يا إلهي ، لماذا أكابر وأعاند وقد أعطاني حجّة ملموسة من أصحّ الكتب عندنا، والبخاري ليس شيعياً قطعاً، وهو من أئمة أهل السنّة ومحدّثيهم، أأسلم لهم بهذه الحقيقة وهي قولهم : علي عَليه السلام ، ولكن أخاف من هذه الحقيقة فلعلّها تتبعها حقائق أخرى لا أحبّ الاعتراف بها، وقد انهزمت أمام صديقي مرّتين ، فقد تنازلت عن قداسة عبد القادر الجيلاني وسلّمت بأنّ موسى الكاظم (عليه السلام) أولى منه، وسلّمت أيضاً بأنّ عليّاً (عليه السلام) هو أهل لذلك ، ولكنّي لا أُريد
هزيمة اُخرى ، وأنا الذي كنت منذ أيام قلائل عالماً في مصر أفخر بنفسي ويمجّدني علماء الأزهر الشريف، أجد نفسي اليوم مهزوماً مغلوباً ومع من ؟ مع الذين كنت ولا أزال أعتقد أنهم على خطأ، فقد تعوّدت على أنّ كلمة "شيعة" هي مسبّة .
إنّه الكبرياء وحبّ الذات، إنّها الأنانية واللجاج والعصبية، إلهي ألهمني رشدي، وأعنّي على تقبّل الحقيقة ولو كانت مرّة .
اللّهم افتح بصري وبصيرتي ، واهدني إلى صراطك المستقيم ، واجعلني من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، اللّهم أرنا الحق حقّاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه .
رجع بي صديقي إلى البيت وأنا أردّد هذه الدعوات ، فقال مبتسماً : هدانا الله وإيّاكم وجميع المسلمين، وقد قال في محكم كتابه: {وَالَّذينَ جَاهَدوا فينَا لَنَهدِيَنَّهم سُبُلنا وإِنَّ اللهَ لَمع المُحسِنينَ}(1).
والجهاد في هذه الآية يحمل معنى البحث العلمي للوصول إلى الحقيقة، والله سبحانه يهدي إلى الحقِّ كلّ من بحث عن الحقّ(2).
____________
1- سورة العنكبوت ، الآية : 69 .
2- كتاب : ثم اهتديت ، الدكتور التيجاني : 44 ـ 47 .
الإعتراف بالحق
- الزيارات: 788