• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الفصل السابع أربعة نماذج من الصحابة

خالد بن الوليد

وقصته مع مالك بن نويرة مشهورة، وهنا نحصر بحثنا فيها.
مالك بن نويرة صحابي جليل وسيد بني تميم. وهو مضرب المثل في الفتوة والكرم والشجاعة. أسلم ووضعه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على صدقات قومه. وبعد موت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) توقف عن دفع الزكاة لأبي بكر، فسار إليه خالد فقتل مالكا وأصحابه - وهم مسلمون - ودخل بزوجة مالك في ليلة مقتله نفسها.
يحدثنا الطبري عن هذه الرزية فيقول:
" وكان ممن شهد لمالك بالإسلام أبو قتادة، وقد كان عاهد الله أن لا يشهد مع خالد بن الوليد حربا أبدا بعدها، وكان يحدث أنهم لما غشوا القوم راعوهم تحت الليل فأخذ القوم السلاح، قال: فقلنا: إنا المسلمون. فقالوا: ونحن المسلمون!!، قلنا: فما بال السلاح معكم؟ قالوا: فما بال السلاح معكم؟ قلنا: فإن كنتم كما تقولون فضعوا السلاح، قال: فوضعوها ثم صلينا وصلوا!! إلى أن قال: ثم أقدمه - خالد - فضرب عنقه - مالكا - وعنق أصحابه " (1).
وفي كنز العمال:
" ان خالد بن الوليد ادعى أن مالك بن نويرة أرتد بكلام بلغه عنه، فأنكر مالك ذلك، وقال: أنا على الإسلام ما غيرت ولا بدلت، وشهد له أبو قتادة وعبد الله بن عمر، فقدمه خالد وأمر ضرار بن الأزور الأسدي فضرب عنقه، وقبض خالد امرأته أم تميم فتزوجها " (2).
 وفي الإصابة لابن حجر: " ان خالدا رأى امرأة مالك وكانت فائقة في الجمال، فقال مالك بعد ذلك لامرأته: قتلتيني " (3).
يقول الواقدي: " ثم قدمه خالد فضرب عنقه صبرا، فيقال: إن خالد بن الوليد تزوج بأمرأة مالك ودخل بها، وعلى ذلك إجماع أهل العلم " (4).
وقال ابن عبد البر عن مالك: " واختلف فيه، هل قتله مسلما أو مرتدا؟ وأراه - والله أعلم - قتله خطأ " (5).
قال عبد الرحمن بن عوف: " والله، لقد قتل خالد القوم وهم مسلمون، فقال خالد: إنما قتلتهم بأبيك عوف بن عوف، فقال له عبد الرحمن: ما قتلت بأبي ولكنك قتلت بعمك الفاكة بن المغيرة ".
لقد ثبت أن خالدا قتل مالكا وهو مسلم ودخل بزوجته في ليلة مقتله نفسها.
وتكفي شهادة عبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن عوف وأبو قتادة في إسلامه فهم أدرى منا بملابسات الحادثة، فلا مفر من الإقرار بها بدلا من أن نعصر أدمغتنا لنؤولها بالشكل الذي يبرئ خالدا.
جاء في المنتظم لابن الجوزي الحنبلي: " وكان أبو قتادة الأنصاري يقول عن خالد: ترك قولي وأخذ بشهادة الأعراب الذين فتنتهم الغنائم " (6).
ولما علم عمر بما حدث قال لأبي بكر: " إن خالدا قد زنى فارجمه (7)!! قال: ما كنت أرجمه فإنه تأول فأخطأ (8). قال: فإنه قتل مسلما (9) فاقتله به!!، قال: ما كنت لاقتله به، إنه تأول فأخطأ (10). قال: فاعزله. قال: ما كنت أشيم سيفا سله الله عليهم أبدا " (11) (12).
ولما التقى عمر خالدا، قال له: " قتلت امرأ مسلما ثم نزوت على امرأته، والله لأرجمنك بأحجارك، ولا يكلمه خالد بن الوليد " (13).
هذه هي قصة البطاح أو قصة خالد وليلى!! وهي قصة ثابتة في التاريخ (14).
وإسلام مالك لا ينكره إلا معاند، فمما سبق يمكننا أن نعرف كثرة الذين شهدوا بإسلامه، وهم: أبو قتادة الأنصاري، عبد الله بن عمر، عبد الرحمن بن عوف، عمر بن الخطاب، أبو بكر، وخالد نفسه فيما ورد من حواره مع ابن عوف، وأضف لهؤلاء شهادة مالك وقومه على أنفسهم بأنهم مسلمون، وهي كافية لرفع السيف عنهم، وشهد بإسلامه: الواقدي، وابن عبد البر، وابن الأثير في أسد الغابة وابن كثير في تاريخه، (15) والقوشجي في شرح التجريد، وغيرهم.
يقول ابن الأثير: " ويدل على أنه لم يرتد، قول عمر لخالد: قتلت امرأ مسلما، وأبو قتادة يشهد انهم اذنوا وصلوا، وأبو بكر يرد السبي ويعطي دية مالك من بيت المال، فهذا جميعه يدل على أنه مسلم!! فرحمه الله تعالى " (16).
هذا هو خالد بن الوليد، كيف يجعله البعض واحدا من عظماء الإسلام، بعد أن قتل المسلم مالكا وزنى بزوجته؟ هل نعطل العقل ونقول: إنه مجتهد (17)؟ مجتهد وله أجر!
لماذا؟ ألأنه قتل مالكا وقومه المسلمين، ودخل بزوجة مالك؟!! إن هذا المنطق سيؤدي بنا إلى إباحة كل الجرائم والمحرمات لمن يرتكبها ونباركها له، ونعطي لمن يفعلها أجرا واحدا!! وإلا فكيف نقبل بقلب موازين الإسلام لكي تصب في نصرة الأهواء والعصبيات الجاهلية؟!
وحتى لو كان مالك وقومه مرتدين، فيجب قبل قتلهم أن يستتابوا ثلاثة أيام.
" بلغ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ارتداد امرأة تدعى أم رومان، فأمر أن تستتاب وإلا قتلت "!! وروي " أن رجلا أتى عمر من قبل أبي موسى، فقال له: هل من مغربة خبر؟ فقال نعم، رجل ارتد عن الإسلام فقتلناه. فقال له: هل حبستموه في بيت ثلاثة أيام واطعمتموه كل يوم رغيفا، استتبتموه لعله يتوب؟ ثم قال: اللهم إني لم أحضر ولم آمر ولم أرض إذ بلغني " (18).
هذا هو حكم الإسلام، فهل غاب عن خالد؟ كلا فهو يعرفه أشد المعرفة، ولكنه تغاضى عنه لحاجات في نفسه (19)!
لقد طلب عمر من أبي بكر رجم خالد، لأنه قتل امرأ مسلما ونزا على زوجته - حسب تعبيره - لكن أبا بكر بدلا من أن ينفذ حكم الله، اجتهد وأصدر حكما على خالد لم يرد في كتاب ولا سنة، أتعرف ماهو؟ " تأول فاخطأ " (20)!!
