• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

فصاحتها وبلاغتها وشجاعتها الأدبية :

الفصاحة هي : الإبانة والظهور ، يقال : كاتب فصيح
وشاعر فصيح .
والبلاغة هي : الوصول والانتهاء ، يقال : كلام بليغ
وإنسان بليغ .
ويجمعهما حسن الكلام .
قال أبو هلال العسكري : إنما يحسن الكلام بسلاسته ،
وسهولته ، وتخير لفظه ، وإصابة معناه ، وجودة مطالعه ،
ولين مقاطعه ، واستواء تقاسيمه ، وتعادل أطرافه ، وتشبه
إعجازه بهواديه ، وموافقة مآخره لمباديه ، فتجد المنظوم مثل المنثور ، في سهولة مطلعه ، وجودة مقطعه ، وحسن
رصفه وتأليفه ، وكمال صوغه وتركيبه ، ومتى جمع الكلام بين العذوبة والجزالة ، والسهولة والرصانة ، والرونق
والطلاوة ، وسلم من حيف التأليف .
وهذا ينطبق كل الانطباق على كلام سيد الفصحاء ،
وإمام البلغاء ، أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، الذي قيل فيه : كلامه
فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق ، وشاهدي على ما أقول هو كتاب نهج البلاغة الذي جمعه الشريف
الرضي ( رضي الله عنه ) من كلامه ( عليه السلام ) .
إذا عرفت هذه المقدمات فاعلم : أن هذه الفصاحة
العلوية والبلاغة المرتضوية ، قد ورثتها هذه المخدرة
الكريمة ، بشهادة العرب أهل البلاغة والفصاحة أنفسهم .
فقد تواترت الروايات عن العلماء وأرباب الحديث
بأسانيدهم عن حذلم بن كثير قال : قدمت الكوفة
في المحرم سنة إحدى وستين عند منصرف علي بن
الحسين ( عليهما السلام ) من كربلاء ، ومعهم الأجناد يحيطون بهم ، وقد خرج الناس للنظر إليهم ، فلما أقبل بهم على الجمال
بغير وطاء ، وجعلن نساء الكوفة يبكين وينشدن ، فسمعت علي بن الحسين ( عليهما السلام ) يقول بصوت ضئيل - وقد
نهكته العلة ، وفي عنقه الجامعة ، ويده مغلولة إلى عنقه - :
إن هؤلاء النسوة يبكين ، فمن قتلنا ؟ !
قال : ورأيت زينب بنت علي ( عليه السلام ) ولم أر خفرة أنطق منها ، كأنها تفرغ عن لسان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، قال : وقد
أومأت إلى الناس أن اسكتوا ، فارتدت الأنفاس وسكنت الأصوات .
فقالت : الحمد لله ، والصلاة على محمد وآله الطيبين
الأخيار ، أما بعد يا أهل الكوفة ، يا أهل الختر والغدر ،
أتبكون ؟ ! فلا رقأت الدمعة ، ولا هدأت الرنة ، إنما مثلكم
كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ، تتخذون
أيمانكم دخلا بينكم ، ألا وهل فيكم إلا الصلف النطف ،
والكذب الشنف ، وملق الإماء ، وغمز الأعداء ؟ !
أو كمرعى على دمنة ، أو كفضة على ملحودة ، ألا ساء
ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب
أنتم خالدون ، أتبكون وتنتحبون ؟ ! إي والله فابكوا كثيرا
واضحكوا قليلا ، فلقد ذهبتم بعارها وشنارها ، ولن
ترحضوها بغسل بعدها أبدا ، وأنى ترحضون قتل سليل
خاتم النبوة ، ومعدن الرسالة ، وسيد شباب أهل الجنة ،
وملاذ خيرتكم ، ومفزع نازلتكم ، ومنار حجتكم ، ومدره
سنتكم ، ألا ساء ما تزرون ، وبعدا لكم وسحقا ، فلقد خاب
السعي ، وتبت الأيدي ، وخسرت الصفقة ، وبؤتم بغضب
من الله ، وضربت عليكم الذلة والمسكنة ، ويلكم يا أهل
الكوفة ، أتدرون أي كبد لرسول الله فريتم ، وأي كريمة له
أبرزتم ، وأي دم له سفكتم ، وأي حرمة له انتهكتم ؟ ! ولقد
جئتم بها صلعاء عنفاء ، سوداء فقماء ، خرقاء شوهاء ،
كطلاع الأرض ، أو ملاء السماء ، أفعجبتم أن مطرت
السماء دما ! ولعذاب الآخرة أخزى وأنتم لا تنصرون ،
فلا يستخفنكم المهل ، فإنه لا يحفزه البدار ، ولا يخاف
فوت الثار ، وإن ربكم لبالمرصاد .
