الإمام الحّسين (ع) : (( أنا أحقّ من غير )) .
الإمام عليّ (ع) : (( لا يمنع الضيم الذليل ، ولا يُدرك الحقّ إلاّ بالجدّ ))
الإمام الحّسين (ع) (( والله ، لا أعطي بيدي إعطاء الذليل ، ولا أفرّ فرار العبيد ))
الفيلسوف هيجل : ليس بالوسع نيل الحريّة إلاّ بالمخاطرة بالحياة ، حينئذ فقط يُمكننا التدليل على أنّ جوهر وعي الإنسان بذاته ليس مجرّد البقاء على قيد الحياة .
وحين صوّب العدو مدفع الردى
واندفع الجنود تحت وابل
من الرصاص والردى
صيح بهم : تقهقروا . تقهقروا .
في الملجأ الوراء مأمن من
الرصاص والردي
لكن إبراهيم ظلّ سائراً
إلى الأمام سائراً
وصدره الصغير يملأ المدى .
تقهقروا ، تقهقروا .
في الملجأ الوراء مأمن من الرصاص والردى
لكن إبراهيم ظلّ سائراً
كأنّه لمْ يسمع الصدى .
وقِيل إنّه الجنون
لعلّه الجنون
لكنّني عرفت جاري العزيز من زمان ،
من زمان الصغر
عرفته بئراً يفيض ماؤها
وسائر البشر لا تشرب منها ، لا ولا
ترمي بها ، ترمي بها حجر .
يوسف الخال
من ديوان : البئر المهجورة .
مسرح تتجاور فيه المتناقضات بجرأة ، ومنبع لآليات التبرير الهابط بلا حياء .
تلك كانت خلاصة دراسة واقع حال المجتمع ساعة كربلاء .
بدأ الانهيار المفجع لثورة الخلاص الإنساني في آخر أسبوع لآخر عهد الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) بالدنيا ، ساعة خولفت أوامره ببعث جيش أُسامة ، وعدم تمكينه من طلبه دواة وصحيفة ، يكتب بها كتاباً لا يضلّ معه أبداً ، حين رماه عمر بالهجر ، حتّى فارق الدنيا وهو غاضب .
وتلاشى آخر حلم نبيل للبشريّة في حياة مبناها العدل ، وقوامها الرحمة ، وأساسها التقوى ، يوم أنْ شارك القوم جميعاً في سفك دم أكمل البشر من غير الأنبياء ، عليّ بن أبي طالب (ع) وإنْ بوشر القتل بسيف ابن ملجم .
عُطلّت النصوص القرآنيّة المحكمة برسم الخلافة .
ومُنعت السنّة المطهرة من التدوين والتدول بادّعاء الحيطة .
وبُوشر الزنى والقتل بدعوى الحفاظ على الدين وردّ المرتدّين .
وولّي الطلقاء على رقاب الصلحاء ، فدهاء الأوّلين أنفع من تقوى الآخرين .
ودفن النقاء الثوري وحيداً غريباً في صحراء الربذة ، فالمطلوب الواقعيّة لا المثاليّة .
وانساحت الحدود بين المال الخاصّ وبيت مال المسلمين ، فحقّ التصرّف المطلق للخليفة أسبق من كلّ الحقوق .
وكُتم كلّ صوت رقابي على السلطة ، واستُبيح دم كلّ ناصح ، فهذا جزاء مَن يخرج على الجماعة ، ويبغي الفتنة .
وأخذ المحسن بالمُسيء ، وقُتل البريء بالظنّة ، فذلك ادعى لاستقرار الدولة .
وحِيكت المؤامرات ، وبُذلت الولاية رشوة ، وكذلك رُفعت المصاحف على أسنّة الرماح : أنَّ الحكم لله .
وأطيح برؤوس بقايا الثورة ، ودُفنت طهارتهم مقيدّة بالأغلال جامدة عليها دماؤهم في مرج عذراء ، والبيّنة عليهم معدّة سلفاً ، يشهد عليها قرّاء المصرين : أنّهم كفروا كفرة صلعاء .
والأرزاق بيد السلطان ، إنْ شاء منح ، وإنْ شاء منع ، والنفوس مرتجفة حتّى لتستبق التهافت من فرط الوجل ، فشعار المرحلة : انج سعد , فقد هلك سعيد .
