فقد أنكر معاوية أنّ هذه الآيات نزلت في المسلمين ، زاعماً أنّها في أهل الكتاب(1) .
قال البخاري(2) في تفسير الآية : حدّثنا قتيبة بن سعيد ، حدّثنا جرير عن حصين عن زيد بن وهب ، قال : مررت على أبي ذر بالربذة ، فقلت : ما أنزلك بهذه الأرض ؟ قال : كنّا بالشام فقرأت : ( وَالذينَ يَكْنِزُونَ الذّهَبَ وَالْفِضّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ )(3) . فقال معاوية : ما هذه فينا ، ما هذه إلاّ في أهل الكتاب . قال ، قلت : إنّها لفينا وفيهم .
وقد أكّد المفسّرون(4) صحّة قول أبي ذر ، فقال السدي : هي في أهل القبلة . وقال الضحاك : هي عامّة في أهل الكتاب والمسلمين . وقال عطاء عن ابن عبّاس : يُريد من المؤمنين .
ـــــــــــــــ
(1) ليس بغريب أنْ يكون زعم معاوية هو عين مماحكة بعض منظري الأنظمة المعاصرة في المحيط الإسلامي التي تسودها العلمانيّة , بزعمهم أنّ آيات الحاكمية إنّما خُوطب بها بنو إسرائيل ، وهو يعزّز ما ذهبنا إليه في هذه الدراسة من مفارقة النظام الاُموي للنظام الإسلامي ومواقعته للجاهليّة .
(2) تفسير ابن كثير ، مرجع سابق 2 / 352 .
(3) سورة التوبة / 34 .
(4) النيسابوري ، أسباب النزول ، مرجع سابق / 184 .
1 ـ التشكيك في السند الشرعي للدعوة
- الزيارات: 801