• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

من أجل الإنسان (المؤمن؛ ذلك الشجاع)

من أجل الإنسان
المؤمن؛ ذلك الشجاع

 وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً * إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ * وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ * وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ * أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ  مَا فِي الصُّدُورِ * إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (العَاديات/1-11)
كانت حياة نبينا الأكرم محمد صلى الله عليه وآله، وحياة أصحابه، وفي طليعتهم أمير المؤمنين سلام الله عليه، كانت مثلاً رائعاً في كل صفات الخير ومُثل الكمال، ومن أبرزها صفة الشجاعة والتحدي.
فالحروب والغزوات والسرايا التي وقعت في عهد النبي، تجلت فيها أعلى درجات البطولة والشجاعة.
وقد أخبرنا التاريخ المؤكد أن عدداً ضئيلاً من المسلمين كانوا قد ذهبوا ليوقفوا حركة قريش التجارية وقوافلها، ولكن تلك القوافل غيرت مسيرتها، ففات المسلمين الذين استقبلوا من جهة أخرى جيشاً كبيراً مدججاً بأفضل الأسلحة وخيرة مقاتلي قريش وأبطالها وفلذات أكبادها، ليقضوا على الوجود الإسلامي الفتي. في وقت لم يكن المسلمون مستعدين للحرب، وآية ذلك افتقارهم إلى الأسلحة والمراكب، وعدم قصدهم الحرب بدءاً.
ولكن حينما جد الجد والتقى الجمعان، شمخت فيهم ـ المسلمون ـ تلك الشجاعة الرائعة، فهزم الله عز وجل الأعداء..
ومما يشار إليه بجرأة إن جميع أو أغلب الحروب التي خاضها المسلمون في عهد النبي صلى الله عليه وآله كانت الكفة المادية تميل لمصلحة الكفار، إلا أن الشجاعة وإقدام الصحابة كانا العامل الذي يمتازون به، والركيزة التي تحدد مصير المعركة ونتيجتها.
وهذه الحروب والغزوات أصبحت ـ بفعل ما سطره أبطال كفة الإيمان والشجاعة ـ دروساً لمن أتى من بعدهم.
فالقصة التي سجلها القرآن الكريم في سورة العاديات المباركة، تستعرض إحدى الغزوات التي قام بها المسلمون بقيادة سيف الله وبطل الإسلام الأول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام، إذ فاجؤوا أعداءهم مصبحين بعد طول انتظار، وبعد تراجع من قاد مقاتلي المسلمين، فكان مثل هذا الموقف المحرج بحاجة إلى شجاعة قائد فذ كالإمام علي عليه السلام ليحرض مقاتليه على تسطير أروع البطولات، ولتكون هذه الأخيرة مثلا يضرب.. فهزم المسلمون أعداءهم بحركة خاطفة.
إن من صميم كيان المؤمن إن يكون شجاعاً ولو بقتل حية، كما يقول نبينا الكريم. بمعنى أنه لا يمكن تصور المؤمن جبانا، لأن الجبن لا يمتُّ إلى الدين بأية صلة. فالمؤمن علمه الدين الاستهانة بالدنيا العاجلة، كما دفعه دفعاً متواصلاً إلى الحرص على نيل الفضائل والمثل العليا والتطلع إلى الأفق البعيد. وما أروع الشجاعة من فضيلة، ومثالاً عالياً، وما أكفى الشجاعة من وسيلة فذة إلى الوصول إلى الأهداف النبيلة والمرجوة..
لقد كان من طبيعة الإنسان حبه للخير، ولكن كيف يوازن المؤمن بين حبه للخير وبين توق نفسه لشهوات الدنيا؟
إن التفكير بالآخرة هو عامل التوازن، لأنه يدفع إلى حد بعيد الإنكباب والتكالب على الدنيا وزخارفها المؤقتة، فإذا إستهان المؤمن بها، وهب لنفسه حياة جديدة. وبكلمة أخرى؛ إن الإنسان المؤمن يدافع عن كرامته ويسعى إلى ضمان الآخرة ونعيم الخلد بشجاعته التي تدعمه في الاستهانة بالدنيا.
أما من كان جباناً، فإنه عديم الجرأة على التقدم والطموح وكسر أغلال الشيطان، فتراه يبقى قابعاً في سجن ذاته ودنياه الزائلة، فيخسر حياته بمهانة مطلقة؛ على الضد تماماً من الشجاع الذي يستمر في المقاومة والإقدام حتى ينتصر، فيربح حياته بشجاعته وبطولته.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page