قال الله عزّوجلّ : ( قُلْ يا اَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ اْلحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدى فَاِنَّما يَهْتَدِى لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَاِنَّما يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا اَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ )(1) .
[البزّار] : ثنا عمرو بن علي ، ثنا أبو داود ، ثنا سعد بن شعيب النهمي ، عن محمد بن إبراهيم التيمي : أنّ فلاناً(2)دخل المدينة حاجّاً ، فأتاه الناس يسلّمون عليه ، فدخل سعد ، فسلّم ، فقال : وهذا لم يُعِنّا على حقّنا على باطل غيرنا . قال : فسكت عنه ساعة ، فقال : مالك لا تتكلّم ؟ فقال : هاجت فتنة وظلمة ، فقلت لبعيري : إخ إخ ، فأناخت حتى انجلت ، فقال الرّجل : إنّي قرأت كتاب الله من أوّله إلى آخره فلم أر فيه [إخ إخ] . قال : فغضب سعد ، فقال : أمّا إذ قلت ذلك ، فإنّي سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : » عليّ مع الحقّ ، والحقّ مع عليّ حيث كان« .
قال : من سمع ذلك معك؟ قال : قاله في بيت أُمّ سلمة . قال : فأرسل إلى أُمّ سلمة ، فسألها ، فقالت : قد قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بيتي . فقال الرّجل لسعد : ما كنت عندي قطّ ألوم منك الآن ، فقال : ولم ؟ قال : لو سمعت هذا من النبيّ (صلى الله عليه وآله) لم أزل خادماً لعليّ حتى أموت .
قال الهيثمي : رواه البزار ، وفيه سعد بن شعيب ، ولم أعرفه ، وبقيّة رجاله رجال الصحيح(3).
[أبو يعلى] : ثنا محمّد بن عبّاد المكّي . (ح) و[الآجري] : ثنا أبو القاسم عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز البغوي ، ثنا محمّد بن عبّاد المكّي . (ح) و[ابن المغازلي] : أنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان ، أنا أبو الحسن عليّ بن عمر بن مهدي الدارقطني الحافظ المعدّل - إذناً - ثنا أبو عبد الله محمّد بن عبّاد المكّي ، ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ، عن صدقة بن الربيع ، عن عمارة بن غزية ، عن عبد الرّحمن بن أبي سعيد ، عن أبيه ، قال : كنّا عند بيت النبيّ (صلى الله عليه وآله) في نفر من المهاجرين والأنصار ، فخرج علينا - يعني النبيّ (صلى الله عليه وآله) - فقال : » ألا أُخبركم بخياركم ؟ « قلنا : بلى ، قال : » خياركم الموفون المطيبون ، إنّ الله عزّوجلّ يحبّ الحفيّ التقيّ« ، قال : ومرّ عليّ ابن أبي طالب (رض) ، فقال : » الحقّ مع ذا ، الحقّ مع ذا« .
وأخرجه ابن عساكر في التاريخ من طريق أبي يعلى ، وأورده الهيثمي في المجمع ، وقال : رواه أبو يعلى ، ورجاله ثقات(4).
[الحاكم] : أنا أحمد بن كامل القاضي ، ثنا أبو قلابة ، ثنا أبو عتاب سهل ابن حمّاد ، ثنا المختار بن نافع التميمي ، ثنا أبو حيّان التيمي ، عن أبيه ، عن عليّ (رض) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : » رحم الله عليّاً ، اللّهمّ أدر الحقّ معه حيث دار« .
وأخرجه الحموئي من طريق البيهقي ، عن الحاكم . ثمّ قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه . وتعقّب الذهبي قائلاً : ومختار ساقط ، قال النسائي وغيره : ليس بثقة(5).
