• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

رُعونة الوهابية في الدفاع عن المتوكل!

يتضح لكل باحث بنظرة فاحصة ، في شخصية المتوكل وحياته ، أنه :
ـ شاب مترف كان يطيل شعره من الخلف ، ليكون كشعر المرأة ، على طريقة المخنثين ، ويعيش مع أصدقائه أبناء القادة الأتراك الفاسدين.
ـ أمر الواثق بحبسه ومنعه من الخروج ، لئلا يكثر لغط الناس على بيت الخليفة.
ـ ولما مات الواثق جاؤوا به من سجن التخنث ، وبايعوه خليفة.
ـ كان حقوداً قاتلاً ، فلم يترك أحداً له فضل عليه إلا وقتله أو عزله. فقد قتل القائد إيتاخ التركي الذي رباه في بيته ، وعزل القاضي ابن أبي دؤاد الذي اختاره خليفة. وهكذا أكثر وزرائه وكتابه! وكان يأمر بضرب الشخص ألف سوط حتى يموت ، وهذا لا يقره شرع ولا عقل!
ـ كان مسرفاً في البذخ والترف ، يبنى قصوراً لا يحتاجها ، وينفق عليها وعلى حفلاته ألوف الملايين من أموال المسلمين.
ـ كان يبغض علياً والحسن والحسين (ع) ويعادي من يحبهم ، ويعقد مجالس للغناء يسخر فيها من علي (ع)! وقد قتل ابن السكيت لأنه فضل علياً والحسنين (ع) عليه وعلى ولديه!
ـ لم يَدَّعِ المتوكل لنفسه ما ادعوه له : أنه من أهل الدين والتقوى!
فما هو الموجب إذن ، لأن يتبناه الوهابية ، ويقتلوا أنفسهم في الدفاع عنه؟
الجواب : أنهم أهل هوى وتعصب ، ولاتوجد مقومات إيجابية في شخصية المتوكل ، إلا أنه مؤسس حزبهم المجسم الناصبي التكفيري!
ولزيادة المعرفة بتهافت منطقهم نورد فقرة من حوارات شبكة النت ، حيث سأل رجل شيخاً وهابياً عن هدم المتوكل لقبر الإمام الحسين (ع) ، وكتب له : فهل يكفيك أخي الكريم ما سبق لإثبات ما كان عليه المتوكل من نُصب؟ ألا يكون النُّصْب بدعةً عندك وانحرافاً عن منهج السلف ، وهذه أعظم وأشنع وأشد ، وأعيذك بالله منها ، فالإ نحراف عن آل البيت انحراف عن الدين وتضييع لوصية لرسول الله ، ونقص في محبته ، وهو بدعةٌ ضلالة ، ورذيلةٌ منكرة باء بكبرها بنو أمية ، وورثها عنهم جماعة من المنتسبين إلى السنة ، وأخاف أن يكون عدم استثنائك لهذا الناصبي الخبيث ، من بقايا هذا الإرث!
لقد ورثت عن أجدادك العباسيين ، بغضهم للعلويين ، وإعلانهم الحرب عليهم بعد أن سلبوهم الحكم ، ونقضهم ما عاهدوهم عليه من أخذ البيعة للرضا من آل محمد ، بل قتلهم والتنكيل بهم كما فعلوا بمحمد النفس الزكية وأخيه إبراهيم وكل أقاربهم وشيعتهم! ولئن كان هذا هو السبب فلبئس ما أتيت ، إذ لو كان رسول الله محور حبنا وولائنا ، فآل علي أحب إلينا من آل العباس ، فهم أحفاد سيدة نساء العالمين ، وأحفاد أمير ومولى المؤمنين ، وأحفاد السبطين ، وأجدادهم هم خاصة آل البيت ، بل أولى الناس بذلك وأحراهم ، فقد جللهم المصطفى بكسائه وقال هؤلاء أهل بيتي ، ولم يجلل معهم العباس ولا الزوجات المرضيات رضي الله عن الجميع ، وقد جمعهم دون غيرهم لمباهلة أهل نجران ولم يجمع معهم غيرهم ، فكان أولى بك الإنتصار لهم ، حباً لرسول  الله ، وليس الإنتصار لمن آذاهم وأبغضهم من أمثال أبي جعفر وهارون ، فهذه هي حقيقة المحبة لآل البيت ، المحبة المجردة عن كل عصبية أو قبلية أو قومية.
