هو العلامة المفضال سماحة آية الله السيّد محمّد مهدي ابن العلامة المحقّق آية الله السيّد حسن الموسوي الخرسان.
عالم فاضل, أديب شاعر, زاهد ورع, كريم جواد, متواضع, من بقية السلف الصالح. قرأت له كثيراً, وسمعت عنه أكثر, وعندما التقيتُ به - بعد سقوط النظام الجائر في العراق - وجدتُهُ أكثر ممّا قرأتُ له وسمعتُ عنه.
وجدتُ عنده صفتين, قلمّا وجدتهما عند من التقيت بهم واستفدت منهم.
الأولى : العلم, وجدت نفسي أمام مكتبة متحرّكة, وبحر لا أستطيع أن أحدّد سواحله, فما أن تطرّقنا إلى موضوعٍ ما, إلا وأسعفنا بمعلومات جديدة لم نحصل عليها ونحن نعيش في إيران التي شهدت طيلة العقود الثلاثة الأخيرة تطوراً ملحوظاً في حقل جمع المعلومات.
الثانية : جوده وكرمه المنقطع النظير بما مَنّ الله عليه من العلم والمعرفة, فإذا ذكرنا أمامه كتاباً قديماً أو مقالة منشورة في مجلةٍ قديمة, بادرنا بلهجته النجفيّة المحبوبة >عمّي هذا الكتاب عندي تريد تشوفه, >عمّي هذه المقالة موجودة عندي تريد تصورها <.
ولمّا علم بأنّي مشغول بكتابة مقالٍ عن حياة العلامة البلاغي, بادر وبدون طلب منّي, إلى تصوير بعض المقالات المنشورة في مجلات نجفيّة قديمة لها علاقة بحياة هذا العالم, وأرسلها لي مشكوراً.
أمّا تواضعه وزهده, فمن يزوره يلمسهما عن قرب ومشاهدة.
وأخلاقه, حدّث عنها ولا حرج, لا أستطيع أن أصفها بهذه الكلمات القليلة, يستقبلك ببشاشة وجهه وبابتسامة العالم الوقور الحنون, ويودّعك بأجمل منها.
أغنى المكتبة الإسلامية بمجموعة كبيرة من الأبحاث العلميّة والتحقيقات الأنيقة, طبع بعضها ،والآخر تحت الطبع, وما زال بعضها قيد التأليف والتصحيح.
له شعر ولائي رائع, طبع بعضه في بعض مؤلّفاته.
أجازني وزوجي السيّدة أُم علي مشكور بإجازة شفويّة في داره يوم الثلاثاء الثاني من شهر رجب سنة 1428 هـ.
أطال الله في عمره الشريف المبارك, وجعله ذخراً للأمّة الإسلامية, وإنّي أستميحه العذر لعدم مقدرتي أن أترجم له بما يليق به وبمكانته العلمية المرموقة, وإنّما هي كلمات قصار وقاصرة اقتضتها طبيعة أسلوب المقدّمة التي أجازني في كتابتها وطبعها في أول هذا الكتاب, والحمد لله ربّ العالمين.
محمّد الحسّون
12 شوال 1429 هـ.
الصفحة على الانترنت: site.aqaed.com/Mohammad
البريد الالكتروني: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
المؤلّف
- الزيارات: 898