أقول : مختار بن نافع التيميّ أو التميمي ؛ وثّقه العجلي أيضاً ، وعن النسائي : أنّه ليس بثقة ، وأمّا الآخرون ؛ فحكموا بنكارة أحاديثه ، ولعلّها هي المنشأ الأساسي لما حُكي عن النسائي أيضاً ، فقد روي عنه أنّه قال : منكر الحديث(6).
[ابن المغازلي] : بسنده المذكور في الفصل الأوّل عن أبي الطفيل - في حديث المناشدة - أنّ عليّاً (عليه السلام) قال لأصحاب الشورى : فأُنشدكم بالله ، أتعلمون أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : » الحقّ مع عليّ ، وعليّ مع الحقّ ، يزول الحقّ مع عليّ حيث زال«؟ قالوا : اللّهمّ نعم(7).
[الخطيب] : أني الحسن بن عليّ بن عبد الله المقرئ ، ثنا أحمد بن الفرج ابن منصور الورّاق ، أنا يوسف بن محمّد بن علي المكتّب - سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة - ثنا الحسن بن أحمد بن سليمان السرّاج ، ثنا عبد السلام بن صالح ، ثنا علي بن هاشم بن البريد ، عن أبيه ، عن أبي سعيد التميمي ، عن أبي ثابت مولى أبي ذرّ ، قال : دخلت على أُمّ سلمة ، فرأيتها تبكي وتذكر عليّاً ، وقالت : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : » عليّ مع الحقّ ، والحقّ مع عليّ ، ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض يوم القيامة« .
وأخرجه ابن عساكر في تاريخه من طريق الخطيب(8).
[الطبراني] : ثنا عبّاد بن عيسى الجعفي الكوفي ، ثنا محمّد بن عثمان بن أبي البهلول الكوفي ، ثنا صالح بن أبي الأسود ، عن هاشم بن بريد . (ح) و[الحاكم] : أنا أبو بكر محمّد بن عبد الله الحفيد ، ثنا أحمد بن محمّد بن نصر ، ثنا عمرو بن طلحة القنّاد الثقة المأمون ، ثنا عليّ بن هاشم بن البريد ، عن أبيه ، عن أبي سعيد التيمي ، عن أبي ثابت مولى أبي ذرّ ، قال : كنت مع عليّ (رض) يوم الجمل ، فلمّا رأيت عائشة واقفة دخلني بعض ما يدخل الناس ، فكشف الله عنّي ذلك عند صلاة الظهر ، فقاتلت مع أمير المؤمنين ، فلمّا فرغ ، ذهبت إلى المدينة ، فأتيت أُمّ سلمة ، فقلت : إنّي والله ما جئت أسأل طعاماً ولا شراباً ، ولكنّي مولى لأبي ذرّ ، فقالت : مرحباً ، فقصصت عليها قصّتي ، فقالت : أين كنت حين طارت القلوب مطائرها ؟ قلت : إلى حيث كشف الله ذلك عنّي عند زوال الشمس ، قالت : أحسنت ، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : » عليّ مع القرآن ، والقرآن مع عليّ ، لن يتفرّقا حتى يردا عليَّ الحوض« . هذا لفظ الحاكم .
ولفظ الطبراني : عن أُمّ سلمة ، قالت : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : » عليّ مع القرآن ، والقرآن معه ، لا يتفرّقان حتى يردا عليَّ الحوض« .
ثمّ قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ، وأبو سعيد التيمي هو عقيصاء ، ثقة ، مأمون ، ولم يخرجاه . وأقرّه الذهبي .
وأخرجه الحموئي من طريق الحاكم . وأورده السيوطي في الصغير ، والعاصمي في سمط النجوم ، والمتّقي في الكنز ، عن الحاكم في المستدرك ، والطبراني في الأوسط(9).