أن تعتبر ما كان منه في قضية خلق القرآن ، ماحياً لهذه السيئات العظيمة ، والله ما ذلك بماحٍ ولا مكفر ، فبدعة النصب أخزى وأشنع وأقبح. فبدعة الخلق لأصحابها تأويلات ومتمسكات قربت أو بعدت ، أما النصب فلا متمسك له إلا العداء لآل البيت النبوي ، وخاصة آل علي الذين هم خاصة آل البيت وخلاصتهم. وعليه فحتى لوكان موقفه ذلك حسنةً ودوافع ذلك محل دراسة ، فهي مغمورة في بحر هذه السيئات والخطايا المقيتة ، عليه من الله ما يستحق! فأجابه الوهابي أبو عبد الرحمن ، الذي يدعي أنه من ذرية العباسيين ،
قال : الحمد لله الذي خلق الخلق فجعلهم قبائل وعشائر وبيوتاً ، فجعلني من خيرهم قبيلةً وعشيرةً وبيتاً ، والشكر له سبحانه الذي أراد كَوْناً تفرق المسلمين إلى فرق فجعلني من خيرهم فرقة أهل السنة والجماعة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، الذي أخبر أن كل الفرق في النار ، إلا من كان على مثل ما كان عليه هو وأصحابه ، أما بعد : فنحن نرحب بأي نقد ورد ، حتى لو كان نَفَسَ الرد والنقد نفَساً شيعياً واضحاً لأنه لاينقصنا ولله الحمد علم ولا حلم ، فجدنا الحبر البحر ، وحلمنا كما قال ابن كثير في البداية والنهاية المجلد الخامس عشر / ٥٦٧ : حِلْمُ العباسيين غزير.
أما بالنسبة لما كتبته ، فكما أشرت في بداية كلامي أن النَّفَسَ الشيعي واضحٌ في كلامك وأسلوبك ، وحنقك على بني العباس أبقاهم الله شوكة في حلوق أهل البدع أجمعين. وسأرد على كلامك رداً تفصيلياً ، لكن سأبدأ بنقل كلام أئمة أهل السنة عن جدي الإمام ناصر السنة والدين ، وقامع البدعة والمبتدعين ، وعدو المعتزلة والروافض المشركين ، أمير المؤمنين وخليفة المسلمين المتوكل (رحمه الله) :
الإمام المبجل أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى : قال عبد الله بن الإمام أحمد في كتابه السنة : ١ / ١٣٤ : كتب عبيد الله بن يحيى بن خاقان إلى أبي يخبره أن أمير المؤمنين أطال الله بقاءه ، يعني المتوكل ، أمرني أن أكتب إليك أسألك عن أمر القرآن ، لا مسألة امتحان ولكن مسألة معرفة وبصيرة. وأملى علي أبي إلى عبيد الله بن يحيى : أحسن الله عاقبتك أبا الحسن في الأمور كلها ، ودفع عنك مكاره الدنيا والآخرة برحمته ، فقد كتبت إليك رضي الله عنك بالذي سأل عنه أمير المؤمنين أيده الله ، من أمر القرآن بما حضرني ، وإني أسأل الله عز وجل أن يديم توفيق أمير المؤمنين أعزه الله بتأييده ، فقد كان الناس في خوض من الباطل واختلاف شديد ينغمسون فيه ، حتى أفضت الخلافة إلى أمير المؤمنين أيده الله عز وجل ، فنفى الله تعالى بأمير المؤمنين أعزه الله كل بدعة وانجلى عن الناس كل ما كانوا فيه من الذل وضيق المحابس ، فصرف الله عز وجل ذلك كله ، وذهب به بأمير المؤمنين أعز الله نصره ، ووقع ذلك من المسلمين موقعاً عظيماً ، ودعوا الله عز وجل لأمير المؤمنين. فأسأل الله تعالى أن يستجيب في أمير المؤمنين صالح الدعاء. وأن يتم ذلك لأمير المؤمنين أدام الله عزه ، وأن يزيد في نيته ويعينه.
