الحساب هي المقابلة بين الأعمال والجزاء عليها ، والموافقة للعبد على ما فرّط منه ، والتوبيخ له على سيّئاته ، والحمد له على حسناته ، ومعاملته في ذلك باستحقاقه ، كما أفاده الشيخ المفيد (1).
وهو من عقائدنا الحقّة كما أفاده الشيخ الصدوق (2).
وقد جاء بحقّانيّته وثبوته دليل الكتاب والسنّة القطعيّة :
فمن الكتاب آيات كثيرة منها :
1 ـ قوله تعالى : ( وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْس مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ) (3).
2 ـ قوله تعالى : ( وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ ) (4).
3 ـ قوله تعالى : ( إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ ) (5).
ومن السنّة الشريفة :
الأحاديث المتواترة الواردة في البحار بما يبلغ إحدى وخمسين حديثاً منها :
1 ـ حديث رقيّة بنت إسحاق بن الإمام موسى بن جعفر ، عن أبيها ، عن آبائه (عليهم السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :
« لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتّى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ؟ وشبابه فيما أبلاه ؟ وعن ماله من أين كسبه وفيما أنفقه ؟ وعن حبّنا أهل البيت » (6).
2 ـ حديث عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال :
« إذا كان يوم القيامة وكّلنا الله بحساب شيعتنا ، فما كان لله سألنا الله أن يهبه لنا فهو لهم ، وما كان لنا فهو لهم ، ثمّ قرأ أبو عبدالله (عليه السلام) : ( إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ ) (7) » (8).
3 ـ حديث أبي شعيب الحدّاد ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :
« أنا أوّل قادم على الله ، ثمّ يقدم عليَّ كتاب الله ثمّ يقدم عليَّ أهل بيتي ،
ثمّ يقدم عليَّ اُمّتي ، فيقفون فيسألهم : ما فعلتم في كتابي وأهل بيت نبيّكم ؟ » (9).
4 ـ حديث الحسن بن هارون ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) في قول الله : ( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا ) (10).
قال :
« يُسأل السمع عمّا يسمع ، والبصر عمّا يطرف ، والفؤاد عمّا عقد عليه » (11).
5 ـ حديث ابن يزيد رفعه ، عن أحدهما [ أي الإمام الباقر والإمام الصادق ] (عليهما السلام) قال :
« يؤتى يوم القيامة بصاحب الدَّين يشكو الوحشة ، فإن كانت له حسنات اُخذ منه لصاحب الدَّين ، وقال : وإن لم تكن له حسنات اُلقي عليه من سيّئات صاحب الدَّين » (12).
رزقنا الله الخلاص من أهوال الحساب ببركة النبي والأئمّة الأطياب من حيث ولايتهم ومحبّتهم وزيارتهم وتلاوة وحيهم ، وبمثوبة قضاء حوائج المؤمنين كما ورد .
وتلاحظ أحاديث الخصال التي توجب التخلّص من شدائد القيامة وأهوالها المذكورة منها ما يلي بيانه :
1 ـ حديث أيّوب بن نوح قال : سمعت أبا جعفر [ الجواد ] (عليه السلام) يقول :
« من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر ، فإذا كان يوم القيامة نصب له منبر بحذاء منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتّى يفرغ الله تعالى من حساب عباده » (13).
2 ـ حديث سليمان بن حفص المروزي ، عن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) قال :
« إذا كان يوم القيامة كان على عرش الله جلّ جلاله أربعة من الأوّلين وأربعة من الآخرين ، فأمّا الأوّلون فنوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، وأمّا الأربعة الآخرون فمحمّد ، وعلي ، والحسن ، والحسين ، ثمّ يمدّ المطمر (14) فيقعد معنا زوّار قبور الأئمّة ، ألا إنّ أعلاها درجة وأقربهم حبوة زوّار ولدي علي » (15).
3 ـ حديث الشيخ الصدوق ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال :
« من قرأ سورة الأعراف في كلّ شهر كان يوم القيامة من الآمنين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، فإن قرأها في كلّ جمعة كان ممّن لا يحاسب يوم القيامة ، أما إنّ فيها محكماً فلا تَدَعوا قراءتها فإنّها تشهد يوم القيامة لمن قرأها » (16).
4 ـ عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) :
« من قرأ سورة هود في كلّ جمعة بعثه الله يوم القيامة في زمرة النبيّين ، ولم تعرف له خطيئة عملها يوم القيامة » (17).
________________________________________
(1) تصحيح الإعتقادات الإمامية : (ص114) .
(2) إعتقادات الصدوق : (ص73) .
(3) سورة البقرة : (الآية 281) .
(4) سورة البقرة : (الآية 284) .
(5) سورة الغاشية : (الآيتان 25 و26) .
(6) بحار الأنوار : (ج7 ص258 ب11 ح1) .
(7) سورة الغاشية : (الآيتان 25 و26) .
(8) بحار الأنوار : (ج7 ص264 ب11 ح19) .
(9) بحار الأنوار : (ج7 ص265 ب11 ح22) .
(10) سورة الإسراء : (الآية 36) .
(11) بحار الأنوار : (ج7 ص267 ب11 ح30) .
(12) بحار الأنوار : (ج7 ص274 ب11 ح46) .
(13) بحار الأنوار : (ج7 ص291 و292 ب15 ح3) .
(14) المِطمَر : هو الخيط الذي يقدّر به البناء ويُعرف به إستقامته .
(15) بحار الأنوار : (ج7 ص292 ب15 ح4) .
(16) بحار الأنوار : (ج7 ص293 ب15 ح6) .
(17)بحار الأنوار : (ج7 ص293 ب15 ح8) .
(8) ـ محاسبة العباد
- الزيارات: 976