عقد في الكافي باباً « ١ / ٣٢٥ » بعنوان : باب الإشارة والنص على أبي محمد (ع) ، أورد فيه بضعة عشرحديثاً ، نص فيها على إمامة ولده الحسن بعده وبشر فيها بحفيده الإمام المهدي (ع). منها عن يحيى بن يسار القنبري قال : « أوصى أبو الحسن (ع) إلى ابنه الحسن قبل مضيه بأربعة أشهر ، وأشهدني على ذلك وجماعة من الموالي.
وعن علي بن عمر النوفلي : « كنت مع أبي الحسن (ع) في صحن داره فمر بنا محمد ابنه فقلت له : جلعت فداك هذا صاحبنا بعدك؟فقال :لا،صاحبكم بعدي الحسن ».
وعن أحمد بن مروان الأنباري قال : « كنت حاضراً عند مضيِّ أبي جعفر محمد بن علي ، فجاء أبو الحسن (ع) فوُضع له كرسي فجلس عليه وحوله أهل بيته ، وأبو محمد قائم في ناحية ، فلما فرغ من أمر أبي جعفر التفت إلى أبي محمد (ع) فقال : يا بنيَّ أحدث لله تبارك وتعالى شكراً ، فقد أحدث فيك أمراً ».
أي أظهرَ الله تعالى أنك الإمام بعدي وليس أخاك الأكبر الذي توفي ، كما تصور البعض ، لأن أئمة العترة (ع) كما قال الله تعالى : ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم.
ومن ذلك : « عن جماعة من بني هاشم ، منهم الحسن بن الحسن الأفطس أنهم حضروا يوم توفي محمد بن علي بن محمد بابَ أبي الحسن يعزونه وقد بسط له في
صحن داره والناس جلوس حوله ، فقالوا : قدرنا أن يكون حوله من آل أبي طالب وبني هاشم وقريش مائة وخمسون رجلاً ، سوى مواليه وسائر الناس ، إذ نظر إلى الحسن بن علي قد جاء مشقوق الجيب حتى قام عن يمينه ونحن لانعرفه فنظر إليه أبوالحسن (ع) بعد ساعة فقال : يا بنيَّ أحدثْ لله عز وجل شكراً ، فقد أحدث فيك أمراً. فبكى الفتى وحمد الله تعالى واسترجع وقال : الحمد لله رب العالمين ، وأنا أسأل الله عز وجل تمام نعمه لنا فيك ، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
فسألنا عنه فقيل هذا الحسن ابنه ، وقدرنا له في ذلك الوقت عشرين سنة ، أو أرجح ، فيومئذ عرفناه وعلمنا أنه قد أشار إليه بالإمامة ، وأقامهُ مقامه ».
وعن أبي بكر الفهفكي قال : « كتبت الى أبي الحسن (ع) أسأله عن مسائل ، فلما نفذ الكتاب قلت في نفسي : لو أني كتبت فيما كتبت أسأله عن الخلف من بعده ، وذلك بعد مضي محمد ابنه. فأجابني عن مسائلي : وكنتَ أردتَ أن تسألني عن الخلف ، وأبو محمد ابني أصح آل محمد غريزةً ، وأوثقهم عقيدةً بعدي ، وهو الأكبر من ولدي ، إليه تنتهي عرى الإمامة وأحكامها. فما كنت سائلاً عنه فسله فعنده علم ما يُحتاج إليه ، والحمد لله ».
وعن الجلاب قال : « كتب إليَّ أبو الحسن في كتاب : أردتَ أن تسأل عن الخلف بعد أبي جعفر وقلقت لذلك ، فلا تغتم فإن الله عز وجل : لا يضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون. وصاحبك بعدي أبو محمد ابني ، وعنده ما تحتاجون إليه ، يقدم ما يشاء الله ويؤخر ما يشاء : مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَاتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ».
نصه على إمامة ابنه الحسن العسكري (ع)
- الزيارات: 764