قال الخلال في كتابه السنة « ١٨٤ » : أخبرنا أبو بكر المروذي قال : سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل ، وذكر الخليفة المتوكل (رحمه الله) فقال : إني لأدعو له بالصلاح والعافية ، وقال : لئن حدث به حدث لتنظرن ما يحل بالإسلام.
قال العباسي السلفي : وهذا من أصح الأسانيد للإمام أحمد (رحمه الله).
الإمام الدارمي (رحمه الله) : قال في نقضه على المريسي الجهمي العنيد « ١ / ٥٣٤ » : فلم تزل الجهمية سنوات يركبون فيها أهل السنة والجماعة ، بقوة ابن أبي داؤد المحاد لله ولرسوله ، حتى استخلف المتوكل (رحمه الله) ، فطمس الله به آثارهم ، وقمع به أنصارهم حتى استقام أكثر الناس على السنة الأولى ، والمنهاج الأول.
الإمام شيخ الإسلام بن تيمية (رحمه الله) : قال في مجموع الفتاوى « ٤ ٢١ » : وكان في أيام المتوكل قد عز الإسلام ، حتى ألزم أهل الذمة بالشروط العمرية ، وألزموا الصغار ، فعزت السنة والجماعة ، وقمعت الجهمية والرافضة ونحوهم. ففي عهده رفعت المحنة بخلق القرآن.
وقال في مجموع الفتاوى « ٣ / ٢٥ » : ثم إن الله كشف الغمة عن الأمة في ولاية المتوكل على الله ، الذي جعل الله عامة خلفاء بني العباس من ذريته دون ذرية الذين أقاموا المحنة لأهل السنة ، فأمر المتوكل برفع المحنة وإظهار الكتاب والسنة ، وأن يروى ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين.
الإمام بن كثير (رحمه الله) : قال في البداية والنهاية « ١٤ ٣١٧ » : وقد دخل عبد العزيز بن يحيى الكناني ، صاحب كتاب الحِيدة ، على المتوكل وكان من خيار الخلفاء.
وقال أيضاً « ١٤ ٤٥٤ » : وكان المتوكل محبباً إلى رعيته قائماً في نصرة أهل السنة ، وقد شبهه بعضهم بالصديق في قتله أهل الردة ، لأنه نصر الحق ورده عليهم حتى رجعوا إلى الدين. وبعمر بن عبد العزيز حين رد مظالم بني أمية.
وقد أظهر السنة بعد البدعة ، وأخمد أهل البدع وبدعتهم بعد انتشارها واشتهارها فرحمه الله. وقد رآه بعضهم في المنام بعد موته وهو جالس في نور ، قال فقلت : المتوكل؟ قال : المتوكل. قلت : فما فعل بك ربك؟ قال : غفر لي. قلت : بماذا؟ قال : بقليل من السنة أحييتها.
قال الشريف أبو عبد الرحمن العباسي السلفي حفيد المتوكل : فالحمد لله أن أهل السنة الفرقة الناجية أهل الحديث والأثر ، يعرفون فضل هذا الإمام قديماً وحديثاً ، ويثنون عليه ويترحمون عليه ولا يذكرونه إلا بالجميل ، ولا يتتبعون زلاته ، لأنهم يعلمون أنه لا أحد معصوم من الزلل ، ولأنهم يعلمون حسناته الكبيرة وجهوده العظيمة في نصرة السنة وأهلها ، ويعلمون مدى بغض أهل البدع له ، وخاصة الروافض والمعتزلة.