فهكذا أرادها ابن سميّة ، أمين الخليفة الصحابي ابن هند , وتجيّش الجيوش وتبعث البعوث لتقيم إمبراطوريّة ، ولكن باسم الفتح والجهاد في سبيل الله .
ويُستعلى العنصر العربي وتستذلّ الموالي ، ومَن يأمل في المساواة كما كانت أوّل مرّة يرمى بالزندقة والشعوبيّة ، فالعرب مادّة الإسلام .
ويطول الأمد ، فتقسو القلوب ، وتخرب النفوس ، ويشيع السوء ، حتّى يصير هو السمة الغالبة ، ذلك كان حال القوم ساعة كربلاء .
تلبيس في تدليس ... تدجيل في تضليل ... تزييف في ثوب الحقيقة التي أوشكت على الضياع .
ها هنا خرج الحُسين(ع) ... وها هنا دور الحُسين(ع) .
لقد كان الحُسين(ع) رهين عجزين ـ كما يقول علي شريعتي (1) ـ عجز عن الإذعان والصمت إزاء الاستبدال الكلّي للإسلام ، وعجز عن الثورة الشاملة ، بهدف التغيير الجذري ، عودة للأصول المحمّديّة .
لمْ يكن أمام بقيّة النبوّة ، ووارث إمام المتّقين وسيّدة نساء العالمين ، إلاّ ذلك الاختيار النابع من أعماق الوعي بحقيقة الرسالة وشموليّة الرؤية الكونيّة ، إنّه اختيار المنهج الفريد بكلمة واحدة : الشهادة .
والشهادة تعني الاختيار الحرّ في أكثر لحظات الإنسان كثافة وعياً بذاته . فهي ليست موتاً بالاضطرار ولا مصادفة ، ولكنّها الاختيار الأخلاقي القيمي المتعالي على البواعث الماديّة .. إنّها التجاوز الحرّ أو النفي ـ بالتعبير الهيجلي ـ لأخصّ خصائص الإنسان وهي حفظ الذات ، وحبّ البقاء .
إنّها الانفلات الواعي من قيود وضرورات الطبيعة تغليباً للقيمة على الغريزة ، وهنا يكمن المعنى الجوهري للحريّة ، أو هي الحريّة في أرقى تمثلاتها الكيفيّة ، والتي لا تقتصر على ما تقدمه المفاهيم (الليبراليّة) السائدة من طرح صوري سلبي للحريّة ، بمعنى عدم وجود عوائق خارجية للحركة ، كما يقول هوبز .
والشهادة ـ بما هي كذلك ـ شكلت تواصلاً تاريخيّاً لفعل النخبة ، بل نخبة النخبة ـ أو أكثر الناس لا يعلمون ـ وبهم حفظت راسيات الحياة أنْ تميد بها الأرض ، كلّما أشرفت على الهلاك بالفعل المعاكس لها ، وهو تغليب الغريزة على القيمة . وبذلك ظلّت تمثّل قطب الجذب الأبدي للشوق الإنساني نحو الخلاص .
إنّ ممارسة الانعتاق الداخلي من ربقة الضرورة لتسييد الحقّ ، تشكّل جوهر الدرس الأبدي الذي قدّمه الحُسين(ع) للبشر أجمعين .
فطالما أنّ كلّ نظام مستبدّ يجعل وسيلته المثلى لإحكام قبضته وضمان هيمنته هي التفكيك والتجزئة لأيّة روابط جماعية ، بحيث تصير الجماعة مجرّد جمع عددي لأفراد لا تفاعل بينهم ـ سواء تحقق ذلك بالقهر أو بمخاطبة محال التوتر والضعف في الفرد إزاء حاجاته ورغباته ، بحيث ينكفئ في النهاية على ذاته ، لا يمتدّ نظره إلى جماعة ، بل يقصر بصره على حلول على المستوى الفردي ـ فهنا يأتي ردّ الحُسين(ع) الفذّ ، ليعلن بشهادته رفض النجاة الفرديّة ، والاستعلاء على إلحاحات الذات ، أي : التحدي التامّ لأقصى ما تراهن عليه نظم الاستبداد .
هذا إذاً درس مزدوج : للسلطان ، بإعلانه سقوط رهانه الأخير ، وللناس ، أنّ بإمكانهم تحقيق ذواتهم بشكل كامل بالاستعلاء عليها حال وعيهم التامّ .
