بويع له بالخلافة في حياة أبيه، و لما هلك أبوه جددت له البيعة بدمشق و مصر 1 و يقول المؤرخون: إنه كان قبل أن يتقلد الخلافة يظهر النسك و العبادة، فلما بشر بالملك كان بيده المصحف الكريم فأطبقه و قال:
هذا آخر العهد بك، أو قال: هذا فراق بيني و بينك 2 و صدق فيما قال: فقد فارق كتاب اللّه و سنة نبيه منذ اللحظة الأولى التي تقلد فيها الحكم، فقد أثرت عنه من الأعمال ما باعدت بينه و بين الاسلام و القرآن و نلمح إلى بعض شئونه و أحواله.
صفاته:
و لم تتوفر في عبد الملك أية نزعة شريفة أو صفة كريمة كأبيه مروان فقد كان-فيما أجمع عليه المؤرخون-قد اتصف بأخس الصفات و أحطها و من بينها:
١ -الجبروت:
كان عبد الملك طاغية جبارا، و يقول فيه المنصور: كان عبد الملك جبارا لا يبالي ما صنع 3 و كان فاتكا لا يعرف الرحمة و العدل، و قد قال: في خطبته بعد قتله لابن الزبير: لا يأمرني أحد بتقوى اللّه بعد مقامي هذا إلا ضربت عنقه 4 لقد تخلى عن ذكر اللّه، و أمن مكره، و عقابه، و هو أول من نهى عن الكلام بحضرة الخلفاء 5 .
٢ -الغدر:
و ظاهرة اخرى من صفاته التي عرف بها و هي الغدر، و نكث العهد فقد أعطى الأمان لعمرو بن سعيد الأشدق على أن تكون الخلافة له من بعده إلا أنه خان بعهده فغدر به، و قتله و رمى برأسه إلى أصحابه 6 و لم يرع وشيجة النسب التي تربطه مع عمرو، فلم يعن بها و دفعه حب الملك و السلطان إلى الغدر به و يقول بعض الشعراء في ذلك:
يا قوم لا تغلبوا عن رأيكم فلقد جربتم الغدر من أبناء مروانا أمسوا و قد قتلوا عمروا و ما رشدوا يدعون غدرا بعهد اللّه كيسانا و يقتلون الرجال الذل ضاحية لكي يولوا أمور الناس ولدانا تلاعبوا بكتاب اللّه فاتخذوا هواهم في معاصي اللّه قرآنا 7 لقد خاف عبد الملك من الأشدق، و لو كان حيا لأتخذ التدابير في القضاء على حكم بني مروان و لكن اللّه قد انتقم منه لأنه كان جبارا قد أسرف في اراقة دماء المسلمين و أشاع فيهم الخوف و الرعب.
٣ -القسوة و الجفاء:
من الصفات البارزة في عبد الملك القسوة و الجفاء فقد انعدمت من نفسه الرحمة و الرأفة، فكان فيما يقول المؤرخون: قد بالغ باراقة الدماء و سفكها بغير حق، و قد اعترف بذلك، فقد قالت له أم الدرداء:
بلغني أنك شربت الطلى-يعني الخمر-بعد العبادة و النسك، فقال لها غير متأثم:
«اي و اللّه و الدماء شربتها» 8 .
و قد نشر الشكل و الحزن و الحداد في بيوت المسلمين أيام حكمه الرهيب فقد خطب في يثرب بعد قتله لابن الزبير خطابا قاسيا أعرب فيه عما يحمله في قرارة نفسه من القسوة و السوء قائلا:
«إني لا اداوي أدواء هذه الأمة إلا بالسيف حتى تستقيم لي قناتكم. .» 9 .
و ما كان مثل ذلك الضمير المتحجر الذي ران عليه الباطل أن يعي الرحمة و الرفق بالمسلمين، و إنما كان يعي القتل و سفك الدماء، و التنكيل بالناس بغير حق.
۴ -البخل:
و من ذاتيات عبد الملك البخل فكان يسمى (رشح الحجارة) لشدة شحه و بخله 10 و قد عانت الأمة في أيام حكمه الجوع و الفقر و الحرمان
هذه بعض صفات عبد الملك، و ذاتياته، و هي تنم عن انسان لا عهد له بالمثل و القيم الكريمة.
نقله الحج إلى بيت المقدس:
و خاف عبد الملك أن يتصل ابن الزبير بأهل الشام فيفسدهم عليه فمنعهم من الحج، فقالوا له: أ تمنعنا من الحج و هو فريضة فرضها اللّه، فقال قال ابن شهاب الزهري يروى عن رسول اللّه (ص) انه قال: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، و مسجدي، و مسجد بيت المقدس.
و صرفهم بذلك عن الحج إلى بيت اللّه الحرام، و صيره إلى بيت المقدس و قد استغل الصخرة التي فيه، و قد روى فيها أن رسول اللّه (ص) قد وضع قدمه عليها حين صعوده إلى السماء فأقامها لهم مقام الكعبة فبنى عليها قبة و على فوقها ستور الديباج، و أقام لها سدنة، و أمر الناس أن يطوفوا حولها كما يطوفون حول الكعبة 11 .