وقد كتب في ذمه في هذا العصر المبتدع حسن المالكي ، وقد رد عليه أهل السنة وذبوا عن المتوكل (رحمه الله) ، راجع كتاب قمع الدجاجلة لعبد العزيز الراجحي ، تقديم العلامة الفوزان.
وأما اتهامك له بالنصب (رحمه الله) فلنا مقال في تبرئته من هذه التهمة الخبيثة ، والرد على ما استند عليه في اتهامه بذلك (رحمه الله) وأعلى درجته ، وهي ثلاث حوادث أو قصص ، فصلنا الكلام عنها في مقالنا ذلك.
وأنت في تسويدك هذا قد ذكرت كلام ثلاثة من المؤرخين ، الأول منهم وهو إمامهم ابن جرير الطبري ولم يذكر شيئاً من النُّصب ، بل نقل عملاً عظيماً من أعمال جدي «! » الخليفة المتوكل الجليلة في نصرة العقيدة والسنة ، وهو هدم ما بني على قبر سيد شباب أهل الجنة الحسين رضي الله عنه ، وقد ذكرنا هذا ضمن جهوده في نصرة العقيدة والسنة ، في كتابنا عقيدة بني العباس.
والثاني هو الإمام الذهبي (رحمه الله) وقد اضطرب كلامه في هذا ، فمرة يقول : وكان في المتوكل نصب. ومرة يقول : وكان معروفاً بالنصب. ومرة قال : ولم يصح عنه النصب. كما في تاريخ الإسلام. فلذلك كان لابد من الرجوع لما يذكرونه من قصص وحوادث يستدلون بها على نصبه (رحمه الله) ، وحاشاه ، فهو الذي قال عنه أحمد : إن الله نفى به كل بدعة ، وهذا الذي فعلناه في مقالنا الآنف الذكر. انتهى.
أقول : لاحظ ما في جواب هذا الناصبي من عجرفة وتزوير :
١. فقد بدأ بالفخر بنفسه بأنه من خيرهم قبيلةً وعشيرةً وبيتاً! لأنه هاشمي عباسي كما يدعي ، ففضل نفسه على الناس ، لأنه من عشيرة رسول الله (ص)!
٢. ثم تغاضى عن ظلامة العترة النبوية وهم أقرب منه الى النبي (ص) ، ودافع عمن ظلمهم! فهو يفتخر بابن العشيرة ويغمط حق الإبن الصلب!
ويعطي الحق لنفسه بقرابة العشيرة ، وينكر حق العترة بنص القرآن والسنة!
٣. وبَّخ مخاطبه بأن كلامه فيه نَفَسٌ شيعي ، فالنفَس المحب لعترة النبي (ص) جريمة ، لكنه يفتخر بالنفس العباسي وكأنه هو الإسلام!
٤. دافع عن المتوكل بكلمات من مؤيديه : ابن حنبل ، والخلال ، والدارمي ، وابن تيمية ، والذهبي ، وابن كثير. فهل انتهى علماء الإسلام بهؤلاء؟
وأين آراء الذامين وهم أعظم منهم؟ ثم ماذا قال هؤلاء ، وهل نفوا عنه النُّصب ونفوا عنه شرب الخمر ، والتخنث ، والزنا ، والقتل ، وهدم قبر الحسين (ع)؟
ثم لاحظ قوله : « فالحمد لله أن أهل السنة الفرقة الناجية أهل الحديث والأثر ، يعرفون فضل هذا الإمام قديماً وحديثاً ، ويثنون عليه ويترحمون عليه ولا يذكرونه إلا بالجميل ».
فهو يُدّلِّسُ على القارئ بأن أهل الحديث والأثر هم أهل السنة والجماعة ، وأنهم يمدحون المتوكل ، وإنما يثني عليه مجسمة الحنابلة ، الذين نصحهم ابن الجوزي بكتابه : رد شبه التشبيه ، وقال إنهم شانوا مذهب ابن حنبل وشوهوه!
