وهذا هو قول الشيعة في سيّد الأنام، ومنقذ البشرية من العمى والضلال، وقائدها إلى الأمن والسّلام، فاعتبروا يا أُولى الألباب!
قول أهل الذكر في الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
يقول الإمام علي (عليه السلام): "حتّى أفضتْ كرامةُ الله سبحانه إلى محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)، فأخرجه من أفضل المعادنِ منبتاً، وأعزّ الأرومات مغرساً، من الشجرة التي صدع منها أنبياءه، وانتخبَ منها أمناءَهُ.
عترتهُ خير العتر، وأسرتُه خير الأُسر، وشجرته خير الشجر، نبتت في حرم، وبسقت في كرم، لها فروع طوالٌ، وثمرة لا تنال، فهو إمامُ من أتّقى، وبصيرةُ من اهتدى، سراجٌ لمع ضَوءهُ وشهابٌ سطع نورُه، وزندٌ برق لمعُه.
سيرته القصدُ، وسنّتُهُ الرّشدُ، وكلامه الفصْلُ، وحكمهُ العدل، أرسلَهُ على حين فْترة من الرسُلِ، وهفوة عن العمل، وغباوة من الأُمم"(1).
"فبالغ (صلى الله عليه وآله وسلم) في النّصيحة، ومضى على الطريقة، ودعا إلى الحكمة والموعظة الحسنة"(2).
"مستقرّه خير مستقرّ، ومنبتُهُ أشرف منبت في معادن الكرامة ومماهد السلامة، قد صُرفتْ نحوه أفئدة الأبرار، وثنيتْ إليه أزمة الأبصار، دفن به الضّغائن وأطفأ به الثّوائر، ألّفَ به إخواناً، وفرّق به أقراناً، أعزّ به الذلّة، وأذلّ به العزّة، كلامهُ بيانُ، وصمته لسان"(3).
"أرسله بحجّة كافية، وموعظة شافية، ودعوى متلافية، أظهر به الشرائع المجهولة، وقمع به البدع المدخولة، وبيّن به الأحكام المفصولة"(4).
"أرسله بالضياء، وقدّمه في الاصطفاء، فرتق به المفاتقَ، وساور به المُغَالبَ، وذَلَّلَ به الصّعوبةَ، وسهّل به الحُزُونةَ، حتى سرّح الضّلال عن يمين وشمال"(5).
____________
1- نهج البلاغة1: 185، الخطبة 94.
2- المصدر نفسه1: 186، الخطبة 95.
3- المصدر نفسه1: 187، الخطبة 96.
4- المصدر نفسه1: 186، الخطبة 161.
5- المصدر نفسه2: 194، الخطبة 213.