• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

المسألة الحادية عشرة: تحريمهم التبرك بأماكن النبي وآله وآثارهم صلى الله عليه وآله

المسألة الحادية عشرة: تحريمهم التبرك بأماكن النبي وآله وآثارهم صلى الله عليه وآله 

   أفتى المتطرفون بأن التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وآله معصية أو شرك ! فخالفوا بذلك إجماع مذاهب المسلمين وسيرتهم في كل العصور !
   قال البدير: (أيها الزائر المكرم لهذا المسجد المعظم: إعلم أنه لايجوز التبرك بشئ من أجزاء المسجد النبوي ، كالأعمدة أو الجدران ، أو الأبواب أو المحاريب أو المنبر ، بالتمسح بها أو تقبيلها ، كما لايجوز التبرك بالحجرة النبوية باستلامها أو تقبيلها ، أو مسح الثياب بها ، ولايجوز الطواف عليها ، فمن فعل شيئاً من ذلك ، وجب عليه التوبة وعدم العودة ).
الجواب:
أولاً: أنهم خالفوا في ذلك إمامهم أحمد بن حنبل !
   فقد نقل عنه ولده عبد الله في كتاب العلل والسؤالات:2/492ح3243 قال: (سألت أبي عن الرجل يمسّ منبر رسول الله يتبرّك بمسّه وتقبيله ، ويفعل بالقبر ذلك رجاء ثوابِ الله ؟ فقال: لا بأس به ) . انتهى . ونقله عنه أيضاً السمهودي في وفاء الوفا:4/ 1404 .
   أما الذهبي المعاصر لابن تيمية والذي يعترفون بإمامته، فقد انتقد أسلافهم أصحاب هذا الرأي المتطرف وسماهم المتنطعين وأتباع الخوارج ، وأفتى بأن تحريمهم للتبرك بمنبر النبي صلى الله عليه وآله بدعة !
   قال في سير أعلام النبلاء:11/212: ( أين المتنطع المنكر على أحمد وقد ثبت أن عبدالله سأل أباه عمن يلمس رمانة منبر النبي صلى الله عليه وسلم ويمس الحجرة النبوية ؟ فقال: لاأرى بذلك بأساً. أعاذنا الله وإياكم من رأي الخوارج ومن البدع ). انتهى كلام الذهبي .
ثانياً: أنهم خالفوا بذلك فعل الصحابة ومذاهب المسلمين 
   كان المسلمون يتبركون بالنبي صلى الله عليه وآله ويأتون له بأطفالهم خاصة عند ولادتهم ليمسح رؤوسهم ، وكانوا يتبركون بسؤره وقطرات وضوئه ، وحتى بالخيط من ثيابه المباركة. وبعد وفاته صلى الله عليه وآله كانوا يتبركون بآثاره ، من ثيابه وشعره الذي احتفظوا به من حياته ، وتراب قبره الشريف .
   قال السمهودي في كتاب وفاء الوفاء:1/544: كان الصحابة (يأخذون من تراب القبر ) يعني قبر النبي صلى الله عليه وآله  .
   وفي الموسوعة الفقهية الكويتية:24/90 ، تحت عنوان زيارة القبور الفصل5: (وقال الحنابلة لابأس بلمس القبر باليد ، لاسيما من ترجى بركته).
   وفي صحيح البخاري:4/46 : ( باب ما ذكر من درع النبي(ص) وعصاه وسيفه وقدحه وخاتمه وما استعمل الخلفاء بعده من ذلك مما لم يذكر قسمته ، ومن شعره ونعله وآنيته ، مما تبرك أصحابه وغيرهم بعد وفاته..).
  وفي فتح الباري:1/469: (ومحصل ذلك أن ابن عمر كان يتبرك بتلك الأماكن وتشدده في الإتباع مشهور . ولايعارض ذلك ما ثبت عن أبيه أنه رأى الناس في سفر يتبادرون إلى مكان فسأل عن ذلك فقالوا قد صلى فيه النبي (ص) فقال: من عرضت له الصلاة فليصل وإلا فليمض ، فإنما هلك أهل الكتاب لأنهم تتبعوا آثار أنبيائهم فاتخذوها كنائس وبيعاً ، لأن ذلك من عمر أنه كره زيارتهم لمثل ذلك بغير صلاة ، أو خشي أن يشكل ذلك على من لايعرف حقيقة الأمر فيظنه واجباً ، وكلا الأمرين مأمون من ابن عمر ، وقد تقدم حديث عتبان وسؤاله النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي في بيته ليتخذه مصلى وإجابة النبي (ص) إلى ذلك ، فهو حجة في التبرك بآثار الصالحين ). انتهى.