٥. وإذا كان المتوكل من أئمة الهدى كما زعم ، فلماذا يمدحون ابن حنبل بأنه لم يدخل بيته ، ولم يأكل من طعامه ، ولا أخذ من ماله ، لأنه حرام أو مشبوه!
٦. ثم كابر الناصبي وأنكر أن المتوكل ناصبيٌّ ، وهو أمرٌ أوضح من الشمس قال : وأما اتهامك له بالنصب (رحمه الله) فلنا مقال في تبرئته من هذه التهمة الخبيثة!
وقال : « ذكرت كلام ثلاثة من المؤرخين ، الأول منهم وهو إمامهم ابن جرير الطبري ولم يذكر شيئاً من النصب ، بل نقل عملاً عظيماً من أعمال جدي الخليفة المتوكل الجليلة في نصرة العقيدة والسنة ، وهو هدم ما بني على قبر سيد شباب أهل الجنة الحسين رضي الله عنه ، وقد ذكرنا هذا ضمن جهوده في نصرة العقيدة والسنة في كتابنا عقيدة بني العباس »!
يقصد أن الطبري لم يَذكر عنه شيئاً من نصب المتوكل ، وكأن الطبري عندما ذكر هدمه لقبر الحسين (ع) كان يمدحه بذلك ويثبت حبه للحسين (ع)!
ثم احتج باضطراب كلام إمامه الذهبي ، قال : وقد اضطرب كلامه في هذا ، فمرة يقول : وكان في المتوكل نصب. ومرة يقول : وكان معروفاً بالنصب. ومرة قال : ولم يصح عنه النصب. فلذلك كان لابد من الرجوع لما يذكرونه من قصص وحوادث يستدلون بها على نصبه رحمه الله تعالى وحاشاه!
هكذا يتصور هذا الوهابي أنه بجرة قلم يجعل المتوكل تقياً ، ويمحو عنه فحشاءه ومنكراته ، ونصبه وعداوته لأهل البيت (ع)!
وقد دلس في كلام الذهبي وغيَّبه ، فلاحظ ما قاله الذهبي لتعرف أنهم يُغيبون حتى كلام أئمتهم بسبب هواهم وتعصبهم!
قال الذهبي في سيره « ١٨ / ٥٥٢ » : « ويروى أن المتوكل نظر إلى ولديه المعتز والمؤيد فقال لابن السكيت : من أحب إليك ، هما ، أو الحسن والحسين قال : قنبر ، يعني مولى علي ، خير منهما. قال : فأمر الأتراك فداسوا بطنه حتى كاد يهلك ، فبقي يوما ومات. ومنهم من قال : حمل ميتاً في بساط ، وبعث إلى ابنه بديته. وكان في المتوكل نُصب بلا خلاف ».
وقال في سيره « ١٣ / ١٨ » : « ويروى أن المتوكل نظر إلى ابنيه المعتز والمؤيد فقال لابن السكيت : من أحب إليك : هما أو الحسن والحسين؟ فقال : بل قنبر ، فأمر الأتراك فداسوا بطنه فمات بعد يوم. وقيل : حمل ميتاً في بساط. وكان في المتوكل نصب ، نسأل الله العفو. مات سنة أربع وأربعين ومئتين ».
وقال في سيره « ١٢ / ٢٥ » : « وفي سنة ست وثلاثين هدم المتوكل قبر الحسين رضي الله عنه ، فقال البسامي أبياتاً منها :
أسفوا على أن لا يكونوا شاركوا في قتله فتتبعوه رميما وكان المتوكل فيه نصبٌ وانحراف ، فهدم هذا المكان وما حوله من الدور ، وأمر أن يزرع ، ومنع الناس من انتيابه ».
