في تاريخ اليعقوبي « ٢ / ٤٨٤ » : « وكتب المتوكل إلى علي بن محمد بن علي الرضا بن موسى بن جعفر بن محمد ، في الشخوص من المدينة ، وكان عبد الله بن محمد بن داود الهاشمي قد كتب يذكر أن قوماً يقولون إنه الإمام ، فشخص عن المدينة ، وشخص يحيى بن هرثمة معه حتى صار إلى بغداد ، فلما كان بموضع يقال له الياسرية نزل هناك ، وركب إسحاق بن إبراهيم لتلقيه ، فرأى تشوق الناس إليه واجتماعهم لرؤيته ، فأقام إلى الليل ، ودخل به في الليل ، فأقام ببغداد بعض تلك الليلة ، ثم نفذ إلى سر من رأى ».
أقول : هذا النص يدل على الشعبية العميقة للإمام (ع) في بغداد والعراق ، وأن السلطة خافت أن يدخل الى بغداد ، فأنزلوه خارجها في الياسرية ، وهي على بعد ميلين من بغداد ، على ضفة نهر عيسى ، وتقع اليوم قرب مطار بغداد القديم.
لكن شيعة الإمام (ع) ومحبيه كانوا يتتبعون حركته ، وعرفوا بموعد وصوله الى بغداد ، فخرجوا الى ضاحيتها لملاقاته ، وازدحموا عليه حتى أن والي بغداد أراد أن يزوره فوجد ازدحام الناس ، فانتظر الى الليل فزاره!
ويدلك على تعاظم شعبيته أنهم خافوا من بقائه في ضاحية بغداد ولو ليلة واحدة ، فقرروا أن يمضوا به الى سامراء في الليل!
كما يدلك على شعبيته وصية والي بغداد ليحيى به ، وتخوفه أن يقتله المتوكل فيفتح باب الثورة على السلطة!
خافت السلطة من ثورة البغداديين!
- الزيارات: 702