ولو أنّ السلطان ـ كلّ سلطان ـ وقع في روعه أنّ هذه المكنة محتملة من قبل الناس ، ما أقبل طاغٍ على الطغيان ، وما أهلك ظالم نفسه بظلم .
ولو أنّ الناس استوعبوا هذا الدرس ، وترسخ في أعماقهم إدراك هذه المكنة ، ما وجد مستبدّ أصلاً .
ومن ثمّ فإنّ خروج الحُسين(ع) في إطاره الاستشهادي حدث جلل في تاريخ الإنسانيّة كلّها ، ويبقى مردوده قابلاً للاتّساع والتعميق بقدر اتّساع المعاناة الجمعيّة بمضامين مكوّنات الدرس الحسيني .
لقد خرج الحُسين(ع) بالنساء والأطفال في قوم تفرض تقاليدهم ، وتعلى من شأن حماية الذمار ، والذود عن الظعائن ، ولكن الحُسين(ع) أراد أنْ يُعلم القوم أنّ الذود عن منظومة الحقّ الكلّية أولى من التهالك على جزئيّاته ، فالحقّ كلّ لا يقبل التجزئة .
وما أظنّ أحداً روّع في حياته بمثل مشهد الحُسين(ع) في المواجهة ، وابنه الرضيع عبد الله في حجره ، فيرمي جلاوزة الطواغيت هذا الرضيع بسهم يخترق عنقه ، فيستملئ الحُسين(ع) كفيه من دم فلذة كبده المسفوح ، يخاصم به الظالمين عند أعدل العادلين .
فهذا أيضاً برهان درس التجرّد المطلق له ، فليس هناك بحال أمض على النفس ، ولا أوجع للقلب ، ولا أشدّ زلزلة للكيان كلّه من رضيعك يُذبح بين يديك ، ولكن الحُسين(ع) يأبى إلاّ أنْ يرتفع فوق آلامه ، مهما برحت به في سبيل الله .
ثمّ إنّ الحُسين(ع) خرج خروجه ذاك ، بعد أنْ ترك الحجّ المندوب ، وفي يوم التروية ذروة الموسم ، ليعلم الناس ألا ينساقوا وراء فقهاء السلاطين الذين يزينون لهم الاستغراق في الشعائر فقط ، تجزئياً للدين ، ويرسمون لهم طريق الخلاص عن طريق تكريس الفرديّة فيهم ، ويمنعون في إغراقهم في شكليّات أحكام الفروع ، إلهاءً لهم عن حقيقة هذا الدين ، وتغريباً لهم عن واقعهم ألاّ يقتربوا من منطقة السلطان الحرام .
وبعد , لمْ يترك الحُسين(ع) لأحد فرصة الهروب من السعي لإحقاق الحقّ ، فقد سدّ جميع ثغرات التعلات ، وأغلق جميع أبواب فاسد التأويلات ، ولمْ يبقَ إلاّ باب واحد يؤدّي إلى النهج الذي سار عليه ، وهو الاستعباد لله وحده . وتلك هي حقيقة هذا الدين ، وتلك هي خلاصة شهادة أنْ لا إله إلاّ الله ، امتلاك الحريّة المطلقة بالتفاني في العبوديّة لله ـ كما يقول سيّد قطب ـ ونبذ كلّ ما عداها ، ولو كانت ضرورات الحياة ، بل ولو كانت الحياة ذاتها . يقول الله تعالى : ( قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبّ إِلَيْكُم مِنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبّصُوا حَتّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَيَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ )(2) .
تلك الحقيقة التي جسدها الحُسين(ع) بإقباله على الشهادة ضدّ عوامل الطبيعة ،كانت ـ كما ذكرنا ـ تواصلاً تاريخيّاً للمبدأ الواحد ، تمثّلها أناس أطلق الكشف سرح أرواحهم لمّا تشبّثوا باليقين ، عند تلك اللحظة الفارقة تبدّلت الموازين ، ونُسخت المعايير ، فلمْ تعد الدنيا أكبر الهمّ ، ولا مبلغ العلم ، بل إعلاء الحقّ أثقل ميزاناً من الدنيا وما فيها . عند تلك اللحظة ، تغيّرت دلالة مفردات اللغة ، فلمْ تعد كلمة الموت تعني النهاية ، بل البداية بداية حياة سرمديّة طاردة لكلّ معاني الفناء والعناء لصاحب الكشف ، وجاذبة لكلّ من عداه أنْ يتّخذ تلك اللحظة له غرضاً ، وذلك هو المعنى العميق الكامن في كلمة الفداء ، ذلك هو الدرس : الموت شهادة حياة .