وقد أخطأ الطبراني فيما قال : {لا يُروى عن أُمّ سلمة إلاّ بهذا الإسناد ، تفرّد به صالح بن أبي الأسود} . وذلك لعدم تفرد صالح بروايته ، كما لاحظت متابعته من قبل عمرو بن طلحة ، وعدم انحصار روايته بهذا الإسناد ، فلاحظ :
[الموفق بن أحمد] : أني سيّد الحفّاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه ابن شهردار الديلمي - فيما كتب إليّ من همدان - أنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني - كتابة - عن الشريف أبي طالب المفضّل بن محمّد بن طاهر الجعفري بأصبهان ، عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى ابن مردويه بن فورك الأصبهاني ، ثنا محمّد بن الحسين الدقّاق البغدادي ، ثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، ثنا إبراهيم بن الحسن التغلبي ، ثنا يحيى بن يعلى ، ثنا عمر بن يزيد ، ثنا عبد الله بن حنظلة ، ثني شهر بن حوشب ، قال : كنت عند أُمّ سلمة رضي الله عنها ، فسلّم رجل ، فقيل : من أنت ؟ قال : أنا أبو ثابت مولى أبي ذرّ ، قالت : مرحباً بأبي ثابت ، ادخل ، فدخل ، فرحّبت به ، فقالت : أين طار قلبك حين طارت القلوب مطايرها ؟ قال : مع عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ، قالت : وفقت والّذي نفس أُمّ سلمة بيده ، لسمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : » عليّ مع القرآن والقران مع عليّ ، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض« ، ولقد بعثت ابني عمر وابن أخي عبد الله - أبي أميّة - وأمرتهما أن يقاتلا مع عليّ من قاتله ، ولولا أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمرنا أن نقرّ في حجالنا - أو في بيوتنا - لخرجت حتى أقف في صفّ عليّ(10).
[ابن عقدة] : من طريق عروة بن خارجة عن فاطمة الزهراء (عليها السلام) ، قالت : سمعت أبي (صلى الله عليه وآله) في مرضه الّذي قبض فيه يقول - وقد امتلأت الحجرة من أصحابه - : » أيّها الناس ، يوشك أن أُقبض قبضاً سريعاً ، وقد قدّمت إليكم القول معذرة إليكم ، ألا إنّي مخلّف فيكم كتاب ربّي عزّوجلّ وعترتي أهل بيتي« . ثمّ أخذ بيد عليّ ، فقال : » هذا عليّ مع القرآن ، والقرآن مع عليّ ، لا يفترقان حتى يردا عليَّ الحوض ، فأسألكم ما تخلّفوني فيهما«(11) .
[ابن أبي شيبة] : أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال في مرض موته : » أيّها الناس ، يوشك أن أُقبض قبضاً سريعاً ، فينطلق بي ، وقد قدّمت إليكم القول معذرة إليكم ، ألا إنّي مخلّف فيكم الثقلين ؛ كتاب الله عزّوجلّ ، وعترتي أهل بيتي« . ثمّ أخذ بيد عليّ فرفعها ، فقال : » هذا عليّ مع القرآن ، والقرآن مع عليّ ، لا يفترقان ، حتى يردا عليّ الحوض ، فأسألهما ما خلّفت فيهما«(12) .
[الحاكم] : ثنى أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي من أصل كتابه ، ثنا الحسن بن عليّ بن شبيب المعمري ، ثنا عبدالله بن صالح الأزدي ، ثني محمّد بن سليمان بن الأصبهاني ، عن سعيد بن مسلم المكّي ، عن عمرة بنت عبد الرّحمن ، قالت : لمّا سار عليّ إلى البصرة دخل على أُمّ سلمة زوج النبيّ (صلى الله عليه وآله) يودّعها ، فقالت : سر في حفظ الله وفي كنفه فوالله إنّك لعلى الحقّ ، والحقّ معك ، ولولا أنّي أكره أن أعصي الله ورسوله - ؛ فإنّه (صلى الله عليه وآله) أمرنا أن نقرّ في بيوتنا - لسرت معك ، ولكن والله لأرسلن معك مَنْ هو أفضل عندي وأعزّ عليَّ مِنْ نفسي ؛ ابنى عمر .
