إنّ من أهم التساؤلات التي تدفع الباحث السنّي إلى دراسة مذهب التشيّع ومن ثمّ الالتحاق به، هي الاستفسار حول أسباب، اهمال النبي (صلى الله عليه وآله) لمسؤوليّة الخلافة من بعده
كما يذهب إليه المذهب السنّي، فينتهي به البحث إلى عدم، اهمال الرسول (صلى الله عليه وآله)لهذا الأمر على ضوء مذهب أهل البيت (عليهم السلام).
ويشير محمّد عبد الحفيظ إلى هذا الأمر بعد ذكره اهتمام أبي بكر وعمر بأمر قيادة الأمّة بعدهما:
" إنّ الخلافة قيادة تتعلّق بها مصالح الإسلام والمسلمين، ولا يصلح أن يسكت عنها... لأنّ عامّة الناس لا يعرفون المؤهّلات المعتبرة عندهم، وإنّما يعرفها مَن سبقت له نفس المسؤوليّة.
فإذا كان الخليفتان يهتمّان بهذه الدرجة بمصلحة الإسلام والمسلمين، أيصح أن يهمل النبيّ (صلى الله عليه وآله) هذه المسؤوليّة؟ وهو الذي إذا خرج من المدينة ـ عاصمته ـ أمّر عليها أميراً، وإذا أرسل جيشاً جعل عليه قائداً "(1).
هذا من جهة، ومن جهة أخرى يشير صالح الورداني بصورة مفصّلة إلى مجموعة دوافع دفعته إلى الاستبصار، ويمكننا أن نقول بأن هذه الدوافع عامّة لهامدخليّة في تخلّي الكثير من أهل السنّة عن مذهبهم وانجذابهم نحو مذهب أهل البيت (عليهم السلام).
وهذه الدوافع كما يذكرها صالح الورداني هي:
" هناك عدّة عوامل جذبتني لخط آل البيت وللاطروحة الشيعيّة.
وهذه العوامل منها مايتعلّق بالأطروحة السنّية..
ومنها ما يتعلّق بالواقع الإسلامي..
ومنها ما يتعلّق بشخصي..
ومنها ما يتعلّق بالأطروحة الشيعيّة..
أمّا ما يتعلّق بالأطروحة السنّية فهو ما قد بيّناه من أن هذه الأطروحة إنّما هي وليدة السياسة وتقديم فقه الرّجال على فقه النّصوص، وهذا الخلل الحقيقي فيها والذي يتجنّب القوم علاجه.
وأمّا ما يتعلّق بالواقع الإسلامي فهو يتمثّل في تلك التجربة الطويلة التي عشتها مع التيّارات الإسلاميّة ولمست فيها عن قرب مدى المأزق الفكري والحركي الذي تعيشه هذه التيّارات بسبب هذه الأطروحة، وبالنسبة لشخصي فقد عشتُ فترتي السنّية رافعاً شعار العقل فلم أجد لي مكاناً بين القوم ولاحقتني الإشاعات والاتّهامات، وأدركت فيما بعد أنّ استخدام العقل عند القوم يعني الزندقة والضلال، ولقد كنت أدرك جيّداً أنّ التنازل عن العقل يعني الذوبان في الماضي، وبالتّالي يصبح المرء بلا شخصيّة يواجه بها الواقع... "(2).
ويضيف صالح الورداني:
" إنّ التسلّح بالعقل سوف يمنح المرء القدرة على الاختيار، ومن ثمّ فقد كان تسلّحي بالعقل العامل الأساس في دفعي نحو خطّ آل البيت واختياره. ولم يكن هذا ليُتمّ لولا تسلّحي بالعقل الذي أعانني على تحطيم الأغلال التي كان يكبلني بها الخطُّ السنّي...
أمّا ما جذبني لخط آل البيت ودفعني نحو التشيّع فيما يتعلّق بالأطروحة الشيعيّة فهو ما يلي:
1 ـ القرآن والعقل:
2 ـ الإمام علي:
3 ـ الاجتهاد:
4 ـ المؤسّسة الدينيّة
____________
1- محمّد عبد الحفيظ/ لماذا أنا جعفري: 58.
2- صالح الورداني/ الخدعة: 145.
دوافع عامّة محفّزة على الاستبصار
- الزيارات: 590