رغم الظروف الصعبة التي كانت تكتنف حياة أئمّة أهل البيت عليهم السّلام و الرقابة الصارمة المفروضة عليهم من قبل حكّام الدولتين الاموية و العبّاسية فإنّهم استطاعوا مواصلة تنفيذ مهامهم الإلهية عبر انتخاب الأساليب و السبل المناسبة للأجواء السائدة آنذاك، و التي تحفظ ديمومة الحركة و استمرار التفاعل القائم بين الأمّة و قادتها عليهم السّلام، و على هذا الأساس فلقد ساير كل إمام من أئمّة الهدى عليهم السّلام كوكبة من الأصحاب تمهّدت لهم فرص الارتواء من ينابيع علومهم السامية و معارفهم الأصيلة صلوات اللّه و سلامه عليهم.
هذا، و لقد أحاط بإمامنا علي بن محمّد الهادي عليه السّلام-أسوة بباقي الأئمة عليهم السّلام-مجموعة من الأصحاب تلمّذوا عليه و رووا حديثه، عدّهم الاستاذ المحقق الحاج عبد الحسين الشبستري في كتابه الماثل بين يدي القارئ اللبيب «النور الهادي إلى أصحاب الإمام الهادي عليه السّلام» إلى ١٩٣ رجلا.
و قد سبق و أن صدر للمؤلّف نفسه في هذا المجال كتب: «الفائق في رواة الإمام الصادق عليه السّلام» و «أحسن التراجم في أصحاب الإمام الكاظم عليه السّلام» و «سبل الرشاد إلى أصحاب الإمام الجواد عليه السّلام» .
و المكتبة التأريخية المختصّة التابعة لمكتب سماحة آية اللّه العظمى السيّد السيستاني مد ظله إذ تقوم بنشر هذا السفر الثمين، تطمح بالاتّكال على عنايات الباري سبحانه و تعالى في مضاعفة الجهد لمواصلة الدرب نحو إعلاء كلمة الدين الحنيف و نشر المفاهيم الشامخة و المضامين المقدسة التي ابتنت عليها مدرسة العصمة و الطهارة عليهم السّلام.
و الحمد للّه ربّ العالمين المكتبة التأريخية المختصّة
كلمة الناشر:
- الزيارات: 539