• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

نظام الحكم


لعلّه أوّل مطلب يجب تحقيقه ، لما له ـ خاصّة في مثل المجتمع محلّ الدراسة ـ من أهميّة بالغة نظراً لانعكاساته على كافة الممارسات الاُخرى شكلاً وموضوعاً .
وربما كانت خطورة هذا المبحث ـ في حالة الدولة الإسلاميّة ـ أنّ هذا الجانب السياسي ظاهراً ، كان المصدر الأساسي لاختلاف الاُمّة ونشأة الفرق ، وما صاحب ذلك من مذاهب للمتكلمين ، كلّ يُحاول إثبات صحة فرقته وتخطئة الآخرين ، ونشوب الحروب المفنيّة بين المسلمين ، وافتراق الاُمّة ذلك الافتراق الذي شرخ وحدتها حتّى اليوم .
وقد نظر دوماً إلى نظام الحكم الاُموي ـ من وجهة نظر أهل السنّة ـ على أنّه امتداد لنظام الخلافة(1) عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وظلّ رأس النظام يدّعى بأمير المؤمنين , وبالرغم من ذلك كان لهذا النظام دوماً معارضوه ونقّاده ، مع استمرار النظام وفقهائه بوصمهم بالمروق من الدين ، وتفريق الجماعة ، وأنّهم أصحاب نحل وأهواء .
وقد مرّ بنا من قبل رأي الجاحظ في رأس النظام معاوية ، الذي أخرج الجاحظ أفعاله من حكم الفسق إلى حكم الكفر .
وعلى العكس من ذلك تماماً ، ترى فريقاً آخر يمجّد معاوية حتّى ليشبّهوه برسول الله (صلّى الله عليه وآله) . فهذا ابن تيميّة يقول(2) : لمْ يكن من ملوك المسلمين ملك خيراً من معاوية ، ولا كان الناس في زمان ملك من الملوك خيراً منهم في زمن معاوية ، إذا نُسبت أيّامه إلى أيّام من بعده .
وحشد ابن تيمية ، في منهاج السنّة كثيراً من الشهادات على فضائل ومناقب معاوية ، منها :
ما أُسند إلى قتادة : لو أصبحتم في مثل عمل معاوية ، لقال أكثركم هذا المهدي .
وما أُسند إلى مجاهد : لو أدركتم معاوية ، لقلتم هذا المهدي .
وما أُسند إلى أبي الدرداء : ما رأيت أحداً أشبه صلاة بصلاة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من إمامكم هذا ، يعني : معاوية .
وما أُسند إلى ابن عبّاس قوله في معاوية : إنّه فقيه .
وأمّا أبوبكر بن العربي فيرفض حديث الرسول (صلّى الله عليه وآله) : (( الخلافة ثلاثون عاماً ، ثمّ تعود ملكاً عضوضاً )) . فيقول(3) : هذا حديث لا يصحّ . ثمّ يعدّد فضائل معاوية ، فيقول(4) :
معاوية اجتمعت فيه خصال : وهي أنّ عمر جمع له الشامات كلّها وأفرده بها ، لما رأى من حسن سيرته ، وقيامه بحماية البيضة وسدّ الثغور ، وإصلاح الجُند والظهور على العدوّ وسياسة الخلق . وقد شهد له في صحيح الحديث بالفقه ، وشهد بخلافته في حديث اُمّ حرام : أنّ ناساً من اُمّته يركبون ثبج البحر الأخضر ملوكاً على الأسرّة ، أو مثل الملوك على الأسرّة ، وكان ذلك في ولايته .
وجمع فقيه آخر (5) فضائل اُخَر لمعاوية ، مثل :
ما أُسند إلى أبي نعيم : كان معاوية من كتّاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) حسن الكتابة ، فصيحاً حليماً وقوراً .
وما أُسند إلى المدايني : كان زيد بن ثابت يكتب الوحي ، وكان معاوية يكتب للنبيّ (ص) فيما بينه وبين العرب .