وبهذا يمكن لأي إنسان إذا زنى، أن يقول: تأولت فاخطأت فارفعوا أيديكم عني. فيقال له: إن عقوبتك عند الله الرجم، ولا بد من تنفيذ حكم الله، فيقول: هذا خالد ابن الوليد زنى، وأنا اقتديت به، لأنه صحابي عادل!! وهذان أبو بكر وعمر لم يقيما الحد عليه، وإذا لم تحكموا بحكمهم وتفتوا لي بأني مأجور على الاجتهاد أو على التأسي، فقد خالفتم قول الرسول: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي!!!
والملفت للنظر في قصة البطاح: إن عمر جعل خالدا زانيا، فلو لم يكن كلام عمر صحيحا لوجب على عمر حد القذف!!
فلماذا نجد حدود الله قد عطلت في خير القرون؟! وإذا كان خالد زانيا، فلم لم يقيموا عليه حد الزنا؟، وإن لم يكن كذلك - ودون إثبات ذلك خرط القتاد - لم لم يقيموا حد القذف على عمر؟!!
أتى أسامة بن زيد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليشفع في امرأة مخزومية سرقت فقال (صلى الله عليه وآله وسلم):
(أتشفع في حد من حدود الله) ثم قام فخطب، قال: (يا أيها الناس إنما ضل من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف فيهم أقاموا عليه الحد، وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها) (21).
هذه سنة رسول الله وتلك سنة الخلفاء الراشدين!!
خالد مبلغ عن الله؟
بقي لنا أن نتسائل في هذا الموضوع المهم من بحثنا؟ هل اختار الله خالد بن الوليد ليبلغ دينه للناس؟ هذه أحاديثه في الصحيحين وغيرهما (22)، فكيف نأخذ بها؟!
وكذلك الأحاديث المرسلة من يضمن لنا أن لايكون بعضها مأخوذا عن خالد؟!
فكل حديث مرسل إن لم يكن له طريق آخر سنحمله على أنه ربما يكون مأخوذا عن خالد!!
فكيف يسوغ المسلم لنفسه أن يأخذ دينه عمن يقتل المسلمين الأبرياء ويزني...؟!
حاشا لله (23) أن يختار الزناة وقتلة الأبرياء لحمل سنة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم)... وهناك عقبة تلوح لنا من بعيد - ويالها من عقبة - إذا كان هناك من ينكر إسلام مالك، وزنى خالد بزوجته فسيكون عمر قد قذف خالدا، فماذا يترتب على هذا؟ لنترك الحكم لكتاب الله فهو الفصل:
(والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون) .
ألا يعني هذا أن نترك أحاديث عمر التي وصلت إلينا؟! فالرواية عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) شهادة، والله يقول: (ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا).
فهل نأخذ بأحاديث عمر التي وصلت إلينا؟ أم نتبع قول الله (ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا)؟!!

المغيرة بن شعبة

وقصته مع أم جميل مشهورة.
عن أنس بن مالك: " إن المغيرة بن شعبة كان يخرج من دار الإمارة وسط النهار، وكان أبو بكرة - نفيع الثقفي - يلقاه فيقول له: أين يذهب الأمير؟ فيقول: إلى حاجة، فيقول له: حاجة ما؟ إن الأمير يزار ولا يزور، قال: وكانت المرأة - أم جميل بنت الأفقم - التي يأتيها، جارة لأبي بكرة. قال: فبينا أبو بكرة في غرفة له مع أصحابه وأخويه نافع وزياد ورجل آخر يقال له: شبل بن معبد، وكانت غرفة تلك المرأة بحناء غرفة أبي بكرة، فضربت الريح باب غرفة المرأة ففتحته، فنظر القوم فإذا بالمغيرة ينكحها، فقال أبو بكرة: هذه بلية ابتليتم بها فانظروا. فنظروا حتى أثبتوا، فنزل أبو بكرة حتى خرج عليه المغيرة من بيت المرأة، فقال له: إنه قد كان من أمرك ما قد علمت فاعتزلنا، قال: وذهب ليصلي بالناس الظهر، فمنعه أبو بكرة وقال له: والله لا تصلي بنا وقد فعلت ما فعلت. فقال الناس: دعوه فليصل فإنه الأمير واكتبو بذلك إلى عمر. فكتبوا إليه فورد كتابه أن يقدموا عليه جميعا المغيرة والشهود.
وخلاصة ما قاله مصعب بن سعد: إن عمر بن الخطاب جلس ودعا بالمغيرة والشهود فاستنطق أبا بكرة ونافعا وشبلا فشهدوا بالذي ثبتوه، وبعد شهادة الثالث قال عمر للمغيرة: اذهب، مغيرة ذهب ثلاثة أرباعك. " ثم كتب - عمر - إلى زياد فقدم على عمر فلما رآه جلس في المسجد، واجتمع له رؤوس المهاجرين والأنصار، فقال المغيرة ومعي كلمة رفعتها لأحلم القوم، قال: فلما رآه عمر مقبلا قال: إني لأرى رجلا لن يخزي الله على لسانه رجلا من المهاجرين. فقال: يا أمير المؤمنين أما أن الحق ما حق القوم، فليس ذلك عندي... ".
وبين لهم ما شاهده بالتفصيل لكن عمر لم يكتف بما قال وسأله: " أرأيته...
كالميل في المكحلة؟ فقال: لا... فقال له: أرأريته... كالميل في المكحلة؟ فقال: لا، فقال عمر: الله أكبر، قم إليهم فاضربهم، فقام إلى أبي بكرة فضربه ثمانين، وضرب الباقين، وأعجبه قول زياد (24)، ودرأ عن المغيرة الرجم... " (25).
 هذه هي قصة المغيرة بن شعبة وزناه بأم جميل. يقول المؤرخ ابن أبي الحديد: " إن الخبر بزناه كان شايعا مشهورا مستفيضا بين الناس " (26).
ومع ثبات هذه الحقيقة نرى أهل السنة يعدلون المغيرة ويعتمدونه في نقل السنة النبوية. وينسبون الحكم بعدالته إلى الله " عدالة الصحابة معلومة بتعديل الله لهم " (27).
حاشا لله أن يعدل الزاني الذي يأمر برجمه. ولا أدري ما هي القرابة بين الزنا والعدالة؟! اللهم متعنا بعقولنا!
لقد كان عمر جازما بصحة القذف، ولكنه لم يرجم المغيرة، فقد قال للمغيرة:
" والله ما أظن أبا بكرة كذب عليك " (28).
وقد حدث أن اكتفى عمر بشهادة ابن مسعود في قضية مشابهة، وأقره على جلده للزناة. فقد " وجد رجلا مع امرأة في لحاف، فضرب عبد الله كل واحد منهما أربعين سوطا وأقامهما للناس، فذهب أهل المرأة وأهل الرجل فشكوا ذلك إلى عمر بن الخطاب، فقال عمر لابن مسعود: ما يقول هؤلاء؟ قال: قد فعلت ذلك. قال: أورأيت ذلك؟ قال:
نعم، فقال: نعم ما رأيت!! فقالوا أتيناه نستأذنه، فإذا هو يسأله " (29).
في قضية المغيرة كان هناك ثلاثة من الصحابة شهدوا أنهم رأوه في وضع كالميل في المكحلة، ولم يعزر عمر المغيرة. وفي القضية الثانية اكتفى بشهادة ابن مسعود وأقره على فعله.
