• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

اشكالان :

أورد بعض الكتّاب إشكالين على خبر الاحتجاج
احدهما : إذا صحّ الالتزام بخبر الاحتجاج فعليكم التقيد بالنص الوارد فيه : « من قال : محمد رسول اللّه‏ ، فليقل : علي أمير المؤمنين » فلماذا تقولون : «أشهد أن عليّا ولي اللّه‏» وتضيفون إليه : «وأولاده المعصومين حجج اللّه‏» أليست هذه الإضافة وهذا التغيير عدم تَعَبُّدٍ بالنص؟!
ثانيهما : إذا اخذتم بخبر الاحتجاج فعليكم أن تقولوها مرّة واحدة ، لأنّ التكليف يسقط به ، فما السرّ في الإتيان بها مرّتين في الأذان.
أما الجواب عن الإشكال الأول ، فيكون من عدة وُجُوه :
الأوّل : قد يصحّ ما قلتموه إذا اعتبرنا ذلك من أجزاء الأذان ، لكنّنا أثبتنا في الصفحات السابقة أنّا لا نأتي بها على نحو الجزئية والأخذ بها من باب التوقيفيّة ، بل كُلّ ما في الأمر هو الإشارة إلى محبوبيّتها عند الشارع ورجحانها عنده.
الثاني : إنّ الصفة الغالبة في الروايات التي جاءت في عليّ تحمل كلمة « ولي اللّه‏ » ، فنحن نأتي بهذا القيد تعبدا بتلك النصوص.
الثالث : إنّ حسنة ابن أبي عمير ، عن الكاظم عليه‌السلام سمحت لنا بفتح جملة « حيّ علي خير العمل » بأيّ شكل كان مع حفظ المضمون ، وقد فتحت بصيغ مختلفة ، فأهل الموصل كانوا يقولون « محمد وعلي خير البشر » (١) وهو عمل الشيعة في مصر أيّام الدولة الفاطمية (٢) ، وأهل حلب أيّام الدولة الحمدانية (٣) ، أما أهل القطيعة في بغداد كما حكاه التنوخي عن أبي الفرج الأصفهاني ـ فكانوا يقولون «أشهد ان عليّا ولي اللّه‏» ، و «محمد وعلي خير البشر» (4) وقد افتى ابن البراج لمن يقلده من أهل حلب باستحباب القول مرتين « آل محمد خير البرية » (5).
الرابع : إنّ النصوص الصادرة عن المعصومين في معنى الحيعلة الثالثة وفي غيرها لم تختص بـ « أشهد أنّ عليّا أمير المؤمنين » حتى يلزمنا التعبّد بها ، بل جاءت الصـيغ الثلاث الآنفة في شواذّ الأخبار التي حكاها الشيخ الطوسي ويحيى بن سعيد وهي الموجودة في مرسلة الصـدوق كذلك.
وأمّا الجواب عن الإشكال الثاني : فإنّ العدد مرتبط بالإشهاد فإن شهد للرسول بالرسالة مرّة فعليه أن يشهد لعلي بالولاية مرة ، ومن شهد للّه‏ وللرسول مرتين فله أن يشهد لعلي بالولاية مرتين ، لقوله عليه‌السلام : « من قال : محمد رسول اللّه‏ فليقل : علي أمير المؤمنين » أي أنّ المثلية في العدد ملحوظة في النصّ ، ومن هذا الباب ترى الإشهاد للّه‏ ولرسوله ولعلي ثلاثا في موثقة سنان بن طريف الانفة إذن المثليّة ملحوظة بين فعل الشرط وجزائه ، كما هو ملحوظ في الترتيب بين الشهادات الثلاث ، فتكون الشهادة للّه‏ بالوحدانية أوّلاً ، ثم الشهادة للرسول بالنبوة ثم الشهادة لعلي بالولاية ، ومن هنا تعرف معنى ما جاء في تفسير القمي « إلى ها هنا التوحيد ».
وبهذا البيان ارتفع ما أشكله البعض بهذا الصدد ولنرجع إلى أصل الموضوع.
ومما يدلّ على الشعارية كذلك مرسلة الحسين بن سعيد ، عن حنان بن سدير عن سالم الحنّاط قال : قلت لأبي جعفر الباقر عليه‌السلام : أخبرني عن قول اللّه‏ سبحانه وتعالى : ( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ ألْمُنذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ) فقال عليه‌السلام : هي الولاية (6).
إذ من المعلوم أنّ ما نزل على قلب النبي هو القرآن وشريعة الإسلام ، فلا معنى للتفسير بالولاية إلاّ إذا اعتقدنا بأنّ الولاية هي اكمال للدين والعلامَةُ للتعريف بذلك المُنْزَل ، وهذا ما نعني به من الشعارية وهي تدعونا إلى النداء بها ، والدعوة إليها ، والإجهار بألفاظها ، حسبما يستفاد من موثقة سنان بن طريف وحسنة ابن أبي عمير ، وصحيحة أبي الربيع القزاز لقد تقدّم الكلام فيما يخصّ حسنة ابن أبي عمير عن الكاظم عليه‌السلام في الدليل الكنائي (7) وأنّ : « حيّ على خير العمل » تعني الولاية ، وأنّ عمر بن الخطاب حذفها من الأذان كي لا يكون حثٌّ عليها ودعاءٌ إليها ، وأنّ الإمام الكاظم عليه‌السلام لم يكن بصدد بيان الأمر المولوي بها في الأذان على نحو الوجوب والجزم ، بل أراد الإشارة إلى جذورها ومعناها الكامن فيها ، وأنّ هناك دورا تخريبيا من النهج الحاكم لها ، وهذا الكلام بلا شكّ ينطوي على رجحان الدعوة لشعاريّتها ، والدعاء إليها ، والحثّ عليها في الأذان خاصّة ، وفي غيره عامّة ، لكن لمّا لم يصلح هذا لإثبات الجزئية ، لعدم صدور النص عنه عليه‌السلام مولويا بل كان إخباريّا وإرشاديا لم يبق إلاّ الاعتقاد بأنّ الإمام يريد اتّخاذها شعارا على المستو يَيْن العقائدي الكلامي والفقهي العبادي أي يريد اعلامنا بامكان ذكرها في الأذان بحكمها الثانوي ، وخصوصا في هذه الازمان التي كثرت فيها الشبهات على الشيعة ، ووقوفنا على هم الاعداء في اماتة الحق لكن ( َاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) (8).
ويؤيد ذلك ما أخرجه الكليني بسنده عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى : ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفا ) قال : هي الولاية (9).