يقول الله تعالى : ( وَلاَ تَحْسَبَنّ الذينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالذينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِن خَلْفِهِمْ أَلاّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ )(3) .
ولا نعني بالكشف الفدائي ما يمكن أنْ يتبادر إلى الذهن من تلك التجربة الفرديّة الباطنيّة والرياضة الروحيّة ، المؤدّية إلى التماهي الوهمي الصوفي ، ولكنّه العرفان ، بمعنى الوعي التّامّ المؤدّي إلى الاستمساك إلى القبض على اليقين بكامل الكيان حتّى الموت أو هو الموت وعياً .
تأمّل سحرة فرعون الطاغية ، وهو يتهددهم لحظة الكشف أنْ آمنوا بربّ موسى : ( قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنّهُ لَكَبِيرُكُمُ الذي عَلّمَكُمُ السّحْرَ فَلَأُقَطّعَنّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِنْ خِلاَفٍ وَلَأُصَلّبَنّكُمْ فِي جُذُوعِ النّخْلِ وَلَتَعْلَمُنّ أَيّنَا أَشَدّ عَذَاباً وَأَبْقَى )(4) . فما كان جوابهم إلاّ الاستعلاء على ذواتهم وآلامهم وما هم مقدمون عليه من العذاب ، والاستغناء عن رغد العيش في كنف فرعون : ( قَالُوا لَن نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيّنَاتِ وَالذي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنّمَا تَقْضِي هذِهِ الْحَيَاةَ الدّنْيَا )(5) .
وفي قصّة أصحاب الأخدود لنا مثل ، يتكرّر فيها مشهد التعالي على الألم والإقبال على التحريق بالنار على ألاّ يتخلّوا عن اليقين .
وكذلك مؤمن آل ياسين ، ينصح قومه وهم يكفرون ، فيستشهد ويرى موقعه من الجنّة لحظة الكشف البارقة .
ولمْ تكن أسطورة أوزيريس منذ فجر التاريخ الإنساني إلاّ تعبيراً عن الإدراك الفطري لهذا المعنى : الطريق إلى النور حالك الظلام . يقطّع أوزيريس أشلاء تتخلّط بالتراب من أجل الخصب والنماء ، مطلق الطهارة شرطه الغسل بالدماء ، وربما لهذا لا يغسل الشهيد في الإسلام ، فدماؤه أزكى من كلّ الأمواه .
وهذا النبيّ يحيى يُذبح متعبداً ، ويقدّم رأسه على طست لبغي بني إسرائيل ، على ألاّ يخالف الحقّ .
وفي التراث المسيحي ، يعدم ثمانمئة ألفٍ قبطي على يد طاغية الرومان الإمبراطور دقلد يانوس أنْ آمنوا(6) .
وعن العلاقة الجدليّة بين موت الشهيد فداء والحياة ، تقرأ في إنجيل يوحنّا :
الحقّ أقول لكم إنّ حبّة الحنطة التي تقع على الأرض إنْ لمْ تمت فإنّها تبقى وحدها ، وإنْ ماتت أتت بثمر كثير .
وبعد ، فقد تلا الحُسين(ع) قول الله تعالى ـ مخرجه من مكّة راداً على أتباع يزيد الذين رموه بالخروج من الجماعة ـ : ( لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُم بَرِيئُونَ مِمّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمّا تَعْمَلُونَ )(7) .
وقال الرسول (صلّى الله عليه وآله) : (( ليس لعين ترى الله يعصى فتطرف حتّى تغير أو تنتقل )) .
وإنا لله وإنا إليه راجعون .
ــــــــــــــ
(1) د . علي شريعتي ، عن التشيع والثورة ، ترجمة د . الدسوقي شتا / 184 ـ القاهرة ـ دار الأمين / 1996 م .
(2) سورة التوبة / 24 .
(3) سورة آل عمران / 169 ـ 171 .
الصفحة (427)
(4) سورة طه / 71 .
(5) سورة طه / 72 .
(6) الأب متّى المسكين ، الشهادة والشهداء / 41 ، ط3 ـ القاهرة ـ مطبعة القديس أنبا مقار / 1987 م .
(7) سورة يونس / 41 .
المنهج الفريد
- الزيارات: 847