انتقاصه لسلفه
و انتقص عبد الملك سلفه من حكام بني أمية، و قد أدلى بذلك في خطابه الذي ألقاه في يثرب، فقد جاء فيه: «إني و اللّه ما أنا بالخليفة، المستضعف-يعني عثمان-و لا بالخليفة المداهن-يعني معاوية-و لا بالخليفة المأفون ٢ -يعني يزيد-» و علق ابن أبي الحديد على هذه الكلمات بقوله «و هؤلاء سلفه و أئمته، و بشفعتهم قام ذلك المقام، و بتقدمهم و تأسيسهم نال تلك الرئاسة، و لو لا العادة المتقدمة، و الأجناد المجندة و الصنائع القائمة، لكان أبعد خلق اللّه من ذلك المقام، و أقربهم إلى المهلكة إن رام ذلك الشرف. . .» 12 .
ولايته لحجاج
و أخطر عمل قام به عبد الملك ولايته للحجاج بن يوسف الثقفي، فقد عهد بأمور المسلمين إلى هذا الانسان الممسوخ الذي هو من أقذر من عرفته البشرية في جميع مراحل التأريخ. . . لقد منحه عبد الملك صلاحيات واسعة النطاق، فجعله يتصرف في امور الدولة حسب رغباته و ميوله التي لم تكن تخضع إلا إلى منطق البطش و الاستبداد، و قد أمعن هذا المجرم الأثيم في النكاية بالناس، و قهرهم و اذلالهم، و اخضاعهم للظلم و الجور، و قد خلق في البلاد الخاضعة لنفوذه جوا من الأزمات السياسة التي لا عهد للناس بمثلها. . . و نعرض إلى ما قيل فيه، و إلى بعض صفاته و أعماله التي سود فيها وجه التأريخ، و فيما يلي ذلك.
تنبؤ النبي عنه
و استشف النبي (ص) من وراء الغيب ما يجري على امته من الظلم و الجور، على يد الحجاج، فقد روت أسماء بنت أبي بكر قالت: إني سمعت رسول اللّه (ص) يقول: «منافق ثقيف يملأ اللّه به زاوية من زوايا جهنم، يبيد الخلق، و يقذف الكعبة بأحجارها إلا لعنة اللّه عليه. . .» 13 .
أخبار الامام أمير المؤمنين عنه
و أخبر الامام أمير المؤمنين باب مدينة علم النبي (ص) عن الحجاج و ما يعانيه المسلمون في عهده من الظلم ما لا يوصف لفضاعته و قسوته، و يقول المؤرخون ان الامام (ع) دعا على أهل الكوفة حينما خذلوه، و تمردوا عليه قال (ع) : «اللهم اني ائتمنتهم فخانوني، و نصحتهم فغشوني اللهم فسلط عليهم غلام ثقيف يحكم في دمائهم و أموالهم بحكم الجاهلية. . .» 14 .
لقد سلط اللّه عليهم الحجاج فصب عليهم وابلا من العذاب، و سقاهم كأسا مصبرة، و أرغمهم على الذل و العبودية.
و روى حبيب بن أبي ثابت: أن أمير المؤمنين (ع) قال لرجل:
لا تموت حتى تدرك فتى ثقيف، قيل يا أمير المؤمنين ما فتى ثقيف؟ قال عليه السلام: ليقالن له يوم القيامة اكفنا زاوية من زوايا جهنم، رجل يملك عشرين سنة أو بضعا و عشرين، فلا يدع للّه معصية إلا ارتكبها حتى لو لم يبق إلا معصية واحدة و بينها و بينه باب مغلق لكسره حتى يرتكبها يقتل من أطاعه 15 بمن عصاه. . .» 16 .
الناقمون على الحجاج:
و نقم علماء المسلمين و خيارهم على الحجاج، و هذه بعض كلماتهم:
١ -عمر بن عبد العزيز:
و كان عمر بن عبد العزيز من الناقمين على الحجاج، و الساخطين عليه، قال فيه: «لو جاءت كل أمة بخبيثها، و جئنا بالحجاج لغلبناهم» 17 .
٢ -عاصم:
قال عاصم: «ما بقيت للّه عز و جل حرمة إلا و قد ارتكبها الحجاج» 18 .
٣ -القاسم:
قال القاسم بن مخيمرة: «كان الحجاج ينقض عرى الاسلام عروة عروة» 19 .
۴ -زاذان:
و كان زاذان من الناقمين على الحجاج، و قد قال: «كان الحجاج مفلسا من دينه» 20 .
۵ -طاوس:
قال طاوس: «عجبت لمن يسمي الحجاج مؤمنا» 21 .
إلى غير ذلك من الكلمات التي أعربت عن خبثه و انه من سوءات التأريخ.