فهل هذا هو العدل الذي يطبل له أهل السنة حيث عمر يكيل فيه بمكيالين؟!

المغيرة مبلغ عن الله!

هل اختار الله المغيرة ليحمل سنة نبيه إلى الناس (30)؟! إن الجواب بسيط وبسيط للغاية. فالله لا يختار الزناة لتبليغ دينه! ومن يزني يهون عليه الكذب على رسول الله.
وكان المغيرة يسب الله ورسوله بسبه الإمام عليا (عليه السلام). قال ابن الجوزي: " قامت الخطباء إلى المغيرة بن شعبة بالكوفة، فقام صعصعة بن صوحان فتكلم. فقال المغيرة:
أخرجوه فأقيموه على المصطبة فليلعن عليا. فقال: لعن الله من لعن الله ولعن علي بن أبي طالب، فأخبره بذلك فقال: أقسم بالله لتقيدنه، فخرج، فقال: إن هذا يأبى إلا علي بن أبي طالب، فالعنوه لعنه الله. فقال المغيرة: أخرجوه أخرج الله نفسه " (31).
وفي مسند أحمد: " نال المغيرة بن شعبة من علي، فقال زيد بن أرقم: قد علمت أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان ينهى عن سب الموتى فلم تسب عليا وقد مات " (32).
وقد أوصى المغيرة أن لا يترك شتم علي بن أبي طالب والترحم لعثمان، فكان كلما صعد المنبر شتم عليا وترحم على عثمان.
نعم، كان المغيرة يسب عليا (عليه السلام)، والرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: " من سب عليا فقد سبني، ومن سبني فقد سب الله، ومن سب الله أكبه الله على منخريه في النار " (33).
 فالمغيرة - اذن - كان يسب الله ورسوله. وحكم سب الله ورسوله معروف، وإن شئت فانظر كتاب: الصارم المسلول على شاتم الرسول لابن تيمية!
فكيف نعتمد على المغيرة الزاني الساب لله ولرسوله في نقل السنة؟ ومن الخير للمسلم الغيور على دينه - الذي اعتاد الأخذ عن المغيرة وخالد - أن يعيد حساباته، فإن الأمر خطير.
وأحاديث المغيرة منتشرة في كتب السنن ويؤخذ بها. ومما لاشك فيه، إن الصحابة والتابعين أخذوا عن المغيرة وأرسلوا أحاديثه للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم). فليتفكر العقلاء في هذا!
ومما يزيد الطين بلة: إن لأبي بكرة ونافع - اللذين قذفا المغيرة فجلدا - أحاديث في كتب السنن (34). والله يقول في حكم القاذف بعد الجلد (ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا) (35) فهل سننصاع لهذا الأمر الإلهي؟
ولا يقتصر الأمر على ترك أحاديث هذين حسب، بل حتى على الأحاديث المرسلة التي ليس لها إلا طريق واحد، وما أكثرها!
فكل حديث مرسل سنحمله على أنه قد يكون مأخوذا عن أحد الثلاثة الذين جلدوا والمحكوم عليهم (ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا) وتوبتهم غير ثابتة والجرح أولى من التعديل في هذه الحالة!

 الوليد بن عقبة

هذا صحابي محكوم بعدالته عند أهل السنة ومعتمد عليه في نقل الشريعة. وفي الأسطر الآتية نرى حكم الله فيه!
قال تعالى: (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون * أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون * وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون) (36).
المؤمن في هذه الآية هو علي بن أبي طالب (عليه السلام)، والفاسق الذي حكم الله عليه بالنار هو الوليد بن عقبة (37). وبالرغم من أن الله حكم عليه بالنار لفسقه فإن أهل السنة بشروه بالجنة وحكموا بعدالته!!
وقد أكد الله على فسقه بقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) (38).
قال ابن عبد البر: " لا خلاف بين أهل العلم بتأويل القرآن فيما علمت أن قوله (39): (إن جاءكم فاسق بنبأ) نزلت في الوليد " (40).
وقال ابن كثير: " ذكر كثير من المفسرين ان هذه الآية نزلت في الوليد بن عقبة " (41).
 وسبب نزول الآية السابقة: " إن رسول الله بعث الوليد بن عقبة إلى بني المصطلق فعاد فأخبر عنهم أنهم ارتدوا ومنعوا الصدقة وكانوا خرجوا يتلقونه وعليهم السلاح:
فظن أنهم خرجوا يقاتلونه فرجع فبعث إليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خالد بن الوليد فأخبره بأنهم على الإسلام فنزلت هذه الآية " (42).
وكان الوليد يشرب الخمر. يروى أنه صلى بأهل الكوفة صلاة الصبح أربع ركعات، ثم قاء بالمحراب، ثم سلم وقال: هل أزيدكم؟ فقال له ابن مسعود
(رضي الله عنه) " لا زادك الله خيرا ولا من بعثك إلينا، وأخذ فرد خفه وضرب به وجه الوليد، وحصبه الناس فدخل القصر والحصباء تأخذه وهو مترنح... " (43).
قال ابن عبد البر: " وخبر صلاته بهم وهو سكران وقوله: أزيدكم؟ بعد أن صلى الصبح أربعا مشهور من رواية الثقات من نقل أهل الحديث وأهل الأخبار ".
وقال في الإصابة: " قصة صلاته بالناس الصبح أربعا وهو سكران، مشهورة مخرجه " (44).
وقد شهد الشهود لدى عثمان بأنه سكر، لكن عثمان توعد الشهود وتهددهم! ولما سمعت عائشة بذلك نادت: إن عثمان أبطل الحدود! وتوعد الشهود. ونفذ عثمان الحد، لكن للأسف كان بصورة معكوسة، فقد قام بضرب بعض الشهود!! فجاءه علي فقال له:
عطلت الحدود، وضربت قوما شهدوا على أخيك (45)، فقلبت الحكم (46).
انظر - أخي المسلم - الى القوم كيف يباركون الأعمال المحرمة؟ فالوليد كذب على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حياته، وشرب الخمر، وقاء في المحراب. أهكذا تكون العدالة التي يزمر لها ليل نهار. إن العدالة بعيدة عن هذه الأعمال بعد السماء عن الأرض!
وعثمان يعطل الحدود، ويتوعد الشهود، فليبك الباكون على خير القرون.

الوليد مبلغ عن الله!

إنني أسأل وكل قارئ حر يشاركني السؤال هذا نفسه. ولكن ألا تعجب من أن أهل السنة مع علمهم بحال الوليد وفسقه قد جعلوه جسرا يربطهم بالنبي
(صلى الله عليه وآله وسلم)؟!!
يقول ابن حجر: " روى - أي الوليد - عن عثمان وغيره، روى عنه حارثة ابن مضرب والشعبي وأبو موسى الهمداني وغيرهم " (47).
ولكن هل يعقل: ان الله اختار الوليد ليحمل رسالة الإسلام ويبلغها للناس؟! هل يختاره الله وقد نعته بالفسق في آيتين وتوعده بالنار؟! هل يختار الله من يكذب على رسوله؟! هل يختار الله من يشرب الخمر ويقئ في المحراب؟!
