• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

-14- باب دلالات الامام الجواد عليه السلام

1-الكليني، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن حسّان، عن عليّ بن خالد -قال محمّد: و كان زيديّا-قال: كنت بالعسكر فبلغني أنّ هناك رجل محبوس اتي به من ناحية الشام مكبولا و قالوا: إنّه تنبّأ، قال عليّ بن خالد: فأتيت الباب و داريت البوّابين و الحجبة حتّى وصلت إليه فإذا رجل له فهم، فقلت: يا هذا ما قصّتك و ما أمرك؟ قال: إنّي كنت رجلا بالشام أعبد اللّه في الموضع الّذي يقال له: موضع رأس الحسين فبينا أنا في عبادتي إذ أتاني شخص.
فقال لي: قم بنا، فقمت معه فبينا أنا معه إذا أنا في مسجد الكوفة، فقال لي:
تعرف هذا المسجد؟ فقلت: نعم هذا مسجد الكوفة، قال: فصلّى و صلّيت معه فبينا أنا معه إذ أنا في مسجد الرّسول صلى اللّه عليه و آله بالمدينة، فسلّم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّمت و صلّى و صلّيت معه و صلّى على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله، فبينا أنا معه إذا أنا بمكّة، فلم أزل معه حتّى قضى مناسكه و قضيت مناسكي معه فبينا أنا معه، إذا أنا في الموضع الّذي كنت أعبد اللّه فيه بالشام و مضى الرّجل.
فلمّا كان العام القابل إذا أنا به فعل مثل فعلته الاولى، فلمّا فرغنا من مناسكنا و ردّني إلى الشام و همّ بمفارقتي قلت له: سألتك بالحقّ الّذي أقدرك على ما رأيت إلاّ أخبرتني من أنت؟ ، فقال: أنا محمّد بن عليّ بن موسى، قال: فتراقى الخبر حتّى انتهى إلى محمّد بن عبد الملك الزيّات، فبعث إليّ و أخذني و كبّلني في الحديد و حملني إلى العراق.
قال، فقلت له: فارفع القصّة إلي محمّد بن عبد الملك، ففعل و ذكر في قصّته ما كان فوقّع في قصّته قل للّذي أخرجك من الشام في ليلة إلى الكوفة و من الكوفة إلى المدينة و من المدينة إلى مكّة و ردّك من مكّة إلى الشام أن يخرجك من حبسك هذا.
قال عليّ بن خالد فغمّني ذلك من أمره و رققت له و امرته بالعزاء و الصبر قال: ثمّ بكّرت عليه فإذا الجند و صاحب الحرس و صاحب السجن و خلق اللّه، فقلت ما هذا؟ فقالوا: المحمول من الشام الّذي تنبأ افتقد البارحة فلا يدري أخسفت به الأرض أو اختطفه الطير. 1
2-عنه، عن الحسين بن محمّد الأشعري قال: حدّثني شيخ من أصحابنا يقال له: عبد اللّه بن رزين قال: كنت مجاورا بالمدينة-مدينة الرّسول صلى اللّه عليه و آله- و كان أبو جعفر عليه السلام يجيء في كلّ يوم مع الزوال إلى المسجد فينزل في الصحن و يصير إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم عليه و يرجع إلى بيت فاطمة عليها السلام، فيخلع نعليه و يقوم فيصلّي فوسوس إليّ الشيطان، فقال: إذا نزل فاذهب حتّى تأخذ من التراب الذي يطا عليه، فجلست في ذلك اليوم أنتظره لأفعل هذا.
فلمّا أن كان وقت الزوال أقبل عليه السلام على حمار له، فلم ينزل في الموضع الّذي كان ينزل فيه و جاء حتّى نزل على الصخرة الّتي على باب المسجد ثمّ دخل فسلّم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله، قال: ثمّ رجع إلى المكان الّذي كان يصلّي فيه ففعل هذا أيّاما، فقلت: إذا خلع نعليه جئت فأخذت الحصا الّذي يطأ عليه بقدميه.
