حالك الشعر أسودا إلا خصلة بيضاء في مقدم رأسه يشع
منها نور لذلك أطلقت عليه أمه سلمى ابنة عمرو بن عدي
ابن النجار اسم ( شيبة ) .
وكلما كبر شيبه واشتد ساعده شعت تلك الخصلة
البيضاء نورا وانتقل إلى جبهته ووجهه . حتى ولد له
عبد الله الذي هو الشقيق الأصغر لعبد مناف
( أبو طالب ) عند ذلك انتقل ذلك النور إلى وجه وجبهة
عبد الله .
وبعد عام الفيل ونجاته من الذبح بعد فداءه مئة من الإبل نحرها أبوه ( 1 ) اشتد ساعد عبد الله بن عبد المطلب
وأصبح في ريعان الشباب وقد تألق ذلك النور وظهر أكثر
فأكثر في وجهه فتعلقن به سيدات قريش وخيرة فتياته
منهن أخت ورقة بن نوفل فقالت له لما نظرت إلى وجهه
لك مثل الإبل التي نحرت عنك ، وقع علي الآن فتعفف
وأبى .
ولما وجد عبد المطلب ذلك أخذ بيده ومشى به
إلى دار وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب ،
وكان زعيم قومه يخطب ابنة أخيه آمنة بنت وهب
إلى ابنه عبد الله فزوجها إياه وكان عمره حينذاك حوالي
عشرين عاما ، وفي نفس المجلس خطب عبد المطلب
لنفسه هالة ابنة وهيب من أبيها فزوجها إياه ، ودخلا
في تلك الليلة بزوجاتهم فولدت هالة بنت وهيب
حمزة بن عبد المطلب ، وولدت آمنة بنت وهب محمد بن
عبد الله ( صلى الله عليه وآله ) .
__________
( 1 ) كما ذكرنا ذلك مفصلا في الكراس الثاني من سلسلة سيرة
العظماء .
لما ولد شيبة الحمد بن هاشم ( عبد المطلب ) كان
- الزيارات: 1189