من قال بالإيجاب فلا كلام لنا معه (48).
وقد يسلم البعض للحقيقة ويترك حديثي الوليد.
فنقول له: والأحاديث المرسلة؟! - التي تعد بالآلاف - نحن لا نقول: إنها جميعا مأخوذة عن الوليد، ولكن ألا نحتمل رواية الحديث المرسل عن الوليد في كل حديث يعرض لنا ليس له طريق آخر؟!
فالأسلم أن نترك هذه القناة - قناة الصحابة - التي اعتمدها أهل السنة، لتوصلهم بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ونبحث عن القناة التي وضعتها السماء. قناة متصلة، ماؤها عذب، لا كدر فيها ولا أشواك و.. أمينة من منبعها النير إلى قلوب الناس كافة.

معاوية بن أبي سفيان

معاوية وما أدراك ما معاوية؟
ونحتار في هذه الشخصية، فلاندري من اين نبدأ معها؟ أمن بدر؟ أم أحد؟ أم الخندق؟
ففي كل معارك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مع قريش كان على رأس المشركين أبو سفيان وابنه معاوية.
وقد سمع القرآن في مكة، ورأى المسلمين وما هم عليه، ولكنه بقي على شركه إلى يوم فتح مكة. فأظهر الإسلام كأبيه، لا عن رغبة، بل عن رهبة.
ويدلك على هذا: بقاؤه على الشرك أكثر من عشرين سنة.
لقد أسلم الكثيرون باختيارهم، إلا معاوية، فلو لم تفتح مكة لبقي معاوية على شركه وحربه للمسلمين أبد الآبدين.
وما دخلوا الإسلام دينا وإنما * منافقة كي يرفع السيف عنهم
معاوية يشرب الخمر!
أخرج أحمد من طريق عبد الله بن بريدة قال: " دخلت أنا وأبي على معاوية، فأجلسنا على الفرش، ثم أتينا بالطعام فأكلنا، ثم أتينا بالشراب، فشرب معاوية ثم ناول أبي، ثم قال: ما شربته منذ حرمه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)... " (49).
هذا معاوية المعتمد عليه في نقل السنة، يشرب الخمر، فما حكم شارب الخمر؟
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " شارب الخمر كعابد وثن " (50). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " ثلاثة لا يدخلون الجنة أبدا: الديوث، والرجلة من النساء، ومدمن الخمر " (51) فهل سنرضى بحكم الله ورسوله ونسلم للنصوص؟!
 معاوية يأكل الربا
عن عطاء بن يسار: إن معاوية باع سقاية من ذهب أو ورق بأكثر من وزنها، فقال أبو الدرداء (رضي الله عنه): سمعت رسول الله
(صلى الله عليه وآله وسلم) ينهى عن مثل هذا إلا مثلا بمثل. فقال له معاوية: ما أرى بمثل هذا بأسا.
فقال أبو الدرداء (رضي الله عنه): من يعذرني من معاوية؟ أنا أخبره عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويخبرني عن رأيه!! لا أساكنك بأرض أنت بها... " (52).
هذا معاوية الذي يتغنى بذكره أهل السنة، يأكل الربا، ويرد على الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) " لا أرى بهذا بأسا "!! أما نحن نترك حكمه لله ولرسوله.
عن جابر قال: " لعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه " (53).
قال (صلى الله عليه وآله وسلم): " اجتنبوا السبع الموبقات... وأكل الربا " (54). عن أبي هريرة مرفوعا: " أربعة حق على الله أن لا يدخلهم الجنة ولا يذيقهم نعيمها... وآكل الربا " (55).
وقال الله تعالى: (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وامره الى الله ومن عاد فاولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) (56).
 معاوية يستلحق زيادا!
ولد زياد بن أبيه على فراش عبيد مولى ثقيف، ومع ذلك استلحقه معاوية معه خلافا للإسلام. يقول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): " الولد للفراش، وللعاهر الحجر " (57) وقال (صلى الله عليه وآله وسلم):
" من ادعى أبا في الإسلام غير أبيه، فالجنة عليه حرام " (58).
قال السكنواري: " أول قضية ردت من قضايا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) علانية دعوة معاوية زيادا، وكان أبو سفيان تبرأ منه وادعى انه ليس من أولاده وقضى بقطع نسبه ".
" وكان قد تبرأ من زياد أبو سفيان ومنع حقه من ميراث الإسلام بحضرة الصحابة (59) فلا زال طريدا حتى دعاه معاوية وقربه وامره ورد القضية، وهي أول قضية من قضايا الإسلام ردت " (60).
وقال سعيد بن المسيب: " أول قضية ردت من قضاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) علانية دعوة قضاء فلان - أي معاوية - في زياد " (61).
ويهتف أهل السنة لمعاوية، ويباركون له أعماله، مع ما فيه فعل معاوية هذا من استهانة بأحكام الإسلام، ورد صريح على رسول الله، إذ إنه عوتب على هذا الفعل المحرم، ولكنه أصر على فعله .
فإذا اردت أن تعرف كيف كان السلف يضربون النصوص عرض الحائط، فانظر إلى معاوية!
معاوية يقاتل عليا:
حين قتل عثمان كان معاوية متأمرا على الشام. وفي المدينة بايع الناس عليا، إلا معاوية فقد رفض البيعة، بالإضافة الى أنه اتهم عليا بقتل عثمان، وجعل من هذه التهمة سلما ليصل به إلى مآربه. وأخذ يحرض الناس على علي.
وبعد أن هزم علي أهل الجمل، التقى مع معاوية وجيشه في صفين، وقتل من الفريقين مائة ألف نفس!! بسبب معاوية!
وبعد أن استولى معاوية على الحكم بطرقه الملتوية، لم يقم بالانتقام من قتلة عثمان. وهذا يدلك على ان قصده هو الخلافة فقط.
أهل السنة يعتبرون معاوية خليفة شرعيا، ومجتهدا بخروجه على الإمام علي، ولكن ما هو حكم معاوية عند الله ورسوله؟
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " إنه ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهم جميع، فاضربوه بالسيف كائنا من كان " (62). هذا حكم الله ورسوله على معاوية، فكيف أصبح خليفة شرعيا؟!
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما " (63) والآخر هنا هو معاوية.
فكيف يعد خليفة، من حكمه عند الله القتل؟
وعن أبي ذر قال، قال (صلى الله عليه وآله وسلم): " من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه " (64).
 وقد نعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) معاوية وحزبه بالقاسطين، فعن أبي أيوب الأنصاري قال: " أمر رسول الله علي بن أبي طالب بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين " (65).
فالناكثون، أصحاب الجمل، والقاسطون، معاوية وحزبه، والمارقون، الخوارج (وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا) (66)! (ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) (67)؟!
وبالإضافة الى ذلك نأخذ قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " حرب علي حربي، وسلم علي سلمي " (68)، وقوله " عدو علي عدوي " (69)، وقوله: " من آذى عليا فقد آذاني " (70).
