كان كعب بن جابر الازدي (1) ممن قاتل الحسين عليهالسلام وهو الذي قتل برير بن خضير الهمداني رحمهالله ، فقالت له اخته النوار بنت جابر : أعنت على ابن فاطمة وقتلت سيّد الغراء ، لقد أتيت عظيماً من الأمر ، والله لا اكلمك من رأسي كلمة ابداً ، فقال كعب :
سلي ُتخبري عني وأنتِ ذميمة
غداة حسين والرمآح شوارعُ
ألم آتِ أقصى ما كرهت ولم يخل
علي غداة الروع مآ أنا صانع
معي يزني لم تخنه كعوبه
وابيض مشخوب (2) الفرارين قاطع
فجردته في عصبة ليس دينهم
بديني وإني بابن حرب لقانع
ولم تر عيني مثلهم في زمانهم
ولا قبلهم في الناس اذ انا يافع
أشدّ قراعاً بالسيوف لدى الوغى
الا كل من يحمي الذمآر مقارع
وقدصبروا للطعن والضرب حسراً
وقد نازوا لو أنّ ذلك نافع
فابلغ عبيدالله إمآ لقيته
بأني مطيع للخليفة سامع
قتلت بريراً ثم حملت نعمة
أبا منقذ لمآ دعا من يماصع
سلي تخبري عني وانت ذميمة
غداة حسين والرماح شوارع
رواها المرزباني في كتابه ص ٣٤٥ ؛ وقال : توفى نحو٦٦ هـ ، ٦٨٥ م ، وروي الطبري بعضها في الجزء ٦ ص ٢٤٧.
٢ ـ مشخوب : مصقول.
قال فبلغت ابياته رضي بن منقذ فقال مجيباً له يرد عليه.
فلو شاء ربي ما شهدت قتالهم
ولا جعل النعماء عندي ابن جابر
لقد كان ذاك اليوم عاراً وسبّة
يعيَّره الابناء بعد المعاشر
فيا ليت اني كنت من قبل قتله
ويوم حسين كنت في رمس قابر
فيا سوءتا ماذا أقول لخالقي
وما حجتي يوم الحساب القماطر
قال الطبري حمل اصحاب الحسين عليهالسلام ، وفيهم برير بن خضير الهمداني (3 ) فحمل عليه رضى بن منقذ العبدي فاعتنق بريراً فاعتركا ساعة ثم ان بريراً صرعه وقعد على صدره ، فجعل رضى يصيح بأصحابه : اين اهل المصاع (٢) والدفاع فذهب كعب بن جابر الازدي ليحمل عليه فقلت له ان هذا برير بن خضير القاريء الذي كان يقرئنا القرآن في المسجد فلم يلتفت لعذلي وحمل عليه بالرمح حتى وضعه في ظهره ، فلما وجد برير مسّ الرمح ، برك على رضي يعض انفه حتى قطعه وانفذ الطعنة كعب حتى القاه عنه وقد غيب السنان في ظهره ثم اقبل يضربه بسيفه حتى برد ، فكأني انظر إلى رضي قام ينفض التراب عنه ويده على انفه وهو يقول : انعمت عليّ يا اخا الأزد نعمةًّ لا انساها ابداً.
____________
1 ـ في الاعلام للزركلي : كعب بن جابر ، شاعر كان مع عبيدالله بن زياد يوم مقتل الحسين وله في ذلك ابيات اولها :
2 ـ برير بن خضير من شيوخ القراء ومن اصحاب امير المؤمنين عليهالسلام وموقفه يوم الطف من اجل المواقف تنبىء خطبه عن شدة ايمانه وبصيرته في دينه. وقد احتج يوم عاشوراء على اهل الكوفة بخطبة يذكرها التاريخ. قال اهل السير كان برير شريفاً ناسكاً شجاعا قرائا للقرآن ، وكان من أهل الكوفة من الهمدانيين ، قتل مع الحسين عليهالسلام بكربلاء سنة ٦١ هـ.
3 ـ أي أهل القتال والجلاد.
١١ ـ كعب بن جابر الأزدي :
- الزيارات: 1944