قمتم في ص48 بإجراء مقارنة بين كتاب (صحيح البخاري) وكتاب (الكافي)، وخلصتم من خلالها ليس إلى تفضيل البخاري على الكافي فحسب، بل الطعن في الكافي وأنه تضمن أكاذيب وخرافات.
قلت: إنّ ما ذكرتموه من مقارنة وموازنة بين الكتابين افتقرت في كثير من جوانبها إلى الحيادية والتحرر عن الإسقاطات والمسبّقات الفكرية، مما حدى بكم إلى إغفال المؤاخذات الفاضحة والإخفاقات الواضحة التي تضمنها كتاب البخاري، مع تسليط الضوء على ما ادعي أنها من محاسن الكتاب، كما أغفلتم أيضاً ما يتمتع به كتاب الكافي من نقاط مشرقة ومضيئة وركزتم الكلام عنه فيما استوحشتموه من روايات صادرة عن أهل بيت العصمة والطهارة(عليهم السلام).
ولكي تكون المقارنة متوازنة نكمل ما أغفلتموه في مقارنتكم، ليتسنى للقارئ الحكم بصورة أدق على واقع المقارنة بين الكتابين.
وما نراه صحيحاً في الموازنة والمقارنة الحقيقية هو أن نقارن أولاً بين شخصية مؤلفي الكتابين، ثم ننتقل بعد ذلك إلى المقارنة بين كتابيهما؛ لأن محتوى الكتاب إنما يعكس مكانة المؤلف العلمية ومستواه الفكري وقدرته في معرفة الرجال وتضلّعه في الحديث وغير ذلك من الجوانب المعرفية.