فلمّا أن كان من الغد جاء عند الزّوال فنزل على الصخرة ثمّ دخل فسلّم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله ثمّ جاء إلى الموضع الّذي كان يصلّي فيه فصلّى في نعليه و لم يخلعهما حتّى فعل ذلك أيّاما، فقلت في نفسي: لم يتهيّأ لي هاهنا و لكن أذهب إلى باب الحمّام فإذا دخل إلى الحمّام أخذت من التراب الّذي يطأ عليه، فسألت عن
الحمّام الّذي يدخله.
فقيل لي: إنّه يدخل حمّاما بالبقيع لرجل من ولد طلحة فتعرّفت اليوم الّذي يدخل فيه الحمّام و صرت إلى باب الحمّام و جلست إلى الطلحي احدّثه و أنا أنتظر مجيئه عليه السلام فقال الطلحيّ: إن أردت دخول الحمّام، فقم فادخل فإنّه لا يتهيّأ لك ذلك بعد ساعة، قلت و لم؟ قال: لأنّ ابن الرّضا يريد دخول الحمّام.
قال: قلت: و من ابن الرّضا؟ قال: رجل من آل محمّد له صلاح و ورع، قلت له: و لا يجوز أن يدخل معه الحمّام غيره؟ قال، نخلي له الحمّام إذا جاء، قال: فبينا أنا كذلك إذ أقبل عليه السلام و معه غلمان له و بين يديه غلام معه حصير حتّى أدخله المسلخ فبسطه و وافى فسلّم و دخل الحجرة على حماره و دخل المسلخ و نزل على الحصير.
فقلت للطلحيّ: هذا الّذي و صفته بما وصفت بما وصفت من الصلاح و الورع؟ ! فقال: يا هذا لا و اللّه ما فعل هذا قطّ إلاّ في هذا اليوم، فقلت في نفسي: هذا من عملي أنا جنيته، ثمّ قلت: أنتظره حتّى يخرج فلعلّي أنال ما أردت إذا خرج فلمّا خرج و تلبّس دعا بالحمار فادخل المسلخ و ركب من فوق الحصير و خرج عليه السلام فقلت في نفسي: قد و اللّه آذيته و لا أعوذ [و لا]أروم ما رمت منه أبدا و صحّ عزمي على ذلك.
فلمّا كان وقت الزّوال من ذلك اليوم أقبل على حماره حتّى نزل في الموضع الّذي كان ينزل فيه في الصحن فدخل و سلّم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و جاء إلى الموضع الّذي كان يصلّي فيه في بيت فاطمة عليها السلام و خلع نعليه و قام يصلّي. 2
3-عنه، عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن عليّ بن أسباط قال:
رأيت ابا جعفر عليه السلام و قد خرج عليّ فاخذت النظر إليه و جعلت انظر إلى رأسه و رجليه لأصف قامته لأصحابنا بمصر فبينا أنا كذلك حتّى قعد فقال: يا عليّ إنّ اللّه احتجّ به في الامامة بمثل ما احتجّ في النبوّة، فقال: «و آتيناه الحكم صبيّا» و «لمّا بلغ أشدّه» «و بلغ أربعين سنة» فقد يجوز أن يؤتى الحكمة و هو صبي و يجوز أن يؤتاها و هو
1) الكافي:1/493
ابن أربعين سنة. 3
4-عنه، عن عليّ بن محمّد، عن بعض أصحابنا، عن محمّد بن الرّيّان قال:
احتال المأمون على أبي جعفر عليه السلام بكلّ حيلة، فلم يمكنه فيه شيء، فلما اعتلّ و أراد أن يبني عليه ابنته دفع إليّ مائتي وصيفة من أجمل ما يكون، إلى كلّ واحدة منهنّ جاما فيه جوهر يستقبلن أبا جعفر عليه السلام إذا قعد في موضع الأخيار. فلم يلتفت إليهنّ و كان رجل يقال له: مخارق صاحب صوت و عود و ضرب، طويل اللّحية.