وما أُسند إلى عبد الله بن المبارك قوله عندما سُئل : أيّهما أفضل ، معاوية أو عمر بن عبد العزيز ؟ فقال : والله ، إنّ الغبار الذي دخل في أنف فرس معاوية مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أفضل من عمر بألف مرّة .
وما ذكره برواية الترمذي : أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) دعا لمعاوية ، فقال : اللهمّ ، اجعله هادياً مهديّاً .
وما أُسند إلى عوف بن مالك ، قال : إنّّه كان قائلاً نائماً بمسجد بأريحياء ، فإذا أسد يمشي إليه ، فأخذ سلاحه ، فقال له الأسد : صهْ ، إنّما أُرسلت إليك برسالة لتبلغها . قلت : مَن أرسلك ؟ قال الله أرسلني إليك لتُعلم معاوية أنّه من أهل الجنّة . قلت : ومَن معاوية ؟ قال : ابن أبي سفيان .
* *
وهكذا نجد أنفسنا أمام مُعضلة من المعضلات ، فقد جرى المألوف على التراوح اليسير على جانبي ، أي : مسألة يختلف فيها الناس ، لا سيّما إذا كانت محدّدة الوقائع محدّدة الأعيان , وأمّا أنْ يتّسع التراوح بحيث يصير تناقضاً تامّاً ، فهذا هو غير المألوف الذي يستوجب أناةً في التحليل ودقّة في التحقيق ، وصبراً على ذلك كلّه .
وحالتنا هذه أولى بكلّ هذا لمَا تراوح الرأي فيها بين هُدى تامّ ، وكفر بواح .
وأجدر بنا ـ ونحن نناقش نظام الحكم الاُموي ـ أنْ نتعرّف على أنظمة الحكم المختلفة التي خبرتها البشريّة ، وموقع نظام الحكم الإسلامي منها .
وربما كان أقرب من يسعفنا في ذلك ابن خلدون ، الذي قسّم أنظمة الحكم تقسيماً وظيفيّاً إلى ثلاثة (6) :

1 ـ الملك الطبيعي ، وتعريفه له : هو حمل الكافة على مقتضى الغرض والشهوة . ثمّ يشرحه بقوله :
أحكام صاحبه في الغالب جائرة عن الحقّ ، مُجحفة بمَن تحت يده من الخلق في أحوال دنياهم ، لحمله في الغالب على ما ليس في طوقهم من أغراضه وشهواته .
ويحدّد عاقبة هذا النظام بقوله : تعسر طاعته لذلك ، وتجيء العصبيّة المُفضيّة إلى الهرج والقتل .

2 ـ الحكم أو الملك السياسي , وتعريفه له : هو حمل الكافة على مقتضى النظر العقلي في جلب المصالح الدنيويّة ودفع المضار .
ويزيدها وضوحاً بقوله : فإذا كانت هذه القوانين مفروضة من العقلاء وأكابر الدولة وبصرائها ، كانت سياسة عقليّة .
على أنّه يرفض هذا النظام أيضاً كرفضه لسابقه بقوله : وما كان منه بمقتضى السياسة وأحكامها ، فمذموم أيضاً ؛ لأنّه نظر بغير نور الله ( وَمَن لّمْ يَجْعَلِ اللّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُورٍ )(7) . لأن الشارع أعلم بمصالح الكافة فيما هو مغيّب عنهم من اُمور آخرتهم ، وأعمال البشر كلّها عائدة عليهم في معادهم من ملك أو غيره ، وأحكام السياسة إنّما تطلع على مصالح الدُنيا فقط : ( يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدّنْيَا )(8) .

3 ـ نظام الخلافة ، ويعرّفه بقوله : هي حمل الكافة على مقتضى النظر الشرعي في مصالحهم الأخرويّة والدنيويّة الراجعة إليها ، إذ أحوال الدنيا ترجع كلّها عند الشارع إلى اعتبارها بمصالح الآخرة ، فهي في الحقيقة خلافة عن صاحب الشرع في حراسة الدين ، وسياسة الدنيا .
