• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

11 ـ باب ( في تجسُّر عمر على أبي بكر فتفل في كتابه ومحاه ، وعلى أبي هريرة فضربه بلا ذنب ) ( 1 ) .

1 ـ قال السيوطي : وأخرج ابن أبي حاتم ، عن عبيدة السلماني ، قال : جاء عيينة بن حصين ، والأقرع بن حابس إلى أبي بكر ، فقالا : يا خليفة رسول الله ، إنَّ عندنا أرضاً سَبِخة ، ليس فيها كَلاء ولا منفعة ، فإنْ رأيت أنْ تُعطيناها ؛ لعلَّنا نحرثها ونزرعها ؛ ولعلَّ الله أنْ ينفعنا بها ، فأقطعهما إيَّاها ، وكتب لهما بذلك كتاباً ، وأشهد لهما ، فانطلقا إلى عمر ؛ ليُشهداه على ما فيه ، فلمَّا قرئا على عمر ما في الكتاب ؛ تناوله مِن أيديهما ، فتفل فيه فمحاه ؛ فتذمَّرا وقالا له مقالة سيِّئة . ( الحديث ) ( 2 ) .
وذكره المُتَّقي أيضاً في كنز العمَّال 2/189ط حيدر آباد ـ الهند وزاد في آخره فقال : فأقبلا إلى أبي بكر وهما يتذمَّران ، فقالا : والله ، ما ندري أنت الخليفة أم عمر ؟!
فقال : بلْ هو ، ولو شاء كان .
قال : أخرجه ابن أبي شيبة ، والبخاري في تاريخه ، ويعقوب بن سفيان ، وابن عساكر ( انتهى ) .
2 ـ روى المُتَّقي الهندي ، عن نافع : أنَّ أبا بكر أقطع الأقرع بن حابس والزبرقان قطيعة ، وكتب لهما كتاباً .
فقال عثمان : أشهِدا عمر ؛ فإنَّه أحرز لأمركما ؛ وهو الخليفة بعده ، فأتيا عمر .
فقال : مَن كتب لكما هذا الكتاب ؟
قالا : أبو بكر .
قال : لا والله ، ولا كرامة ـ إلى أنْ قال ـ وتفل فيه فمحاه ، فأتيا أبا بكر ، فقالا : ما ندري أنت الخليفة أم عمر؟! ثمَّ أخبراه .
قال : إنَّا لا نُجيز إلاَّ ما أجازه عمر ( 3 ) .
3 ـ روى مسلم بن حجَّاج بسنده ، عن أبي هريرة رواية طويلة ، قال فيها رسول الله ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) لأبي هريرة : ( اذهب بنعليَّ هاتين ، فمَن لقيت مِن وراء هذا الحائط ، يشهد أنْ لا إله إلاّ الله ، مُستيقناً بها قلبه ؛ فبشِّره بالجَنَّة ) .
فكان أوَّل مَن لقيتُ عمر .
فقال : ما هاتان النعلان يا أبا هريرة ؟
قلت : هاتان نعلا رسول الله ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) ، بعثني بها مَن لقيت يشهد أنْ لا إله إلاّ الله ، مُستيقناً بها قلبه بشَّرته بالجَنَّة .
قال : فضرب عمر بيده بين ثدييَّ ؛ فخررت لإستي .
فقال : ارجِع ـ يا أبا هريرة ـ ؛ فرجعت إلى رسول الله ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) ، فأجهشت بكاء ، وركبني عمر ، وإذا هو على أثَرَي .
فقال لي رسول الله ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) : ( مالك ـ يا أبا هريرة ـ ) .
فقلت : لقيت عمر ، فأخبرته بالذي بعثتني به ، فضرب بين ثدييَّ ضربة ؛ فخررت لإستي ، فقال : ارجِع .
فقال له رسول الله ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) :
( يا عمر ، ما حملك على ما فعلت ؟! ) .
قال : ( يا رسول الله ، أبعثت أبا هريرة بنعليك : مَن لَقي يشهد أنْ لا إله إلا الله ، مُستقيناً بها قلبه بشِّره بالجَنَّة ؟
قال رسول الله ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) : ( نعم ) .
قال : فلا تفعل ؛ فإنِّي أخشى أنْ يتَّكل الناس عليها ، فخلَّهم يعملون . ( الحديث ) ( 4 ) .
المؤلِّف : إنَّ الرواية الأخيرة ـ مُضافاً على اشتمالها على ضرب عمر أبا هريرة بلا ذنب ولا تقصير ـ صريحة ، في أنَّ عمر قد نهى النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، مِن أنْ يُبشِّر مَن يشهد أنْ لا إله إلاَّ الله ، مُستيقناً بها قلبه بالجَنَّة ؛ مخافة أنْ يتَّكل الناس عليها ؛ فلا يعملون ؛ ومُقتضى ذلك : أنَّ عمر في زعمه ، هو أعرف مِن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بالمصالح والمفاسد ، بلْ وأعرف مِن الله الذي أمر رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بالتبشير المذكور ؛ إذ مِن المعلوم أنَّ رسول الله لا يأمر بشيء ، ولا ينهى عن شيء ، إلاّ بأمر الله تعالى ؛ حيث يقول جَلَّ وعلا : ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ) .
ـــــــــــــــــــــ
( 1 ) فيه ثلاثة أحاديث .
( 2 ) الدُّرُّ المنثور في التفسير بالمأثور : 3/252 ، وذكر هذا الحديث العسقلاني في الإصابة : القسم 1/56 ط  كلكتا ـ الهند ، وقال : أخرجه البخاري في التاريخ الصغير ، والمحاملي في أماليه .
( 3 ) كنز العمَّال : 6/335 . ط حيدر آباد ـ الهند .
( 4 ) صحيح مسلم : 1/44 ـ 45 ط استانبول ، باب مَن لقي الله بالإيمان ، صحيح مسلم : 1/60 تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي باب الدليل على من مات على التوحيد.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page