و اشرقت الدنيا بمولد الامام الزكي محمد الباقر الذي بشر به النبي (ص) قبل ولادته، و كان أهل البيت (ع) ينتظرونه بفارغ الصبر لانه من أئمة المسلمين الذين نص عليهم النبي (ص) و جعلهم قادة لأمته، و قرنهم بمحكم التنزيل و كانت ولادته في يثرب في اليوم الثالث من شهر صفر سنة (56 ه) 4و قيل سنة (57 ه) في غرة رجب يوم الجمعة 5و قد ولد قبل قتل جده الامام الحسين (ع) بثلاث سنين 6و قيل بأربع سنين كما أدلى (ع) بذلك 7و قيل بسنتين. و أشهر 8و هو قول شاذ لا يعنى به.
و قد أجريت له فور ولادته المراسيم الشرعية من الاذان و الاقامة في اذنه كما أجريت له بعض المراسيم الاخرى في اليوم السابع من ولادته من حلق رأسه و التصدق بزنة شعره فضة على المساكين، و العق عنه بكبش و التصدق به على الفقراء.
و كانت ولادته في عهد معاوية و البلاد الاسلامية تعج بالظلم، و تموج بالكوارث و الخطوب من ظلم معاوية و جور ولاته الذين نشروا الارهاب و أشاعوا الظلم في البلاد، و قد تحدث الامام الباقر عن تلك المظالم الرهيبة، و سنذكر حديثه في غضون هذا الكتاب.
__________
4) وفيات الاعيان 3/314، تذكرة الحفاظ 1/124، نزهة الجليس 2/36.
5) دلائل الامامة (ص 94) دائرة المعارف لفريد و جدي 3/563.
6) تأريخ ابن الوردي 1/184، أخبار الدول (ص 111) وفيات الاعيان 3/314.
7) تأريخ اليعقوبي 2/60.
8) عيون المعجزات للحسين بن عبد الوهاب من مخطوطات مكتبة الامام الحكيم تسلسل (975) .
الوليد العظيم:
- الزيارات: 457