إذ لا معنى لأن يفسّر إقامة الوجه للدين الحنيف بالولاية ؛ إذ القيام قيامٌ للّه‏ ، والولاية ولاية وإقرار لولي اللّه‏ ، ولا يصلح أحدهما أن يحلّ محل الاخر إلاّ بأن يقال : بأنّ الولاية امتداد للتوحيد والنبوّة وهو معنى آخر لحديث الثقلين وحبل اللّه‏ الذي أمرنا بالاعتصام به وهو الذي جاء عن المعصوم في تفسير قوله تعالى (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ):التوحيدوالولاية (10).
وفي تفسير العياشي عن الباقر عليه‌السلام : آل محمد حبل اللّه‏ المتين (11).
وعن الصادق عليه‌السلام :نحن الحبل (12) وفي رواية أخرى في الكافي عنه عليه‌السلام : أثافي الإسلام ثلاثة : الصلاة والزكاة والولاية ، ولا تصحّ واحدة منهنّ إلاّ بصاحبتيها (13).
وعن الكاظم عليه‌السلام : علي بن أبي طالب حبل اللّه‏ المتين (14).
نعم إنّ انحصار السبيلية في الولاية لعلي وأهل بيته ، يعني كونها شعارا راجحا تعاطيه في كلّ مفردات الشريعة ، وهو الملاحظ في الاشهادات الثلاث في كتب الادعية وأنّ الأئمّة قد أكدوا عليها ، وأنّ ذكر الشهادة الثالثة في الأذان من باب الشعارية لا يستلزم تشريعها فيه وكونها جزء داخل في ماهيته كما نبّهنا عليه كثيرا.
كما ننبّه على أنّ الاستدلال بالشعارية لا يقتصر على الشهادة الثالثة في الأذان ، فقد استفاد منها الفقهاء لبيان أحكام أُخرى تتوقّف عليها العقيدة واصل الدين ، وذلك لورود الأخبار الصحيحة والمعتبرة فيها إذ لا معنى لهذه الأخبار ولا لصدورها غير ذلك.
وإليك خبر آخر في هذا السياق : أخرج علي بن إبراهيم القمي رضي‌الله‌عنه في تفسيره بسنده عن الرضا عن جده الباقر عليه‌السلام في قوله :
( فِطْرَتَ اللَّهِ ألَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ) فقال : هو لا إله إلاّ اللّه‏ ، محمد رسول اللّه‏ ، علي أمير المؤمنين ، إلى ها هنا التوحيد (15).
هذه الرواية لها دلالة واضحة على أنّ إقامة الدين لا تتم إلاّ بهذه الاصول الثلاثة ، كما أنّ التوحيد لا يمكن تحقّقه أفعاليا في الخارج ـ كما أراده اللّه‏ ـ إلاّ من خلال هذه الشهادات الثلاث التي نصّت عليها الرواية لكن نتساءل : ما علاقة التوحيد بولاية علي؟ وكيف تكون ولاية عليّ هي نهاية التوحيد والمعنى المتمّم له ، مع أنّهما حقيقتان متغايرتان؟!
الجواب على ذلك : أنّهما حقيقتان دالّتان على أمرٍ واحد ، لأنّ ولاية الإمام علي والاقرار له بالولاية هو اقرار للّه‏ بالتوحيد وللرسول بالرسالة ، إذ أنّ طاعة علي من طاعة اللّه‏ ، ولا يوجد من تفسير وتوجيه للخبر الآنف إلاّ التزام الشعارية ، إذ المعني من الشعارية هنا هو الإقرار بعد الاعتقاد ، لأنّ المسلم وبعد أن اعتقد بوحدانية اللّه‏ ورسالة النبي محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وولاية علي ابن أبي طالب عليه‌السلام عليه أن يحمد اللّه‏ وأن يسبحه وأن يصلي على النبي وآله ، أي عليه أن يذكر اللّه‏ ذكر قلب واعتقاد لا لقلقة لسان ، فالاذكار والتسبيحات هي أقرار بالمعتقد الذي آمن به والرواية السابقة من هذا القبيل وهي تشير إلى ان فطرة اللّه‏ التي فطر الناس عليها ما هي إلاّ الشهادات الثلاث ، وما على المؤمن إلاّ ان يتوجه إليها من خلال الذكر والصلاة والتسبيح ، لأنّ الاقرار اليومي بتلك الاصول هي بمثابة تثبيت العقيدة والهوية في النفس.
ولو تأملت في الاحاديث الواردة عن المعصومين لرايتها مفعمة بهذه الشهادات الثلاث وكذا الشهادة بغيرها من المعتقدات ، اذن الإقرار هو «الاشهاد» و «النداء» و «الشعار» ، وإليك فقرة من دعاء العشرات ، والذي يستحب أن يقرأه المؤمن في كل صباح ومساء نأتي به توضيحا لما نقوله ، وفيه :
اللّهُمَّ إنّي اُشهِدُكَ وَكَفَى بِكَ شَهيدا وَأشهِدُ مَلآئكَتَكَ وَاَنْبِيائَكَ وَرُسُلَكَ وَحَمَلَةَ عَرْشِكَ وَسُكّانَ سَماواتك وَأرضك وَجَميَع خَلْقِكَ بِآنَّكَ اَنْتَ اللّه‏ُ لا اِلهَ إلاّ اَنْتَ وَحْدَكَ لا شَرَيكَ لَكَ وَاَنَّ مُحمَّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ وَاَنَّكَ عَلى كُلِّ شَيء قَديرٌ تُحيْي وَتُميِتُ وَتُمِيتُ وَتُحيْي وَاَشْهَدُ اَنَّ الجَنَّةَ حَقٌّ وَأَنَّ النّارَ حَقٌّ ، وَالنُّشُورَ حَقٌّ ، وَالسّاعَةَ اتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَاَنَّ اللّه‏ يَبْعَثُ مَنْ في القُبُورِ وَاَشْهَدُ اَنَّ عَلِيَّ بْنَ أبي طالب اَميرُ المُؤْمِنينَ حَقّا حَقّا وَاَنَّ الأَئِمَةَ مِنْ وُلْدِهِ هُمُ الأَئِمَّةُ الهُداةُ الْمَهْدِيّونَ غَيْرُ الضَّالينَ وَلاّ الْمُضِلِّيْنَ وَاَنَّهُمْ اَوْلِيائُكَ المُصْطفَوْنَ وَحِزْبُكَ الغالِبُونَ وَصِفْوَتُكَ وَخِيَرتُكَ مِنْ خَلْقِكَ وَنُجَبآئُكَ الّذَينَ اَنتَجَبْتَهُمْ لِدينِكَ وَاخْتَصَصْتَهُمْ مِنْ خَلْقِكَ واصْطَفَيْتَهُمْ عَلى عِبادِكَ وَجَعَلْتَهمْ حُجَّةً عَلَى العالَمينَ صَلَواتُكَ عَلَيَّهِمْ والسَّلامُ وَرَحْمَةُ اللّه‏ِ وَبَرَكاتُهُ اَللّهُمَّ اكْتُب لي هذِهِ الشَّهادَةَ عِنْدَكَ حَتّى تُلَقِّنيها يَوْمَ القيامَةِ وَاَنْتَ عَنّي راضٍ اِنَّكَ عَلى ما تَشآءُ قَديرٌ.