ثمّ قال الحاكم : هذه الأحاديث الثلاثة كلّها صحيحة على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه(13).
وقد تقدّم في الفصل الأوّل من حديث أمّ سلمة وعائشة : أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال لعائشة : » والله لا يبغضه - يعني عليّاً (عليه السلام) - أحد من أهل بيتي وغيرهم إلاّ خرج من الإيمان ، وإنّه مع الحقّ ، والحقّ معه « (14).
[الطبراني] : ثنا فضيل بن محمّد الملطي ، ثنا أبو نعيم ، ثنا موسى بن قيس ، عن سلمة بن كهيل . (ح) و[أيضاً] : ثنا الأسفاطي ، ثنا عبد العزيز بن الخطاب ، ثنا عليّ بن غراب ، عن موسى بن قيس الحضرمي ، عن سلمة بن كهيل . (ح) و[ابن عساكر] : أنا أبو غالب أحمد بن الحسن ، أنا أبو الغنائم ابن المأمون ، أنا أبو الحسن الدارقطني ، نا أبو صالح الأصبهاني عبد الرّحمن ابن سعيد بن هارون ، أنا أبو مسعود أحمد بن الفرات ، أنا الحسن بن أبي يحيى ، نا عمرو بن أبي قيس ، عن شعيب بن خالد ، عن سلمة بن كهيل ، عن مالك بن جعونة ، قال : سمعت أُمّ سلمة تقول : (كان عليّ على الحقّ ، من اتّبعه اتّبع الحقّ ، ومن تركه ترك الحقّ ، عهداً معهوداً ، قبل يومه هذا ) . هذا لفظ الملطي .
ولفظ الأسفاطي : سمعت أُمّ سلمة تقول : ( عليّ على الحقّ ؛ فمن اتّبعه اتّبع الحقّ ، ومن تركه ترك الحقّ ، عهد معهود قبل موته ) .
ولفظ الدارقطني : عن أُمّ سلمة ، قالت : ( والله إنّ عليّاً على الحقّ قبل اليوم ، وبعد اليوم ، عهداً معهوداً ، وقضاءً مقضياً ) .
قلت : أنت سمعته من أُمّ المؤمنين؟ فقال : إي والله الّذي لا إله إلاّ هو - ثلاث مرّات - فسألت عنه ؛ فإذا هم يحسنون عليه الثناء .
ثمّ قال الدارقطني : هذا حديث غريب ، من حديث شعيب بن خالد عن سلمة بن كهيل ، تفرّد به عمرو بن أبي قيس عنه .
وأورده الهيثمي في المجمع ، وقال : رواه الطبراني ، وفيه مالك بن جعونة ، ولم أعرفه ، وبقيّة أحد الإسنادين ثقات(15).
أقول : إنّ ما ذكره الدارقطني عن سلمة بن كهل توثيق لمالك بن جعونة . وقد لاحظت عدم تفرّد شعيب بن خالد وعمرو بن أبي قيس بالتحديث عن سلمة بن كهيل .
[الطبراني] : ثنا إبراهيم بن متوية الأصبهاني ، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، ثنا صالح بن بديل ، ثنا عبد الله بن جعفر المدني ، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة ، عن أبيه ، عن كعب بن عجرة ، قال : كنّا جلوساً عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فمرّ بنا رجل متقنّع ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : » يكون بين الناس فرقة واختلاف ، فيكون هذا وأصحابه على الحقّ « .
قال كعب : فأدركته ، فنظرت إليه ، حتى عرفته ، وكنّا نسأل كعباً : من الرجل ؟ فيأبى يخبرنا ، حتى خرج كعب مع عليّ إلى الكوفة ، فـلم يزل حتى مات . فكأنّا أن عرفنا أن ذلك الرّجل عليّ(16).