أفلا تكفينا هذه النصوص لنعرف موقع معاوية في الإسلام؟ فما مصير من يحارب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ وما هو حال من يؤذي النبي ويعاديه؟! فلماذا نتجاوز هذه النصوص إلى بحر التأويلات والاجتهاد؟ إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في كلامه لا ينطق عن الهوى، فمتى سنصغي لهذه الهتافات النبوية؟
معاوية يلعن عليا:
كان معاوية يلعن عليا، ويقنت بذلك في صلاته، واتخذ لعنه سنة في الجمع والأعياد. وبقي شيعة معاوية يلعنون عليا نحو ستين عاما، حتى منع ذلك عمر بن عبد العزيز.
يقول ابن أبي الحديد:
لعنته الشام ستين عاما * لعن الله كهلها وفتاها
أخرج مسلم من طريق عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: " أمر معاوية ابن أبي سفيان سعدا فقال: ما منعك أن تسب أبا التراب، فقال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلن اسبه، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم... " (71).
 يقول الحجوي - في ترجمة معاوية -: " ومن اقبح ما يذكر في تاريخه سبه لعلي - كرم الله وجهه -، ولولا أنه في (صحيح مسلم) ماصدقت بوقوعه منه، ما أدري ما وجه اجتهاده فيه حتى كان سنة من بعده، والله يغفر له، وليست العصمة إلا للأنبياء " (72).
صحيح، إن العصمة للأنبياء، ولكن هذا الأمر لا يحتاج إلى عصمة. فسب المسلم محرم وهذا يعرفه القاصي والداني!
وقال ابن عساكر: " كان أول عمل عمله معاوية - بعد ان استولى على الحكم - أن كتب لعماله في جميع الآفاق بأن يلعنوا عليا على المنابر " (73).
" ولما مات الحسن بن علي (عليهما السلام) حج معاوية فدخل المدينة وأراد أن يلعن عليا على منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقيل له: إن ههنا سعد بن أبي وقاص ولا نراه يرضى بهذا (74)، فابعث إليه وخذ رأيه، فأرسل إليه وذكر ذلك فقال: إن فعلت لأخرجن من المسجد ثم لا أعود إليه، فأمسك معاوية عن لعنه حتى مات سعد، فلما مات، لعنه على المنبر، وكتب إلى عماله أن يلعنوه على المنابر، ففعلوا... " (75).
وروى ابن الأثير عن شهر بن حوشب أنه قال: " أقام - أي معاوية - خطباء
يشتمون عليا رضي الله عنه وأرضاه، ويقعون فيه... " (76).
وسمع عامر بن عبد الله بن الزبير ابنه ينال من علي (عليه السلام)، " فقال: يا بني إياك وذكر علي (رضي الله عنه) فإن بني أمية تنقصته ستين عاما، فما زاده الله بذلك إلا رفعة " (77).
قال ابن حجر عن علي (عليه السلام): " واتخذوا لعنه على المنابر سنة " (78).
وقال العقاد: " وإذا لم يرجح من أخبار هذه الفترة، إلا الخبر الراجح عن لعن علي على المنابر بأمر من معاوية، لكان فيه الكفاية لإثبات ما عداه، ما يتم به الترجيح بين كفتي الميزان " (79).
إننا نترك الحكم لله ورسوله - قارئنا العزيز - ولعلماء أهل السنة هذه المرة!
مر ابن عباس بقوم يسبون عليا (عليه السلام) فقال لقائده: أما سمعت هؤلاء ما يقولون؟
قال: سبوا عليا. قال: فردني إليهم. فرده فقال: أيكم الساب لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قالوا:
سبحان الله، من سب رسول الله فقد كفر!! فقال: أيكم الساب لعلي؟ قالوا: أما هذا فقد كان قال ابن عباس: فأنا أشهد بالله لسمعت رسول الله
(صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: " من سب عليا فقد سبني، ومن سبني فقد سب الله ومن سب الله (80) اكبه الله على منخريه في النار " (81).
 إذن فهذه هي النتيجة: معاوية سب عليا، وسب علي يعني سب الرسول، وسب الرسول يعني سب الله، وسب الله يعني.. اسأل النص!! ومن أرعد وأبرق فليحاسب النص أو يسلم له!
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) - كما يروي أهل السنة أنفسهم -: " من سب أصحابي، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين " (82).
إن عليا صحابي بالإضافة إلى أن معاوية قد سب هذا الصحابي يعني.. الحكم هو النص!
قال يحيى بن معين: " كل من شتم عثمان أو طلحة أو احدا من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) دجال!! لا يكتب عنه!! وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين!! " (83).
وقال القاضي أبو يعلى: " الذي عليه الفقهاء في سب الصحابة، إن كان مستحلا لذلك كفر، وإن لم يكن مستحلا فسق.. وقد قطع طائفة من الفقهاء من أهل الكوفة بقتل من سب الصحابة!! ".
إذن كيف ترضون عن معاوية بعد أن سب سيد الصحابة؟!
وقال الذهبي: " فمن طعن فيهم - الصحابة - أو سبهم فقد خرج من الدين، ومرق من ملة المسلمين!!! " (84).
وقال ابن حجر: " إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب الرسول، فاعلم انه زنديق!! " (85).
 مجموعة جرائم لمعاوية:
كان معاوية يلبس الذهب والحرير (86)، ضاربا بذلك أقوال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في تحريمهما عرض الجدار. ولما مات علي (عليه السلام) قال معاوية: " الحمد لله الذي أمات عليا " (87). وكأن معاوية لم يسمع قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي " لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق " (88).
ودس معاوية السم للحسن بن علي (89)، والحسن سبط الرسول، وهو والحسين سيدا شباب أهل الجنة. " ولما بلغ معاوية موت الحسن خر ساجدا لله " (90).
وقتل كثيرا من الصحابة الأخيار مثل: عمرو بن الحمق الخزاعي، وحجر بن عدي، ومالك الأشتر (91).
ولما قتل محمد بن أبي بكر رضوان الله عليه، " ألقاه في جيفة حمار ثم أحرقه بالنار، فلما بلغ ذلك عائشة جزعت عليه جزعا شديدا، وقنتت عليه في دبر الصلاة تدعو على معاوية وعمرو " (92).
وقبل أن يموت معاوية، استخلف ابنه يزيد - وما أدراك ما يزيد هذا -، شارب الخمور، استخلفه على أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى كبار الصحابة، فقتل الحسين، ورمى الكعبة بالمنجنيق، واستباح المدينة لجيشه!!
شهادات في معاوية:
رأى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أبا سفيان مقبلا على حمار ومعاوية يقود به، ويزيد ابنه يسوق، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " لعن الله القائد والراكب والسائق " (93) وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " يطلع عليكم من هذا الفج رجل من أمتي، يحشر على غير ملتي " فطلع معاوية (94).
وهكذا كان يضع النبي علامات الاستفهام على هذا الخط الأموي بقيادة معاوية، ولتبقى أبد الآبدين منارا للباحثين.
وعن الحسن البصري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " إذا رأيتم معاوية على منبري، فاقتلوه " فتركوا أمره، فلم يفلحوا ولم ينجحوا (95).