ولن تجد تعريفاً آخر للخلافة يختلف عن تعريف ابن خلدون ، وهاك بعض التعريفات الاُخرى :
الماوردي(9) : الإمامة موضوعة لخلافة النبوّة في حراسة الدين ، وسياسة الدنيا .
التفتازاني(10) : رئاسة عامّة في الدين والدنيا ، خلافة عن النبي (صلّى الله عليه وآله) .
عضد الدين الإيجي(11) : خلافة الرسول (ص) في إقامة الدين وحفظ حوزة الملّة ، بحيث يجب اتّباعه على كافة الاُمّة .
وهكذا نرى أنّ هذه التعريفات تجمع على مضمون واحد ، وإنْ كان أكثر تفصيلاً لدى ابن خلدون ،  يحدّد جوهر نظام الخلافة في الآتي :

* تماهي الدنيا في الآخرة ، فلا فصل مطلقاً بينهما .
* الارتباط العضوي بين السياسة والدين ، فالمصالح المعتبرة بالسياسة ليست مطلقة ، وإنّما مقيّدة بأعراض الدين وقِيمه .
* الحكم تحديداً هو خلافة عن صاحب الشرع .
* وظيفيّة الخلافة ، فإنّما هي حمل الكافة على مقتضى النظر الشرعي .
وهذا يعني أنّ التصدي للخلافة لا بدّ وأنْ يكون بغرض حمل الكافة على مقتضى النظر الشرعي ، وتصبح بالضرورة كلّ الأغراض الاُخرى مُسقطة لمعنى الخلافة وفاقدة لشرعيّتها ، مهما تزيّنت تلك الأغراض بما يسوغها لدى الناس من مبرّرات ، مِن مثلِ توّفر القدرة على جمع الناس وعدم فرقتهم ، أو مثل ظرفيّة مجابهة الأعداء ، أو تغليب صلاحيّة سياسة الناس على التقوى .
وقد شدّد الإسلام كثيراً على هذا المعنى نظراً لخطورته الشديدة . روى مسلم : أنّ رسول الله (ص) قال في الإمارة : (( إنّها أمانة ، وإنّها يوم القيامة خِزي ونَدامة ، إلاّ مَن أخذها بحقّها ، وأدّى الذي عليه فيها )) .
وروى البخاري : أنّ النبي (صلّى الله عليه وآله) ، قال : (( إذا ضيعت الأمانة ، انتظر الساعة )) . قِيل : يا رسول الله ، وما إضاعتها ؟ قال (ص) : (( إذا وسد الأمر إلى غير أهله ، فانتظر الساعة )) .
وبهذا المعيار الذي يتوفّر لدينا للحكم على مشروعيّة النظام ، نسأل : هل التزم مؤسّسو النظام الاُموي به ؟
أمْ أنّه كانت أغراض اُخرى ؟
تقدم استعراض الظروف التي نشأ فيها هؤلاء القوم ، وكذلك الصفات الخاصّة التي ميّزت هذا الحي من قريش ، إضافة إلى أحاديث نبوءات الكهنة التي تعلّقت بها هند لابنها معاوية : أنّه يوماً سيصير ملكاً . وتعلّق معاوية ذاته بادّعاء على النبي (صلّى الله عليه وآله) أنّه يتنبّأ له بالملك ، ثمّ نصائح هند وزوجها أبي سفيان لولدهما معاوية ألاّ يأتي فعلاً من عند نفسه ، يغضب مستعمله فيعطّله عن إدراك مراميه .
ونحن نزعم أنّ ذلك لمْ يكن أمر معاوية وحده ، وإنّما كان أمر بني اُميّة جميعاً . وبين أيدينا العديد من الأخبار والشواهد الكفيلة بإخراجه من كونه زعما إلى تأكيده يقيناً .
