في الكافي:1/329 ، عن عبد الله بن جعفر الحميري قال: « اجتمعت أنا والشيخ أبو عمرو (رحمه الله) عند أحمد بن إسحاق ، فغمزني أحمد بن إسحاق أن أسأله عن الخلف فقلت له: يا أبا عمرو إني أريد أن أسألك عن شئ وما أنا بشاك فيما أريد أن أسألك عنه ، فإن اعتقادي وديني أن الأرض لاتخلو من حجة إلا إذا كان قبل يوم القيامة بأربعين يوماً ، فإذا كان ذلك رفعت الحجة وأغلق باب التوبة ، فلم يك يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً ، فأولئك شرار من خلق الله عز وجل وهم الذين تقوم عليهم القيامة ، ولكني أحببت أن أزداد يقيناً ، وإن إبراهيم(ع)سأل ربه عز وجل أن يريه كيف يحيي الموتى: قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ، وقد أخبرني أبو علي أحمد بن إسحاق ، عن أبي الحسن(ع)قال: سألته وقلت من أعامل أو عمن آخذ وقولَ من أقبل؟ فقال له: العمري ثقتي فما أدى إليك عني فعني يؤدي ، وما قال لك عني فعني يقول فاسمع له وأطع ، فإنه الثقة المأمون ، وأخبرني أبو علي أنه سأل أبا محمد(ع)عن مثل ذلك ، فقال له: العمري وابنه ثقتان فما أديا إليك عني فعني يؤديان ، وما قالا لك فعني يقولان ، فاسمع لهما وأطعهما ، فإنهما الثقتان المأمونان ، فهذا قول إمامين قد مضيا فيك . قال: فخرَّ أبو عمرو ساجداً وبكى ثم قال: سل حاجتك فقلت له: أنت رأيت الخلف من بعد أبي محمد(ع)؟ فقال: إي والله ورقبته مثل ذا وأومأ بيده (الى رقبته) فقلت له:فبقيت واحدة ، فقال لي: هات، قلت: فالإسم؟ قال: محرم عليكم أن تسألوا عن ذلك ، ولا أقول هذا من عندي ، فليس لي أن أحلل ولا أحرم ولكن عنه(ع)، فإن الأمر عند السلطان أن أبا محمد مضى ولم يخلف ولداً ، وقسم ميراثه وأخذه من لاحق له فيه ، وهو ذا وعياله يجولون ليس أحد يجسر أن يتعرف إليهم أو ينيلهم شيئاً، وإذا وقع الإسم وقع الطلب فاتقوا الله وأمسكوا عن ذلك ».ونحوه غيبة الطوسي/355، بسند صحيح وفيه: قال: قد رأيته(ع) وعنقه هكذا ، يريد أنها أغلظ الرقاب حسناً وتماماً ».
وفي غيبة الطوسي/164: «عن الزهري قال: طلبت هذا الأمر طلباً شاقاً حتى ذهب لي فيه مال صالح ، فوقعت إلى العمري وخدمته ولزمته وسألته بعد ذلك عن صاحب الزمان ، فقال لي: ليس إلى ذلك وصول ، فخضعت فقال لي: بكر بالغداة فوافيت ، فاستقبلني ومعه شاب من أحسن الناس وجهاً وأطيبهم رائحة ، بهيئة التجار ، وفي كمه شئ كهيئة التجار ، فلما نظرت إليه دنوت من العمري فأومأ إلي ، فعدلت إليه وسألته فأجابني عن كل ما أردت ، ثم مر ليدخل الدار وكانت من الدور التي لا يكترث لها ، فقال العمري إن أردت أن تسأل سل فإنك لا تراه بعد ذا ، فذهبت لأسأل فلم يسمع ودخل الدار وما كلمني بأكثر من أن قال: ملعون ملعون من أخر العشاء إلى أن تشتبك النجوم ، ملعون ملعون من أخر الغداة إلى أن تقضي النجوم ، ودخل الدار »
ومثله الإحتجاج:2/479 ، ومنتخب الأنوار/142 ووسائل الشيعة:3/147 ، وتبصرة الولي/781 .
وفي غيبة الطوسي/178، عن علي بن أحمد الدلال القمي قال: «اختلف جماعة من الشيعة في أن الله عز وجل فوض إلى الأئمة صلوات الله عليهم أن يخلقوا أو يرزقوا ، فقال قوم: هذا محالٌ لا يجوز على الله تعالى ، لأن الأجسام لا يقدر على خلقها غير الله عز وجل ، وقال آخرون: بل الله تعالى أقدر الأئمة على ذلك وفوضه إليهم فخلقوا ورزقوا .
وتنازعوا في ذلك تنازعاً شديداً فقال قائل: ما بالكم لا ترجعون إلى أبي جعفر محمد بن عثمان العمري فتسألونه عن ذلك ، فيوضح لكم الحق فيه ، فإنه الطريق إلى صاحب الأمر عجل الله فرجه ، فرضيت الجماعة بأبي جعفر وسلمت وأجابت إلى قوله، فكتبوا المسألة وأنفذوها إليه ، فخرج إليهم من جهته توقيع نسخته: إن الله تعالى هو الذي خلق الأجسام ، وقسم الأرزاق ، لأنه ليس بجسم ولا حال في جسم لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَئٌْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ. وأما الأئمة (عليهم السلام) فإنهم يسألون الله تعالى فيخلق ، ويسألونه فيرزق ، إيجاباً لمسألتهم وإعظاماً لحقهم » . ومثله الإحتجاج/471 .
1- الإمام المهدي يعتمد وكيل أبيه (عليهما السلام) سفيراً له
- الزيارات: 761