هذا هو الإقرار بالمعتقد والذي يسمى بالاشهاد كذلك وهو الذي يجدر بالمؤمن تكراره كل يوم لان فيه ترجمان عقائدنا وهويتنا وان التاكيد على الصلاة على آل محمد ، وعدم ارتضاء الرسول الصلاة البتراء عليهم هو معنى اخر للشعارية كل ذلك للحفاظ على الهوية في مسائل الفقه والعقيدة ، وبه تكون ولاية عليّ الشعار الذي يعرّفنا بالتوحيد الصحيح النقيّ من الشوائب ذلك التوحيد الذي عرَّفنا به سيد الأنبياء محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما أنّ التوحيد الخالص يظهر جليا من خطب الإمام ورسائله وكلماته عليه‌السلام ، لأ نّه الوحيد من أصحاب رسول اللّه‏ الذي لم يسجد لصنم قط. وهو الذي ولد في الكعبة ، واستشهد في المحراب ، وفي هاتين النكتتين الولادة والشهادة معنى لطيف وظريف ، ويترتب عليه محبوبية تعاطي الشهادة بالولاية شعاريا في غالب الأمور المعرفية باعتبارها مفتاح رسالة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومفتاح معرفة التوحيد الصحيح ، فمع ثبوت هذه الحقيقة لا مناص من القول برجحانها في كلّ عبادةٍ لدليل الإباحة وخلّو المعارض.
وممّا يدلّ على ذلك أيضا ما أخرجه الكليني بسند صحيح عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : بُني الإسلام على خمسة أشياء : على الصلاة والزكاة والحجّ والصوم والولاية  فقلت : أيّ شيء من ذلك أفضل؟ قال عليه‌السلام : « الولاية أفضل لأ نّها مفتاحهنّ والوالي هو الدليل عليهنَّ  » (16).
فقوله عليه‌السلام : «الولاية مفتاح الصلاة والصوم» وقوله عليه‌السلام الآخر : « الوالي هو الدليل عليهنّ » ظاهر في الشعارية بلا أدنى كلام لأنّ الإمام الباقر عليه‌السلام جعل الولاية مفتاحا لغالب الأمور العبادية وعلى رأسها الصلاة والصوم والزكاة والحج ، ومعنى كلامه عليه‌السلام أنّ الولاية تنطوي على ملاك عباديّ وتشريعي  إذ لا معنى لكون الولاية دليلاً ومفتاحا للعبادات إلاّ أن يكون معنى من معانيها عبادة.
وقد جاء في تفسير القمّي في قوله تعالى ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ ألْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) قال : كلمة الإخلاص والإقرار بما جاء من عند اللّه‏ من الفرائض والولايةُ ترفع العمل الصالح إلى اللّه‏ وعن الصادق عليه‌السلام أنّه قال : الكلم الطيب قول المؤمن « لا إله إلاّ اللّه‏ ، محمد رسول اللّه‏ ، علي ولي اللّه‏ وخليفة رسول اللّه‏ » وقال : والعمل الصالح الاعتقاد بالقلب أنّ هذا هو الحقّ من عند اللّه‏ لا شك فيه من رب العالمين (17).
فلو كان مصداق الكلم الطيب هو كلمة التوحيد والإيمان بما جاء به رسوله ، ومنها لزوم الولاية لعلي عليه‌السلام ، ألا يحق أن تصعد هذه الولاية إلى السماء كما نزلت إلينا عن طريق الروايات الكثيرة المتواترة؟ روى الحاكم النيسابوري والسيوطي عن ابن مردويه عن أنس بن مالك وبريدة ، قالا : قرأ رسول اللّه‏ هذه الآية ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ ) فقام إليه رجل فقال : يا رسول اللّه‏ أي بيوت هذه؟ فقال بيوت الأنبياء ، فقام إليه أبو بكر فقال : يا رسول اللّه‏ هذا البيت منها لبيت علي وفاطمة قال : نعم من أفاضلها (18).
وعن أبي جعفر الباقر أنّه قال : هي بيوت الانبياء ، وبيت علي منها (19) وذكر ابن البطريق في « خصائص الوحي المبين » ما جرى بين قتادة والإمام الباقر عليه‌السلام وفيه : فقال قتادة لمّا جلس بين يدي الإمام الباقر : لقد جلست بين يدي الفقهاء وقدّامَ ابن عباس فما اضطرب قلبي قُدّامَ واحد منهم ما اضطرب قُدَّامَكَ.
قال له أبو جعفر الباقر عليه‌السلام : ويحك أتدري أين أنت؟ أنت بين يدي ( بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا أسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِآ لْغُدُوِّ وَالاْءَ صَالِ رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَآءِ الزَّكَاةِ ) فأنتَ ثَمَّ  ونحن أُولئك (20).
وهذه الأحاديث تؤكّد بوضوح على أن بيت علي وفاطمة هو من بيوت الأنبياء ، إذ لا معنى لأن يسال أبو بكر عن موقع بيت علي وفاطمة بين تلك البيوت إلاّ أن يكون ذلك معلوما عنده أو مشكوكا ، لأنّ سؤاله يدعونا للقول بهذا ، وعليه فكلامه ليؤكّد بأنّ بيتهما هو امتداد لبيوت اللّه‏ وبيوت الأنبياء ، وأنّ الشهادة بالولاية لعلي هي امتداد لطاعة اللّه‏ ، لأنّ المؤذّن بشهادته في الأذان يبيّن الصلة بين علي وبين اللّه‏ ورسوله ، وأنّ الإمام عليّا ما هو إلاّ وليٌّ للّه‏ تعالى ، لا أنّه يريد أن يقول أنّ عليا هو الخالق والرازق والمحيي والمييت. حتّى يقال أنّه من الشرك والتفو يض وأمثال ذلك ، وقد قلنا مرارا بأن ما تشهد به الشيعة في الأذان ليس أجنبيّا عن الأخبار والآيات.
