وهذا أيضاً من البحوث الخارجة عن الحوار أضعه هنا بين يدي القارئ الكريم للفائدة:
قال ابن تيمية في جوابه على العلاّمة الحلي:>أمّا الإخبار ببعض الأمور الغائبة فمن هو دون عليّ يخبر بمثل ذلك، فعلي أجلّ قدراً من ذلك، وفي أتباع أبي بكر وعمر وعثمان من يخبر بأضعاف ذلك، وليسوا ممّن يصلح للإمامة ولا هم أفضل أهل زمانهم، ومثل هذا موجود في زماننا وغير زماننا. وحذيفة بن اليمان وأبو هريرة وغيرهما من الصحابة كانوا يحدثون الناس بأضعاف ذلك.
وأبو هريرة يسنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم وحذيفة تارة يسنده وتارة لا يسنده وإن كان في حكم المسند.
وما أخبر به هو وغيره قد يكون مما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم وقد يكون مما كوشف هو به، وعمر رضي الله عنه قد أخبر بأنواع من ذلك.
والكتب المصنفة في كرامات الأولياء وأخبارهم مثل ما في كتاب الزهد للإمام أحمد وحلية الأولياء وصفوة الصفوة وكرامات الأولياء لأبي محمد الخلال وابن أبي الدنيا واللالكائي، فيها من الكرامات عن بعض أتباع أبي بكر وعمر، كالعلاء بن الحضرمي نائب أبي بكر وأبي مسلم الخولاني بعض أتباعهما وأبي الصهباء وعامر بن عبد قيس وغير هؤلاء(1).
____________
(1) منهاج السنّة: ج8 ص 135.