   وفي فتح الباري:3/52: (واختلف في شد الرحال إلى غيرها كالذهاب إلى زيارة الصالحين أحياء وأمواتاً ، وإلى المواضع الفاضلة لقصد التبرك بها والصلاة فيها ، فقال الشيخ أبو محمد الجويني يحرم شد الرحال الى غيرها وأشار بظاهر هذا الحديث.... والصحيح عند إمام الحرمين وغيره من الشافعية أنه لا يحرم ، وأجابوا عن الحديث بأجوبه منها أن المراد أن الفضيلة التامه إنما هي في شد الرحال إلى هذه المساجد ، بخلاف غيرها فإنه جائز . وقد وقع في رواية لأحمد وسيأتي ذكرها بلفظ: لاينبغي للمطي أن تعمل ، وهو لفظ ظاهر في غير التحريم . . . واستدل به على أن من نذر إتيان أحد هذه المساجد لزمه ذلك ، وبه قال مالك وأحمد والشافعي والبويطي ، واختاره أبو إسحاق المروزي ، وقال أبو حنيفة لايجب مطلقاً...) انتهى .
   وفي النص والإجتهاد للسيد شرف الدين ص284: (وقال ابن عساكر في التحفة: جاءت فاطمة رضي الله عنها فوقفت على قبره صلى الله عليه وسلم وأخذت قبضة من تراب القبر ووضعتها على عينيها وبكت وأنشأت تقول:
ماذا على من شم تربة أحمـد  أن لا يشم مدى الزمان غواليا
صبت على  مصائب  لو  أنها صبت على الأيام  عُدْنَ  لياليا
( وفي هامشه: راجع وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى:4/ 1405 ، السيرة النبوية لابن سيد الناس :2/340 ، الشمائل للقاري:2/210 ، الإتحاف للشبراوي ص9 ، صلح الإخوان ص57 ، مشارق الأنوار للحمزاوي ص63 ، السيرة النبوية لزين دحلان:3/391 ، أعلام النساء لعمر رضا كحالة:3 /1205 ، الغدير:5/147 ، وغيرهم ) .
   وفي حواشي الشرواني:3/175: (إن قصد بتقبيل أضرحتهم التبرك ، لم يكره ، كما أفتى به الوالد رحمه الله ، فقد صرحوا بأنه إذا عجز عن استلام الحجر يُسَنُّ أن يشير بعصى وأن يقبلها، وقالوا أي أجزاء البيت قبَّل فحسن).
ثالثاً: إهانة البدير للحجاج والزوار حتى في مخاطبتهم !
   يقول البدري مخاطباً زوار قبر رسول الله صلى الله عليه وآله : (أيها الزائر المكرم لهذا المسجد المعظم ! ) . ومعنى ذلك أنه يقول إني لا أعترف بكم كزوار للنبي صلى الله عليه وآله لأن زيارته بدعة وشرك ! بل أعترف بكم زواراً للمسجد فقط !
فهل رأيت هذا الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وآله ومع زواره ؟!
   أيها الخطيب البدير: من أين عرفنا مسجد النبي صلى الله عليه وآله ومدينته لولاه صلى الله عليه وآله  ، وهل لمسجده الشريف هذه القيمة العليا ، لو لم يكن قبره الشريف هنا ؟!
   أفرض أن ملايين المسلمين الذين تخاطبهم مخطئون حسب رأيك! لكنهم في اعتقادهم تقربوا الى الله تعالى بواحدة من أفضل القربات اليه وهي زيارة قبر نبيه صلى الله عليه وآله فهل من آداب الإسلام أن تصفعهم وتهين نبيك فتقول لهم: أنا أعترف بكم زواراً للمسجد فقط ، ولا أعترف بكم زواراً للنبي صلى الله عليه وآله  ، لأن زيارته بدعة ؟!!
   وماذا سيحمل عنك الحاج في نفسه الى بلده ، وقد جاء ليصلي الجمعة خلفك في مسجد النبي صلى الله عليه وآله  فصفعته بهذه الغلظة ؟!
   اللهم بجاه نبيك الكريم الذي قلت فيه: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، وقلت فيه: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ).. ارزقنا نفحةً من أخلاقه النبوية ، وأعذنا من الغلظة والفظاظة .

 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page