الجواب : إنّ مسألة طول العمر تعتبر من المسلّمات في تاريخ البشريّة ، ولو راجعنا بعض الكتب لعثرنا على أسماء كثير من النّاس ممّن عمّروا ، وطول العمر أيضاً لا يختصّ بالصالحين فقط؛ لأنّ كثيراً من الكفرة والظلمة كان لهم عمراً طويلاً ، فمثلاً : عاش شدّاد بن عاد ٩٠٠ سنة ، وعمر بن عامر ٨٠٠ ، وزهير بن عباب ٣٠٠سنة ، وابن هبل بن عبد الله ٦٠٠ سنة ، ومستوعر بن ربيعة ٣٣٠ سنة ، ودريد بن زيد ٤٥٠ سنة ، وقس بن عبادة ٦٠٠ سنة (1).
وأمّا من بين الصالحين ، فعاش لقمان بن عاد ٣٥٠٠ سنة (2) ، وعاش عليّ بن عثمان المعروف بابن أبي الدنيا ٣٠٩ سنة (3).
وأمّا مسألة طول العمر بين الأنبياء العظام ، فكانت من الاُمور الطبيعيّة والعادية فيهم ، وقد اُشير إلى ذلك في كثير من الروايات.
فمن الذين عمّر طويلاً نوح النبيّ عليه‌السلام ، فقيل : إنّه عاش ١٠٠٠ أو ١٤٠٠ أو ١٤٥٠ أو ١٤٧٠ أو ٢٣٠٠ أو ٢٥٠٠ سنة ، ولقد مرّ عليك أنّ القرآن صرّح أنّ فترة في قومه كانت ٩٥٠ سنة ، وثبت أيضاً هذا العمر الطويل بالنسبة إلى سائر الأنبياء ، مثلاً : سيّدنا آدم عليه‌السلام عمّر ٩٣٠ سنة ، وعمّر سليمان عليه‌السلام ٧١٢ ، أو ١٠٠٠ سنة ، وهكذا شيث عليه‌السلام عمّر ٩٢٠ سنة ، وهود عليه‌السلام عاش ٦٧٠ سنة.
هذا بالنسبة إلى الأنبياء الذين عاشورا وماتوا ، وأمّا بالنسبة إلى الياس النبيّ أو إدريس أو عيسى أو الخضر عليهم‌السلام (4) ، الذين هم أحياء إلى يومنا هذا ، فحدّث ولا حرج من طول عمرهم ، وقد خصّص الشيخ الوالد رحمه‌الله في كتابه الشيعة والرجعة فصلاً خاصّاً عن هؤلاء المعمّرون من الأنبياء وغيرهم ، فراجع.
___________________
(1) راجع بحار الأنوار : ٥١ / ٢٥٥ ـ ٢٨٨.
(2) و (3) الشيعة والرجعة : ١ / ٢٩٥. فردوس الأخبار : ٣ / ٨٦.
(4) راجع : الشيعة والرجعة : ٢٩٣ ـ ٣٠٠.

أضف تعليق