من صفاته:
و اتصف الحجاج بجميع الصفات الكريهة و النزعات الشريرة فقد انطوت نفسه على الخبث و الشر، و الحقد على الناس، و من مظاهر صفاته ما يلي:
أ-كان الحجاج قد خلق للجريمة و الإساءة إلى الناس، فلم يعرف الاحسان و المعروف، و لما أراد الحج ولى على العراق شخصا اسمه محمد، و قد خطب بين الناس فقال لهم: إني قد استعملت عليكم محمدا، و قد أوصيته فيكم خلاف وصية رسول اللّه (ص) بالأنصار فانه قد أوصى أن يقبل من محسنهم، و يتجاوز عن مسيئهم، و قد أوصيته أن لا يقبل من محسنكم، و لا يتجاوز عن مسيئكم. . .» 22 .
و خليق بهذا الانسان الممسوخ أن يخالف رسول اللّه (ص) و يشذ عن سيرته و سنته.
ب-و من أبرز صفات هذا الطاغية سفكه للدماء، يقول الدميري:
«كان الحجاج لا يصبر عن سفك الدماء، و كان يخبر عن نفسه أن أكبر لذاته اراقته للدماء، و ارتكاب امور لا يقدر عليها غيره» 23 و قد بالغ في قتل الناس بغير حق، فقد كان عدد من قتلهم صبرا-سوى من قتل في حروبه-مائة و عشرين ألفا 24 و قيل مائة و ثلاثون ألفا 25 و قد أعترف رسميا بسفكه للدماء بغير حق يقول: «و اللّه ما أعلم اليوم رجلا على ظهر الأرض هو أجرا على دم مني» 26 و قد أنكر عليه عبد الملك اسرافه في ذلك إلا أنه لم يعن به 27. و قد وضع سيفه في رقاب القراء و العباد لأنهم أيدوا ثورة ابن الأشعث، و من جملة من قتلهم سعيد بن جبير من علماء الكوفة و زهادها، و أحد أعلام الشيعة في ذلك العصر، و لما بلغ الحسن البصري قتله قال: و اللّه لقد مات سعيد بن جبير يوم
مات و أهل الأرض من مشرقها إلى مغربها محتاجون لعلمه 28 .
ج-و من صفاته أنه كان عبوسا سيئ الخلق، لم يظهر منه لندمائه بشاشة، و لا سماحة في الخلق ٢ لقد كان فظا غليظا تنفر منه النفوس فقد غرق في الجريمة و الاثم. . . هذه بعض مظاهر شخصيته و صفاته.
كفره و الحاده:
و حكم جماعة من أعلام المسلمين بكفره و إلحاده، منهم سعيد بن جبير و النخعي، و مجاهد، و عاصم بن أبي النجود، و الشعبي و غيرهم 29 أما ما يدلل على كفره فاراقته لدماء المسلمين بغير حق، و اشاعته للخوف و الارهاب بين الناس، و لو كان مسلما لما فعل ذلك، كما أثرت عنه بعض التصريحات التي أدلى بها و هي تدل على كفره، و من بينها ما يلي:
الاستهانة بالنبي:
و استهان الحجاج بالنبي العظيم (ص) ففضل عبد الملك بن مروان عليه فقد خاطب اللّه تعالى أمام الناس قائلا: «ارسلوك أفضل-يعني النبي-أم خليفتك-يعني عبد الملك-» 30 و كان ينقم و يسخر من الذين يزورون قبر النبي (ص) و يقول: «تبا لهم إنما يطوفون بأعواد و رمة بالية، هلا طافوا بقصر أمير المؤمنين عبد الملك، أ لا يعلمون أن خليفة المرء خير من
رسوله» 31 و علق الدينوري على كلامه هذا بقوله: إنما كفروه-يعني الحجاج-بهذا لأن في هذا الكلام تكذيبا لرسول اللّه (ص) . . فانه صح عنه (ص) ان اللّه عز و جل حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء 32 .
لقد دلت تصريحاته، و أعماله على كفره، و مروقه من الدين، و انه لا علاقة له باللّه، و لو كان يرجو للّه وقارا، و يؤمن باليوم الآخر لما أقترف تلك الاعمال التي باعدت بينه و بين اللّه، و بقيت سمة عار و خزي عليه و على الحكم الاموي.
من جرائمه:
و حفل حكم هذا الخبيث بالجرائم و الموبقات، و من بينها:
التنكيل بالشيعة:
و نكل الطاغية الفاجر بشيعة آل البيت (ع) فأذاع فيهم القتل، و أشاع في بيوتهم الثكل و الحزن و الحداد، و قد كان عبد الملك قد كتب إليه «جنبني دماء بني عبد المطلب فليس فيها شفاء من الحرب، و إني رأيت آل بني حرب قد سلبوا ملكهم لما قتلوا الحسين بن علي» 33 .
و لكن الحجاج قد تعرض إلى شيعة العلويين فانطلقت يده في الفتك بهم و سفك دمائهم حتى ان الرجل ليقال له زنديق أو كافر أحب إليه من أن يقال له من شيعة علي 34 و يقول المؤرخون إن خير وسيلة للتقرب إلى الحجاج هي انتقاص الامام أمير المؤمنين (ع) فقد أقبل إليه بعض المرتزقة من أوغاد الناس و أجلافهم و هو رافع عقيرته قائلا:
«أيها الامير، ان أهلي عقوني فسموني عليا، و إني فقير بائس، و أنا إلى صلة الامير محتاج. . .» .