وقال الأسود بن يزيد: " قلت لعائشة: ألا تعجبين لرجل من الطلقاء ينازع أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الخلافة؟ فقالت: وما تعجب من ذلك؟ هو سلطان الله يؤتيه البر والفاجر، وقد ملك فرعون أهل مصر أربعمائة سنة، وكذلك غيره من الكفار " (96).
ومن كلام لعمار بن ياسر يوم صفين: " يا أهل الإسلام؟ أتريدون أن تنظروا إلى من عادى الله ورسوله وجاهدهما، وبغى على المسلمين، وظاهر المشركين، فلما أراد الله أن يظهر دينه وينصر رسوله اتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو والله فيما يرى راهب غير راغب، وقبض الله رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإنا والله لنعرفه بعداوة المسلم ومودة المحرم؟ ألا إنه معاوية،فالعنوه لعنه الله، وقاتلوه فإنه ممن يطفئ نور الله، ويظاهر أعداء الله " (97).
ووجه محمد بن أبي بكر رسالة إلى معاوية ومما جاء فيها: "... وأنت اللعين ابن اللعين لم تزل انت وابوك تبغيان لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الغوائل، وتجهدان في إطفاء نور الله، تجمعان على ذلك الجموع، وتبذلان فيه المال، وتؤلبان عليه القبائل، وعلى ذلك مات أبوك، وعليه خلفته " (98).
وقال الحسن البصري: " أربع خصال كن في معاوية، لو لم تكن فيه منهن إلا واحدة، لكانت موبقة: انتزاؤه على هذه الأمة بالسفهاء، حتى ابتزها أمرها بغير مشورة منهم، وفيهم بقايا الصحابة وذوو الفضيلة، واستخلافه ابنه من بعده، سكيرا خميرا يلبس الحرير ويضرب بالطنابير، وادعاؤه زيادا، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " الولد للفراش وللعاهر الحجر "، وقتله حجرا، ويلا له من حجر وأصحاب حجر. قالها مرتين " (99).
وروي عن الشافعي " أنه أسر إلى الربيع أن لا تقبل شهادة أربعة من الصحابة وهم: معاوية... " (100).
أما (فضائل) معاوية فكلها من أكاذيب المتزلفين الضالين. هذا إسحاق بن راهويه الذي يقول عنه البخاري: " ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند إسحاق " يقول: " لا يصح عن النبي في فضل معاوية شئ " (101).
وقد سئل النسائي عن فضائل معاوية فقال: لا أعلم له فضيلة إلا " لا أشبع الله بطنه "، فقتله أهل دمشق لهذا (102).
وقال الشوكاني في فضائل معاوية: " وفيها تحقق على أنه لم يصح في فضائل معاوية حديث " (103).
معاوية مبلغ عن الله!!
هذا هو معاوية يعتبر من جملة الصحابة الذين يريد السلفية منا أن نتبعهم ونحبهم!
يشرب الخمر، يأكل الربا، يلبس الذهب والحرير، يلعن عليا (عليه السلام) ويقنت بذلك في صلاته وقد حمل الناس على لعنه، وسم الحسن بن علي (عليهما السلام) ريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
وخرج على الإمام الشرعي فتسبب بقتل مائة ألف إنسان... و... و...
فبأي شئ من سيرته نقتدي؟! أبشرب الخمر أم أكل الربا، أم قتل الأبرياء، أم سم الأولياء؟!!
ومع كل هذا نرى السلفية يترضون عنه، ويعدلونه، فنسأل الله ان يمتعنا بعقولنا.
إن الإنسان يقف حائرا أمام موقفهم هذا. فمتى حصل أن شرب العادل الخمر أو أكل الربا أو لبس الذهب والحرير أو سب أولياء الله أو سفك دماء الأبرياء؟! متى حدث ذلك وفي أي زمن وعلى أي كوكب؟!!
وعليك أن تصدق - عزيزي القارئ - بأن أهل السنة يأخذون الإسلام عن معاوية (104)؟! فهل نصدق بأن الله اختار معاوية - كما يزعمون - ليبلغ سنة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) للناس؟!
هل يختار الله شارب الخمر؟! هل يختار الله آكل الربا؟! هل يختار الله زعيم الفئة الباغية التي أمر بقتالها في قرآنه؟! هل يختار الله من يسبه ويسب رسوله؟! هل يختار الله من يلبس الذهب والحرير؟! هل يختار الله لحمل سنة نبيه من يقتل الأبرياء ويسم سيد شباب أهل الجنة؟ وهل... وهل... (105)؟! إني أعجب والله من الإنسان الذي يريد أن يفكر ليجيب عن هذه الأسئلة؟ أتحتاج هذه الأسئلة لجواب عند المسلم؟ ومع كل ذلك، من قال إن الله انتدب معاوية ليكون سفيرا له، وهذا من غير المعقول فإنا لله وإنا إليه راجعون!!
ولنقف قليلا عند هذه الأسئلة لنحدد مرجعيتنا بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). هذه أحاديث معاوية، منتشرة في كتب السنن، ويعمل بها. إذن فلنترك أحاديث معاوية والوليد والمغيرة وخالد وابن عمر... ونأخذ أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من منبعها الصحيح كما أمرنا الرسول
(صلى الله عليه وآله وسلم) بذلك.






____________
1 - تاريخ الطبري: 2 / 502، الكامل في التاريخ: 2 / 359.
2 - 3 / 132.
3 - 1 / 337.
4 - كتاب الردة ونبذة من فتوح العراق، اعتنى بتهذيبه محمد حميد الله: ص 58 - 60.
5 - الاستيعاب: 3 / 1362.
6 - كما فتن خالدا أم تميم! 4 / 79.
7 - هذا عمر يعترف أيضا بزنا خالد!!
8 - وأبو بكر لا ينكر زناه!!
9 - وعمر يقر بأن مالكا مسلم!!
10 - وأبو بكر لا ينكر إسلامه لكن خالدا تأول فأخطأ!!
11 - حاشا الله أن يسل سيفه على عباده المسلمين.
12 - راجع: وفيات الأعيان: 5 / 66. تاريخ أبي الفداء. كنز العمال: 3 / 32 ح 228، الكامل: 2 / 359.
13 - تاريخ الطبري: 2 / 504. أسد الغابة: 4 / 295. نعم، لا يكلمه لأنه خائف من عمله!
14 - فراجعها في: تاريخ الطبري: 5 / 502. تاريخ أبي الفداء: 1 / 158. تاريخ اليعقوبي: 2 / 12.
الكامل: 2 / 358 - 359. الإصابة: 6 / 36. تاريخ أبي الشحنة بهامش الكامل: 11 / 114. كنز العمال:
3 / 132. وفيات الأعيان: 6 / 14. فوات الوفيات: 2 / 627. العقاد في عبقرية الصديق. الصديق أبو بكر، محمد حسين هيكل. شرح النهج للمؤرخ ابن أبي الحديد. الفتوح لابن أعثم: 1 / 25...
15 - 6 / 323.
16 - أسد الغابة: 4 / 295 - 296، موسوعة عظماء حول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): عبد الرحمن الكعك، 3 / 1709.
17 - كما قال القوشجي وابن كثير.
18 - راجع: شرح فتح القدير: 4 / 386. كشاف القناع: 6 / 174 حاشية الدسوقي: 4 / 304.
