• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عجز الدكتور عن الإجابة عن آية التبليغ


قلت: أنتم ذكرتم أنّ آية التبليغ ونزولها في حقّ عليّ(عليه السلام)، هي من موهومات الشيعة، والحقّ أنّ كثيراً من علماء السنّة قد صرّحوا بنزولها في حقه(عليه السلام)، منهم ابن جرير الطبري في كتاب الإمامة.
قال: لايوجد للطبري كتاب باسم الإمامة، وهذه أيضاً من ألاعيب الشيعة إذ ينسبون بعض الكتب لبعض الأفراد كذباً وزوراً.
قلت: إن كثيراً من علمائكم ذكروا بأن للطبري كتاباً باسم الإمامة أو الولاية(1).
ثمّ أخرجت له من جيبي ورقة وقرأت فيها: قد نقل هذا الحديث كثير من علماء أهل السنّة مثل: السيوطي في الدر المنثور: 2 / 298، الشوكاني في فتح القدير: 2 / 6، الحسكاني في شواهد التنزيل: 1 / 249، الفخر الرازي في التفسير الكبير: 3 / 636، النيشابوري في أسباب النزول: 135، العيني في عمدة القارئ: 8 / 584، وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة: 27.
فأجاب الدكتور أحمد الغامدي: ذكر أحدهم ذلك والبقية نقلوا عنه.
ومن ثمّ قام من فوره وأتى بفتح القدير، وأتى بالآية المختلف فيها، وأخذ يقرأ حتى وصل إلى عبارة:
"أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر، عن أبي سعيد الخدري، قال: نزلت هذه الآية {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ} على رسول اللّه يوم غدير خم، في علي بن أبي طالب(رضي الله عنه). وأخرج ابن مردويه، عن ابن مسعود، قال: كنّا نقرأ على عهد رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): {ياأيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك أنّ عليّاً مولى المؤمنين}".
ولما قرأ هذه العبارة تأمّل قليلاً، وقال بعدها: لِمَ تركتم كلّ موارد شأن النزول وتمسّكتم بهذه فقط؟!
قلت: أنتم تفضّلتم وقلتم: إنّ هذه من موهومات الشيعة، فأردت أن أثبت لكم العكس، وأنّها حقيقة لا وهم فيها.
فقال: عليّ الاطلاع على سند هذه الرواية، فابن مردويه فيه بعض الكلام.
فقلت: الرجاء إطلاعي بالأمر إن توصّلتم إلى نتيجة في هذا الصدد.
وقد تألم كثيراً مما حصل، والتفت إليّ قائلاً: يوجد في كتب الشيعة أمور ذكرت تحت عنوان التقية، وقد نسبت للإمام الصادق(عليه السلام)كذباً وزوراً، وهو منزّه وأجلّ من ذلك.
فقلت: يا جناب الدكتور، مع احترامي الشديد لكم، ولكنّي لا أقبل الاتّهامات من دون دليل وتوثيق، وأرجو أن تدعموا أقوالكم بالدليل القاطع؟
فقام متوجّهاً نحو مكتبته، وأتى ببعض الأوراق المصورة، وهو يقرأ الرواية التي وردت فيها التقية وقد نقلت من الكافي:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن يحيى بن أبي عمران، عن يونس، عن بكار بن بكر، عن موسى بن أشيم، قال: "كنت عند أبي عبد اللّه(عليه السلام)فسأله رجل عن آية من كتاب اللّه عز وجل، فأخبره بها ثمّ دخل عليه داخل سأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبرالأوّل، فدخلني من ذلك ما شاء اللّه حتى كان قلبي يُشرّح بالسكاكين.
فقلت في نفسي: تركت أبا قتادة بالشام لا يخطئ في واو وشبهه وجئت إلى هذا، يخطئ هذا الخطأ كلّه، فبينا أنا كذلك إذ دخل عليه آخر فسأله عن تلك الآية، فأخبره بخلاف ما أخبرني وأخبر صاحبي، فسكنت نفسي، فعلمت أنّ ذلك منه تقية.
قال: ثمّ التفت إليّ، فقال لي: يا بن أشيم، إنّ اللّه عز وجل فوّض إلى سليمان بن داود، فقال: {هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (2).
وفوّض إلى نبيّه (صلى الله عليه وآله)، فقال: {مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}، فما فوّض إلى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)فقد فوّضه إلينا(3).
فقلت: وقع في سند الرواية موسى بن أشيم، وهو راو ضعيف.
وأخرجت ما ورد عنه في كتب الرجال عند الشيعة عن طريق الحاسوب بسرعة، فقرأ بنفسه ما ورد في رجال ابن داود: "غال خبيث"(4).
وكذلك رجال السيّد الخوئي، فقال: إنّ ابن أشيم كان خطّابياً.
قلت: نحن الشيعة نرى أنّ الخطّابية ليسوا بمسلمين؛ فضلاً عن كونهم من الشيعة.
وعندها رفع يديه مسلّماً ومذعناً، وهي أعلى درجات الشهامة والفضيلة، فقال: قبول! قبول!
واستطرد قائلاً: يوجد في الكافي مطلب آخر عن التقية، وأتى بأوراق مصوّرة أخرى عن رواية موجودة في الكافي، ولكن لم يذكر فيها رقم الصفحة ورقم الحديث، فاستطعت إخراجها عن طريق الحاسوب، وفيها:
علي، عن أبيه، عن الحسن بن علي، عن أبي جعفر الصائغ، عن محمد بن مسلم، قال: "دخلت على أبي عبد اللّه(عليه السلام)وعنده أبو حنيفة، فقلت له: جعلت فداك رأيت رؤيا عجيبة، فقال لي: يابن مسلم هاتها فإنّ العالم بها جالس (وأومأ إلى أبي حنيفة)، قال: فقلت: رأيت كأنّي أدخل داري وإذا أهلي خرجت عليّ فكسرت جوزاً كثيراً ونثرته عليّ، فتعجّبت من هذه الرؤيا؟ فقال أبو حنيفة: أنت رجل تخاصم وتجادل لئاماً في مواريث أهلك، فبعد نصب شديد تنال حاجتك منها إن شاء اللّه.
فقال أبو عبد اللّه(عليه السلام): أصبت واللّه يا أبا حنيفة.
قال: ثمّ خرج أبو حنيفة من عنده، فقلت: جعلت فداك إنّي كرهت تعبير هذا الناصب.
فقال: يا بن مسلم، لايسؤك اللّه، فما يواطئ تعبيرهم تعبيرنا ولا تعبيرنا تعبيرهم، وليس التعبير كما عبّره.
قال: فقلت له: جعلت فداك فقولك: أصبت وتحلف عليه، وهو مخطئ؟
قال: نعم، حلفت عليه أنّه أصاب الخطأ.
قال: فقلت له: فما تأويلها؟
قال: يا بن مسلم، إنّك تتمتّع بامرأة فتعلم بها أهلك فتمزّق عليك ثياباً جدداً; فإنّ القشر كسوة اللب.
قال ابن مسلم: فواللّه ما كان بين تعبيره وتصحيح الرؤيا إلاّ صبيحة الجمعة، فلمّا كان غداة الجمعة أنا جالس بالباب إذ مرّت بي جارية فأعجبتني فأمرت غلامي فردّها، ثمّ أدخلها داري فتمتعت بها، فأحست بي وبها أهلي، فدخلت علينا البيت، فبادرت الجارية نحو الباب، وبقيت أنا، فمزّقت عليّ ثياباً جدداً كنت ألبسها في الأعياد"(5).
فقلت: في بداية السند: علي بن إبراهيم وأبيه، وفي آخره: محمد بن مسلم وهم ثقات، ولكن في الوسط: الحسن بن جعفر وأبو جعفر الصائغ وهما مجهولان ومن الضعاف.
وقد ورد في جامع الرواة: "أبو جعفر الصائغ، ضعيف جداً، قيل: إنّه غال لا يلتفت إليه"(6).
وقال السيّد الخوئي عن حسن بن علي: "الحسن هذا مشترك بين جماعة، والتمييز إنّما بالراوي والمروي عنه"(7).
فسلّم وأذعن للحقيقة، ورفع يديه قائلاً: قبول! قبول! (8).