فسر الحجاج بذلك و قال: «للطف ما توسلت به، فقد وليتك موضع كذا» 35 .
و على أي حال فقد ذهبت الشيعة في عهد هذا الجلاد طعمة للسيوف و الرماح، فقد نكل بهم و قتلهم تحت كل حجر و مدر و أودع الكثيرين منهم في ظلمات السجون. . . لقد أثار الحجاج في صفوف الشيعة جوا من الارهاب، لم تشهد له الشيعة مثيلا حتى في أيام الطاغية زياد، و ابنه عبيد اللّه.
محنة الكوفة:
و امتحنت الكوفة في أيام هذا الجبار كأشد ما تكون المحنة، فقد أخذ يقتل على الظنة و التهمة، و يأخذ البريء بالسقيم، و المقبل بالمدبر و قد خطب في الكوفة خطابا قاسيا، لم يحمد اللّه، و لم يثن عليه، و لم يصل على النبي (ص) و كان من جملة ما قاله فيه:
«يا أهل العراق، يا أهل الشقاق، و النفاق، و المراق، و مساوئ الاخلاق ان أمير المؤمنين-يعني عبد الملك-فتل كنانته فعجمها عودا عودا، فوجدني من أمرها عودا، و أصعبها كسرا، فرماكم بي، و أنه قلدني عليكم سوطا و سيفا، فسقط السوط و بقى السيف 36 ثم قال:
اني و اللّه لارى أبصارا طامحة، و أعناقا متطاولة، و رءوسا قد أينعت، و حان قطافها، و إني أنا صاحبها كأني أنظر إلى الدماء ترقرق بين العمائم و اللحى 37 ثم أنشد:
أنا ابن جلا و طلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني
و مضى الجلاد فشهر السيف و أطاح بالرؤوس، و نشر من الرعب و الارهاب ما لا يوصف حتى قال له أبو وائل الاسدي: «و أيم اللّه ما أعلم الناس هابوا أميرا قط هيبتهم إياك» 38و بلغ من عظيم خوف الناس انه لم يبق أحد في مجلسه إلا اهمته نفسه، و ارتعدت فرائصه كما يقول بعضهم 39.
لقد امتحن العراقيون امتحانا عسيرا في زمن الحجاج، فقد صب عليهم وابلا من العذاب الاليم.
رمي الكعبة بالمنجنيق و من جرائم هذا الطاغية انه قاد جيشا مكثفا إلى مكة لمحاربة ابن الزبير، و قد حاصر البيت الحرام ستة أشهر و سبع عشر ليلة، و قد امر برمي الكعبة المشرفة فرميت من جبل أبي قبيس بالمنجنيق، و كان قومه يرمون الكعبة و يرتجزون.
خطارة مثل الفنيق المزيد نرمي بها اعواد هذا المسجد
40 و دام الحصار حتى قتل عبد اللّه بن الزبير، و صلب منكوسا و بعث برأسه الى عبد الملك فأمر ان يطاف به في البلاد 41 و لم يرجو وقارا لبيت اللّه الحرام الذي من دخله كان آمنا فقد انتهك حرمته، و قبله يزيد بن معاوية لم يقم له اي حرمة.
سجونه:
و اتخذ الطاغية سجونا لا تقي من حر و لا برد، و كان يعذب المساجين بأقسى الوان العذاب، فكان يشد على بدن السجين القصب الفارسي الشقوق و يجر عليه حتى يسيل دمه، و يقول المؤرخون انه مات في حبسه خمسون الف رجل، و ثلاثون الف امرأة منهن ستة عشر الفا مجردات كان يحبس الرجال و النساء في موضع واحد 42 و احصي في محبسه ثلاث و ثلاثون
الف سجين لم يحبسوا في دين و لا تبعة 43 و كان يقول لاهل السجن:
«اِخْسَؤُا فِيهٰا وَ لاٰ تُكَلِّمُونِ» 44 شبههم بأهل النار، و شبه نفسه بالخالق تعالى، عتوا و تكبرا منه.
و من طريف ما يذكر ان بعض القراء روى ان الحجاج قرأ في سورة هود «إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صٰالِحٍ» فلم يدر أ هي عمل أم عمل، فقال: ائتوني بقارئ، فأتوا بي و قد قام من مجلسه فحبست، و نسيني الحجاج حتى عرض السجن بعد ستة أشهر فلما ان انتهى إلي قال: فيم حبست؟ قلت: في ابن نوح أصلح اللّه الامير فضحك و أطلقني.
