عرفت بعض العلماء ممن كان يعتقد بأن العباس (عليه السلام ) هو الباب الى الحسين (عليه السلام ) فإذا أرادوا حاجة من الإمام الحسين طلبوها من العباس (عليه السلام ) ، الواسطة بينهم وبين إمامهم .
وكبرى هذه المسألة هي : أنّ الله سبحانه وتعالى جعل لكل شيء باباً سواء كان ذلك الشيء مادّيا أو معنوياً ، وأمرنا أن ندخل الأشياء من أبوابها .
« وأتوُا البُيُوتَ مِن أَبوابِها » (1) ، وهذه كبرى المسألة وهي قطعية ، أمّا صغراها فلم أجد نصاً أو ما شابه .
لا إشكال في أنّ الحسين (عليه السلام ) كما كان يستجيب للعباس (عليه السلام ) حال حياتهما كذلك يستجيب له حال شهادتهما ، فـ « الأرواح جنودٌ مجنّدة ما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف » (2) ، وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) : «أنا مدينة العلم وعليّ بابها فمن أراد المدينة فليدخل من بابها» .(3) إلاّ أن الكلام في مدى توسّط العباس (عليه السلام ) عند الأمام الحسين (عليه السلام ) بعد شهادتهما ؟ إنّه نوعٌ من الرجاء لا بأس به .
وكان والدي ( قدس سره ) يذهب كلّ ليلة الى حرم العباس (عليه السلام ) ثمّ يأتي الى حرم الحسين (عليه السلام ) ويقول : إنّه بابه بعد الشهادة كما كان حال الحياة .
وفي الزيارة الجامعة والباب المبتلى به الناس (3) لأنّ الله ( سبحانه وتعالى ) جهلهم أبواب فضله وابتلى الناس بهم أيّ اختبرهم وامتحنهم ، فالله سبحانه مرتبطٌ بكلّ إنسان ويعرف ما يوسوس في صدر كلّ إنسان ومع ذلك يقول : «وابتغوا إليه الوسيلة ...» (4) .
والوسيلة هي السبيل لتقوية الإنسان وإن لم يكن محتاجاً إليها . وإذا احتملنا مثل ذلك في الإمام الحسين والعباس (عليهما السلام ) لم يكن فيه بأسٌ حتى على القاعدة العقلية القائلة : كلّ ما قرع سمعك ، فذره في بقعة الإمكان ، حتى يقوم عليه قاطع البرهان .
هذا وهناك أدلّةٌ كثيرة ٌ على إثبات ذلك .
وأدعية التوسّل مشهورة ومرويّة وكم أخذوا الحوائج بواسطتها .
أمّا الذين ينكرون هذه الحقيقة الثابتة فهم في الواقع ينكرون الشرع الوارد والعقل المقطوع به .
______________________________
(1) سورة البقرة : الآية 189 .
(2) من لا يحضره الفقيه : ج 4 ص 380 ح 5818 ب 2 .
(3) غوالي اللئالي : د4 ص123 ، ونظير هذا الحديث ورد في كتاب الغدير : ج6 ص 61 ، ومنقتل الحسين للخوارزمي : ج1 ص 431 ، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج7 ص 219 ط مصر و ج 2 ص236 ط بيروت ، ونص الحديث : «أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب» . وورد أيضاً :« أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها » الأمالي للشيخ الصدوق ص 526 وعيون أخبار الرضا ص 233 .
(4) التهذيب : ج 6 ص98 ح1 ب 22 ، من لايحضره الفقيه : ج 2 ص 613 .
(5) سورة المائدة : الآية 35 .
العباس باب الى الحسين
- الزيارات: 957