19 - راجع قصته مع بني المصطلق في تفسير ابن كثير: 4 / 208.
20 - ولماذا لم يقل هذا عن مالك مع أنه صحابي وهو لم ينكر فرضية الزكاة وإنما توقف عن دفعها لسبب أو لآخر. فهو ليس مرتدا!.
21 - صحيح البخاري: كتاب الحدود، باب كراهية الشفاعة في الحد إذا رفع إلى السلطان.
22 - وصل إلينا عن خالد ثمانية عشر حديثا، انظر: أسماء الصحابة الرواة، ابن حزم: ص 127.
23 - النور: 4.  
24 - لقد استدعى عمر زيادا بعد أن أخذ شهادة الشهود الثلاثة، تقول الرواية: " ثم كتب إلى زياد " فلماذا لم يستدعه معهم؟! وما السر في قول عمر: " إني لأرى رجلا لن يخزي الله على لسانه رجلا من المهاجرين "؟ وقول الراوي في النهاية: " وأعجبه قول زياد "؟!
25 - اختصرنا القصة وتجنبنا بعض الألفاظ التي لا يليق ذكرها فراجعها في تاريخ الطبري: 4 / 3. السنن الكبرى للبيهقي: 8 / 235. كنزالعمال: 5 / 423. فتوح البلدان، البلاذري: 352. الكامل في التاريخ:
2 / 540 - 541. تاريخ ابن خلكان: 2 / 455. تاريخ ابن كثير: 7 / 81. عمدة القارى: 6 / 340.
الأغاني، أبو الفرج الأصبهاني: 14 / 146. ويعترف ابن تيمية بهذه الحادثة في منهاجه: 3 / 193 وراجع الغدير، الأميني: 6 / 138.
26 - شرح النهج: 3 / 163.
27 - هذه عبارة الخطيب في الكفاية، وأكثر من تكلم عن العدالة أتى بقوله.
28 - الأغاني: 14 / 147. شرح النهج: 3 / 162.
29 - الطبراني والهيثمي في مجمع الزوائد: 6 / 270 وقال: رجاله رجال الصحيح.
30 - وصل إلينا عن المغيرة 136 حديثا، راجع أسماء الصحابة الرواة: ص 58.
31 - الأذكياء: ص 141.
32 - 4 / 396، والمستدرك: 1 / 385، وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي.
33 - خصائص النسائي: ص 24، وصححه الحاكم في المستدرك: 3 / 121، وراجع: مسند أحمد: 6 / 323.
المناقب، الخوارزمي الحنفي: 82 / 91. ذخائر العقبى: ص 66. ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق، ابن عساكر الشافعي: 2 / 184. مجمع الزوائد: 9 / 130. تاريخ الخلفاء، السيوطي: ص 73. إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار: 141. ينابيع المودة، القندوزي الحنفي: ص 48 و 187 و 246 و 282. نور الأبصار، الشبلنجي الشافعي: ص 73. الصواعق المحرقة، ابن حجر: 2 / 360. الرياض النضرة: ص 220.
مشكاة المصابيح: 3 / 245. الفتح الكبير، النبهاني: 3 / 196، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد:
5 / 30. فرائد السمطين: 1 / 302. مناقب علي بن أبي طالب، ابن المغازلي الشافعي: ص 394. كفاية الطالب، الكنجي الشافعي: ص 83. أخبار شعراء الشيعة، المرزباني: ص 30. الفصول المهمة، ابن الصباغ المالكي: ص 111. نظم درر السمطين: ص 105، راجع ملحق المراجعات: ص 391.
34 - وصل إلينا عن أبي بكرة 132 حديثا وعن نافع حديثا واحدا، راجع: أسماء الصحابة الرواة: 59 و 429.
35 - النور: 4.
36 - السجدة: 18 - 20.
37 - تفسير الطبري: 21 / 68. تفسير ابن كثير: وفسرها بأبي الوليد، 3 / 470. فتح القدير: 4 / 255.
الكشاف، الزمخشري: 3 / 245.
38 - الحجرات: 6.
39 - الاستيعاب: 4 / 1553.
40 - تفسير ابن كثير: 4 / 208.
41 - تفسير ابن كثير: 4 / 208.
42 - السيرة الحلبية: 3 / 314.
43 - لابن حجر: 6 / 322.
44 - هو أخوه من أمه.
45 - أنظر الأغاني: 4 / 178. تاريخ اليعقوبي: 2 / 142.
47 - الإصابة: 6 / 322. وقد وصل إلينا عن الوليد حديثان راجع: أسماء الصحابة الرواة: 291.
48 - من شروط الراوي المعتمدة عند علماء الحديث: العدالة. والوليد مقدوح في عدالته من السماء!
49 - مسند أحمد: 6 / 476 ح 22432.
50 - أخرجه ابن حبان وابن ماجة والبزار، وانظر الترغيب والترهيب، ابن المنذر: 3 / 102.
51 - اختلاف الحديث للشافعي بهامش كتاب الأم: 7 / 23. سنن النسائي: 7 / 279، 5 / 280، وانظر صحيح مسلم: 5 / 43 فإن فيه ما يزيد يقينك!
52 - صحيح مسلم: كتاب المساقاة، باب لعن آكل الربا ومؤكله.
53 - المصدر السابق: كتاب الإيمان، باب الكبائر وأكبرها.
54 - المستدرك على الصحيحين: 1 / 37.
55 - البقرة: 275.
56 - الطبراني وابن المنذر: 3 / 104 قال: رواته لا أعلم فيهم مجروحين.
57 - صحيح البخاري: كتاب البيوع، رقم الحديث 1912.
58 - مسند أحمد: 5 / 46.
59 - الغدير عن محاضرة الأوائل: ص 136، 246.
60 - تاريخ ابن عساكر: 5 / 412. تاريخ الخلفاء: ص 131.
61 - راجع مروج الذهب: 3 / 6 وما بعدها. أنساب الأشراف. الإتحاف بحب الأشراف: ص 67 وراجع قضية الاستلحاق في الاستيعاب: 1 / 195. تاريخ دمشق: 5 / 410. الغدير: 10 / 219.
62 - صحيح مسلم: كتاب الإمارة، باب حكم من فرق أمر المسلمين وهو مجتمع.
63 - المصدر السابق، باب إذا بويع لخليفتين.
64 - مستدرك الحاكم: 1 / 117.
65 - راجع ترجمة الإمام من تاريخ دمشق، ابن عساكر: 3 / 168. المناقب، الخوارزمي الحنفي: ص 110 و 122 و 125. ميزان الاعتدال، الذهبي: 1 / 271 و 584. مجمع الزوائد: 5 / 186 و 6 / 135 و 7 / 138. شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد: 3 / 245. ينابيع المودة، القندوزي الحنفي: ص 128. النهاية، ابن الأثير الجزري: 4 / 60. لسان العرب، ابن منظور: 3 / 18 و 9 / 253.
تاج العروس، الزبيدي: 1 / 651 و 5 / 206. كفاية الطالب، الكنجي الشافعي: ص 169. أسد الغابة: 4 / 33. منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد: 5 / 435 و 437 و 451. كنز العمال: 15 / 98.
