ارتكب المتوكل جريمة هدم قبر الحسين (ع) سنة ٢٣٦ ، واتفق المؤرخون على أنه أثار على نفسه نقمةً عامة من كل الفئات ، حتى كتب المسلمون شعار شتمه على جدران بغداد ، ولم يرووا أن أحداً كان يمحوه!
وقد رافق ذلك تزايد تعاطف المسلمين مع الإمام الهادي (ع) خاصة في بغداد والحجاز ، وقد وصل هذا التعاطف الى بعض وزراء الخليفة ، وأفراد أسرته!
ويظهر أن بعض الأوساط لهجوا بالثورة على المتوكل.
وفي ذلك الظرف كتب اليه والي مكة والمدينة : إن كانت لك حاجة في الحجاز ، فأخرج منه علي بن محمد. أي قبل أن يدعوهم للثورة عليك فيستجيبون له!
قال المسعودي في إثبات الوصية « ١ / ٢٣٢ » : « وكتب بُرَيْحَة العباسي صاحب الصلاة بالحرمين الى المتوكل : إن كان لك في الحرمين حاجة ، فأخرج علي بن محمد منهما فإنه قد دعا الى نفسه واتبعه خلق كثير. وتابع بُريحة الكتب في هذا المعنى ، فوجه المتوكل بيحيى بن هرثمة وكتب معه الى أبي الحسن (ع) كتاباً جميلاً يعرفه أنه قد اشتاقه ، ويسأله القدوم عليه. وأمر يحيى بالمسير معه كما يحبُّ ، وكتب الى بريحة يعرفه ذلك. فقدم يحيى بن هرثمة المدينة فأوصل الكتاب الى بريحة ، وركبا جميعاً الى أبي الحسن (ع) فأوصلا إليه كتاب المتوكل ، فاستأجلهما ثلاثاً.
فلما كان بعد ثلاث عاد الى داره فوجد الدواب مُسْرَجة ، والأثقال مشدودة قد فُرغ منها. وخرج صلى الله عليه متوجهاً نحوالعراق ، واتَّبعه بريحة مشيعاً ، فلما صار في بعض الطريق قال له بريحة : قد علمت وقوفك على أني كنت السبب في حملك ، وعليَّ حلفٌ بأيمان مغلظة لئن شكوتني الى أمير المؤمنين ، أوالى أحد من خاصته وأبنائه ، لَأُجَمِّرَنَّ نخلك ، ولأقتلن مواليك ، ولأُعُوِّرَنَّ عيون ضيعتك ، ولأفعلن ولأصنعن. فالتفت إليه أبوالحسن (ع) فقال له : إن أقرب عَرْضِي إياك على الله البارحة. وما كنت لأعرضنك عليه ، ثم أشكونك الى غيره من خلقه. قال : فانكب عليه بريحة وضرع إليه واستعفاه. فقال له : قد عفوت عنك ».
إحضار الإمام الى سامراء بعد هدم قبر الحسين (ع)
- الزيارات: 839