السفارة كما قرأنا توقيع الامام سلام الله عليه، بمعنى أنّ الامام ينصّ على شخص معيّن يقول هذا وكيلي وقوله قولي، هذا المعنى انتهى بالنائب الرابع وهو السمري، أمّا في زماننا يعبر نائب، قلنا النائب العام،
المقصود بالعمومية هنا عموميّة دليل التعيين، يعني دليل التعيين ما جاء باسم شخص، يقول فلان وكيلي، إنّما جاء ببيان النوع، أعطى عنواناً عاماً فقال: «وأمّا مَن كان من الفقهاء صائناً لنفسه حافظاً لدينه مخالفاً لهواه مطيعاً لامر مولاه فللعوام أن يقلدوه»(1)، وإن كان هذا الكلام يرويه الامام العسكري سلام الله عليه عن الامام الصادق (عليه السلام).
وورد في التوقيع: «أما الحوادث الواقعة فارجعوا إلى رواة حديثنا فانّهم حجتي عليكم وأنا حجة الله»(2)، هذا عنوان عام.
فالمقصود بالنائب في زماننا هو عبارة عن الفقيه العادل الجامع للشرائط الذي يقوم مقام الامام سلام الله عليه في تبليغ أحكام الدين وفي إدارة شؤون المسلمين وحفظ بيضة الاسلام.
هذا هو المقدار المقصود، ولا يدعي هذا النائب بأنّه ينقل عن الامام مباشرة، ولا يوجد عندنا نائب اليوم من النواب ولا فقيه من الفقهاء أو عالم من العلماء يقول أنا أنقل لكم قول الامام مباشرةً، أنا سمعت من الامام مباشرة، وإنّما نرى علماءنا يستندون إلى مصادر التشريع المتعارفة، مصادر الاستنباط، الكتاب والسنة والاجماع والعقل، ولو كان هناك رؤية للامام (عليه السلام) مباشرة لاستغنى هذا النائب عن مراجعة بعض هذه المصادر.
____________
1 ـ الاحتجاج 2: 511 ح 337.
2 ـ كمال الدين: 484 ح 4، الغيبة للطوسي: 291 ح 247
الفرق بين النائب والسفير:
- الزيارات: 1958