فقد صرح الرواه و النقله الاثبات ان مولانا الحسين عليهالسلام لما قصد العراق سرب اليه عبيد الله بن زياد الجنود لمقابلته احزابا و حزب عليه الجيوش لمقاتلته اسرابا و جهز من العساكر ثلاثين الف فارس و راجل يتتابعون كتايب و اطلابا 31 ، فلما حصروه و احدقوا به شاكين في العده و العديد ملتمسين منه نزوله علي حكم ابن زياد او بيعته ليزيد فان ابي ذلك فليوذن يقتال يقطع الوتين و حبل صفحه 19 الوريد و يصعد الارواح الي المحل الاعلي و يصرع الاشباح علي الصعيد فتبعت نفسه الابيه جدها و اباها عزفت عن التزام الدنيه فاباها، فعلم الناس الاباء و الحميه و الموت تحت ظلال السيوف اختيارا له علي الدنيه، فنصب نفسه و اخوته و اهله لمحاربتهم و اختاروا باجمعهم القتل علي مبايعتهم ليزيد و متابعتهم، فاحاطت بهم الفجره الليام و رهقتهم الكفره اللهام 32 و رشقتهم بالنبال و السهام.هذا و الحسين عليهالسلام ثابت كالجبل الراسخ، لا يوهن عزيمته المنيعه فاسخ، و قدمه في المعترك ارسي من الجبال، و قلبه لا يضطرب لهلول القتال و قد قتل قومه من جموع ابنزياد جمعا جما، و اذاقوهم من الحميه الهاشميه زهقا و كلما، و لم يقتل من العصابه الهاشميه قتيل حتي اثخن قاصديه و قتل و اغمد ظبته في ابشارهم و جدل، و هو صلوات الله عليه كالليث المغضب البغيض لا يحمل علي احد الا نفحه بسيفه 33 فالحقه بالحضيض.و قد ثبت ما نقلته الثقات عن بعض الرواه قال: فو الله ما رايت مكثورا قط قد قتل ولده و اهل بيته و اصحابه اربط جاشا و لا امضي جنانا منه و لا اجرا مقدما و الله ما رايت قبله و لا بعده مثله 34 و روي انه كان بينه عليهالسلام و بين الوليد بن عقبه منازعه في ضيعه، فناول الحسين عليهالسلام عمامه الوليد عن راسه و شدها في عنقه و هو يوميذ و ال علي المدينه 35 .و في الاحتجاج عن محمد بن السايب انه قال: قال مروان بن الحكم يوما للحسين بن علي عليهماالسلام: لولا فخركم بفاطمه بما كنتم تفخرون علينا؟ فوثب الحسين و كان شديد القبضه، فقبض علي حلقه فعصره و لوي عمامته علي عنقه حتي غشي عليه ثم تركه- الخ 36 . صفحه 20 اقول: شجاعه الحسين عليهالسلام يضرب بها المثل، و صبره في مواقف الحرب اعجز الاواخر و الاول، و مقامه في مقاتله هولاء الفجره عادل مقام جده صلي الله عليه و آله ببدر فاعتدل، و صبره علي كثره اعدايه و قله انصاره صبر ابيه في صفين و الجمل، و ناهيك في هذا المقام ما في الزياره الواره عن الناحيه المقدسه علي صاحبها آلاف السلام:«و بدآوك بالحرب فثبت للطعن و الضرب و طعست جنود الفجار و اقتحمت قسطل الغبار مجالدا بذي الفقار كانك علي المختار، فلما راوك ثابت الجاش غير خايف و لا خاش نصبوا لك غوايل مكرهم و قاتلوك بكيدهم و شرهم، و امر اللعين جنوده فمنعوك الماء و وروده و ناجزوك القتال و عاجلوك النزال و رشقوك بالسهام و النبال و بسطوا اليك اكف الاصطلام و لم يرعوا لك ذماما و لا راقبوا فيك اثاما في قتلهم اوليايك و نهبهم رحالك و انت مقدم في الهبوات و محتمل للاذيات، قد عجبت من صبرك ملايكه السماوات، فاحدقوا بك من كل الجهات و اثخنوك بالجراح و حالوا بينك و بين الرواح، و لم يبق لك ناصر و انت محتسب صابر تذب عن نسوتك و اولادك، حتي نكسوك عن جوادك فهويت الي الارض جريحا تطوك الخيول بحوافرها و تعلوك الطغاه ببواترها، قد رشح للموت جبينك و اختلفت بالانقباض و الانبساط شمالك و يمينك، تدير طرفا خفيا الي رحلك و بيتك و قد شغلت بنفسك عن ولدك و اهاليك» 37 .
شجاعته
- الزيارات: 966