فعندما عزل عثمان بن عفّان سعد بن ابي وقّاص عن الكوفة ، ولّى مكانه الوليد بن عقبة ، فكأنّما دهش سعد لتولية عثمان الوليد بدلاً منه ، فسعد مَن قد علم الناس مكانته ، والوليد مَن قد عرف الناس كذبه على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) . يروي ابن الأثير(12) : فلمّا قدم الوليد ، قال له سعد : أكست بعدنا أمْ حمقنا بعدك ؟ فقال : لا تجزعنّ يا أبا إسحاق ، كلّ ذلك لمْ يكن ، وإنّما هو الملك يتغدّاه قوم ويتعشّاه آخرون . فقال سعد : أراكم جعلتموها مُلكاً .
فواضح أنّ سعداً لمْ يرَ في الإمارة إلاّ الأهليّة ، بينما لمْ يرَ الوليد إلاّ أنّها المُلك يتداول بين الناس(13) .
وعندما حُدّ الوليد بن عقبة في شرب الخمر بشهادة الشهود ، لمْ يكن هناك بدّ من عزله ، فولّى عثمان بعده ربيبه سعيد بن العاص الاُموي , ولمْ تكن نظرة سعيد للأمر بأرضى من نظرة الوليد ، يُحدّثنا الطبري أنّه قال في حضرة سمّارة ـ من وجوه أهل الكوفة ـ : إنّما هذا السواد بستان لقريش . فأنكر عليه حضوره قوله ذاك ، وتصدّى له الأشتر بقوله : أتزعم أنّ السواد الذي أفاءه الله علينا بأسيافنا بستان لك ولقومك ! والله ، ما يزيد أوفاكم فيه نصيباً إلاّ أنْ يكون كأحدنا(14) .

ـــــــــــــــ
(1) عمّم كثير من الباحثين المحدثين حكمهم على نظام الحكم الإسلامي ، ولمْ يُفرّقوا بين النظريّة والتطبيق ، انطلاقاً من الممارسات الأولى للنظام الاُموي الذي أرسى قواعد ظلّت معمولاً بها فيما أعقبها من أنظمة , وقد ساهم العلماء والفقهاء المسلمون في شيوع مفهوم هؤلاء الباحثين ، باعتقادهم الخاطئ أنّ الذبّ عن الإسلام يلزمه تبرير أفعال الحكّام مهما ثبت خطؤوهم . وهذا ما أدّى بالمستشرقين أنْ كادوا يجمعون على أنّ حكومة الإسلام هي الحكومة الاستبداديّة المُطلقة . وهم في ذلك يجمعون لها مساوئ الثيوقراطيّة ( Theocracy ) والأوتوقراطيّة ( Autocracy ) ، بمعنى : الحكومة المُدّعية لإرادة الله المُطلقة .
وحكومة الاستبداد :
يقول موير W. Muir في كتاب ( The callifate ) : المثال والنموذج للحكم الإسلامي هو الحاكم المستبدّ المُطلق .
ويقول ما كدونالد D. B. Macdonald في كتابه ( Development of Muslim Theology ) : مع بعض القيود يلزم أنْ يحكم الإمام كحاكم مُطلق .
ويقول ما جليوث Margoliouth في كتابه ( MUHAMMEDANISM ) : إنّه يُمكن أنٍْ يُقال ، إنّ مبدأ الحكومة الأوتوقراطيّة ، أي : الاستبداديّة ، قد ظلّ مسلّماً بها ، لا يُجادل أحد فيه في الأقطار الإسلاميّة حتّى القرن التاسع عشر . راجع د . محمّد ضياء الدين الريّس ، النظريّات السياسيّة الإسلاميّة / 366 ، ط 7 ـ القاهرة ـ دار التراث / 1976 .
ويعلّق د . الريس على أحكام المستشرقين بقوله : إنّ مصدر هذا الخطأ أنّهم ينظرون إلى الخلافة الواقعيّة التاريخيّة ـ وفي أسوأ عصورها ـ ويظنّون أنّ هذه هي الخلافة التي يعترف بها الإسلام .
(2) ابن تيميّة ، منهاج السنّة 3 / 185 ـ بيروت ـ  دار الكتب العلميّة .
