قلت: لماذا بايع الإمام علي(عليه السلام)أبا بكر بعد ستّة شهور؟
فقال: لم يتخلّف علي(عليه السلام)إلاّ أنّه كان يعتقد أنّ له حقّاً.
قلت: ألم يكن ذلك الحق هو حق الخلافة؟
قال: لا، بل كان يعتقد أنّ له رأياً.
قلت: فما معنى كل تلك الاحتجاجات والمناشدات التي صدرت من علي(عليه السلام)حول حق الخلافة؟
قال: لا دليل لها ولا أساس لها من الصحّة.
قلت: هل تبقى على رأيك في عدم وجود رواية صحيحة كتبت حول حق خلافة علي(عليه السلام)؟
قال: نعم.
فقلت: أحب أن أكتب عين عبارتكم بالضبط.
قال: اكتب: لا توجد رواية صحيحة تثبت أنّ عليّاً هو الخليفة بعد النبيّ (صلى الله عليه وآله).
قلت: لاتوجد لدينا فرصة الآن، وإلا لأخرجت لكم العشرات، بل المئات من الروايات الصحيحة في هذا المجال (في خلافة علي(عليه السلام))، ولكنّي أقدّم لكم كتاب المراجعات هذا لشرف الدين، ففيه ما طلبتم.
وفيه: بعد ما نزلت الآية {وأنْذِر عَشِيرَتَكَ الأقرَبينَ} جمع الرسول (صلى الله عليه وآله) أربعين من رؤساء قريش وقال: "إنّ هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا، فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع"(1).
فقد صرّح بصحّته جمع من العلماء كابن جرير الطبري فيما نقله المتقي في كنز العمال: 13 / 128 ر 3648، والهيثمي في مجمع الزوائد: 8 / 32، وأبي جعفرالإسكافي كما في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 13 / 243، والحاكم في مستدرك الصحيحين: 3 / 132 والذهبي في تلخيص المستدرك، ـ في حديث طويل ـ والشهاب الخفاجي في شرحه على الشفاء للقاضي عياض، نسيم الرياض: 3 / 35، وورود الرواية في كتاب المختارة للضياء المقدسي الذي التزم فيه بأن لا يروي في كتابه هذا إلاّ الروايات الصحيحة المعتبرة، كما صرّح بذلك جمع كعبد اللّه بن الصديق المغربي في ردّ اعتبار الجامع الصغير: 42، ومحقّقي كنز العمال: 1 / 9، وقال ابن حجر:ابن تيمية يصرّح بأنّ أحاديث المختارة أصحّ وأقوى من أحاديث المستدرك< فتح الباري: 7 / 211.
وعشرات من الروايات التي ذكرت في كتاب المراجعات التي تدلّ على إمامة وخلافة علي بن أبي طالب(عليه السلام).
فقال: سأقرأ الكتاب.
___________
(1) تاريخ الطبري: ج2 ص262، بتحقيق نخبة من العلماء، ط. مؤسسة الأعلمي ـ بيروت.