فدعاه المأمون فقال: يا أمير المؤمنين إن كان في شيء من أمر الدّنيا فأنا أكفيك أمره، فقعد بين يدي أبي جعفر عليه السلام فشهق مخارق شهقة اجتمع عليه أهل الدّار و جعل يضرب بعوده و يغنّي فلمّا فعل ساعة و إذا أبو جعفر لا يلتفت إليه لا يمينا و لا شمالا.
ثمّ رفع إليه رأسه و قال: اتّق اللّه يا ذا العثنون قال: فسقط المضراب من يده و العود فلم ينتفع بيديه إلى أن مات قال: فسأله المأمون عن حاله قال: لمّا صاح بي أبو جعفر فزعت فزعة لا افيق منها أبدا. 4
5-عنه، عن عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن داود بن القاسم الجعفري قال: دخلت على أبي جعفر عليه السلام و معي ثلاث رقاع غير معنونة و اشتبهت عليّ فاغتممت فتناول إحداهما و قال: هذه رقعة زياد بن شبيب، ثمّ تناول الثانية، فقال:
هذه رقعة فلان، فبهتّ أنا فنظر إليّ فتبسّم.
قال: و أعطاني ثلاثمائة دينار و أمرني أن أحملها إلى بعض بني عمّه و قال: أما إنّه سيقول لك: دلّني على حرّيف يشتري لي بها متاعا، فدلّه عليه، قال: فأتيته بالدّنانير فقال لي: يا أبا هاشم دلّني على حرّيف يشتري لي بها متاعا، فقلت: نعم.
قال: و كلّمني جمّال أن أكلّمه له يدخله في بعض اموره، فدخلت عليه لاكلّمه
له فوجدته يأكل و معه جماعة و لم يمكّنّي كلامه، فقال عليه السلام: يا أبا هاشم كل و وضع بين يديّ ثمّ قال-ابتداء منه من غير مسألة-: يا غلام انظر إلى الجمّال الّذي أتانا به أبو هاشم فضمّه إليك.
قال: و دخلت معه لى ذات يوم بستانا فقلت له: جعلت فداك إنّي لمولع بأكل الطين، فادع اللّه لي، فسكت ثمّ قال [لي]بعد [ثلاثة]أيّام-ابتداء منه-: يا أبا هاشم قد أذهب اللّه عنك أكل الطين، قال أبو هاشم: فما شيء أبغض إليّ منه اليوم. 5
6-عنه، عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن محمّد بن عليّ، عن محمّد بن حمزة الهاشميّ عن عليّ بن محمّد؛ أو محمّد بن عليّ الهاشميّ قال: دخلت على أبي جعفر عليه السلام صبيحة عرسه حيث بنى بابنة المأمون و كنت تناولت من اللّيل دواء فأوّل من دخل عليه في صبيحته أنا و قد أصابني العطش و كرهت أن أدعو بالماء فنظر أبو جعفر عليه السلام في وجهي و قال: أظنّك عطشان؟ فقلت: أجل.
فقال: يا غلام أو جارية اسقنا ماء، فقلت: في نفسي الساعة يأتونه بماء يسمّونه به فاغتممت لذلك فأقبل الغلام و معه الماء فتبسّم في وجهي ثمّ قال، يا غلام ناولني الماء فتناول الماء، فشرب ثم ناولني فشربت، ثمّ عطشت أيضا و كرهت أن أدعو بالماء ففعل ما فعل في الاولى، فلمّا جاء الغلام و معه القدح قلت: في نفسي مثل ما قلت في الاولى، فتناول القدح، ثمّ شرب فناولني و تبسّم.
