1 ـ روى الإمام أحمد بن حنبل ، بسنده عن أنس : أنَّ رسول الله ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) شاور الناس يوم بدر ، فتكلَّم أبو بكر ؛ فأعرض عنه ، ثمَّ تكلَّم عمر ؛ فأعرض عنه .
فقالت الأنصار : يا رسول الله ، إيَّانا تريد ؟
فقال المقداد بن الأسود : يا رسول الله ، والّذي نفسي بيده ، لو أمرتنا أنْ نُخيضها البحر لأخضناها ، ولو أمرتنا أنْ نضرب أكبادنا إلى بَرك الغُماد فعلنا ، فشأنك يا رسول الله ؛ فندب رسول الله ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) أصحابه ، فانطلق حتَّى نزل بدراً ( الحديث ) ( 2) .
المؤلِّف : ثمَّ رواه الإمام أحمد بطريق آخر بلا فصل ، باختلاف يسير ، وقال فيه :
فقال سعد بن عبادة : إيَّانا تريد ؟ يا رسول الله إلخ .
2 ـ عن أنس بن مالك : أنَّ رسول الله ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) شاور حيث بلغه إقبال أبي سفيان ، قال : فتكلَّم أبو بكر ؛ فأعرض عنه ، ثمَّ تكلَّم عمر ؛ فأعرض عنه ، فقال سعد بن عبادة : إيَّانا يريد رسول الله ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) ؟ والذي نفسي بيده ، لو أمرتنا أنْ نُخيضها البحار لأخضناها ، ولو أمرتنا أنْ
نضرب أكبادها إلى بَرك الغُماد لفعلنا ـ إلى أنْ قال ـ فندب رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) الناس ، فانطلقوا حتَّى نزلوا بدراً ، ووردت عليهم رَوايا قريش ( الحديث ) ( 3 ) .
3 ـ وروى الإمام أحمد بن حنبل ، بسنده عن ربعي ، عن علي ( عليه السلام ) ، قال : ( جاء النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) أُناس مِن قريش ، فقالوا : يا محمّد ، إنَّا جيرانك ، وحُلفاؤك ، وإنَّ ناساً مِن عبيدنا ، قد أتوك ليس بهم رغبة في الدين ، ولا رغبة في الفقه ، إنَّما فرُّوا مِن ضِياعنا وأموالنا ؛ فارددهم إلينا ، فقال لأبي بكر ما تقول ؟
قال : صدقوا ، إنَّهم جيرانك وحلفاؤك .
قال : فتغيَّر وجه النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، ثمَّ قال لعمر ما تقول ؟
قال : صدقوا ، إنَّهم جيرانك وحُلفاؤك ؛ فتغيّر وجه النبي { صلّى الله عليه وآله وسلّم } ) .
المؤلِّف : وروى هذا الحديث النسائي ( 4 ) ، وزاد في آخره ، فقال :
ثمَّ قال : ـ يعني النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ـ :
( يا معشر قريش ، والله ليَبعثنَّ الله عليكم رجُلاً منكم ، امتحن الله قلبه للإيمان ، فيضربكم على الدين أو يضرب بعضكم .
قال أبو بكر : أنا هو يا رسول الله ؟
قال : لا .
قال عمر : أنا هو يا رسول الله ؟
قال : لا ، ولكنْ ذلك الذي يخصف النعل ) .
وقد كان أعطى عليَّاً نعلاً يخصفها .
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) فيه ثلاثة أحاديث .
( 2 ) مُسند الإمام أحمد بن حنبل : 3/219 .
( 3 ) نفس المصدر : 3/257 .
( 4 ) خصائص الإمام أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ص11 .
11 ـ باب ( في إعراض النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) عن أبي بكر وعمر حين تكلَّما في يوم بدر ) ( 1 ) .
- الزيارات: 1057