أحضر المعتصم الإمام الجواد (ع) سنة ٢٢٠ ، الى بغداد ، وسَمَّهُ بواسطة زوجته بنت المأمون! وكان الإمام الهادي في المدينة ، فَعَرَفَ بقتل أبيه وعمره سبع سنين وأخبر أهله وأمرهم بإقامة المأتم ، وذهب بنحوالإعجاز الرباني الى بغداد لتجهيز جنازة أبيه والصلاة عليه ، ورجع الى المدينة في ذلك اليوم!
روى في الكافي « ١ / ٣٨١ » : « عن هارون بن الفضل قال : رأيت أبا الحسن علي بن محمد في اليوم الذي توفي فيه أبوجعفر (ع) فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، مضى أبو جعفر! فقيل له : وكيف عرفت؟ قال : لأنه تداخلني ذِلَّةٌ للهِ لم أكن أعرفها ».
وفي إثبات الإمامة / ٢٢١ : « بينا أبوالحسن جالسٌ مع مؤدِّب له يكنى أبا زكريا ، وأبوجعفر عندنا أنه ببغداد ، وأبوالحسن يقرأ من اللوح إلى مؤدبه ، إذ بكى بكاءً شديداً فسأله المؤدب : ممَّ بكاؤك؟ فلم يجبه. فقال : إئذن لي بالدخول فأذن له ، فارتفع الصِّياح والبكاء من منزله ، ثم خرج إلينا فسألنا عن البكاء ، فقال : إن أبي قد توفي الساعة! فقلنا : بما علمت؟ قال : دخلني من إجلال الله ما لم أكن أعرفه قبل ذلك ، فعلمت أنه قد مضى.
فتعرفنا ذلك الوقت من اليوم والشهر ، فإذا هوقد مضى في ذلك الوقت ».
وفي عيون المعجزات / ١١٩ : « عن الحسن بن علي الوشاء قال : جاء المولى أبوالحسن علي بن محمد (ع) مذعوراً حتى جلس عند أم موسى عمة أبيه فقالت له : مالك؟ فقال لها : مات أبي والله الساعة ، فقالت : لا تقل هذا ، فقال : هووالله كما أقول لك ، فكتب الوقت واليوم ، فجاء بعد أيام خبر وفاته (ع) وكان كما قال (ع) ».
وانتشر خبر شهادة الإمام الجواد (ع) في المدينة ، وكان كثيرٌ من أهلها يحبونه لمكانته من رسول الله (ص) ، وإحسانه اليهم.
الإمام الهادي (ع) عرف بشهادة أبيه في بغداد
- الزيارات: 754