ونحن لو جمعنا بين الآيتين القرآنيتين ( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) مع ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا ) لعرفنا الترابط الملحوظ بين التوحيد والنبوة والإمامة ، ولأجل هذا جُعل ذكرهم من ذكر اللّه‏ وأنّهم السبيل إليه ، وأنّ فطرة اللّه‏ مبتنية عليه  وبذلك يتّضح تماما معنى كلام الإمامين الباقر والصادق عليهما‌السلام في معنى ( حي على خير العمل ) :
« أنّه برّ فاطمة وولدها » (21) لأنّ القوم كانوا يفترون على اللّه‏ الكذب ويريدون طمس ذكرهم قال تعالى : ( وَمَنْ أظْلَمُ مِمَّنِ أفْتَرَى عَلَى اللَّهِ ألْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى ألاْءِسْلاَمِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي ألْقَوْمَ الظَّالِمِينَ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ نُورَ اللَّهُ بِأَ فْوَاهِهِمْ وَاللَّهِ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) (22).
روى الكليني بسنده عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : سألته عن قول اللّه‏ تعالى ( يُرِيدُونَ لِيُطْفِئوا نُورَ اللَّهِ بِأَ فْوَاهِهِمْ ) قال : يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين بأفواههم قلت :«واللّه‏ متم نوره»قال: يقول : واللّه‏ متم الإمامة والإمامة هي النور وذلك قوله عزّ وجلّ (فَأَمِنُواْ بِآللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ ألَّذِيآ أَنزَلْنَا) قال :النور هو الإمام (23).
هذا ، وقد أخرج الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (24) ، والحاكم النيسابوري في معرفة علوم الحديث (25) ، وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق (26) ، والخوارزمي في مناقبه (27) ، في تفسير قوله تعالى ( وَاسْأَلْ مَنْ أرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا ) (28) عن الأسود ، عن عبداللّه‏ بن مسعود ، قال ، قال النبي : يا عبداللّه‏ أتاني الملك فقال : يا محمّد ( وَاسْأَلْ مَنْ أرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا ) على ما بعثوا؟ قلت : على ما بعثوا؟ قال : على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب.
فتنزيل الآية في التوحيد وفي تقرير الرسل على أنّهم بعثوا للدعوة إلى وحدانية اللّه‏ وعبادته ، وأنّه لا معبود سواه ، وتأو يلها في تقرير الرسل على رسالة المصطفى وولاية المرتضى وبعد كلّ هذا لابدّ من توضيح حقيقة أخرى في هذا السياق ، وهي : أنّ كثيرا من النصوص الثابتة الصادرة عن ساحة النبوة والعصمة لا يمكن فهمها وقرائتها علميا إلاّ من خلال الإيمان بأنّ للقرآن والسنة المطهرة ظهرا وبطنا ، وأنّ القراءة السطحية للأمور عند البعض غير قادرة للوقوف على الكنوز المعرفية الكامنة في القرآن الحكيم والسنّة المطهرة ، ولأجل ذلك جاء عن المعصومين « إنّ حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلاّ ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبدٌ امتحن اللّه‏ قلبه للايمان » (29) لأنّ معرفة كلامهم أو ما جاء في مقاماتهم من الصعب المستصعب على عامة الناس ، ولعلّ من هذا المنطلق نُسِب البعض إلى الغلوّ ولم يكن غاليا في الحقيقة.
نعم ، وظيفة المسلم التعبّد بهذه النصوص الصحيحة والانقياد والتسليم لها لكن مع ذلك ينبغي تفسيرها بما يتلائم مع ثوابت الدين الأخرى لكي لا يتصوّر أنّها غلو أو تفويض وخروج عن الدين وقد تقدّم عليك أنّ حدّ التوحيد هو ولاية أمير المؤمنين علي عليه‌السلام كما جاء في تفسير القمي ولا ريب في أنّ فهم هكذا أمور ليس بسهلٍ خصوصا إذا قرأناها طبقا للمنهج البسيط الذي لا يرى أبعد من قدميه إذ يبدو للمطالع العادي عدم وجود علاقة بين التوحيد وولاية علي؟
في حين أنّ المعرفة الأصيلة الكاملة حسب أخبارنا جازمة بأ نّه ليس من أحد على وجه الأرض يعرف اللّه‏ حق معرفته غير رسول اللّه‏ والإمام علي وأولاده المعصومين وليس هناك منهج صحيح يعرّفنا باللّه‏ ورسوله غير منهج أهل البيت الذين طهّرهم اللّه‏ من الرجس ، ولأجل ذلك جاء في بعض مصادرنا كمختصر بصائر الدرجات : عن النبي قوله : يا علي ما عرف اللّه‏ إلاّ أنا وأنت ، وما عرفني إلاّ اللّه‏ وأنت ، وما عرفك إلاّ اللّه‏ وأنا (30) وفي كتاب سليم بن قيس : يا علي ، ما عُرف اللّه‏ إلاّ بي ثم بك ، من جحد ولايتك جحد اللّه‏ ربوبيته (31).
وجاء في الزيارة الجامعة الكبيرة : « بموالاتكم علَّمنا اللّه‏ معالمَ ديننا
وعليه فالتوحيد الصحيح لا يتحقق إلاّ عن طريق أهل البيت كما لا يمكن الاهتداء إليه إلاّ بواسطة هذا السراج والشعار والعلامة.
وبهذا نقول : إنّ معنى الشعارية والإشهادية والندائية ليس بكلام جديد كما قد يتوهّمه البعض ، بل هو منهج علمي استُظهِر واتُّخِذ من الأخبار المتواترة ، فلا يوجد أحد من المؤمنين يؤمن باللّه‏ حق الإيمان يمكنه أن ينكر مقام الإمام علي وأنّه سيّد عباد اللّه‏ الصالحين ، وأنّ اسمه موجود في السماء وفي الأرض ، وفي عالم الذر ، والبرزخ ، وفي تلقين الميت وامثالها ، وأنّ الإمام علي بن أبي طالب عليه‌السلام أكّد على هذه الكلية وأنه هو الشعار لهذا الدين ، بقوله عليه‌السلام : « نحن الشعار والأصحاب ، والخزنة والأبواب ، لا تُؤتى البيوت إلاّ من أبوابها ، فمن أتاها من غير أبوابها سُمّي سارقا» (32).