[الموفّق بن أحمد] : أني أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي - هذا فيما كتب إليّ من همدان - أنا عبدوس - هذا كتابة - عن شريف أبي طالب المفضّل بن محمّد بن طاهر الجعفري بأصبهان ، عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك الأصبهاني ، ثني محمّد بن عبد الله بن الحسين ، ثنا عليّ بن الحسين بن إسماعيل ، ثنا محمّد ابن الوليد العقيلي ، ثني قثم بن أبي قتادة الحرّاني ، ثنا وكيع ، عن خالد النوّاء ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : لمّا أن أُصيب زيد بن صوحان يوم الجمل ، أتاه عليّ وبه رمق ، فوقف عليه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ، فهمّ لما به ، فقال : رحمك الله يا زيد ، فو الله ما عرفناك إلاّ خفيف المؤنة ، كثير المعونة ، قال : فرفع إليه رأسه ، فقال : وأنت يرحمك الله ، فو الله ما عرفتك إلاّ بالله عالماً ، وبآياته عارفاً ، والله ما قاتلت معك من جهل ، ولكنّي سمعت حذيفة بن اليمان يقول : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : » عليّ أمير البررة ، وقاتل الفجرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله ، ألا وإنّ الحقّ معه ، ألا وإنّ الحقّ معه يتّبعه ، ألا فميلوا معه «(17) .
[البزّار] : ثنا أحمد بن يحيى الكوفي ، ثنا أبو غسّان ، أنا عمرو بن حريث ، عن طارق بن عبد الرّحمن ، عن زيد بن وهب ، قال : بينما نحن حول حذيفة ، إذ قال : كيف أنتم وقد خرج أهل بيت نبيّكم في فئتين; يضرب بعضكم وجوه بعض بالسيف؟! فقلنا : يا أبا عبد الله ، وأنّ ذلك لكائن؟ قال : إي والّذي بعث محمّداً (صلى الله عليه وآله) بالحقّ إنّ ذلك لكائن . فقال بعض أصحابه : يا أبا عبد الله ، فكيف نصنع ، إن أدركنا ذلك الزمان؟ قال : انظروا الفرقة الّتي تدعو إلى أمر عليّ (رض) ، فألزموها ، فإنّها على الهدى .
وأورده الهيثمي في المجمع ، والعسقلاني في زوائد البزّار ، وقالا : رجاله ثقات(18).
[الحسكاني] : أنا أبو الحسن المعادني ، ثنا أبو جعفر محمّد بن عليّ الفقيه ، ثنا أحمد بن الحسن القطّان ، ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، ثنا هارون بن إسحاق ، ثني عبدة بن سليمان ، ثنا كامل بن العلاء ، ثنا حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعليّ بن أبي طالب : » أنت الطريق الواضح ، وأنت الصراط المستقيم ، وأنت يعسوب المؤمنين« .
وأخبرنا أيضاً أبو جعفر ، عن محمّد بن عليّ العلوّي ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، عن محمّد بن عليّ الكوفي ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : » إنّ الله جعل عليّاً وزوجته وأبناءه حجج الله على خلقه ، وهم أبواب العلم في أُمّتي ، من اهتدى بهم هدي إلى صراط مستقيم«(19) .
[الحموئي] : بسنده عن ابن عبّاس ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : » الحقّ مع عليّ بن أبي طالب حيث دار«(20) .
قال فخر الرازي في تفسيره : ومن اقتدى في دينه بعليّ بن أبي طالب فقد اهتدى ، والدليل عليه قوله (عليه السلام) : » اللّهمّ ادر الحقّ مع عليّ حيث دار« .
وقال في موضع آخر : ومن اتّخذ عليّاً إماماً لدينه فقد استمسك بالعروة الوثقى في دينه ونفسه(21).
وروى ابن عساكر ؛ عن أحمد بن حنبل أنّه قال : لم يزل عليّ بن أبي طالب مع الحقّ ، والحقّ معه حيث كان(22).
