عن سفيان الثوري قال: "استتيب أبو حنيفة من الكفر مرتين"(1)، وفي الانتقاء لابن عبد البر: "وقال نعيم عن الفزاري: كنت عند سفيان بن عيينة، فجاء نعي أبي حنيفة، فقال: لعنه الله كان يهدم الإسلام عروة عروة، وما ولد في الإسلام مولود أشر منه"(2).
وروى الخطيب البغدادي بإسناده عن الحنيني، قال: "سمعت مالكاً يقول: ما ولد في الإسلام مولود أشأم من أبي حنيفة"(3).
روى الخطيب البغدادي بسنده عن أبي بكر السجستاني يقول لأصحابه: "ما تقولون في مسألة اتفق عليها مالك وأصحابه، والشافعي وأصحابه، والأوزاعي وأصحابه، والحسن بن صالح وأصحابه، وسفيان الثوري وأصحابه، وأحمد بن حنبل وأصحابه؟ فقالوا له: يا أبا بكر، لا تكون مسألة أصح من هذه، فقال: هؤلاء كلهم اتفقوا على تضليل أبي حنيفة"(4).
وفي كتاب السنة عن سفيان أنه ذكر أبا حنيفة، فقال: "استتيب أصحابه من الكفر غير مرة"(5)، وعن شريك كان يقول: "لأن يكون في كل حي من الأحياء خمّار خير من أن يكون فيه رجل من أصحاب أبي حنيفة"(6).
ومسألة تكفير أبي حنيفة وأتباعه وتضليلهم وتبديعهم مما امتلأت بها كتب الرجال والدراية والمجامع الحديثية.
____________
(1) ابن عبد البر، الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء: ص149، دار الكتب العلمية ـ بيروت.
(2) الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد: ج13 ص401، دار الكتب العلمية ـ بيروت.
(3) الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد: ج13 ص382.
(4) عبد الله بن أحمد بن حنبل، كتاب السنة: ص72.
(5) الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد: ج13 ص397.
(6) عبد الله بن أحمد بن حنبل، كتاب السنة: ص72، دار البصيرة ـ مصر.
4 ـ تكفير أبي حنيفة وأتباعه
- الزيارات: 464