فلا حرج بعد هذا إذا قلنا: إنه لا مانع من أن يكون عمر قد تزوج بأم كلثوم فإن عدداً من الروايات التي تحدثت عن هذا الزواج معتبرة من حيث السند، ومن بينها ما دل على أن هذا التزويج لم يكن عن اختيار ورضا، بل جاء بعد التهديد والوعيد.
وليس ثمة ما يمنع هؤلاء القوم من تنفيذ تهديداتهم، فقد عرفنا: أن هؤلاء القوم قد آذوا الزهراء (عليها السلام) بما هو معروف، فقد أسقطوا جنينها, وكسروا ضلعها الشريف، فكانت الصديقة الشهيدة.. بل إنهم قد رموا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالهجر، وقالوا: إن الرجل ليهجر، أو ما هو بمعنى ذلك..
وقد كان على أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يسكت ويداريهم حفظاً وصوناً للإسلام.. فهل يمكن أن يحاربهم أمير المؤمنين من أجل أن يمنعهم من الزواج بابنته، ويخالف بذلك وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأن لا يقاتلهم؟!.
وما خطر هذا الزواج في جنب قتل الزهراء (عليها السلام)، وقتل المحسن، ورمي رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالهجر؟!.
وكيف لم يجز قتالهم على هذه العظائم، وجاز ذلك لأجل منعهم من الزواج بأم كلثوم؟!.
على أن هذا الزواج، لم يحقق نتائجه المرجوة لهم كما قلنا.. فقد مات عنها عمر قبل أن يدخل بها لأنها كانت صغيرة.. كما في بعض الروايات..
أو كانت ولدت له ولداً اسمه زيد مات وهو صغير، أو أنه مات هو وأمه في يوم واحد، دون أن يكون له أي دور يذكر في الحياة السياسية، يتماشى مع الآمال التي كانت معقودة عليه..
وعلى كل حال.. فإن الله هو الذي يتولى عقوبة من ظلم واعتدى، ويثِّبت من صبر واتقى واهتدى.
زواج عمر بأم كلثوم متوقع
- الزيارات: 409