أحكام المدينة المنورة
رد على خطبة الجمعة للشيخ صلاح البدير في المسجد النبوي الشريف
في موسم حج سنة 1422 هجرية
مقــدمة
بسـم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم السلام
على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.
وبعد ، فإن الطبيعي لكافة المسؤولين في موسم الحج والعمرة أن يعملوا لحفظ الوحدة المسلمين ، ونشر روح الأخوَّة والتسامح بينهم .
لكن الذي يحدث أن البعض يستغلون موسم الحج من أجل نشر أفكارهم المتطرفة ، ولا يكتفون بتوزيع ملايين كتيباتهم وأشرطة خطبهم على الحجاج ، بل يجعلون شغلهم وهوايتهم في موسم الحج العبوس في وجه ضيوف الرحمن ، وزوار رسوله سيد الأنام صلى الله عليه وآله ، وقد رأيناهم يزجرونهم بكلام فظ ، يصل أحياناً الى رميهم بالشرك والكفر !!
ومن إساءاتهم التي واجهناها في السنة الماضية في موسم حج1422 ، أنَّ خطيب الحرم النبوي الشريف بدلَ أن يرحب بحجاج بيت الله الحرام وزوار قبر نبيه صلى الله عليه وآله ، ويبين لهم ما اتفقت عليه مذاهب المسلمين من تعظيم حرم الله تعالى وحرم رسوله الأمين صلى الله عليه وآله ، ويرغبهم في أداء حجهم وزيارتهم كل حسب فقهه ومذهبه ، بهدوء الخاشعين ، وتحابِّ المؤمنين .
بدلَ ذلك جعل منبر مسجد النبي صلى الله عليه وآله منبراً لأفكاره الشاذة ، وأخرج خطبةً معدةً مكتوبة ، شنَّ فيها هجوماً خشناً على الذين يخالفونه في الرأي ، وهم كل المسلمين بكل مذاهبهم ، واتهمهم بالشرك والكفر والضلال !
وهي تُهَمٌ لايناسب أن تصدر من رجل عادي في مكان عادي ، فكيف بخطيب من على منبر المسجد النبوي الشريف !
وهذا جوابٌ علمي على فتاواه الفظيعة ، يكشف ما فيها من مغالطة وتحريف لأحكام الإسلام ، راجياً من المسؤولين في المملكة العربية السعودية أن يوكلوا أمور الإرشاد الديني الى علماء يتحملون اختلاف الآخرين معهم في الرأي , وتتسع صدورهم لكل المسلمين ، يوحدون ولايفرقون .
وفق الله الجميع لخدمة الإسلام وأمته ، بلطفه وكرمه ، إنه أرحم الراحمين .
حرره بقم المشرفة في العاشر من ربيع الأول1423
علي الكوراني العاملي