(3) العواصم من القواصم ، المرجع السابق / 208 .
(4) المرجع السابق / 209 .
(5) أحمد بن حجر الهيثمي ، تطهير الجنان واللسان عن الخطورة والتفوّه بثلب سيّدنا معاوية بن أبي سفيان / 13 وما بعدها , بيروت , دار الكتب العلمية / 1983 م .
(6) مقدّمة ابن خلدون مرجع سابق  1 / 158 .
(7) سورة النور / 40
(8) سورة الروم / 7
(9) أبو الحسن الماوردي ، الأحكام السلطانيّة والولايات الدينيّة / 5 , بيروت , دار الكتب العلميّة .
(10) د . ضياء الريّس ، المرجع السابق / 122 .
(11) المرجع السابق / 123 .
(12) ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، المرجع السابق 2 / 477 .
(13) كان ممّا عابه الناس على عثمان استعماله الأحداث في وجود أصحاب السابقة من صحابة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) , وتولية الوليد ممّا عابه الناس على عثمان ، فلا وجه للمقارنة بين سعد والوليد .
فإنّ قِيل : إنّ القاعدة استعمال الأصلح باعتبار الظرف ، فلمْ يقل منصف إنّ الوليد أصلح من سعد ، خاصّة وقد كانت الكوفة وقتئذٍ إحدى الأمصار الأربع الخطيرة ، ولمْ يكن كسرى يزدجرد قد هلك بعدُ ، فلا يكون الوليد أصلح من قائد جيش القادسيّة , ثمّ إنّ سعداً هو أحد المرشحين الستّة من قبل عمر للخلافة العظمى ، فما بالك بإمارة مصر من الأمصار .
وربما هذه إحدى غرائب المتصدّين للاعتذار عن أفعال حكّام الدولة الإسلاميّة مهما كانت ، مثل ابن تيميّة الذي يقع في تناقض خطير مع نفسه فيما ذكره عن هذه المسألة في كتابه السياسة الشرعيّة , حيث جمع أحاديث رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فذكر منها قوله : (( مَن ولي من أمر المسلمين شيئاً ، فولّى رجلاً وهو يجد مَن هو أصلح للمسلمين منه ، فقد خان الله ورسوله )) . ثمّ يقول ابن تيميّة : فإن عدل عن الأحقّ الأصلح إلى غيره ، لأجل قرابة بينهما أو ولاء عتاقة أو صداقة ، أو موافقة في بلد أو مذهب أوطريقة أو جنس ، كالعربيّة والفارسيّة والتركيّة والروميّة ، أو لرشوة يأخذها منه من مال أو منفعة ، أو غير ذلك من الأسباب ، أو لضغن في قلبه على الحقّ ، أوعداوة بينهما ، فقد خان الله ورسوله والمؤمنين ، ودخل فيما نهى عنه في قوله تعالى : ( يَاأَيّهَا الذينَ آمَنُوا لاَتَخُونُوا اللّهَ وَالرّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) . الأنفال / 27 . ابن تيميّة ، السياسة الشرعيّة في إصلاح الراعي والرعيّة / 9 , بيروت ,  دار الآفاق الجديدة / 1988 م .
على أنّه يعود في منهاج السنّة فيبرّر توليّة الوليد احتجاجاً بقول عثمان : أنا لمْ أستعمل إلاّ مَن استعمله النبي (صلّى الله عليه وآله) ومن جنسهم ومن قبيلتهم . بينما هو يثبت ـ في الجملة السابقة مباشرة لقول عثمان السابق ـ أنّ النبي (صلّى الله عليه وآله) لمْ يتسعمل الوليد بعد ثبوت فسقه ، حيث يقول : واستعمل النبي (صلّى الله عليه وآله) الوليد بن عقبة بن أبي معيط حتّى أنزل الله فيه : ( إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ ) . سورة الحجرات / 6 . ابن تيميّة ، منهاج السنّة ، المرجع السابق 3 / 176 .
(14) الطبري ، المرجع السابق 4 / 323 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page