إنّ مضمون الشهادة بالولاية ـ في الأذان وفي غيره ـ لم يكن منافيا للشريعة ، حتى يقال بحرمة الإجهار به ، بل هو مضمون ثابت في العقيدة ، ولا أعتقد بأنّ مسلما يشكّ في صوابيّته ومطابقته للواقع حسبما اوضحناه وذكرنا بعض نصوصه سابقا (33) ، وقد أقرّ الشيخ الصدوق وغيره من العلماء بصحّة مضمون الشهادة الثالثة بقوله رحمه‌الله « بأن لا شكّ بأنّ عليّا ولي اللّه‏ وأنّ محمّدا وآله خير البرية » ، لكنّ كلامهم في وضع المفوّضة أحاديث لها على نحو الجزئية في الأذان ، وهو ما لا يقبله الشيخ الصدوق رحمه‌الله كما لا نقبله نحن ، لكنّ دعوى كون التوقيفية مانعة من الإتيان بالشهادة بالولاية في الأذان بأيّ نحو كان غير صحيح ، لأنّ المعروف عن الشيعة في هذه الأزمان وحتى في العصور الماضية أنّهم لم يكونوا يأتون بها على أنّها جزءٌ حتى يقال أنّها مانعة ، وعلى نحو التضاد مع التوقيفية ، بل أنّهم كانوا يأتون بها بقصد القربة المطلقة واستجابةً لأمر الباري بأن يُنادي بالشهادة بالولاية لعلي ، وبذلك تكون الشهادة بالولاية لعلي عبادة محبوبة للّه‏ ، فلو صار هذا الإشهاد محبوبا صار عباديا يمكن الإتيان به في الأذان لا على نحو الجزئية بل على نحو الإشهاد ، والشعارية ، والندائية والعلماء كانوا قد عرفوا معنى قوله تعالى : ( يَا أيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنَ رَّبِّكَ وَإِنْ لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) لكنّهم تساءلوا لكي يفهموننا ما مغزى هذه الآية وهو : كيف يتساوى تبليغ الرسالة بأجمعها ـ خلال ثلاث وعشرين سنة ـ بتبليغ ولاية علي خلال ساعة من نهار ، إلى درجةِ أنّ تبليغ الرسالة لا قيمة له من دون تبليغ هذه الولاية؟ إنْ العلماء كلّهم على اختلاف ألفاظهم وتعدّد صياغاتهم مجمعون على تعاطي الشعارية لحلّ أمثال هكذا أمور في الشريعة والعقيدة ، لأنّ اللّه‏ جعل الأئمّة من أهل البيت عليهم‌السلام معيارا للإيمان وميزانا لقبول الأعمال ، وسفنَ نجاة للبرية ومعالم للدين.
وهذا المنهج يدعونا لإثبات بعض الأحكام العبادية علاوة على الإيمانية ، لأنّ هناك نصوصا عبادية كثيرة ترى ذكر عليّ فيها ، كخطبة الجمعة ، وقنوت الجمعة ، وقنوت الوتر ، والتشهد في الصلاة ودعاء التوجّه قبل تكبيرة الإحرام ، وقد سئل الإمام الصادق عليه‌السلام عن تسمية الائمة في الصلاة؟ فقال عليه‌السلام : أجْملِهْم (34) ، وهو يؤكّد بأن لا رسالة بلا ولاية بنص الآية وعليه فلا يمكن تعظيم الرسالة إلاّ بتعظيم الولاية ، كما لا يتحقّق الغرض من النداء بالشهادة الثانية إلاّ بالنداء بالشهادة الثالثة ، كما أوضحت موثقة سنان بن طريف وغيرها ، وأنّ اللّه‏ لا يكتفِ بالشهادة لنفسه حتى أردفها بالشهادة لرسوله ، ولم يكتف بالشهادة لرسوله حتى أردفها بالشهادة لوليه.
مفهما جلّ شانه بأنّ الشهادة بالنبوّة لمحمد لا تكفي إلاّ إذا اتّبعوه واخذو عنه امور دينهم ، وهكذا الأمر بالنسبة إلى الشهادة بالولاية لعليّ فهو لم يكن لغوا بل فيه اشارة إلى امتداد خلافة اللّه‏ في الأرض عبر أولاد عليّ المعصومين ووجود بقية اللّه‏ في الارضين وهو الإمام الحجة المهدي المنتظر عجل اللّه‏ فرجه بين ظهرانينا اليوم.
وعليه فالشهادة لعلي يحمل مفهوما إيمانيا وفقهيا أمّا إيمانيا وعقائديا فلا شك في لزوم الاعتقاد بأ نّه الوصي والخليفة ، وأمّا عباديا وفقهيا ، فقد ورد اسمه واسم الأئمة من ولده في كثير من الأمور العبادية كخطبة الجمعة وهذا يدعونا لعدم الشك في ان ذكر علي عبادة وخصوصا بعد أن أضحت الولاية أهمّ من الصلاة والزكاة والحج وأنّ الأعمال لا تقبل إلاّ بها وبعد أن أضحى تبليغ الولاية والإعلان عنها خلال ساعة من نهار يعدل تبليغ الرسالة برمّتها خلال ثلاث وعشرين سنة ولمناداة الملائكة بأمر من اللّه‏ بـ «أشهد ان عليّا ولي اللّه‏ ».
فالمسلم لو أراد أن يشهد بالولاية مع أذانه لا على أنّها جزءا منه بل لعلمه بأنّها دعوة ربانية ومحبوبة عند الشارع ، فقد أتى بعبادة ترضي اللّه‏ ، لأنّ اللّه‏ لم يكتف بالدعوة إلى ولاية علي في السماوات حتى ألزم رسوله أن يبلغها في ذلك الحر الشديد وهو يعني أنّه يريدها شعارا للمسلمين في جميع مجالات الحياة إلاّ أنّه لا يجوز إدخالها الماهويّ الجزئي في الأذان ولا الاستحباب الخاصّ عند البعض وذلك لعدم ورود النص الخاصّ فيها.
وبعبارة أخرى : يمكن لحاظ الشعارية في كلّ مفاصل الدين الإسلامي ومفرداته شريطة عدم وجود دليل واضح على المنع من قبل الشارع ، ومع عدم الدليل يكفي دليل الجواز على أقل التقادير أمّا في خصوص الأذان فليس لدينا دليل شرعي يمنع من الإتيان بالشهادة الثالثة شعاريا ، نعم التوقيفية تمنع من إدخالها الماهوي والجزئي ، وأمّا الشعاري فيكفيه دليل الجواز والندائية في السماوات ، وأخذ الميثاق عليها وقد تقدم ما رواه فرات الكوفي بسنده عن فاطمة الزهراء عليها‌السلام أنّها قالت : قال رسول اللّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لمّا عرج بي إلى السماء صرت إلى سدرة المنتهى فسمعت مناديا ينادي : يا ملائكتي وسكّان سماواتي وأرضي وحملة عرشي ، اشهدو أني لا إله إلاّ أنا وحدي لا شريك لي ، قالوا : شهدنا وأقررنا قال : اشهدوا يا ملائكتي وسكّان سماواتي وأرضي وحملة عرشي أنّ محمدا عبدي ورسولي ، قالوا : شهدنا وأقررنا.
قال : اشهدوا يا ملائكتي وسكّان سماواتي وأرضي وحملة عرشي أنّ عليّا وليّي ووليّ رسولي ، وولي المؤمنين بعد رسولي ، قالوا : شهدنا وأقررنا (35).
