سيدنا ومولانا أبو الفضل العباس مع إخوته (صلوات الله وسلامه عليه أجمعين):
وأنبرى بطل كربلاء إلى اشقائه بعد شهادة الفتية من أهل البيت (ع) فقال لهم:
تقدموا يا بني أمي حتى أراكم نصحتم لله ولرسوله، فإنه لا ولد لكم...))(1).
وإلتفت أبو الفضل إلى أخيه عبد الله فقال له:
((تقدم يا أخي حتى أراك قتيلاً، وأحتسبك...))(2).
وأستجابت الفتية إلى نداء الحق فهبوا للدفاع عن سيد العترة وإمام الهدى الحسين (ع)(3).
مصارع إخوة سيدنا ومولانا أبي الفضل العباس (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين):
فقد برز عبد الله بن أمير المؤمنين (ع) وإلتحم مع جيوش الأمويين وهو يرتجز:
شيخي علي ذو الفخار الأطول من هاشم الخير الكريم المفضل
هذا حسين بن النبي المرسل عنه نحامي بالحسام المصقل
تفديه نفسي من أخ مبجل يا رب فأمنحني ثواب المنزل
ولم يزل التفى يقاتل أعنف القتال وأشده حتى شد عليه رجس من أرجاس أهل الكوفة وهو هاني بن ثبيت الحضرمي فقتله(4).
وبرز من بعده أخوه جعفر، وكان له من العمر تسع عشر سنة فجعل يقاتل قتال الأبطال فبرز إليه قاتل أخيه فقتله(5).
وبز من بعده أخوه عثمان وهو أبن إحدى وعشرين سنة فرماه خولي بسهم فاضعفه، وشد عليه رجس من بني دارم وأخذ رأسه ليتقرب به أبن الأمة الفاجرة عبيد الله بن مرجانة(6).
لقد سمت أرواحهم الطاهرة إلى الرفيق الأعلى، ووقف أبو الفضل على اشقائه الذين مزقت أشلاءهم سيوف الأعداء فجعل يتأمل في وجوههم المشرقة بنو الإيمان، وأخذ يتذكر وفاءهم، وسمو آدابهم، وأخذ يذرف عليهم أحر الدموع، وتمنى أن تكون المنية قد وافته قبلهم(1).
____________
1ـ العباس بن علي رائد الكرامة والفداء في الإسلام، لعله في الإرشاد.
2ـ المصدر السابق، لعله عن مقاتل الطالبيين.
3ـ المصدر السابق.
4ـ المصدر السابق، لعله عن كتاب حياة الإمام الحسين.
5ـ المصدر السابق، لعله عن الإرشاد.
6ـ المصدر السابق، لعله عن مقاتل الطالبيين.