وهذه فقرات من ترجمته من سيرأعلام النبلاء : ١١ / ٤٢٠ ، قال : « الإمام الحافظ العلامة المقرئ ، عالم أهل الشام ، أبوالوليد السلمي .. وحدث عنه من أصحاب الكتب : البخاري ، وأبوداود ، والنسائي ، وابن ماجة ، وروى الترمذي عن رجل عنه ، ولم يلقه مسلم ، ولا ارتحل إلى الشام ..
قال صالح بن محمد جزرة : كان هشام بن عمار يأخذ على الحديث ولا يحدث ما لم يأخذ. كنت شارطت هشاماً أن أقرأ عليه بانتخابي ورقة ، فكنت آخذ الكاغد الفرعوني وأكتب مقرمطاً ، فكان إذا جاء الليل أقرأ عليه إلى أن يصلي العتمة ، فإذا صلى العتمة يقعد وأقرأ عليه فيقول : يا صالح ليس هذه ورقة ، هذه شقة!
قال : وكان يأخذ على كل ورقتين درهماً ويشارط ويقول : إن كان الخط دقيقاً فليس بيني وبين الدقيق عمل .. سمعت محمد بن عوف يقول : أتينا هشام بن عمار في مزرعة له ، وهوقاعد على مورج له وقد انكشفت سوءته ، فقلنا : يا شيخ غط عليك. فقال : رأيتموه لن ترمد عينكم أبداً ، يعني يمزح.
أخبرني بعض أصحاب الحديث ببغداد أن هشام بن عمار قال .. وجَّهَ المتوكل بعض ولده ليكتب عني .. قال : ونحن نلبس الأزر ولا نلبس السراويلات فجلست فانكشف ذكري فرآه الغلام ، فقال : إستتر يا عم. قلت : رأيته ، قال : نعم. قلت : أما إنه لا ترمد عينك أبداً إن شاء الله!
قال : فلما دخل على المتوكل ضحك ، قال فسأله فأخبره بما قلت له ، فقال : فأل حسن تفاءل لك به رجل من أهل العلم! إحملوا إليه ألف دينار.
قلت : لم يخرج له الترمذي سوى حديث سوق الجنة .. ونصه بتمامه : إن أهل الجنة إذا دخلوها نزلوا فيها بفضل أعمالهم ، ثم يؤذن في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا ، فيزورون ربهم ويبرز لهم عرشه ، ويتبدى لهم في روضة من رياض الجنة فتوضع لهم منابر من نور ومنابر من ذهب ومنابر من فضة ، ويجلس أدناهم وما فيهم من دني على كثبان المسك والكافور ، وما يرون أن أصحاب الكراسي بأفضل منهم مجلساً.
قال أبوهريرة : قلت : يا رسول الله ، وهل نرى ربنا؟ قال : نعم ، قال : هل تتمارون في رؤية الشمس والقمر ليلة البدر قلنا : لا. قال : كذلك لا تمارون في رؤية ربكم ، ولا يبقى في ذلك المجلس رجل إلا حاضره الله محاضرة حتى يقول للرجل منهم : يا فلان ابن فلان ، أتذكر يوم كذا وكذا ، فيذكره ببعض غدراته في الدنيا ، فيقول : يا رب ، أفلم تغفر لي؟ فيقول : بلى ، فسعة مغفرتي بلغت بك منزلتك هذه .. ويقول ربنا تبارك وتعالى : قوموا إلى ما أعددت لكم من الكرامة فخذوا ما اشتهيتم ، فنأتي سوقاً قد حفت به الملائكة وفيه ما لم تنظر العيون إلى مثله ولم تسمع الآذان ولم يخطر على القلوب ، فيحمل لنا ما اشتهينا ، ليس يباع فيها ولا يشترى. وفي ذلك السوق يلقى أهل الجنة بعضهم بعضاً ..
ثم ننصرف إلى منازلنا فيتلقانا أزواجنا فيقلن : مرحباً وأهلاً ، لقد جئت وإنَّ بك من الجمال أفضل مما فارقتنا عليه ، فيقول : إنا جالسنا اليوم ربنا الجبار ، ويحقنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنا »!
ونلاحظ في شخصية هشام ابن عمار ماديته ، وعدم تقيد الأخلاقي ، وأحاديث تجسيم الله تعالى وتشبيهه ، وكأن الله تعالى شخص من أقارب هشام بن عمار ورواته!
هشام بن عمار الدمشقي :
- الزيارات: 925