1 ـ ابن الأثير في ترجمة شرحبيل بن السمط ، قال :
أدرك النبي ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) ، وكان يُكنَّي : أبا يزيد ، وكان أميراً على حَمص لمُعاوية ، وكان له أثر عظيم في مُخالفة عليٍّ وقتاله .
وسبب ذلك ، أنَّ عليَّاً أَرسل جرير بن عبد الله البجلي إلى مُعاوية ، فاحتبسه أشهراً ، فقيل لمُعاوية : إنَّ شرحبيل عدوٌّ لجرير ؛ ليُحضره ؛ ليناظر جريراُ ؛ فاستدعى مُعاوية شرحبيل ، ووضع على طريقه مَن يشهد أنَّ عليَّا قتل عثمان ، منهم :
بسر بن أرطأة ، ويزيد بن أسد جَدُّ خالد القسري ، وأبو الاعور السُلَّمي ، وغيرهم ، فلقي جريراً وناظره أنَّ عليَّاً قتل عثمان ، ثمَّ خرج في مدائن الشام ، يُخبر بذلك ويندب إلى الطلب بثأر عثمان ( 2 ) .
2 ـ ابن عبد البرّ في ترجمة شرحبيل بن السمط ، قال :
كان شرحبيل بن السمط على حَمص ، فلمَّا قَدِم جرير على مُعاوية ، رسولاً مِن عند عليٍّ ، حبسه أشهُراً يتحيَّر ويتردَّد في أمره ، فقيل لمُعاوية : إنَّ جريراً قد ردَّ بصائر أهل الشام ، في أنَّ عليَّاً ما قتل عثمان ، ولابدَّ لك مِن رجل يُناقضة في ذلك ، مِمَّن له صُحبة ومنزلة ، ولا نعلمه إلاَّ شرحبيل بن السمط ؛ فإنَّه عدو لجرير، فاستقدمه مُعاوية؛ فقَدِم عليه ، فهيَّأ له رجالاً يشهدون عنده ، أنَّ عليَّاً ( عليه السلام ) قتل عثمان، منهم :
بسر بن أرطأة ، ويزيد بن أسد جَدُّ خالد بن عبد الله القسري ، وأبو الأعور السلمي ، وحابس بن سعد الطائي ، ومخارق بن الحارث الزبيدي ، وحمزة بن مالك الهمداني ، قد واطأهم مُعاوية على ذلك ؛ فشهدوا عنده أنَّ عليَّاً [ عليه السلام ] قتل عثمان ، فلقي جريراً فناظره ، فأبى أَنْ يرجع، وقال : قد صحَّ عندي أنَّ عليَّاً [ عليه السلام ] قد قتل عثمان، ثمَّ خرج إلى مدائن الشام ، يُخبر بذلك، ويندب إلى الطلب بدم عثمان ( 3 ) .
المؤلِّف : والعجب مِن هؤلاء الرجال ، أعني : مِن بُسر بن أرطأة ، ويزيد بن أسد ، وأبو الأعور السلمي ، وحابس بن سعد ، ومخارق بن الحارث ، الذين هيّأهم مُعاوية ؛ ليشهدوا عند شرحبيل أنَّ عليَّاً ( عليه السلام ) قتل عثمان ، وأنَّهم كيف باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم ، وشهدوا زوراً عند شرحبيل ، وهم يعلمون أنَّها شهادة زور ، كما يظهر مِن قول : ( قد واطأهم مُعاوية ) ؛ حتَّى خرج شرحبيل إلى مدائن الشام وندب الناس إلى قتال عليٍّ ( عليه السلام ) والطلب بدم عثمان ، وأُريق مِن دماء المسلمين ما لا يُحصى عددهم على الدِقَّة إلاَّ الله جلَّ وعلا ، وهي على عاتقهم .
وقد صدق عمرو بن العاص ؛ حيث قال :
إنَّ أهل الشام أطوع الناس للمخلوق في معصية الخالق .
وروى الهيثمي عن علي بن يزيد ، قيل لعمرو بن العاص : صِف لنا أهل الأَمصار ، قال :
أهل الحجاز أحرص الناس على فِتنة ، وأعجزهم عنها .
وأهل العراق أحرصهم على علمٍ وأبعدهم منه .
وأهل الشام أطوع الناس للمخلوق في معصية الخالق .
وأهل مصر أكيس الناس صغيراً ، وأحمقهم كبيراً .
وقال : رواه الطبراني في الأوسط ( 4 ) .
الرضوي : لم نعثر على هذا الحديث في المُجلَّد المذكور .
ـــــــــــــــــــــ
( 1) فيه حديثان.
( 2 ) أُسد الغابة في معرفة الصحابة : 2/392 .
( 3 ) الاستيعاب في معرفة الأصحاب : 2/699 ـ 700 تحقيق على محمد البجاوي .
( 4 ) مجمع الزوائد ومنبع الفوائد : 10/268ط مصر .
22 ـ باب ( إنَّ مُعاوية هيَّأ رجالاً يشهدون أنَّ عليَّاً ( عليه السلام ) قتل عثمان ) ( 1 ) .
- الزيارات: 1155