• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

1 ـ باب ( في قول النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : ( اللَّهمَّ إنِّي أبرأ إليك مِمَّا صنع خالد ) وفي غضبه عليه ) ( 1 ) .

1 ـ روى البخاري بسنده ، عن سالم عن أبيه ، قال :
بعث النبي ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) خالد بن الوليد ، إلى بني جذيمة ، فدعاهم إلى الإسلام ، فلم يُحسنوا أنْ يقولوا : أسلمنا ؛ فجعلوا يقولون : صبأنا صبأنا ؛ فجعل خالد يقتل منهم ويأسر ، ودفع إلى كلِّ رجُلٍ منَّا أسيره ، حتَّى إذا كان يوم آخر ، أمر خالد أنْ يقتل كلُّ رجُلٍ مِنَّا أسيره ، فقلت :
والله لا أقتل أسيري ، ولا يقتل رجُلٌ مِن أصحابي أسيره ، حتَّى قَدِمنا على النبي ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) ، فذكرناه له ؛ فرفع النبي ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) يده ، فقال :
( اللَّهمَّ إِنِّي أبرأ إِليك مِمَّا صنع خالد ـ مرتين ـ ) ( 2 ) .
وقال ابن حجر بعد مَرَّتين ما لفظه : وفي رواية الباقين ثلاث مَرَّات ، قال : وزاد الباقر [ عليه السلام ] في روايته : ( ثمَّ دعا رسول الله ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) عليَّاً ، فقال : اخرج إلى هؤلاء القوم ، واجعل أمر الجاهليَّة تحت قدميك ، فخرج حتَّى جاءهم ، ومعه مال فلم يبقَ لهم أحداً إلاَّ ودَّاه ) ( 3 ) .
2 ـ ابن سعد قال : قالوا : لمَّا رجع خالد بن الوليد مِن هدم العزّى ، ورسول الله ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) مُقيم بمَكَّة ، بعثه إلى بني جذيمة ؛ داعياً إلى الإسلام ، ولم يبعثه مُقاتلاً ، فخرج في ثلاثمائة وخمسين رجلاً ، مِن المُهاجرين والأَنصار وبني سليم ، فانتهى إليهم خالد ، فقال : ما أنتم ؟
قالوا : مُسلمون ، قد صلَّينا وصدَّقنا بمحمد ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) ، وبنينا المساجد في ساحاتنا وأذَّنـَّا فيها .
قال : فما بالُ السلاح عليكم ؟
فقالوا : إنَّ بيننا وبين قوم مِن العرب عداوة ، فخفنا أنْ تكونوا هم ؛ فأخذنا السلاح .
قال : فضعوا السلاح .
[ قال : ] فوضعوه .
فقال : استأسروا فاستأسر القوم ، فأمر بعضهم فكتف بعضاً ، وفرَّقهم في أصحابه ، فلمَّا كان في السحر نادى خالد : مَن كان معه أسير فليُدافه . والمُدافة الإِجهاز عليه بالسيف .
فأمَّا بنو سليم ، فقتلوا مَن كان في أيديهم ، وأمَّا المُهاجرون والأنصار ، فأرسلوا أُساراهم .
فبلغ النبي ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) ما صنع خالد .
فقال : ( اللَّهمَّ إنِّي أبرأ إليك مِمَّا صنع خالد ) .
وبعث علي بن أبي طالب ، فودَّى لهم قتلاهم وما ذهب منهم ، ثمَّ انصرف إلى رسول الله ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) فأخبره ( 4 ) .
3 ـ روى ابن جرير بسنده ، عن محمد بن إسحاق في قصَّة خالد مع بني جذيمة ، قال : حدَّثني بعض أهل العلم ، عن رجل مِن بني جذيمة ، قال : لمَّا أَمرنا خالد بوضع السلاح ، قال رجل منَّا ، يُقال له جحدم : ويْلَكم يا بني جذيمة ، إنَّه خالد ، والله ما بعد وضع السلاح إلاَّ الإسار ، ثمَّ ما بعد الإِسار إلاَّ ضرب الأعناق . والله ، لا أَضع سلاحي أَبداً .
قال : فأخذه رجال مِن قومه ، فقالوا: يا جحدم ، أتُريد أنْ تسفك دماءنا ، إنَّ الناس قد أسلموا ، ووضعت الحرب ، وأمِنَ الناس . فلم يزالوا به حتَّى نزعوا سلاحه ، ووضع القوم السلاح لقول خالد .
فلمَّا وضعوه أمر بهم خالد عند ذلك فكُتفوا ، ثمَّ عرضهم على السيف ، فقُتل مَن قُتل منهم .
فلمَّا انتهى الخبر إلى رسول الله ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) رفع يديه إلى السماء ، ثمَّ قال : ( اللَّهمَّ إِنِّي أَبرأ إليك مِمَّا صنع خالد بن الوليد ) .
ثمَّ دعا علي بن أبي طالب ، فقال : ( يا علي ، اخرج إلى هؤلاء القوم ، فانظر في أمرهم ، واجعل أمر الجاهليَّة تحت قدميك ) .
فخرج حتَّى جاءهم ، ومعه مال قد بعثه رسول الله ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) به ، فودَّى لهم الدماء ، وما أُصيب مِن الأموال ، حتَّى إنَّه ليدي مِيلَغة ( 5 ) الكلب ، حتَّى إذا لم يبقَ شيء مِن دمٍ ، ولا مال إلاَّ ودَّاه ، بقيت معه بقيَّة مِن المال .
فقال لهم علي ـ حين فرغ منهم ـ : ( هل بقي لكم دمٌ ، أو مال لم يؤدَّ إليكم ؟ ) .
قالوا : لا .