هلاكه:
و أهلك اللّه هذا المجرم الخبيث الذي أغرق البلاد بالمحن و الخطوب فقد أصابته الاكلة في بطنه، و سلط اللّه عليه الزمهرير فكانت الكوانين تجعل حوله مملوءة نارا، و تدنى منه حتى تحرق جلده، و هو لا يحس بها و أخذت منه الآلام مأخذا عظيما فشكا ما هو فيه إلى الحسن البصري فقال له: قد كنت نهيتك أن تتعرض للصالحين، فلججت، فقال له: يا حسن لا أسألك أن تسأل اللّه أن يفرج عني، و لكن أسألك أن تسأله أن يعجل قبض روحي، و لا يطيل عذابي 45 و ظل الجلاد يعاني آلام الموت و شدة النزع حتى هلك 46 و مضت روحه الخبيثة إلى جهنم مقرنة بالاصفاد و قد انكسر بموته باب الجور، و انحسرت روح الظلم، فاهون به هالكا و مفقودا و لما بلغ هلاكه الحسن البصري قال اللهم أنت أمته، فأمت سنته أتانا أخيفش اعيمش قصير البنان، و اللّه ما عرق له عذار في سبيل اللّه قط فمن كفا كبره، فقال: بايعوني و إلا ضربت أعناقكم 47 .
و تلقى المسلمون نبأ وفاته بمزيد من السرور و الافراح، و كانت الشتائم تلاحقه من يوم وفاته حتى يرث اللّه الارض و من عليها.
عبد الملك مع الأخطل:
كان الاخطل شاعر بني أميّة و لسانهم الناطق، و كان أثيرا عند عبد الملك فقد دخل عليه و هو ثمل يترنح فأنشده البيتين.
إذا ما نديمي علني ثم علني ثلاث زجاجات لهن هدير
خرجت أجر الذيل تيها كأنني عليك أمير المؤمنين أمير
و لم يتخذ معه أي أجراء حاسم.
و قد قال لعبد الملك حينما عرض عليه الاسلام إن آمنت احللت لي الخمر، و وضعت عني صوم رمضان اسلمت، فقال له عبد الملك: إن أنت أسلمت ثم قصرت في شيء من الاسلام ضربت عنقك.
فقال الاخطل:
و لست بصائم رمضان عمري و لست بآكل لحم الاضاحي
و لست بزاجر عنسا بكورا إلى بطحاء مكة للنجاح
و لست بقائم كالعير يدعو قبيل الصبح حي على الفلاح
و لكني سأشربها شمولا و أسجد عند منبلج الصباح
و كان يخرج من بلاط عبد الملك و لحيته تقطر من الخمر، و كان عبد الملك يغدق عليه بالاموال لانه قد استخدمه في مدحه، و مما قال فيه:
إلى إمام تغادينا فواضله أظفره اللّه فليهنأ له الظفر
الخائض الغمر و الميمون طائره خليفة اللّه يستسقى به المطر
و المستمر به أمر الجميع فما يغره بعد توكيد له غرر 48
نفسي فداء أمير المؤمنين إذا أبدى النواجذ يوما عارم ذكر 49
لقد أشاد الأخطل بعبد الملك، و مدحه في كثير من المناسبات، و قد شكره عبد الملك فكان يدخل عليه بغير اذن و في عنقه سلسلة من ذهب و صليب و كان عبد الملك يسميه مرة شاعر أمير المؤمنين، و مرة شاعر بني أمية، و ثالثة شاعر العرب 50 .
الامام مع عبد الملك:
و ابتلي المسلمون في ذلك العصر برجل من القدرية أفسد عليهم دينهم و لم يهتدوا إلى رد شبهه و ابطال مزاعمه، و رأى عبد الملك انه لا طريق لافحامه إلا الامام محمد الباقر (ع) فكتب إلى عامله على يثرب رسالة يطلب فيها احضار الامام إلى دمشق، و التلطف معه، و عرض حاكم يثرب على الامام رسالة عبد الملك، فاعتذر الامام (ع) عن السفر لأنه شيخ لا طاقة له على عناء السفر و لكنه أناب عنه ولده جعفر الصادق للقيام بهذه المهمة، و سافر الامام الصادق إلى دمشق فلما حضر عند عبد الملك قال له: قد أعيانا هذا القدري، و إني أحب أن أجمع بينك و بينه، فانه لم يدع أحدا إلا خصمه، و أمر باحضاره فلما حضر عنده أمره الامام بقراءة الفاتحة، فبهر القدري، و أخذ بقراءتها، فلما بلغ قوله تعالى: « إِيّٰاكَ نَعْبُدُ وَ إِيّٰاكَ نَسْتَعِينُ » قال له الامام.
«من نستعين؟ و ما حاجتك إلى المعرفة إن كان الأمر إليك. . .» و بان العجز على القدري، و لم يطق جوابا 51 و واصل الامام حديثه في لبطال مزاعمه ورد شبهه.
