• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

لمحة بسيطة من حياة الامام الهادي عليه السّلام

هو علي بن محمد الجواد ابن علي الرضا ابن موسى الكاظم ابن جعفر الصادق ابن محمد الباقر ابن علي السجاد ابن الحسين السبط ابن الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب القرشي، الهاشمي، العلوي، أبو الحسن، الملقب بالهادي و النقي و العسكري، و أمه أمّ ولد سمانة المغربية. عاشر أئمة أهل بيت النبوة، و غصن من شجرة دوحة الوحي و الرسالة.
كان أعلم و اتقى و أزهد أهل عصره، و أفضل معاصريه شرفا و أنبلهم منبتا و أكملهم كمالا، و أعظمهم جلالة و قدرا، لا يجاريه أحد في إيمانه و علمه و تقاه و شرفه.
ولد بصربا بالمدينة المنورة في  ١٣ ، و قيل في الثاني، و قيل في الخامس من شهر رجب سنة  ٢١۴  ه‍، و قيل سنة  ٢٠۴  ه‍، و قيل سنة  ٢١٣  ه‍، و قيل سنة  ٣١٢  ه‍، و قيل في النصف من ذي الحجة.
تولى منصب الامامة و الخلافة بعد وفاة أبيه الامام الجواد عليه السّلام.
عاصر من ملوك بني العباس كلا من المعتصم و الواثق و المتوكل و المنتصر و المستعين، و لقي منهم صنوف العذاب و المحن و خصوصا من المتوكل الذي اشخصه من المدينة المنورة الى سامراء، و كان يتحين الفرص للايقاع بالامام عليه السّلام و القضاء عليه مرارا، و لكن اللّه كان ينجيه منه، و لما ملك المعتز دس السم للامام عليه السّلام و قتله بسامراء في  ٢۵  جمادى الآخرة، و قيل في  ٢۶  منه، و قيل في الرابع منه، و قيل في الثالث من رجب، و قيل في الثاني منه، و قيل في الخامس منه، و قيل في الثالث عشر منه سنة  ٢۵۴  ه‍ و دفن في داره بسامراء، و أصبح مرقده من المراقد المقدسة لدى مسلمي العالم عامة و لدى الشيعة خاصة.
كان مقامه بسامراء عشرين سنة و أشهرا، و مدة امامته  ٣٣  سنة و أشهرا.  و توفي و له من العمر احدى و أربعين سنة و أشهر.
خلف من الولد الامام الحسن العسكري عليه السّلام الذي تصدر لمنصب الامامة و الخلافة من بعده، و الحسين و محمد و جعفر و بنتا تدعى عائشة.
كانت تلك شذرات بسيطة عن حياة امامنا الهادي عليه السّلام تلك الحياة الزاخرة بالعلم و المعرفة و البركات، و إليك أيها القارئ الكريم بعض ما قاله العلماء و المؤرخون و المحققون عن بعض جوانب حياته الكريمة:
 ١ -صلاح الدين الصفدي في كتاب الوافي بالوفيات ج  ٢٢  ص  ٧٢ :
علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. هو أبو الحسن الهادي بن الجواد بن الرضا بن الكاظم بن الصادق بن الباقر بن زين العابدين، أحد الأئمة الاثني عشر عند الامامية. كان قد سعي به الى المتوكل، و قيل ان في منزله سلاحا و كتبا و غيرها من شيعته، و أوهموه انه يطلب الأمر لنفسه، فوجه إليه عدة من الأتراك فهجموا منزله على غفلة، فوجدوه في بيت مغلق، و عليه مدرعة من شعر، و على رأسه ملحفة من صوف، و هو مستقبل القبلة، يترنم بآيات من القرآن في الوعد و الوعيد، ليس بينه و بين الأرض بساط الا الرمل و الحصى، فأخذ على الصورة التي وجد عليها في جوف الليل، فمثل بين يديه، و المتوكل في مجلس شرابه و بيده كأس، فلما رآه أعظمه و أجلسه الى جانبه، فناوله الكأس، فقال: يا أمير المؤمنين ما خامر لحمي و دمي قط فاعفني منه، فأعفاه و قال: أنشدني شعرا أستحسنه؟ فقال: اني لقليل الرواية منه، فقال: لا بد، فأنشده:
باتوا على قلل الأجبال تحرسهم*   غلب الرجال فما أغنتهم القلل
و استنزلوا بعد عز من معاقلهم*    فادعوا حفرا يا بئس ما نزلوا
ناداهم صارخ من بعد ما قبروا       أين الأسرة و التيجان و الحلل
أين الوجوه التي كانت منعمة        من دونها تضرب الأستار و الكلل
فأفصح القبر عنهم حين سائلهم     تلك الوجوه عليها الدود تقتتل
قد طال ما أكلوا دهرا و ما شربوا    فأصبحوا بعد طول الأكل قد أكلوا
فأشفق من حضر على علي، و خافوا أن بادرة تبدر إليه، فبكى المتوكل بكاء طويلا حتى بلت دموعه لحيته، و بكى من حضره، ثم أمر برفع الشراب و قال: يا أبا الحسن أ عليك دين؟ قال: نعم، أربعة آلاف دينار، فأمر بدفعها إليه، و رده الى منزله مكرما. و كان المتوكل قد اعتل، فقال: ان برأت لأتصدقن بمال كثير، فلما عوفي جمع الفقهاء و سألهم عن ذلك، فأجابوه مختلفين، فبعث الى علي الهادي، فقال: يتصدق بثلاثة و ثمانين دينارا، قالوا: من أين لك هذا؟ قال: لان اللّه تعالى قال: لَقَدْ نَصَرَكُمُ اَللّٰهُ فِي مَوٰاطِنَ كَثِيرَةٍ ، و روى أهلنا ان المواطن كانت ثلاثة و ثمانين موطنا.