قال : ( فإنِّي أُعطيكم هذه البقيَّة مِن هذا المال ؛احتياطاً لرسول الله ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) ، مِمَّا لا يعلم ولا تعلمون ) ، ففعل .
ثمَّ رجع إِلى رسول الله ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) فأخبره الخبر .
فقال : ( أصبت وأحسنت ) .
ثمَّ قام رسول الله ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) فاستقبل القبلة قائماً ، شاهراً يديه ، حتَّى إنَّه ليُرى بياض ما تحت مِنكبيه ، وهو يقول : ( اللَّهمَّ إنِّي أَبرأ إليك مِمَّا صنع خالد بن الوليد ـ ثلاث مَرَّات ـ ) ( 6 ) .
4 ـ ابن الأثير في ترجمة خالد بن الوليد ، قال : ولمَّا فتح رسول الله ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) مَكَّة ، بعث خالد بن الوليد إلى بني جذيمة ، مِن بني عامر بن لؤي ، فقتل منهم مَن لم يَجز له قتله .
فقال النبي ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) : ( اللَّهمَّ إِنِّي أبرأ إليك مِمَّا صنع خالد ) ، فأَرسل مالاً مع علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فودَّى القتلى ، وأَعطاهم ثمن ما أُخذ منهم ، حتَّى ثمن مِيلَغة الكلب .
وفضل معه فضلة مِن المال ، فقسَّمها فيهم ، فلمَّا أُخبر رسول الله ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) بذلك استحسنه ، ولمَّا رجع خالد بن الوليد مِن بني جذيمة ، أَنكر عليه عبد الرحمان بن عوف ذلك ، وجرى بينهما كلام ؛ فسبَّ خالد عبد الرحمان بن عوف ، فغضب النبي ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) . ( الحديث ) ( 7 ) .
5 ـ روى المُتَّقي ، عن سلمة بن الأكوع ، قال :
لمَّا قَدِم خالد بن الوليد على النبي ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) ، بعدما صنع ببني جذيمة ما صنع ، عاب عبد الرحمان بن عوف على خالد ما صنع .
قال : يا خالد ، أخذت بأمر الجاهليَّة ؟ قتلتهم بعمِّك الفاكه ( 8 ) قاتلك الله .
وأعانه عمر بن الخطاب على خالد .
فقال خالد : أخذتهم بقتل أبيك .
فقال عبد الرحمان : كذبت والله ، لقد قتلتُ قاتل أبي بيدي ، وأشهدت على قتله عثمان بن عفان .
ثمَّ التفت إلى عثمان فقال : أَنشدك الله ، هل علمت أَنِّي قتلت قاتل أبي ؟
فقال عثمان : اللَّهمَّ نعم .
ثم قال عبد الرحمان : ويحك يا خالد ، ولو لم اقتل قاتل أبي ، كنت تقتل قوماً مِن المسلمين بأبي في الجاهلية ؟!
قال : ومَن أخبرك أنَّهم أَسلموا ؟!
فقال : أهل السريَّة ـ كلُّهم ـ يخبرون أنَّك قد وجدتهم قد بنوا المساجد ، وأقرّوا بالإِسلام ، ثمَّ حملتهم على السيف .
قال : جاءني أمر رسول الله ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) أنْ أغير عليهم ، فأغرت عليهم بأمر رسول الله ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) .
فقال عبد الرحمان : كذبت على رسول الله ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) .
وغالظ عبد الرحمان ، وأعرض رسول الله ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) عن خالد ، وغضب عليه . الحديث .
قال : أخرجه الواقدي وابن عساكر ( 9 ) .
المؤلِّف : وهنا حديث يُناسب ذكره في خاتمة هذا الباب ، وهو ما رواه الطحاوي بسنده ، عن قيس بن أبي حازم ، عن خالد بن الوليد : أنَّ النبي ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) بعثه إِلى أُناس مِن خَثْعَم فاستعصموا بالسجود ، فقتلهم ؛ فودَّاهم النبي ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) بنصف الديَّة . ( الحديث ) ( 10 ) .
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) فيه خمسة أحاديث .
( 2 ) صحيح البخاري حاشية السندي : 3/71 ، باب بعث النبي خالد بن الوليد : 4/104 ، باب رفع الأيدي في الدعاء . صحيح البخاري ط استانبول : 5/107 ، باب بعث النبي خالد بن الوليد إلى بني جذيمة . مُسند أحمد بن حنبل : 2/150 ، عن سالم بن عبد الله ، عن ابن عمر . مُشكل الآثار للطحاوي : 4/254 ط حيدر آباد ـ الهند . ورواه النسائي في صحيحه : 2 ، باب الرَّدِّ على الحاكم إذا قضى بغير الحَقِّ ط المطبعة الميمنيَّة بمصر عام 1312هـ . فتح الباري : 8/47 .
( 3 ) فتح الباري لابن حجر : 8/46 ـ 47ط . عبد الرحمان محمّد بمصر عام 1348 هـ .
( 4 ) الطبقات الكبرى : 2 ، القسم 1/106 ـ 107 . ط ليدن .
( 5 ) الرضوي : مِيلَغة بكسر الميم وفتح اللاّم : الإناء الذي يُسقى فيه الكلب .
( 6 ) تاريخ الطبري : 3/124 ط الحسينيَّة بمصر .
( 7 ) أُسد الغابة في معرفة الصحابة : 2/94 .
( 8 ) الفاكه : هو الرجل المازح ، ويقال للمُعجَب الأشر البطر أيضاً .
( 9 ) كنز العمَّال : 6/420ط حيدر آباد ـ الهند .
( 10 ) مُشكل الآثار : 4/256 . ط حيدر آباد ـ الهند .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page