الايعاز باعتقال الامام:
و أوعز عبد الملك إلى عامله على يثرب باعتقال الامام (ع) و ارساله إليه مخفورا، و تردد عامله في اجابته و رأى أن من الحكمة اغلاق ما أمر به فأجابه بما يلي:
«ليس كتابي هذا خلافا عليك، و لا ردا لأمرك، و لكن رأيت أن أراجعك في الكتاب نصيحة و شفقة عليك، فان الرجل الذي أردته ليس على وجه الأرض اليوم أعف منه، و لا أزهد، و لا أورع منه، و انه ليقرأ في محرابه فيجتمع الطير و السباع إليه تعجبا لصوته، و إن قراءته
لتشبه مزامير أل داود، و إنه لمن أعلم الناس، و أرأف الناس، و أشد الناس اجتهادا و عبادة، فكرهت لأمير المؤمنين التعرض له، فان اللّه لا يغير ما بقوم، حتى يغيروا ما بأنفسهم. . .» و كشفت هذه الرسالة عن صفحات مشرقة من صفات الامام أبي جعفر (ع) و التي كان منها:
١ -إنه أعف أهل الأرض فليس أحد يدانيه أو يساويه في هذه الظاهرة التي هي من أميز الصفات.
٢ -إنه أزهد أهل الدنيا و انه قد بنى واقع حياته على الزهد، و الابتعاد عن زخارف الحياة.
٣ -إنه أورع الناس عن محارم اللّه.
۴ -إنه كان وحيدا في قراءته للقرآن الكريم فكانت قراءته له كمزامير آل داود.
۵ -إنه أعلم الناس بأحكام الدين و شئون الشريعة و غيرها من سائر العلوم.
۶ -إنه أرأف الناس بالناس، و أشدهم عطفا و حنانا على الفقراء و المحرومين.
٧ -إنه كان أكثر الناس اجتهادا في الطاعة، و الاقبال على اللّه و الاتصال به.
و هذه الصفات هي التي تقول بها الشيعة في الامام، و ليس بها غلو أو خروج عن منطق الحق.
و على أي حال فان هذه الرسالة لما وافت عبد الملك عدل عن رأيه في اعتقال الامام (ع) و رأى أن الصواب فيما قاله عامله 52 .
الامام و تحرير النقد الاسلامي:
و قام الامام أبو جعفر (ع) بأسمى خدمة للعالم الاسلامي، فقد حرر النقد من التبعية إلى الامبراطورية الرومية، حيث كان يصنع هناك و يحمل شعار الروم، و قد جعله الامام (ع) مستقلا بنفسه يحمل الشعار الاسلامي، و قطع الصلة بينه و بين الروم، أما السبب في ذلك فهو ان عبد الملك بن مروان نظر إلى قرطاس قد طرز بمصر فأمر بترجمته إلى العربية، فترجم له، و قد كتب عليه الشعار المسيحي الأب و الابن و الروح فأنكر ذلك، و كتب إلى عامله على مصر عبد العزيز بن مروان بابطال ذلك و أن يحمل المطرزين للثياب و القراطيس و غيرها على أن يطرزوها بشعار التوحيد، و يكتبوا عليها «شَهِدَ اَللّٰهُ أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ» و كتب إلى عماله في جميع الآفاق بابطال ما في أعمالهم من القراطيس المطرزة بطراز الروم، و معاقبة من وجد عنده شيء بعد هذا النهي، و قام المطرزون بكتابة ذلك، فانتشرت في الآفاق، و حملت إلى الروم و لما علم ملك الروم بذلك انتفخت أوداجه، و استشاط غيظا و غضبا فكتب إلى عبد الملك أن عمل القراطيس بمصر، و سائر ما يطرز إنما يطرز بطراز الروم إلى أن أبطلته، فان كان من تقدمك من الخلفاء قد أصاب فقد أخطأت، و إن كنت قد أصبت فقد أخطئوا، فاختر من هاتين الحالتين أيهما شئت و أحببت، و قد بعثت إليك بهدية تشبه محلك، و أحببت أن تجعل رد ذلك الطراز إلى ما كان عليه في جميع ما كان يطرز من أصناف الاعلاق حالة أشكرك عليها و تأمر بقبض الهدية.
و لما قرأ عبد الملك الرسالة أعلم الرسول أنه لا جواب له عنده كما رد الهدية، و قفل الرسول إلى ملك الروم فأخبره الخبر، فضاعف الهدية و كتب إليه ثانيا يطلب باعادة ما نسخه من الشعار، و لما انتهى الرسول إلى عبد الملك رده، مع هديته، و ظل مصمما على فكرته، فمضى الرسول إلى ملك الروم و عرفه بالأمر، فكتب إلى عبد الملك يتهدده و يتوعده و قد جاء في رسالته:
«انك قد استخففت بجوابي و هديتي، و لم تسعفني بحاجتي فتوهمتك استقللت الهدية فأضعفتها، فجريت على سبيلك الأول و قد أضعفتها ثالثة و أنا أحلف بالمسيح لتأمرن برد الطراز إلى ما كان عليه أو لآمرن بنقش الدنانير و الدراهم، فانك تعلم أنه لا ينقش شيء منها إلا ما ينقش في بلادي، و لم تكن الدراهم و الدنانير نقشت في الاسلام، فينقش عليها شتم نبيك، فاذا قرأته أرفض جبينك عرقا، فأحب أن تقبل هديتي، و ترد الطراز إلى ما كان عليه، و يكون فعل ذلك هدية تودني بها، و تبقى الحال بيني و بينك. . .» .