الاستيعاب بهامش الإصابة: 3 / 53. فرائد السمطين، الحمويني: 1 / 150 و 279 و 281 - 283 و 285 و 332، وذكره في إحقاق الحق: 6 / 60 عن تنزيه الشريعة المرفوعة، الكناني: 1 / 387. مفتاح النجا، البدخشي: ص 68 مخطوط. أرجح المطالب، الشيخ عبيدالله الحنفي: ص 602 - 624. تاريخ بغداد: 8 / 340 و 13 / 186. موضح أوهام الجمع والتفريق، الخطيب البغدادي: 1 / 386.
شرح المقاصد، التفتازاني: 2 / 217. شرح ديوان أمير المؤمنين، المبيدي: ص 209 (مخطوط)، الروض الأزهر: ص 389، ونقله في الغدير عن تاريخ ابن كثير: 7 / 306. الخصائص للسيوطي: 2 / 138، راجع ملحق المراجعات: ص 397.
67 - الجن: 15.
68 - المائدة: 50.
69 و 70- سبق تخريجهما.
71- المستدرك للحاكم: 3 / 122 وصححه وكذا الذهبي. مسند أحمد بن حنبل: 3 / 483. ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق، ابن عساكر: 1 / 389. شواهد التنزيل، الحاكم الحسكاني الحنفي: 2 / 98. كفاية الطالب، الكنجي الشافعي: ص 276. مناقب علي بن أبي طالب، ابن المغازلي الشافعي: ص 52.
المناقب، الخوارزمي الحنفي: ص 92. مجمع الزوائد: 9 / 129. نور الأبصار، الشبلنجي: ص 73.
الاستيعاب بهامش الإصابة: 3 / 37. الإصابة: 2 / 543. الصواعق المحرقة: 73 / 74. أنساب الأشراف: 2 / 146. كنوز الحقائق، المناوي: ص 144. كنز العمال: 15 / 125. منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد: 5 / 30. الجامع الصغير، السيوطي: 2 / 135. تذكرة الخواص: ص 44. الرياض النضرة: 72 / 218... ملحق المراجعات: ص 391 - 392.
73 - صحيح مسلم: كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب. سنن الترمذي: 5 / 638.
74 - الفكر السامي: 1 / 276 نقلناه عن تاريخ التشريع للفضلي: ص 85.
75 - تاريخ ابن عساكر: 2 / 47، وراجع المستدرك للحاكم: 1 / 385 و 1 / 358. تاريخ الطبري: 4 / 188 - 168. الكامل في التاريخ، ابن الأثير: 3 / 413. تاريخ الخلفاء، السيوطي: ص 190. شرح النهج، ابن أبي الحديد: 1 / 356 و 361. العقد الفريد: 4 / 365، ونقله في الغدير: 26410 عن إرشاد الساري في شرح صحيح البخاري للقسطلاني: 4 / 368. تحفة الباري في شرح صحيح البخاري، الأنصاري (مطبوع) بذيل إرشاد الساري.
76 - العجب من أهل القرون الأولى كيف يوافقون معاوية في لعنه عليا (عليه السلام)؟ ولماذا لم ينهوه؟ وأين هم من قول الله * (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) *؟!
سورة آل عمران 110.
77 - العقد الفريد: 2 / 301 و 2 / 144. المستطرف: 1 / 54.
78 - أسد الغابة: 1 / 134، وانظر الإصابة: 1 / 77.
79 - المحاسن والمساوي، البيهقي: 1 / 40، وراجع لعن معاوية عليا وأمره بذلك في صحيح الترمذي: 5 / 301. المستدرك على الصحيحين: 3 / 109. ترجمة الإمام من تاريخ دمشق: 1 / 206.
خصائص أمير المؤمنين، النسائي: ص 48 و 81. السنة: ابن أبي عاصم، 2 / 588. نظم درر السمطين: ص 107. كفاية الطالب، الكنجي الشافعي: ص 84 - 86، المناقب، الخوارزمي الحنفي: ص 59، وقعة صفين، نصر بن مزاحم: ص 92 و 82، شرح النهج، ابن أبي الحديد: 1 / 256 و 361. تذكرة الخواص: ص 63... ملحق المراجعات: 423.
80 - فضائل الصحابة من فتح الباري، تحقيق عبدالفتاح شيل: ص 142.
81 - معاوية في الميزان. وراجع شيخ المضيرة: ص 180، والغدير ج 10.
82 - خصائص النسائي: ص 24. الرياض النضرة: 2 / 219. وانظر المستدرك: 3 / 121 - 122. مسند أحمد: 6 / 323 وقد سبق لنا تخريج مثل هذا اللفظ.
83 - الكبائر، الذهبي: ص 235.
84 - تهذيب التهذيب: 1 / 509.
85 - الكبائر: ص 233.
86 - الإصابة: ص 17 و 18.
87 - سنن أبي داود: 2 / 186.
88 - البداية والنهاية.
89 - قريب منه في صحيح مسلم كتاب الإيمان، باب الدليل على أن حب الأنصار وعلي من الإيمان.
90 - الاستيعاب: 1 / 141. تاريخ ابن عساكر: 4 / 229. طبقات ابن سعد.
91 - العقد الفريد: 2 / 298.
92 - عيون الأخبار، ابن قتيبة: 1 / 201. تاريخ الطبري: 6 / 54.
93 - تاريخ الطبري: 6 / 58 - 61. الكامل في التاريخ: 3 / 154. تاريخ ابن كثير: 7 / 313.
94 - و 97 تاريخ الطبري: 1 / 357.
95 - رواه البلاذري في تاريخه الكبير ورجاله رجال الصحاح. وأخرجه ابن حجر في تهذيب التهذيب:
7 / 324 بالإسناد إلى أبي سعيد الخدري بطريق رجاله كلهم ثقات فراجع الغدير: 10 / 142. وروى هذا الحديث الطبري في تاريخه: 11 / 357. تاريخ الخطيب: 12 / 181. كنوز الحقائق، المناوي: ص 10.
شرح النهج: 1 / 348.
96 - تاريخ ابن كثير: 8 / 131 قال: أخرجه أبو داود الطيالسي وابن عساكر.
97 - تاريخ الطبري: 6 / 7. الكامل في التاريخ: 3 / 136 - كتاب صفين، راجع الغدير: 2 / 163.
98 - مروج الذهب: 3 / 11.
99 - تاريخ ابن عساكر: 2 / 381. تاريخ الطبري: 6 / 157. الكامل في التاريخ: 4 / 209. تاريخ ابن كثير: 8 / 130. محاضرات الراغب: 2 / 214. النجوم الزاهرة: 1 / 141.
100 - تاريخ الطبري - حوادث سنة 51. ابن الأثير: 2023 - 209. ابن عساكر: 2 / 379.
101 - الموضوعات، ابن الجوزي. سير أعلام النبلاء: 3 / 132.
102 - سير أعلام النبلاء: 14 / 132.
103 - الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة.
104 - وصل إلينا عن معاوية 163 حديثا، راجع أسماء الصحابة الرواة: ص 55.
105 - من أراد المزيد عن سيرة معاوية فليراجع كتاب الغدير الجزء العاشر فإن فيه الكثير مما يدهش المرء!


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page