فلو تأملنا قليلاً في هذا النص فإننا بين خيارين ؛ فإمّا أن نطرحه جانبا ونقول أنّه مجرد ذكر فضيلة لأمير المؤمنين علي ، وإما أن نقول بأ نّه لا يقتصر على بيان الفضيلة فحسب ، بل يعني الولاية للأئمة على الأموال والأنفس ولزوم اتباع أقوالهم فقها واعتقادا لمجيء كلمة « وليّي وولي رسوليّ وولي المؤمنين بعد رسولي ».
وعلى الأول تأتي إشكالية اللَّغوية ؛ إذ ما معنى أن ينادي اللّه‏ ـ عزت أسماؤه ـ بنفسه ويقول : اشهدوا يا ملائكتي وسكّان سماواتي وأرضي وحملة عرشي أنّ عليا وليي ... ، ثم إجابة الملائكة : شهدنا وأقررنا؟ فلو كان الأمر مجرّد ذكر فضيلة لاكتفى اللّه‏ سبحانه بالقول : بأنّ عليا وليي فقط ، لكنّ نداء اللّه‏ وإشهاد الملائكة بأنّ عليا وليه وولي رسوله وولي المؤمنين بعد رسوله يعني شيئا آخر غير بيان الفضيلة ، وهو أنّ لعلي دورا في التشريع لاحقا ، وأنّه امتداد لتوحيد اللّه‏ وسنة نبيّه ، كما هو الاخر يعني أن الشعارية لعلي محبوبة عند اللّه‏ وإلاّ لما امر لأمره بالاشهاد إذ أنّ الإشهاد والإقرار والإظهار وما يماثلها تحمل مفاهيم أكثر من المحبوبية ، بل حتّى لو قلنا بأنّها بيان للفضائل ، فبيان الفضائل بهذا النحو هو مقدمة للأخذ بأقوال هؤلاء المعصومين ، لأ نّهم معالم الدين وأعلامه وعليه فذكر الفضائل فيه طريقية للانقياد لهم ورفع ذكرهم لكن الأمة لم تعمل بوصايا الرسول وانكرت مكانة أهل البيت الذين اقرهم اللّه‏ فيها وقد عاتب الإمام علي عليه‌السلام الناس بقوله : أَلا وإنّكم قد نفضتم أيديكم من حبل الطاعة ، وثلمتم حصن اللّه‏ المضروب عليكم بأحكام الجاهلية ، فإن اللّه‏ سبحانه قد امتنَّ على جماعة هذه الأمة فيما عقد بينهم من حبل هذه الأُلفة التي ينتقلون في ظلها ، ويأوون إلى كنفها ، بنعمة لا يعرف أحد من المخلوقين لها قيمة ، لأ نّها أرجح من كلّ ثمن ، وأجلّ من كلّ خطر إلى أن يقول : أَلاَ وقد قطعتم قيد الإسـلام وعطّلتم حدوده وأمتّم أحكامه  (36)
وقال علي بن الحسين عليهما‌السلام : إلى من يفزع خلف هذه الأمة وقد درست أعلام الملّة ودانت الأمة بالفرقة والاختلاف يكفّر بعضهم بعضا فمن الموثوق به على ابلاغ الحجّة؟ وتأويل الحكمة؟ إلاّ أهل الكتاب وأبناء ائمة الهدى ، ومصابيح الدجى الذين احتجّ اللّه‏ بهم على عباده ، ولم يدع الخلق سدىً من غير حجة.
هل تعرفونهم أو تجدونهم إلاّ من فروع الشجرة المباركة ، وبقايا الصفوة الذين أذهب اللّه‏ عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا ، وبرّأهم من الآفات ، وافترض مودّتهم في الكتاب (37).
إذن لا يوجد طريق علمي وشرعي لقراءة مثل هذه النصوص إلاّ القول بالشعارية ، وهو المعنيُّ بالنداء والإشهاد والشعارية ، إذ ما يعني أمر اللّه‏ بالمناداة لو لم يكن ما قلناه ، ولماذا يشهد بها الملائكة أمام الخلائق أجمعين ، لو لم تكن العلامة الوحيدة لمعرفة اللّه‏ ورسوله؟
وعلى غرار الروايات الآنفة آية البلاغ في قوله سبحانه : ( بَلِّغْ ) والتي تنطوي على معنى الشعارية كذلك ؛ إذ الملاحظ أنّ القرآن قد وصف وظيفة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالبيان والتبيين كما في قوله تعالى : ( لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهُمْ ) لكن لمّا وصلت النوبة إلى إعلان ولاية علي عليه‌السلام قال سبحانه وتعالى
( بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِنّ لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) (38) ولم يقل بيّن. ولا يخفى عليك بأن معنى الشعارية منطوية في كلمة ( بَلِّغْ ) اكثر وأعمق من لفظة : ( لِتُبَيِّنَ ) إذ البيان للعقيدة والتشريع قد فعله النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للناس ونشره للأمّة على أحسن وجه ، ولم يبق إلاّ التأكيد على المعنى المطوي في لفظ ( بَلِّغْ ) وهو إعلانه أنّ عليا وليّ اللّه‏ ووليّ رسوله  وأنّه الشعار والنور الذي تهتدي به الأمّة من خلاله لنأخذ دليلاً آخر على الشعارية من القرآن وهو في سورة المائدة بعد أن ذكر الكافرين وأهل الكتاب مخاطبا المؤمنين بقوله :
( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ ألَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ ألْغَالِبُونَ يَا أيُّهَا ألَّذِينَ ءامَنُوا لاَ تَتَّخِذُواْ ألَّذِينَ أتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوا وَلَعِبا مِّنَ ألَّذِينَ أُوتُواْ ألْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أوْلِيَآءَ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ أتَّخَذُوهَا هُزُوا وَلَعِبا ذَلِكَ بِأَ نَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ ) (39).
فالآية الأُولى نزلت في الإمام عليّ حين تصدّق بخاتمه وهو راكع وهي ترشدنا إلى الترابط بين الشهادات الثلاث في الولاية الإلهية ، ومن أراد التأكد من كلامنا فليراجع كتب التفاسير في ذيل الآية الآنفة (40) أمّا الآية الثانية فهي تعني لزوم موالاة اللّه‏ ورسوله والذين آمنوا أي أنّ الآية الأُولى جاءت للإخبار بأنّ الولاية إنما هي للّه‏ ولرسوله وللذين آمنوا  ثمّ اتت بمصداق للذين آمنوا وهو الإمام علي وفي الآية الثانية أكّد سبحانه على لزوم موالاة اللّه‏ ورسوله والذين آمنوا مخبرا بأنّ من تولى هذه الولايات الثلاث معا فهو من حزب اللّه‏ ( ألا انَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ ألْمُفْلِحُونَ )
فقد جاء عن الإمام علي عليه‌السلام أنّه قال : قال لي رسول اللّه‏ : يا علي أنت وصيّي ، وخليفتي ، ووزيري ، ووارثي ، وأبو ولدي ، شيعتك شيعتي ، وأنصارك أنصاري ، وأولياؤك أوليائي ، وأعداؤكَ أعدائي قولك قولي ، وأمرك أمري ، وطاعتك طاعتي ، وزجرك زجري ، ونهيك نهي ، ومعصيتك معصيتي ، وحزبك حزبي وحزبي حزب اللّه‏
( وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا فَإِنَ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ ألْغَالِبُونَ ) (41).