قال الراوي : فوالله لقد رأيت الناس يومئذ حيارى
يبكون ، وقد وضعوا أيديهم في أفواههم ، ورأيت شيخا
واقفا إلى جنبي يبكي حتى اخضلت لحيته بالدموع ، وهو
يقول : بأبي أنتم وأمي كهولكم خير الكهول ، وشبابكم
خير الشباب ، ونساؤكم خير النساء ، ونسلكم خير
النسل ، لا يخزى ولا يبزى .
أقول : وهذا حذلم بن كثير من فصحاء العرب ، أخذه
العجب من فصاحة زينب وبلاغتها ، وأخذته الدهشة من
براعتها وشجاعتها الأدبية ، حتى أنه لم يتمكن أن يشبهها
إلا بأبيها سيد البلغاء والفصحاء ، فقال : كأنها تفرغ عن
لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب .
وهذه الخطبة رواها كل من كتب في وقعة الطف أو في
أحوال الحسين ( عليه السلام ) .
ومن بلاغتها وشجاعتها الأدبية : ما ظهر منها ( عليها السلام ) في
مجلس ابن زياد .
قال السيد ابن طاووس وغيره ممن كتب في مقتل
الحسين ( عليه السلام ) : إن ابن زياد جلس في القصر وأذن إذنا
عاما ، وجئ برأس الحسين ( عليه السلام ) فوضع بين يديه ،
وأدخلت عليه نساء الحسين وصبيانه ، وجاءت زينب
ابنة علي ( عليه السلام ) وجلست متنكرة ، فسأل ابن زياد من هذه
المتنكرة ؟ فقيل له : هذه زينب ابنة علي ، فأقبل عليها
فقال : الحمد لله الذي فضحكم وأكذب أحدوثتكم .
فقالت ( عليها السلام ) : إنما يفتضح الفاجر ويكذب الفاسق ،
وهو غيرنا .
فقال : كيف رأيت صنع الله بأخيك وأهل بيتك ؟
فقالت : ما رأيت إلا خيرا ، هؤلاء قوم كتب الله عليهم
القتل فبرزوا إلى مضاجعهم ، وسيجمع الله بينك وبينهم ،
فتحاج وتخاصم ، فانظر لمن الفلج يومئذ ، ثكلتك أمك
يا بن مرجانة .
فغضب اللعين وهم أن يضربها ، فقال له عمرو بن
حريث : إنها امرأة ، والمرأة لا تؤاخذ بشئ من منطقها .
فقال لها ابن زياد لعنه الله ، لقد شفى الله قلبي من
طاغيتك الحسين والعصاة المردة من أهل بيتك .
فقالت : لعمري لقد قتلت كهلي ، وقطعت فرعي ،
واجتثثت أصلي ، فإن كان هذا شفاؤك فلقد اشتفيت .
فقال لعنه الله : هذه سجاعة ، ولعمري لقد كان أبوها
سجاعا شاعرا .
فقالت : يا بن زياد ، ما للمرأة والسجاعة ، وإن لي عن
السجاعة لشغلا .
ومن ذلك : خطبتها في مجلس يزيد بن معاوية في
الشام ، رواها جماعة من العلماء في مصنفاتهم ، وهي من
أبلغ الخطب وأفصحها ، عليها أنوار الخطب العلوية ،
وأسرار الخطبة الفاطمية ، ونحن ننقلها هنا من الاحتجاج للطبرسي .
قال : روى شيخ صدوق من مشائخ بني هاشم وغيره
من الناس : أنه لما دخل علي بن الحسين ( عليهما السلام ) وحرمه
على يزيد وجئ برأس الحسين ( عليه السلام ) ووضع بين يديه
في طشت ، وجعل يضرب ثناياه بمخصرة كانت في يده
وهو يقول :
ليت أشياخي ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الأسل
لأهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا : يا يزيد لا تشل
لعبت هاشم بالملك فلا * خبر جاء ولا وحي نزل
فقامت زينب بنت علي بن أبي طالب ، وأمها فاطمة
بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقالت : الحمد لله رب العالمين ،
وصلى الله على رسوله وآله أجمعين ، صدق الله سبحانه
حيث يقول : * ( ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوءى أن
كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزؤون ) * ، أظننت يا يزيد
- حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء ،
فأصبحنا نساق كما تساق الإسراء - أن بنا هوانا على الله
وبك عليه كرامة ، وأن ذلك لعظم خطرك عنده ، فشمخت
بأنفك ، ونظرت في عطفك ، تضرب أصدريك فرحا ،
وتنفض مذوريك مرحا ( 1 ) ، جذلان مسرورا حين رأيت
الدنيا لك مستوسقة ، والأمور متسقة ، وحين صفا لك
ملكنا وسلطاننا ، فمهلا مهلا ، أنسيت قول الله تعالى :
* ( ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم
إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين ) * ، أمن
العدل يا بن الطلقاء تخديرك حرائرك وإمائك وسوقك
بنات رسول الله سبايا ، قد هتكت ستورهن ، وأبديت
وجوههن ، تحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد ،
ويستشرفهن أهل المناهل والمناقل ، ويتصفح وجوههن
القريب والبعيد ، والدني والشريف ، ليس معهن من
رجالهن ولي ، ولا من حماتهن حمي ، وكيف يرتجى
مراقبة ابن من لفظ فوه أكباد الأذكياء ، ونبت لحمه من
دماء الشهداء ؟ ! وكيف يستبطأ في بغضنا أهل البيت من
نظر إلينا بالشنف والشنآن ، والإحن والأضغان ؟ ! ثم
تقول غير متأثم ولا مستعظم .
لأهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا يا يزيد لا تشل
منحنيا على ثنايا أبي عبد الله - سيد شباب أهل
الجنة - تنكثها بمخصرتك ، وكيف لا تقول ذلك وقد
نكأت القرحة ، واستأصلت الشأفة ، بإراقتك دماء ذرية
محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ونجوم الأرض من آل عبد المطلب ، وتهتف
بأشياخك زعمت أنك تناديهم ، فتلردن وشيكا موردهم ،
ولتودن أنك شللت وبكمت ، ولم تكن قلت ما قلت ،
وفعلت ما فعلت ، اللهم خذ لنا بحقنا ، وانتقم ممن ظلمنا ،
واحلل غضبك بمن سفك دماءنا ، وقتل حماتنا ، فوالله
يا يزيد ما فريت إلا جلدك ، ولا حززت إلا لحمك ،
ولتردن على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بما تحملت من دماء ذريته ،
وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته ، حيث يجمع الله
تعالى شملهم ، ويلم شعثهم ، ويأخذ بحقهم * ( ولا تحسبن
الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم
يرزقون ) * وحسبك بالله حاكما ، وبمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) خصيما ،
وبجبرائيل ظهيرا ، وسيعلم من سول لك وأمكنك من
رقاب المسلمين ، بئس للظالمين بدلا ، وأيكم شر مكانا
وأضعف جندا ، ولئن جرت علي الدواهي مخاطبتك ، إني
لأستصغر قدرك ، وأستعظم تقريعك ، وأستكثر توبيخك ،
لكن العيون عبرى ، والصدور حري ، ألا فالعجب كل
العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء ،
فهذه الأيدي تنطف من دمائنا ، والأفواه تتحلب من
لحومنا ، وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل ،
وتعفرها أمهات الفراعل ، ولئن اتخذتنا مغنما لتجدنا
وشيكا مغرما حين لا تجد إلا ما قدمت يداك ، وما ربك
بظلام للعبيد ، وإلى الله المشتكى ، وعليه المعول ،
فكد كيدك ، واسع سعيك ، وناصب جهدك ، فوالله لا تمحو
ذكرنا ، ولا تميت وحينا ، ولا تدرك أمدنا ، ولا تدحض
عنك عارها ، وهل رأيك إلا فند ، وأيامك إلا عدد ،
وجمعك إلا بدد ، يوم ينادي المنادي : ألا لعنة الله على
الظالمين ، فالحمد لله رب العالمين ، الذي ختم لأولنا
بالسعادة والمغفرة ، ولآخرنا بالشهادة والرحمة ،
ونسأل الله أن يكمل لهم الثواب ، ويوجب لهم المزيد ،
ويحسن علينا الخلافة ، إنه رحيم ودود ، وحسبنا الله ونعم
الوكيل .
فقال يزيد :
يا صيحة تحمد من صائح * ما أهون النوح على النوائح
ومن شجاعتها الأدبية في مجلس يزيد : ما نقله أرباب
المقاتل وغيرهم من رواة الأخبار : أن يزيد لعنه الله دعى
بنساء أهل البيت والصبيان فأجلسوا بين يديه في مجلسه
المشؤوم ، فنظر شامي إلى فاطمة بنت الحسين ، فقام إلى
يزيد وقال : يا أمير هب لي هذه الجارية تكون خادمة
عندي ، قالت فاطمة بنت الحسين ( عليه السلام ) : فارتعدت
فرائصي ، وظننت أن ذلك جائز لهم ، فأخذت بثياب
عمتي زينب ، فقلت : عمتاه أوتمت وأستخدم ، فقالت
عمتي للشامي : كذبت والله ولؤمت ، ما جعل الله ذلك لك
ولا لأميرك ، فغضب يزيد وقال : كذبت والله ، إن ذلك لي ،
ولو شئت أن أفعل لفعلت ، قالت : كلا والله ما جعل الله
ذلك لك ، إلا أن تخرج من ملتنا وتدين بغير ديننا ،
فاستطار يزيد غضبا وقال : إياي تستقبلين بهذا الكلام ،
إنما خرج من الدين أبوك وأخوك ، فقالت زينب : بدين
أبي وأخي اهتديت أنت وأبوك وجدك إن كنت مسلما ،
قال : كذبت يا عدوة الله ، قالت : يا يزيد أنت أمير تشتم
ظالما ، وتقهر بسلطانك ، فكأنه استحيى وسكت ، فأعاد
الشامي كلامه : هب لي هذه الجارية ، فقال له يزيد :
اسكت وهب الله لك حتفا قاضيا .
