون). آل عمران / 72

ج ـ المنافقون: وهم جماعة دخلت في الإسلام أمّا خوفاً من قوته وأمّا طمعاً بسلطانه وغنائمه، وأمّا للتجسس على المسلمين والعمل من أجل تفريقهم والقضاء عليهم، قال تعالى: (يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل). المنافقون / 8

د ـ الكفر العالمي: وقد كان الكفر العالمي المتمثل بحكام الدول المجاورة من الروم والفرس وغيرهما يراقب سير الدعوة الإسلامية وهو على خوف من تعاليمها التي تهدد سلطانه وحكمه بالزوال كما كان بعضهم يستصغر هذا الوجود الضعيف بالنسبة لوجوده القوي المستطيل، ففي إحدى رسائل النبي محمد (صلى الله عليه وآله) إلى كسرى ملك الفرس: «بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس السلام على من إتبع الهدى وآمن بالله ورسوله وشهد ألاّ إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، أدعوك بدعاية الله فإنّي أنا رسول الله إلى الناس كافة لا نذر من كان حياً ويحق الحق على الكافرين أسلِمْ تَسلَمْ فإن أبيت فعليك إثم المجوس الذين هم أتباعك»، فلما دفع إليه الكتاب فقرىء عليه فأخذه ومزقه([1]).

ثانياً: أعداء العقيدة الإسلامية حديثاً: وهؤلاء سلكوا مختلف السبل من أجل القضاء على العقيدة أو إضعافها وتشويهها في نفوس المسلمين لأنهم أدركوا بأن هذه العقيدة تصدهم عن إستعباد الآخرين وسلب خيراتهم وأن وجود هذه العقيدة وسيادتها بالتدريج سوف يقوض وجودهم، ومن أبرز هؤلاء الأعداء:

1 ـ الصليبية وعن طريق:

أ ـ الإستشراق: وهو تصدي جماعة من المسيحيين لدراسة الإسلام بعد أن شعروا بأهميته، وقد وجه المستشرقون جهودهم للنيل من الحضارة الإسلامية وتشويه عقيدة الأمّة وزرع بذور التشكيك وعدم الثقة بها، يستثنى من ذلك قلة من المستشرقين المنصفين الذين درسوا الإسلام وأشادوا بعظمته، يقول المستشرق الفرنسي كيمون: «أعتقد أن من الواجب إبادة خمس المسلمين والحكم على الباقين بالأشغال الشاقة وتدمير الكعبة ووضع قبر محمد وقبته في متحف اللوفر»([2])، ويقول غلادستون: «مادام هذا القرآن موجوداً فلن تستطيع أوربا السيطرة على الشرق ولا أن تكون هي نفسها في أمان»([3]).

ب ـ التبشير المسيحي: لحركة التبشير هذه أهداف سياسية إستعمارية وأخرى عقائدية حضارية تغذيها روح صليبية حاقدة، فهي تستهدف إخراج المسلمين من الإسلام وجعلهم أمّة لا دين لها ليسهل إفتراسها وإنهاء وجودها ومن ثم تنصير أبنائها، ومن وسائل التبشير:

أولاً: فتح الجامعات والمدارس ورياض الأطفال في بلاد المسلمين لنقل الأفكار والمفاهيم المعادية للعقيدة الإسلامية من أجل حرف أبنائها ثم كسبهم ونشر المسيحية بين صفوفهم.

ثانياً: تشكيل الحركات والمنظمات العلمانية بين أبناء المسلمين تحت قيادة وتوجيه النشاط التبشيري.

ثالثاً: السيطرة الثقافية وتنشيط الحركة اللادينية في البلاد الإسلامية لتمرير أفكار الهدم والتخريب.

رابعاً: نشر الفساد الأخلاقي وإشاعة روح التحلل بين المسلمين.

يقول صموئيل: «ان للتبشير بالنسبة للحضارة الغربية مزيتين: مزية هدم ومزية بناء، أمّا الهدف فنعني به إنتزاع المسلم من دينه ولو بدفعه إلى الإلحاد، وأمّا البناء فنعني به تنصير المسلم إن أمكن ليقف مع الحضارة الغربية ضد قومه»([4]).

ويقول غاردنر: «إن الحروب الصليبية لم تكن لإنقاذ القدس، بل إنها كانت لتدمير الإسلام»([5]).

2 ـ التيار المادي الحديث:الذي تنكر لكل حقيقة في هذا الوجود غير الحقائق المادية الملموسة، ولا يصدق إلاّ بما ينتجه هذا المذهب المادي التجريبي، وكان طبيعياً أن يتنكر هذا الإتجاه المادي لمفهوم الإيمان الروحي والوحي والرسالات ويرفض القيم الأخلاقية، والمفاهيم المعنوية بوصفها قضايا لا يستطيع المنهج التجريبي أن يثبتها أو يتوصل إلى كشفها، وليس بإمكان الإنسان أن يدركها بإحدى الحواس الخمس إدراكاً مادياً، تقول «كيزيل اوز باخستان» الجريدة اليومية للحزب الشيوعي: «من المستحيل تثبيت الشيوعية قبل سحق الإسلام»([6]).

3 ـ الصهيونية العالمية: والتي سعت ولا تزال بكل الأساليب لا سيما التحلل الأخلاقي والتعاون مع كل القوى المعادية للإسلام من أجل إبعاد المسلمين عن عقيدتهم وبالتالي السيطرة على بلادهم.

يقول إبن غوريون رئيس وزراء إسرائيل سابقاً: «إنّي أخشى ما أخشاه أن يظهر في العالم العربي محمد جديد»([7]).

4 ـ المنافقون: وهم في عصرنا يتمثلون بالحكام الظالمين في بلادنا الإسلامية وإلى جنبهم وعاظ السلاطين من علماء السوء ومن حولهم، ممن تظاهروا بالإسلام ولكنهم عملوا على التبعية لأعداء الإسلام وتنفيذ مخططاتهم الرامية إلى تشويه الإسلام وإبعاده عن مسرح الحياة.

_____________________________________


[1] الأمين، أعيان الشيعة: 1 / 244.

[2] قادة الغرب يقولون: 61، نقلاً عن كتاب القومية والغزو الفكري: 192.

[3] قادة الغرب يقولون: 50، نقلاً عن كتاب الإسلام على مفترق الطرق: 39.

[4] العالم، جلال، قادة الغرب يقولون: 72، نقلاً عن كتاب الغارة على العالم الإسلامي: 11.

[5] د. عمر فروخ، د. مصطفى خالدي، التبشير والإستعمار: 115.

[6] العالم، جلال، قادة الغرب يقولون: 41، نقلاً عن كتاب الإسلام والتنمية الإقتصادية: 56.

[7] العالم، جلال، قادة الغرب يقولون: 43.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page