و لما قرأ عبد الملك كتابه ضاقت عليه الأرض، و حار كيف يصنع، و راح يقول: احسبني أشأم مولود في الاسلام، لأني جنيت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم من شتم هذا الكافر، و سيبقى علي هذا العار إلى آخر الدنيا فان النقد الذي توعدني به ملك الروم إذا طبع سوف يتناول في جميع أنحاء العالم.
و جمع عبد الملك الناس، و عرض عليهم الأمر فلم يجد عند أحد رأيا حاسما، و أشار عليه روح بن زنباع، فقال له: إنك لتعلم المخرج من هذا الأمر، و لكنك تتعمد تركه، فأنكر عليه عبد الملك و قال له:
«ويحك من؟» .
«عليك بالباقر من أهل بيت النبي (ص)» .
فأذعن عبد الملك، و صدقه على رأيه، و عرفه أنه غاب عليه الأمر، و كتب من فوره إلى عامله على يثرب يأمره باشخاص الامام و أن يقوم برعايته و الاحتفاء به، و أن يجهزه بمائة ألف درهم، و ثلاثمائة ألف درهم لنفقته، و لما انتهى الكتاب إلى العامل قام بما عهد إليه، و خرج الامام من يثرب إلى دمشق فلما سار إليها استقبله عبد الملك، و احتفى به، و عرض عليه الأمر فقال (ع) :
«لا يعظم هذا عليك فانه ليس بشيء من جهتين: إحداهما ان اللّه عز و جل لم يكن؟ ؟ ؟ ليطلق ما تهدد به صاحب الروم في رسول اللّه (ص) و الأخرى وجود الحيلة فيه. . .» .
و طفق عبد الملك قائلا:
«ما هي؟» .
قال (ع) : تدعو في هذه الساعة بصناع فيضربون بين يديك سككا للدراهم و الدنانير، و تجعل النقش صورة التوحيد و ذكر رسول اللّه (ص) احدهما في وجه الدرهم، و الآخر في الوجه الثاني، و تجعل في مدار الدرهم و الدينار ذكر البلد الذي يضرب فيه و السنة التي يضرب فيها، و تعمد إلى وزن ثلاثين درهما عددا من الأصناف الثلاثة إلى العشرة منها وزن عشرة مثاقيل، و عشرة منها وزن ستة مثاقيل، و عشرة منها وزن خمسة مثاقيل، فتكون أوزانها جميعا واحدا و عشرين مثقالا، فتجزئها من الثلاثين فيصير العدة من الجميع وزن سبعة مثاقيل، و تصب صنجات من قوارير لا تستحيل إلى زيادة و لا نقصان، فتضرب الدراهم على وزن عشرة، و الدنانير على وزن سبعة مثاقيل. . . و أمره بضرب السكة على هذا اللون في جميع مناطق العالم الاسلامي، و أن يكون التعامل بها، و تلغى السكة الأولى، و يعاقب بأشد العقوبة من يتعامل بها، و ترجع إلى المعامل الاسلامية لتصب ثانيا على الوجه الاسلامي.
و امتثل عبد الملك ذلك، فضرب السكة حسبما رآه الامام (ع) و لما فهم ملك الروم ذلك سقط ما في يده، و خاب سعيه، و ظل التعامل بالسكة التي صممها الامام (ع) حتى في زمان العباسيين 53 .
و ذكر ابن كثير ان الذي قام بهذه العملية الامام زين العابدين عليه السلام 54
و على أي حال فان العالم الاسلامي مدين للامام أبي جعفر بما أسداه إليه من الفضل بانقاذ نقده من تبعية الروم، و جعله مستقلا بنفسه يصنع في بلد المسلمين، و يحمل الشعار الاسلامي.
وفاة عبد الملك:
و مرض عبد الملك مرضه الذي هلك فيه، و كان غير آمن و لا مطمئن فقد أخذت تراوده أعماله المنكرة و ما اقترفه من الظلم و الجور و سفك الدماء بغير حق في سبيل الملك و السلطان، و أخذ يضرب بيده على رأسه و يقول: «وددت أني اكتسبت قوتي يوما بيوم، و اشتغلت بعبادة ربي عز و جل، و طاعته» 55 .
و عهد بالخلافة من بعده إلى ولده الوليد، و أوصاه بالحجاج خيرا، و قال له: و انظر الحجاج فأكرمه، فانه هو الذي وطأ لكم المنابر، و هو سيفك يا وليد، و يدك على من ناواك، فلا تسمعن فيه قول أحد، و أنت إليه أحوج منه إليك، و ادع الناس إذا مت إلى البيعة، فمن قال برأسه هكذا، فقل: بسيفك هكذا. . .» 56 .
و مثلت هذه الوصية اندفاعاته نحو الشر حتى في الساعة الأخيرة من حياته، فقد أوصى ولي عهده بالجلاد الحجاج الذي أغرق البلاد في الثكل و الحزن و الحداد، كما أوصى بالقتل لكل من تحدثه نفسه بعدم الرضا بالحكم الأموي، و لم يبق بعد هذه الوصية إلا لحظات ثم توفى، و كانت وفاته في يوم الأربعاء في النصف من شوال سنة ( ٨۶ ه) 57 و قد سئل عنه الحسن البصري فقال: ما أقول في رجل كان الحجاج سيئة من سيئاته 58 .