_________________
(1) سورة يونس : 108 .
(2) والمراد بالفلان الّذي يحذر الرواة من التصريح باسمه هو معاوية بن أبي سفيان ، كما في بعض الروايات .
(3) مختصر زوائد مسند البزار: 2/173 ـ 174 ح: 1638، مجمع الزوائد: 7/235 وفي طبع: 7/476 ـ 477 ح: 12031، وعن كشف الأستار (3282).
(4) مسند أبي يعلى : 2 / 318 ح : 1052 ، الشريعة : 3 / 255 - 256 ح : 1641 ، تاريخ دمشق : 42 / 449 ، مجمع الزوائد : 7 / 234 - 235 وفي طبع : 7 / 475 ح : 12027 ، المناقب لابن المغازلي : 244 ح : 291 .
(5) المستدرك : 3 / 124 - 125 ، فرائد السمطين : 1 / 176 ح : 138 .
(6) تهذيب التهذيب : 10 / 62 ـ 63 م : 6831 ، التاريخ الكبير : 7 / 386 م : 1679 ، الجرح والتعديل : 8 / 311 م : 1440 ، ميزان الاعتدال : 4 / 80 م : 8381 .
(7) المناقب لابن المغازلي : 112 - 118 ح : 155 .
(8) تاريخ بغداد : 14 / 321 م : 7643 ، وفي طبع : / 323 ، تاريخ دمشق : 42 / 449 .
(9) المستدرك : 3 / 124 ، وفي طبع : 3 / 134 ح : 4629 ، المعجم الصغير : 1 / 255 ، المعجم الأوسط : 5 / 455 ح : 4877 ، مجمع البحرين : 6 / 289 ح : 3724 ، كنز العمّال : 11 / 603 ح : 32912 ، سمط النجوم : 3 / 63 ح : 134 ، فرائد السمطين : 1 / 177 ح : 140 ، الجامع الصغير : 2 / 629 ح : 5619 قال فيه : ضعيف ، هذا في طبع دمشق. وأما في طبع مصر : 2 / 69 ودار الكتب العلمية : 2 / 364 ح : 5594 ، وفيض القدير : 4 / 470 ح : 5594 ففي الجميع : رمز (ح) للحديث الحسن.
(10) المناقب للخوارزمي : 176 - 177 ح : 214 .
(11) جواهر العقدين للسمهودي : 234 - 235 ، ينابيع المودة : 40 ، 447 .
(12) سمط النجوم : 3 / 63 - 64 ح : 136 .
(13) مستدرك الحاكم : 3 / 119 .
(14) المعيار والموازنة : 27 - 28 .
(15) المعجم الكبير : 23 / 329 - 330 ، 395 - 396 ح : 758 ، 946 ، تاريخ دمشق : 42 / 449 ، مجمع الزوائد : 9 / 134 - 135 .
(16) المعجم الكبير : 19 / 147 ح : 322 ، كنز العمّال : 11 / 621 ح : 33016 .
(17) المناقب للخوارزمي : 177 ح : 215 .
(18) البحر الزخّار : 7 / 236 ح : 2810 ، مجمع الزوائد : 7 / 236 وفي طبع : 7 / 477 ح : 12032، مختصر زوائد البزّار : 2 / 174 ح : 1639 ، فتح الباري : 13 / 55 ذيل حديث : 6686 وعن كشف الأستار (3283).
(19) شواهد التنزيل : 1 / 58 ح : 88 ، 89 .
(20) فرائد السمطين : 1 / 177 ح : 139 ب 36 .
(21) مفاتيح الغيب ، المسألة التاسعة ، الباب الرابع من تفسير سورة الفاتحة : 1 / 205 ، 207.
(22) تاريخ دمشق : 42 / 419 .
عليّ (عليه السلام) محور الحقّ
- الزيارات: 687