قال محمّد بن حمزة: فقال لي: هذا الهاشميّ و أنا أظنّه كما يقولون. 6
7-عنه، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه قال: استأذن على أبي جعفر عليه السلام قوم من أهل النواحي من الشيعة، فأذن لهم فدخلوا فسألوه في مجلس واحد عن ثلاثين ألف مسألة فأجاب عليه السلام و له عشر سنين. 7
8-عنه، عن عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن عليّ بن الحكم، عن دعبل بن عليّ أنّه دخل على أبي الحسن الرّضا عليه السلام و أمر له بشيء فأخذه و لم يحمد اللّه، قال: فقال له: لم لم تحمد اللّه؟ قال: ثمّ دخلت بعد على أبي جعفر عليه السلام و أمر لي بشيء فقلت: الحمد للّه فقال لي: تأدّبت. 8
9-عنه، عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، عن محمّد بن سنان قال: دخلت على أبي الحسن عليه السلام فقال: يا محمّد حدث بآل فرج حدث، فقلت: مات عمر، فقال: الحمد للّه، حتّى أحصيت له أربعا و عشرين مرّة، فقلت: مات عمر، فقال: الحمد للّه حتّى أحصيت له أربعا و عشرين مرّة، فقلت: يا سيّدي لو علمت أنّ هذا يسرّك لجئت حافيا أعدو إليك.
قال: يا محمّد أولا تدري ما قال لعنه اللّه لمحمّد بن عليّ أبي؟ قال: قلت: لا، قال: خاطبه في شيء فقال: أظنّك سكران، فقال أبي: اللّهمّ إن كنت تعلم أنّي أمسيت لك صائما فأذقه طعم الحرب و ذلّ الأسر، فو اللّه إن ذهبت الأيّام حتّى حرب ما له و ما كان له ثمّ اخذ أسيرا و هو ذا قد مات-لا رحمه اللّه-و قد أدال اللّه عزّ و جلّ منه و ما زال يديل أولياءه من أعدائه. 9
10-عنه، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن حسّان، عن أبي هاشم الجعفري قال: صلّيت مع أبي جعفر عليه السلام في مسجد المسيّب و صلّى بنا في موضع القبلة سواء و ذكرت أنّ السدرة الّتي في المسجد كانت يابسة ليس عليها ورق، فدعا بماء و تهيّأ تحت السدرة فعاشت السدرة و أورقت و حملت من عامها. 10
11-عنه، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحجّال و عمرو بن عثمان، عن رجل من أهل المدينة، عن المطرفي قال: مضى أبو الحسن الرّضا عليه السلام و لي عليه أربعة آلاف درهم، فقلت في نفسي: ذهب مالي، فأرسل إليّ أبو جعفر عليه السلام إذا كان غدا فأتني و ليكن معك ميزان و أوزان.
فدخلت على أبي جعفر عليه السلام فقال لي: مضى أبو الحسن و لك عليه أربعة
آلاف درهم؟ فقلت: نعم. فرفع المصلّى الّذي كان تحته فاذا تحته دنانير فدفعها إليّ. 11
12-عنه، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن سيف، عن بعض أصحابنا، عن أبي جعفر الثّاني عليه السلام قال: قال: قلت له: إنّهم يقولون في حداثة سنّك، فقال: إنّ اللّه تعالى أوحى إلى داود أن يستخلف سليمان و هو صبيّ يرعى الغنم، فأنكر ذلك عبّاد بني إسرائيل و علماؤهم.