وقال في سيره « ١٢ / ١٣٦ » : « عبد الله بن أحمد بن حنبل : حدثني نصر بن علي أخبرني علي بن جعفر بن محمد ، حدثني أخي موسى ، عن أبيه ، عن أبيه ، عن علي بن حسين ، عن أبيه ، عن جده ، أن النبي صلى الله عليه وسلم : أخذ بيد حسن وحسين فقال : من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما ، كان معي في درجتي يوم القيامة. قلت : هذا حديث منكر جداً.
ثم قال عبد الله بن أحمد : لما حدث نصر بهذا ، أمر المتوكل بضربه ألف سوط ، فكلمه جعفر بن عبد الواحد وجعل يقول له : الرجل من أهل السنة ولم يزل به
 حتى تركه. وكان له أرزاق فوفرها عليه موسى. قال أبو بكر الخطيب عقيبه : إنما أمر المتوكل بضربه ، لأنه ظنه رافضياً. قلت : والمتوكل سني لكن فيه نصب ، وما في رواة الخبر إلا ثقةٌ ما خلا علي بن جعفر ، فلعله لم يضبط لفظ الحديث ، وما كان النبي صلى الله عليه وسلم من حبه وبث فضيلة الحسنين ليجعل كل من أحبهما في درجته في الجنة ، فلعله قال : فهو معي في الجنة. وقد تواتر قوله (ع) : المرء مع من أحب. ونصرُ بن علي ، فمن أئمة السنة الأثبات ».
لاحظ أن الذهبي صحح الحديث ، لكن مع تخفيف بعض ألفاظه ، وحكم بنُصب المتوكل في عدة موارد ونصوص!
وقال الذهبي في تاريخه : ١٧ / ١٨ : « أمر المتوكل بهدم قبر السيد الحسين بن علي رضي الله عنهما ، وهدم ما حوله من الدور ، وأن تعمل مزارع. ومنع الناس من زيارته وحُرث وبقي صحراء! وكان معروفاً بالنصب ، فتألم المسلمون لذلك ، وكتب أهل بغداد شتمه على الحيطان والمساجد ، وهجاه الشعراء ، دعبل وغيره ».
وفي سير أعلام النبلاء : ١٢ / ٣٥ : « وعفَّى قبر الشهيد الحسين وما حوله من الدور ، فكتب الناس شتم المتوكل على الحيطان ، وهجته الشعراء كدعبل وغيره ».
أما قوله : ولم يصح عنه النصب ، الذي حاول هذا الوهابي أن يتشبث به ، فجاء في سيره « ١٢ / ٤١ » : « وقيل : لم يصح عنه النصب ، وقد بكى من وعظ علي بن محمد العسكري العلوي ، وأعطاه أربعة آلاف دينار. فالله أعلم ».
وقال في سيره « ٩ / ٤٤٨ » : « وبويع المنتصر من الغد بالقصر الجعفري يوم خامس شوال سنة سبع وأربعين ومائتين ، وقيل : لم يصح عنه النصب ، وقد بكى من وعظ علي بن محمد العسكري العلوي ، وأعطاه أربعة آلاف دينار ، فالله أعلم ».
فما زال مع مدحه يحكم بأنه ناصبي ، ويذكر نفي نصبه بقيلَ ، ولا يقبله.
وقال في تاريخه « ١٨ / ١٩٩ » : « ورد أن بعضهم رآه في النوم فقال له : ما فعل الله بك قال : غفر لي بقليل من السنة أحييتها. وقد كان المتوكل منهمكاً في اللذات والشرب ، فلعله رُحم بالسنة ولم يَصح عنه النصب ».
فهو يقول : قيل إن المتوكل نجا في الآخرة حسب هذا المنام ، فإن صح ذلك فربما كانت نصرته للسنة توجب غفران انهماكه في الشهوات.
ثم يقول : أما قضية نُصبه فلا تغفر بذلك ، فإن صح هذا المنام وكان حجة ، فلعل أخبار نصبه الثابتة لم تكن صحيحة. فهو احتمال مطلق في مقابل اليقين!
فاعجب لمن يتشبثون باحتمال في مقابل يقين ، وبمنام رؤيَ في مقابل حق مبين!


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page