____________
(1) إنّ ابن كثير يقول: "رأيت له كتاباً جمع فيه أحاديث غدير خم في مجلّدين ضخمين". ابن كثير، البداية والنهاية: ج11 ص146.
وقال أيضاً: "وقد اعتنى بأمر هذا الحديث أبو جعفر محمد بن جرير الطبري صاحب التفسير والتاريخ، فجمع في مجلّدين أورد فيهما طرقه وألفاظه" ج5 ص208.
وقال الذهبي في ترجمة الطبري: وحكي عن الفرغاني أنّه قال: وكما بلغه أنّ ابن أبي داود تكلّم في حديث غدير خم، عمل كتاب الفضائل، وتكلّم على تصحيح الحديث، ثمّ قال: رأيت مجلّداً من طرق هذا الحديث لابن جرير فاندهشت له ولكثرة تلك الطرق تذكرة الحفاظ: ج2 ص713.
وقال ابن البطريق: "وقد ذكر محمد الطبري صاحب التاريخ خبر يوم الغدير وطرقه من خمسة وسبعين طريقاً وأفرد له كتاباً سمّاه الولاية" العمدة: 157.
وقال ابن حجر في ترجمة أمير المؤمنين(عليه السلام)، والكلام عن حديث الغدير: وقد جمعه ابن جرير الطبري في مؤلّف فيه أضعاف من ذكر (أي ابن عقدة) وصحّحه. تهذيب التهذيب: ج7 ص339.
(2) سورة ص: آية 39.
(3) الكافي: ج1 ص265.
(4) رجال ابن داود: 281 رقم 523.
(5) الكافي: ج8 ص292.
(6) جامع الرواة: ج2 ص92.
(7) معجم رجال الحديث: ج5 ص7 رقم 2923.
(8) لقد استشعرت من كلامه هذا الإنصاف والموضوعية، مما دفعني لمواصلة الحوار معه.

 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page