فأوحى اللّه إلى داود عليه السلام أن خذ عصا المتكلّمين و عصا سليمان و اجعلهما في بيت و اختم عليها بخواتيم القوم فإذا كان من الغد، فمن كانت عصاه قد أورقت و أثمرت فهو الخليفة، فأخبرهم داود، فقالوا: قد رضينا و سلّمنا. 12
13-عنه، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه قال: قال عليّ بن حسّان لأبي جعفر عليه السلام: يا سيّدي إنّ الناس ينكرون عليك حداثة سنّك، فقال: و ما ينكرون من ذلك قول اللّه عزّ و جلّ؟ لقد قال اللّه عزّ و جلّ لنبيّه صلى اللّه عليه و آله: «قل هذه سبيلي أدعو إلى اللّه على بصيرة أنا و من اتّبعني» فو اللّه ما تبعه إلاّ عليّ عليه السلام و له تسع سنين و أنا ابن تسع سنين. 13
14-المسعودي، عن أميّة بن علي قال: كنت بالمدينة أختلف الى أبي جعفر و ابوه بخراسان فدعا يوما بالجارية فقال لها: قولي لهم يتهيئون للمأتم. فلما تفرقنا من مجلسه و كنت أنا و جماعة قلنا: انا ما سألناه مأتم من؟ فلما كان الغداء عاد القول فقلنا له:
مأتم من؟ فقال: مأتم خير من على ظهر الارض. فورد الخبر بمضي الرضا بعد ذلك بأيام. 14
15-عنه، عن اسحاق بن اسماعيل بن نوبخت قال: فأعددت له في رقعة عشر مسائل و كان لي حمل فقلت: ان أجابني عن مسائلي سألته أن يدعو اللّه أن يجعله ذكرا،
فلما سأله الناس قمت و الرقعة معي لأسأله، فلما نظر إلي قال: يا ابا اسحاق سمه أحمد. و في حديث آخر قال لي: يا ابا يعقوب سمه أحمد. فولد لي ذكر سميته أحمد فعاش مدة و مات. و كان فيمن خرج مع الجماعة علي بن حسان الواسطي المعروف بالأعمش.
قال: فحملت معي شيئا من آلات الصبيان مصاغة من فضة اهديها الى مولاي و اتحفه بها فلما تفرق الناس عنه و أجاب جميعهم عن مسائلهم و مضى الى منزله اتبعته فلقيت موفقا فقلت: استأذن لي على مولاي، ففعل و دخلت فسلمت عليه فرد عليّ فتبينت في وجهه الكراهة و لم يأمرني بالجلوس فدنوت و منه و فرغت ما كان في كمي بين يديه فنظر إلي نظر مغضب.
ثم رمى به يمينا و شمالا و قال: ما لهذا خلقنا اللّه فاستقلته و استعفيته فعفا و قام فدخل و خرجت و معي تلك الآلات و بقي ابو جعفر مستخفيا بالإمامة الى أن صارت سنه عشر سنين. 15
16-ابن شهرآشوب: باسناده قال: قال عسكر مولى ابي جعفر عليه السلام:
دخلت عليه فقلت في نفسي: يا سبحان اللّه ما أشد سمرة مولاي و اضوى جسده! قال:
فو اللّه ما استتممت الكلام في نفسي حتى تطاول و عرض جسده و امتلأ به الايوان الى سقفه و مع جوانب حيطانه ثم رأيت لونه و قد اظلم حتى صار كالليل المظلم ثم ابيض حتى صار كأبيض ما يكون من الثلج ثم احمر حتى صار كالعلق المحمر ثم اخضر حتى صار كأخضر ما يكون من الاغصان الورقة الخضرة.
ثم تناقض جسمه حتى صار في صورته الاولى عاد لونه الاول و سقطت لوجهي مما رأيت؛ فصاح بي: يا عسكر تشكون فننبئكم و تضعفون فنقويكم و اللّه لا وصل الى حقيقة معرفتنا الا من منّ اللّه عليه و ارتضاه لنا وليا. 16
17-عنه، قال: اجتاز المأمون بابن الرضا عليه السلام و هو بين صبيان فهربوا
سواه فقال: عليّ به، فقال له: مالك ما هربت في جملة الصبيان؟ قال: ما لي ذنب فأفرّ و لا الطريق ضيق فأوسعه عليك تمر من حيث شئت، فقال: من تكون؟ قال: أنا محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام، فقال: ما تعرف من العلوم قال: سلني عن اخبار السماوات، فوعده و مضى و على يده باز اشهب يطلب به الصيد.
فلما بعد عنه نهض عن يده الباز فنظر يمينه و شماله لم ير صيدا و الباز يثب عن يده فأرسله و طار يطلب الافق حتى غاب عن ناظره ساعة ثم عاد إليه و قد صاد حية فوضع الحية في بيت الطعم و قال لاصحابه: قد دنا حتف ذلك الصبي في هذا اليوم على يدي، ثم عاد و ابن الرضا في جملة الصبيان.