و مولده يوم الأحد ثالث عشر شهر رجب، و قيل يوم عرفة سنة أربع، و قيل سنة ثلاث عشرة و مائتين، و توفي بسر من رأى يوم الاثنين لخمس بقين من جمادى الآخرة، و قيل لأربع بقين منها، و قيل في رابعها، و قيل في ثالث شهر رجب سنة أربع و خمسين و مائتين.
 ٢ -الذهبي في العبر ج  ١  ص  ٣۶۴  في وفيات سنة  ٢۵۴  ه‍:
و فيها أبو الحسن علي ابن الجواد محمد ابن الرضي علي ابن الكاظم موسى ابن الصادق جعفر العلوي الحسيني المعروف بالهادي، توفي بسامراء و له أربعون سنة، و كان فقيها اماما متعبدا، استفتاه المتوكل مرة و وصلة بأربعة آلاف دينار، و هو أحد الاثني عشر، الذين يعتقد الشيعة الغلاة عصمتهم.
 ٣ -سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ص  ٣۵٩  فصل في ذكر الهادي:
هو علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب و كنيته أبو الحسن العسكري، و انما نسب الى العسكري لأن جعفر المتوكل أشخصه من المدينة الى بغداد الى سر من رأى، فأقام بها عشرين سنة و تسعة أشهر، و يلقب بالمتوكل و النقي، و أمه سمانة مغربية.
قال علماء السير: و انما أشخصه المتوكل من مدينة رسول اللّه الى بغداد لان المتوكل كان يبغض عليا و ذريته فبلغه مقام علي بالمدينة و ميل الناس إليه فخاف منه، فدعى يحيى بن هرثمة و قال: اذهب الى المدينة و انظر في حاله و اشخصه إلينا.
قال يحيى: فذهبت الى المدينة، فلما دخلتها ضج أهلها ضجيجا عظيما ما سمع الناس بمثله خوفا على علي، و قامت الدنيا على ساق لأنه كان محسنا إليهم، ملازما للمسجد، لم يكن عنده ميل الى الدنيا، قال يحيى: فجعلت اسكنهم و أحلف لهم اني لم أومر فيه بمكروه و انه لا بأس عليه، ثم فتشت منزله فلم أجد فيه الا مصاحف و أدعية و كتب العلم، فعظم في عيني و توليت خدمته بنفسي و أحسنت عشرته، فما قدمت به بغداد بدأت باسحاق بن ابراهيم الطاهري و كان واليا على بغداد، فقال لي: يا يحيى ان هذا الرجل قد ولده رسول اللّه و المتوكل من تعلم، فان حرضته عليه قتله و كان رسول اللّه خصمك يوم القيامة، فقلت له، و اللّه ما وقعت منه الا على كل أمر جميل، ثم صرت به الى سر من رأى، فبدأت بوصيف التركي فأخبرته بوصوله فقال: و اللّه لئن سقط منه شعرة لا يطالب بها سواك، قال: فعجبت كيف وافق قوله قول إسحاق، فلما دخلت على المتوكل سألني عنه، فأخبرته بحسن سيرته و سلامة طريقه و ورعه و زهادته، و اني فتشت داره فلم أجد فيها غير المصاحف و كتب العلم و ان أهل المدينة خافوا عليه، فأكرمه المتوكل و أحسن جايزته و أجزل بره و انزله معه سر من رأى.
(و استمر سبط ابن الجوزي في ترجمة الامام عليه السّلام الى أن قال:) توفي علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا في جمادى الآخرة سنة أربع و خمسين و مائتين بسر من رأى، و مولده في رجب سنة أربع عشر و مائتين، و كان سنه يوم مات أربعين سنة، و كانت وفاته في أيام المعتز باللّه و دفن بسر من رأى، و قيل انه مات مسموما.
 ۴ -أحمد بن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة ص  ٢٠۶ :
(علي العسكري) سمي بذلك لأنه لما وجه لاشخاصه من المدينة النبوية الى سر من رأى و أسكنه بها، و كانت تسمى العسكر فعرف بالعسكري، و كان وارث أبيه علما و سخاء.
(و استمر ابن حجر في ترجمته الى أن قال:) توفي رضى اللّه عنه بسر من رأى في جمادى الآخرة سنة أربع و خمسين و مائتين و دفن بداره، و عمره أربعون، و كان المتوكل أشخصه من المدينة إليها سنة ثلاث و أربعين، فأقام بها الى أن قضى عن أربعة ذكور و انثى، أجلهم أبو محمد الحسن الخالص.
 ۵ -الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ج  ١٢  ص  ۵۶ :
علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو الحسن الهاشمي. أشخصه جعفر المتوكل على اللّه من مدينة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الى بغداد، ثم الى سر من رأى، فقدمها و أقام بها عشرين سنة و تسعة أشهر الى أن توفي و دفن بها في أيام المعتز باللّه،
و هو أحد من يعتقد الشيعة و الامامية فيه و يعرف بأبي الحسن العسكري.
(و استمر الخطيب في ترجمة الامام عليه السّلام الى أن قال:) و في هذه السنة-يعني سنة أربع و خمسين و مائتين-توفي علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بسر من رأى في داره التي ابتاعها من دليل بن يعقوب النصراني.
(و ينقل الخطيب عن الحسين بن محمد العمي البصري و أبو سعيد الازدي سهل بن زياد قولهما:) ولد أبو الحسن العسكري-علي بن محمد- في رجب سنة مائتين و أربع عشرة من الهجرة و قضى في يوم الاثنين لخمس ليال بقين من جمادى الآخرة سنة مائتين و أربع و خمسين من الهجرة.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page