ومن خطبة للإمام الحسن عليه‌السلام أيام خلافته : نحن حزب اللّه‏ الغالبون ، وعترة رسوله الأقربون ، وأهل بيته الطيبون الطاهرون وأحد الثقلين الذين خلفهما رسول اللّه‏ (42) وجاء قريب منه عن الإمام الحسين عليه‌السلام (43). وقد سئل زيد بن علي بن الحسين عن قول رسول اللّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه قال : نصبه علما ليعلم به حزب اللّه‏ عند الفُرْقة (44) وعليه فاللّه‏ سبحانه وتعالى بعد ان ذكّر المؤمنين في الآيتين الأولى والثانية بأن الولاية للّه‏ ولرسوله وللذين آمنوا جاء في الآية الثالثة ليحذّرهم بأن لا يتخذوا الكفّار وأهل الكتاب أولياء لأ نّهم اتخذوا دين اللّه‏ هزوا ولعبا أي أنّه جلّ وعلا لحظ الولاء والبراءة معاً.
ومن الطريف أن ترى ذكر الأذان يأتي في القرآن بعد الآيتين السابقتين أي بعد ذكر التولّي والتبري موكدا سبحانه بأنّ الكفار وأهل الكتاب اتّخذوا هذه الشعيرة هزوا ولعبا ، فعن ابن عباس : إن الذين اتّخذوا الأذان هزوا : المنافقون والكفّار (45) ، وقيل : اليهود والنصارى (46).
وفي مسند أحمد : قال أبو محذورة : خرجت في عشرة فتيان مع النبي ، وهو [ يعني النبي ] ابغض الناس إلينا فأذّنوا فقمنا نؤذن نستهزي بهم ، فقال النبي : ائتوني بهؤلاء الفتيان ، فقال : أذنوا ، فأذنوا ، فكنت أحدهم فقال النبي : نعم ، هذا الذي سمعت صوته اذهب فأذّن لأهل مكة (47).
قال ابن حبان : قدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مكة يوم الفتح فراه [ أي ابا محذورة [يلعب مع الصبيان يؤذن ويقيم ويسخر بالإسلام  (48).
وفي سنن الدار قطني عن أبي محذورة قال : لمّا خرج النبي إلى حنين خرجتُ عاشر عشرةٍ من أهل مكة أطلبهم قال : فسمعناهم يؤذّنون للصلاة فقمنا نؤذن نستهزئُ بهم  فقال النبي : لقد سمعت في هؤلاء تأذين إنسان حسن الصوت فأرسل إلينا فأذنا رجلاً(49)
ولا يخفى عليك بأن الأذان المحرّف هو الذي فيهما « الصلاة خير من النوم » والترجيع ، وهما مما رواه أبو محذورة ، ومنه وقع الاختلاف بين المسلمين في هذين الأمرين هل أنّهما سنة أم لا بلى ان القوم قد حرفوا خبر المعراج المرتبط بالأذان كما في رواية عمرو بن أذينه وجعلوا اسم أبا بكر الصدّيق على ساق العرش بدل « علي أمير المؤمنين » ولو أردنا استقراءه هذه الموارد لصار مجلدا ، مكتفين بما مر وما جاء في كتب القوم أنّهم جعلوا ابن أمّ مكتوم الأعمى يؤذن لصلاة الفجر وبلالاً يؤذّن الأذان الأوّل ـ أي قبل الفجركل ذلك لأنّ بلالاً لم يصح عنه أنّه قال في صلاة الصبح : « الصلاة خير من النوم ».
قال أبو محذورة : كنت أنا وسمرة وأبو هريرة في بيت ، فجاء النبي فأخذ بعضادتي الباب فقال : آخركم موتا في النار قال أوس بن خالد : فمات أبو هريرة ثم مات سمرة (50) وقيل بأن أبا محذورة كان آخر الثلاثة موتا هذا بعض ما يمكن أن يستدل به على الشعارية نترك باقي الكلام عنه إلى البحوث الكلامية المطروحة في كتب أعلامنا ولنأتِ إلى بيان التخريج الفقهي للشعارية في خصوص الأذان معتذرين سلفا مما نقوله في بيان وجهة نظر الفقهاء ، لأ نّه لم يبحث بالشكل المطلوب في مصنّفاتهم وأنّ ما نقوم به هو فهمناه لفحوى كلامهم قدس اللّه‏ اسرارهم ، وهي محاولة بسيطة منا في هذا السياق نأمل تطويرها وتشييدها من قبل الفضلاء والأساتذة.
*************
(١) المسائل الميافارقيات للسيّد المرتضى المطبوع مع كتاب جواهر الفقه لابن البراج : ٢٥٧ المسألة ١٥.
(٢) اخبار بني عبيد : ٥٠.
(٣) زبدة الحلب في تاريخ حلب ١ : ١٥٩ ـ ٦٠.
(4) نشوار المحاضرة ، للتنوخي ٢ : ١٣٢.
(5) المهذب لابن البراج ١ : ٩٠.
(6) الكافي ١ : ٤١٢ / باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية / ح ١. وقد رويت بعدة طرق.
(7) في صفحة ١٩١.
(8) الصف : ٨.
(9) الكافي ١ : ٤١٩ / باب فيه نكت ونتف / ح ٣٥ ، وفي هذا المعنى أخرج الكليني وغيره روايات جمّة بطرق كثيرة كلها معتبرة ، وقد اغنانا هذا عن البحث في السند.
(10) تفسير القمي ١ : ١٠٨.
(11) تفسير العياشي ١ : ١٩٤ / ح ١٢٣.
(12) الامالي للشيخ : ٢٧٢ / المجلس ١٠ / ح ٥١٠.
(13) الكافي ٢ : ١٨ / باب دعائم الإسلام / ح ٤.
(14) تفسير العياشي ١ : ١٩٤ / ح ١٢٢.
(15) تفسير القمي ٢ : ١٥٥.
(16) الكافي ٢ : ١٨ / باب دعائم الإسلام / ح ٥.
(17) تفسير القمّي ٢ : ٢٠٨.
