• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

وأتوا به من سجن المخانيث الى كرسي الخلافة!

أوصى الواثق بالخلافة الى ابنه محمد ، لكن كبار أركان الدولة استصغروه ، فجاؤوا بالمتوكل من سجنه ، ونصبوه خليفة.
قال الطبري « ٧ / ٢٤١ » : « لما توفيَ حضر الدار أحمد بن أبي دؤاد ، وإيتاخ ، ووصيف وعمر بن فرج ، وابن الزيات ، وأحمد بن خالد أبوالوزير ، فعزموا على البيعة لمحمد بن الواثق ، وهوغلام أمرد فألبسوه دراعة سوداء وقلنسوة رصافية ، فإذا هوقصير ، فقال لهم وصيف « القائد التركي » : أما تتقون الله تولون مثل هذا الخلافة ، وهولا يجوز معه الصلاة! قال فتناظروا فيمن يولونها فذكروا عدةً ، فذُكر عن بعض من حضر الدار مع هؤلاء أنه قال : خرجت من الموضع الذي كنت فيه فمررت بجعفر المتوكل فإذا هوفي قميص وسروال قاعد مع أبناء الأتراك ، فقال لي : ما الخبر؟ فقلت : لم ينقطع أمرهم. ثم دعوا به ، فأخبره بغا الشرابي الخبر ،
وجاء به فقال : أخاف أن يكون الواثق لم يمت ، قال : فمرَّ به فنظر إليه مُسَجَّىً ، فجاء فجلس فألبسه أحمد بن أبي دؤاد الطويلة وعممه وقبَّله بين عينيه ، وقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته. ثم غُسِّلَ الواثق وصُلِّيَ عليه ودفن ، ثم صاروا من فورهم إلى دار العامة ولم يكن لُقَّبَ المتوكل. وذكر أنه كان يوم بويع له ابن ست وعشرين سنة ، ووضع العطاء للجند لثمانية أشهر ، وكان الذي كتب البيعة له محمد بن عبد الملك الزيات ، وهوإذ ذاك على ديوان الرسائل واجتمعوا بعد ذلك على اختيار لقب له ، فقال ابن الزيات : نسميه المنتصر بالله وخاض الناس فيها حتى لم يشكوا فيها ، فلما كان غداة يوم بَكَّرَ أحمد بن أبي دؤاد إلى المتوكل فقال : قد رَوِيتُ « وصلتُ اليه بعد رَوِيَّة » في لقب أرجوأن يكون موافقاً حسناً إن شاء الله وهو : المتوكل على الله. وأمر بإمضائه ، وأحضر محمد بن عبد الملك فأمر بالكتاب بذلك إلى الناس فنفذت إليهم الكتب نسخة ذلك : بسم الله الرحمن الرحيم أَمَرَ ، أبقاك الله ، أمير المؤمنين أطال الله بقاءه ، أن يكون الرسم الذي يجرى به ذكره على أعواد منابره ، وفى كتبه إلى قضاته وكتابه وعماله وأصحاب قضاته وكتابه وعماله وأصحاب دواوينه ، وغيرهم من سائر من تجرى المكاتبة بينه وبينه : من عبد الله جعفر الإمام المتوكل على الله أمير المؤمنين. فرأيك في العمل بذلك ، وإعلامي بوصول كتابي إليك ، موفقاً إن شاء الله.
وذُكر أنه لما أمر للأتراك برزق أربعة أشهر ، وللجند والشاكرية ومن يجرى مجراهم من الهاشميين برزق ثمانية أشهر ، أمر للمغاربة برزق ثلاثة أشهر ، فأبوا  أن يقبضوا فأرسل إليهم من كان منكم مملوكاً فليمض إلى أحمد بن أبي دؤاد حتى يبيعه ، ومن كان حراً صيرناه أسوة الجند ، فرضوا بذلك ، وتكلم وصيف فيهم « مع المتوكل » حتى رضيَ عنهم فأعطوا ثلاثة ، ثم أجروا بعد ذلك مجرى الأتراك.
وبويع للمتوكل ساعة مات الواثق بيعة الخاصة ، وبايعته العامة حين زالت الشمس من ذلك اليوم ».
وفي وفيات الأعيان « ٥ / ٩٩ » : « لما مات الواثق بالله أخ المتوكل ، أشار محمد المذكور « الزيات » بتولية ولد الواثق ، وأشار القاضي أحمد بن أبي دواد المذكور بتولية المتوكل وقام في ذلك وقعد حتى عممه بيده وألبسه البُرْدَة ، وقبَّله بين عينيه ».
وقال الخطيب البغدادي في تاريخه « ٣ / ١٤٥ » : « كان بين محمد بن عبد الملك وبين أحمد بن أبي دؤاد عداوةٌ شديدةٌ ، فلما وليَ المتوكل دارَ ابن أبي داود على محمد ، وأغرى به المتوكل حتى قبض عليه وطالبه بالأموال ».
وقال المسعودي في مروج الذهب « ٤ / ٣ » : « فلما كان في اليوم الثاني لقبه أحمد بن أبي داود المتوكل على الله ».
أقول : لكن روايتنا تدل على أنه كان يوجد صراع على الخلافة بعد الواثق ، بين رئيس وزرائه ابن الزيات من جهة ، وبين إيتاخ القائد التركي الذي ربى المتوكل ومعه القائد التركي وصيف ، ومعهما القاضي ابن أبي دؤاد من جهة أخرى. وكان المتوكل في السجن فتمكن وصيف وابن دُؤاد من إخراجه ، وعقدوا له البيعة ولقَّبَوه بالمتوكل!
قال خيران الأسباطي : « قدمت على أبي الحسن « الإمام الهادي (ع) » المدينة فقال لي : ما خبر الواثق عندك؟ قلت : جعلت فداك خَلَّفْتُهُ في عافية ، أنا من أقرب الناس عهداً به ، عهدي به منذ عشرة أيام. قال فقال لي : إن أهل المدينة يقولون : إنه مات. فلما أن قال لي : الناس ، علمت أنه هو. ثم قال لي : ما فعل جعفر « المتوكل »؟ قلت : تركته أسوأ الناس حالاً في السجن. قال فقال : أما إنه صاحب الأمر!
ما فعل ابن الزيات؟ قلت : جعلت فداك الناس معه ، والأمر أمره. قال فقال : أما إنه شؤم عليه. قال : ثم سكت وقال لي : لابد أن تجري مقادير الله تعالى وأحكامه. يا خيران ، مات الواثق وقد قعد المتوكل جعفر ، وقد قتل ابن الزيات. فقلت : متى جعلت فداك؟ قال : بعد خروجك بستة أيام ». « الكافي : ١ / ٤٩٨ ».
وقد كتبنا فقرات عن ابن دؤاد في سيرة الإمام الهادي (ع) ، وسنكتب عنه وعن القادة الأتراك ، فقرات في هذه السيرة.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page