وروى السيد ابن طاووس في اللهوف هذه الرواية
كما يأتي : قال نظر رجل من أهل الشام إلى فاطمة بنت
الحسين ( عليه السلام ) فقال : يا أمير المؤمنين هب لي هذه
الجارية ، فقالت فاطمة لعمتها زينب ( عليها السلام ) : أوتمت
وأستخدم ، فقالت زينب ( عليها السلام ) : لا ولا كرامة لهذا الفاسق ،
فقال الشامي : من هذه الجارية ؟ فقال يزيد : هذه فاطمة
بنت الحسين ( عليه السلام ) ، وتلك زينب بنت علي بن أبي طالب ،
فقال الشامي ، الحسين بن فاطمة ، وعلي بن أبي طالب ؟
قال : نعم ، فقال الشامي : لعنك الله يا يزيد ، أتقتل عترة
نبيك وتسبي ذريته ، والله ما توهمت إلا أنهم سبي الروم ،
فقال يزيد : لألحقنك بهم ، ثم أمر به فضربت عنقه .
والذي يظهر أن هاتين القضيتين كلتيهما وقعتا في ذلك
المجلس المشؤوم .
أقول : إن بلاغة زينب ( عليها السلام ) وشجاعتها الأدبية ليس
من الأمور الخفية ، وقد اعترف بها كل من كتب في وقعة
الطف بكربلاء ، ونوه بجلالتها أكثر أرباب التاريخ .
ولعمري إن من كان أبوها علي بن أبي طالب ، الذي
ملأت خطبه العالم ، وتصدى لجمعها وتدوينها أكابر
العلماء ، وأمها فاطمة الزهراء ، صاحبة خطبة فدك
الكبرى ، وصاحبة الخطبة الصغرى التي ألقتها على
مسامع نساء قريش ونقلها النساء لرجالهن .
نعم ، إن من كانت كذلك فحرية بأن تكون بهذه
الفصاحة والبلاغة ، وأن تكون لها هذه الشجاعة الأدبية ،
والجسارة العلوية .
ويزيد الطاغية يوم ذاك هو السلطان الأعظم ، والخليفة
الظاهري على عامة بلاد الإسلام ، تؤدي له الجزية الفرق
المختلفة والأمم المتباينة ، في مجلسه الذي أظهر فيه أبهة
الملك ، وملأه بهيبة السلطان ، وقد جردت على رأسه
السيوف ، واصطفت حوله الجلاوزة ، وهو وأتباعه على
كراسي الذهب والفضة ، وتحت أرجلهم الفرش من
الديباج والحرير .
وهي صلوات الله عليها في ذلة الأسر ، دامية القلب
باكية الطرف ، حري الفؤاد من تلك الذكريات المؤلمة
والكوارث القاتلة ، قد أحاط بها أعداؤها من كل جهة ،
ودار عليها حسادها من كل صوب .
ومع ذلك كله ترمز للحق بالحق ، وللفضيلة بالفضيلة ،
فتقول ليزيد - غير مكترثة بهيبة ملكه ، ولا معتنية بأبهة
سلطانه - : أمن العدل يا بن الطلقاء ، وتقول له أيضا :
ولئن جرت علي الدواهي مخاطبتك ، إني لأستصغر
قدرك ، وأستعظم تقريعك ، وأستكثر توبيخك .
وما أبدع ما قاله الشاعر المفلق الجليل السيد مهدي
ابن السيد داود الحلي ، عم الشاعر الشهير السيد حيدر
الحلي ( رحمهما الله ) ، في وصف فصاحتها وبلاغتها من قصيدة :
قد أسروا من خصها بآية * التطهير رب العرش في كتابه
إن البست في الأسر ثوب مذلة * تجملت للعز في أثوابه
ما خطبت إلا رأوا لسانها * أمضى من الصمصام في خطابه
وجلببت في أسرها آسرها * عارا رأى الصغار في جلبابه
والفصحاء شاهدوا كلامها * مقال خير الرسل في صوابه
_________
( 1 ) أصدريك : منكبيك . مذوريك : جانب الأليتين .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page