(18) شواهد التنزيل ١ : ٣٣ ـ ٥٣٥ / ح ٥٦٦ ، ٥٦٧ ، ٥٦٨ ، الدر المنثور ٦ : ٢٠٣ ، تفسير الثعلبي ٧ : ١٠٧. وانظر تفسير فرات الكوفي ٢٨٦ / ح ٣٨٦ ، وبحار الأنوار ٢٣ : ٣٢٥ ـ ٣٢٨ ، وشرح إحقاق الحق ٣ : ٥٥٨ ، ٩ : ١٣٧ ، ١٤ : ٤٢٢ ، ١٨ : ٥١٥ ، ٢٠ : ٧٣ والعمدة لابن البطريق : ٢٩١. والحديث في الروضة في فضائل أمير المؤمنين لشاذان بن جبرئيل : ٤٢ عن ابن عباس.
(19) تفسير القمي ٢:١٠٤ ، بحار الأنوار ٢٣ : ٣٢٧ / باب رفعة بيوتهم المقدسة / ح ٦.
(20) خصائص الوحي المبين: ١٨ ـ ١٩.
(21) انظر علل الشرائع ٢ : ٣٦٨ / باب ٨٩ / ح ٥ ، معاني الاخبار : ٤٢ / ح ٣ ، فلاح السائل : ١٤٨ ، التوحيد ٢٤١ ، المناقب لابن شهرآشوب ٣ : ٣٢٦ وكلام المجلسي في روضة المتقين ٢ : ٢٣٧.
(22) الصف : ٧ ، ٨.
(23) الكافي ١ : ١٩٥ ، ٤٣٢ ، شرح اصول الكافي للمازندراني ٥ : ١٨٢ و ٧ : ١١٩ و ١٠ : ٨٧ ، الغيبه للنعماني : ٨٥ ـ ٨٦ ، مناقب ابن شهرآشوب ٢ : ٢٧٨ ، و ٢ : ٢٧٠.
(24) شواهد التنزيل ٢ : ٢٢٣ / ح ٨٥٥.
(25) معرفة علوم الحديث : ٩٥.
(26) تاريخ دمشق ٤٢ : ٢٤١.
(27) مناقب الخوارزمي : ٣١٢ / ح ٣١٢ ، وانظر غاية المرام ٢ : ٢٩٣ ، وبشارة المصطفى : ٢٤٩ كذلك.
(28) الزخرف : ٤٥.
(29) افرد الكليني بابا كاملاً في هذا الشأن انظر الكافي ١ : ٤٠١ ـ ٤٠٢.
(30) مختصر بصائر الدرجات ، للحسن بن سليمان الحلي : ١٢٥.
(31) كتاب سليم بن قيس : ٣٧٨.
(32) نهج البلاغة ٢ : ٤٣ ـ ٤٥ خطب الإمام ، وفي عيون الحكم والمواعظ لعلي بن محمد الليثي الواسطي : ٤٩٩ ـ ٥٠٠ ، نحن الشعار والأصحاب والسدنة والخزنة والأبواب ولا تؤتى البيوت الخ.
(33) قد يقال ان بعض العامة لا تقبل بعض المعاني المتصورة في الولاية والحجة و ... نقول لهم : إنّ عدم اعتقاد اولئك بعدم صوابية ما نقول به لا يضرّنا ، لأنّ أدلّتنا معنا ، وهي مذكورة في كتب الكلام ، وأنّ البحث عنه له مجال آخر.
(34) مستند الشيعة ٥ : ٣٣٢ ، وسائل الشيعة ٦ : ٢٨٥ / ح ٧٩٨١.
(35) تفسير فرات : ٣٤٣ ، ٤٥٢.
(36) نهج البلاغة ٢ : ١٥٤ ـ ١٥٦ / من خطبة له عليه‌السلام تسمى القاصعة.
(37) كشف الغمة ٢ : ٣١٠ ، الصحيفة السجادية : ٥٢٤ / الرقم ٢١٩ من دعاوه عليه‌السلام وندبته اذ تلا هذه الآية : ( يَا أيُّهَا ألَّذِينَ ءَامَنُواْ أتَّقُواْ اللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ ).
(38) المائدة : ٦٧.
(39) المائدة : ٥٥ ، ٥٦ ، ٥٧ ، ٥٨.
(40) الكشاف ١ : ٦٨١ ، تفسير البغوي ٢ : ٤٧ ، تفسير الطبري ٦ : ٢٨٧ ، تفسير السمرقندي ١ : ٤٢٤ ، تفسير السمعاني ٢ : ٤٧ ، تفسير القرطبي ٦ : ٢٢١ ، التسهيل لعلوم التنزيل ١ : ١٨١ ، زاد المسير ٢ : ٣٨٢ ـ ٣٨٣ ، الدر المنثور ٣ : ١٠٤ ، واخرجه الخطيب في المتفق عن ابن عباس.
(41) الامالي للشيخ الصدوق : ٤١٠ / المجلس ٥٣ ، بشارة المصطفى : ٩٧ ، بحار الانوار ٣٩ : ٩٣ ، ٤٠ : ٥٣ ، ينابيع المودة ١ : ٣٧٠ / الباب ٤١.
(42) الامالي للمفيد : ٣٤٨ ـ ٣٥٠ ، مروج الذهب ٢ : ٤٣١ ، جمهرة خطب العرب ٢ : ١٧ ، الامالي للشيخ الطوسي : ١٢١ ـ ١٢٢ ، ٦٩١ ـ ٦٩٢ ، بحار الانوار ٤٣ : ٣٥٩.
(43) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٢٢٣ ، الاحتجاج ٢ : ٢٢ ، وسائل الشيعة ٢٧ : ١٩٥.
(44) الأمالي للصدوق : ١٨٦ / ح ١٩٢. المجلس ٢٦.
(45) الدر المنثور ٤ : ٢٥٦ ، والكشاف ١ : ٦٨٣ ، المحرر الوجيز ٢ : ٢٠٩ ، تفسير الطبري ٦ : ٢٨٩.
(46) التفسير الكبير ١٢ : ٢٨ ، الدر المنثور ٣ : ١٠٧.
(47) مسند أحمد ٣ : ٤٠٨ / ح ١٥١٣ ، ومثله في سنن الدارقطني ١ : ٢٣٥ / ح ٤ ، والسيل الجرار ١ : ١٩٩.
(48) مشاهير علماء الأمصار لابن حبان : ٣١.
(49) سنن الدارقطني ١ : ٢٣٤ / باب في ذكر الأذان / ح ٣.
(50) مسند ابن أبي شيبة ٢ : ٣٢٩ ، جزء اشيب : ٥٨ ، شرح مشكل الاثار ١٤ : ٤٨٥ ، ٤٨٧ ، ٤٨٨.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page