_________
١ ) شرح ابن أبي الحديد ٢ / ۵٣ .
٢ ) تأريخ اليعقوبي ٣ / ۴ .
٣ ) تأريخ ابن كثير ٨ / ٢۶٠ .
۴ ) تأريخ ابن كثير ٨ / ٢۶٠ .
5 ) النزاع و التخاصم للمقريزي (ص ٨ ) .
6 ) تأريخ الخلفاء للسيوطي (ص ٢١٩ ) .
7 ) تأريخ الخلفاء (ص ٢١٨ ) .
8 ) تأريخ اليعقوبي ٣ / ١۶ .
9 ) تأريخ الخلفاء للسيوطي (ص ٢١٨ ) .
10 ) تأريخ الطبري
11 ) تأريخ ابن كثير ٩ / ۶۴ .1
12 ) تأريخ القضاعي (ص ٧٢ ) .
13 ) اليعقوبي ٢ / ٣١١ .
14 ) المأفون: الضعيف الرأي.
15 ) شرح ابن أبي الحديد ١۵ / ٢۵٧ .
16 ) الامامة و السياسة ٢ / ۴۵ .
17 ) نهاية الأرب ٢١ / ٣٣۴ .
18 ) نهاية الأرب ٢١ / ٣٣۴ .
19 ) جاء في الكامل: يقتل بمن أطاعه من عصاه.
20 ) نهاية الأرب: ٢١ / ٣٣۴ .
21 ) تأريخ ابن كثير ٩ / ١٣٢ .
22 و 23 و 24 ) تهذيب التهذيب ٢ / ٣١١ .
25 ) مروج الذهب ٣ / ٨۶ .
26 ) حياة الحيوان للدميري ١ / ١۶٧ .
27 ) تهذيب التهذيب ٢ / ٢١١ ، تيسير الوصول ۴ / ٣١ ، التنبيه و الاشراف (ص ٣١٨ ) معجم البلدان ۵ / ٣۴٩ .
28 ) حياة الحيوان ١ / ١٧٠ ، تأريخ الطبري.
29 ) طبقات ابن سعد ۶ / ۶۶ .
30 ) مروج الذهب ٣ / ٧۴ .
31 ) حياة الحيوان ١ / ١٧١ .
32 ) مروج الذهب ٣ / ٨١ .
33 ) تهذيب التهذيب ٢ / ٢١١ .
34 ) النزاع و التخاصم للمقريزي (ص ٢٧ ) رسائل الجاحظ (ص ٢٩٧ ) .
35 ) شرح النهج ١۵ / ٢۴٢ .
36 ) حياة الحيوان للدميري ١ / ١٧٠ .
37 ) العقد الفريد ٣ / ١۴٩ .
38 ) شرح النهج
39 ) حياة الامام الحسن بن علي ٢ / ٣٣۶ .
40 ) تأريخ اليعقوبي ٣ / ۶٨ .
41 ) مروج الذهب ٣ / ۶٨ .
42 ) طبقات ابن سعد ۶ / ۶۶ .
43 ) طبقات ابن سعد ۶ / ۶۶ .
44 ) تهذيب ابن عساكر ۴ / ۵٠ .
45 ) تأريخ الخلفاء للسيوطي (ص ٨۴ ) تأريخ ابن كثير ٩ / ۶٣ .
46 ) حياة الحيوان للدميري ١ / ١٧٠ .
47 ) معجم البلدان ۵ / ٣۴٩ .
48 ) تهذيب التهذيب ٢ / ٢١٢ .
49 ) وفيات الاعيان ۶ / ٣۴٧ .
50 ) كان هلاكه في شهر رمضان و قيل في شوال سنة ( ٩۵ ه) و كان عمره ثلاثا أو أربعا و خمسين سنة، وفيات الاعيان ١ / ۴٣٧ .
51 ) تهذيب التهذيب ٢ / ٢١٣ .
52 ) الغرر: الهلاك.
53 ) ديوان الأخطل (ص ٩٨ ) .
54 ) الأغاني ٨ / ٢٨٧ .
55 ) تفسير العياشي ١ / ٢٣ .
56 ) الدر النظيم (ص ١٨٨ ) ضياء العالمين الجزء الثاني في أحوال الامام الباقر (ع) .
57 ) حياة الحيوان للدميري ١ / ۶٣ - ۶۴ ، المحاسن و الأضداد للبيهقي، المطالعة العربية ١ / ٣١ .
58 ) البداية و النهاية ٩ / ۶٨ .
59 ) البداية و النهاية ٩ / ۶٨ .
60 ) تأريخ الخلفاء للسيوطي (ص ٢٢٠ ) .
61 ) البداية و النهاية ٩ / ۶٨ .
62 ) تأريخ أبي الفداء ١ / ٢٠٩ .
عبد الملك بن مروان:
- الزيارات: 890