فقال: ما عندك من اخبار السماوات؟ فقال: نعم يا امير المؤمنين حدثني ابي عن آبائه عن النبي عن جبرئيل عن رب العالمين انه قال: بين السماء و الهواء بحر عجاج يتلاطم به الامواج فيه حيات خضر البطون رقط الظهور و يصيدها الملوك بالبزاة الشهب يمتحن بها العلماء، فقال: صدقت و صدق آباؤك و صدق جدك و صدق ربك، فأركبه ثم زوجه أمّ الفضل. 17
18-عنه، عن محمّد بن احمد بن يحيى في نوادر الحكمة عن أميّة بن عليّ قال: دعا ابو جعفر عليه السلام يوما بجارية فقال: قولي لهم يتهيّئون للمأتم، قالوا: مأتم من؟ قال: مأتم خير من على ظهرها، فاتى خبر ابي الحسن بعد ذلك بأيام فاذا هو قد مات في ذلك اليوم. 18
19-عنه، عن محمّد بن الفرج كتب الى ابو جعفر عليه السلام: احملوا إليّ الخمس فاني لست آخذه منكم سوى عامي هذا، فقبض في تلك السنة. 19
20-عنه، قال: و روى ان أبا جعفر عليه السلام لما صار الى شارع الكوفة نزل
عند دار المسيب و كان في صحنه نبقة لم تحمل فدعا بكوز فيه ماء فتوضأ في أسفل النبقة و قام فصلى بالناس المغرب و العشاء الآخرة و سجد سجدتي التكبير ثم خرج فلما انتهى الى النبقة رآها الناس و قد حملت حسنا فتعجبوا من ذاك و اكلوا منها فوجدوا نبقا حلوا لا عجم له و ودعوه و مضى الى المدينة. 20
21-عنه، عن الحميري قال: قال لي ابو هاشم: اعطاني ابو جعفر ثلاثمائة دينار في صرة فامرني ان احملها الى بعض بني عمه و قال: أما انه سيقول لك دلني على حريف يشتري لي بها متاعا فدله عليه، فكان كما قال.
و قال ابو هاشم: كلمني جمال ان اكلمه له ليدخل في بعض اموره فدخلت عليه اكلمه فوجدته يأكل في جماعة فلم يمكني كلامه فقال: يا ابا هاشم كل، و وضع الطعام بين يدي ثم قال: يا غلام انظر الجمال الذي اتانا به ابو هاشم فضمه إليك.
و قال ابو هاشم: قلت له جعلت فداك اني مولع بأكل الطين فادع اللّه لي، فسكت ثم قال لي بعد أيام: يا ابا هاشم قد أذهب اللّه عنك أكل الطين، قلت: فما شيء أبغض إليّ منه. 21
22-عنه، قال: اخبر علي بن خالد بالعسكر ان متنبيا أتى من الشام و حبس فيه فأتاه و قال: ما قصتك؟ قال: كنت بالشام اعبد اللّه في الموضع الذي يقال انه نصب فيه رأس الحسين عليه السلام فبينا انا ذات ليلة في موضعي مقبل على المحراب أذكر اللّه اذ رأيت شخصا يقول قم، فقمت فمشى بي قليلا و اذا انا في مسجد الكوفة فصلينا فيه ثم انصرفنا و مشينا قليلا فاذا نحن بمسجد الرسول فصلينا فيه، ثم خرجنا فمشينا قليلا و إذا نحن بمكة فطفنا بالبيت، ثم خرجنا فمشينا قليلا فاذا نحن بموضعي، ثم غاب الشخص عن عيني بقيت متعجبا بذلك حولا بما رأيت، فلما كان في العام المقبل اتاني أيضا ففعل كما فعل في العام الماضي.
فلما اراد مفارقتي قلت له: اسألك بالحق الذي أقدرك على ما رأيت منك الا
اخبرتني من أنت؟ قال: أنا محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر فحدثت بذلك فرفع الى محمّد بن عبد الملك الزيات فاخذني و كبلني كما ترى و ادعى عليّ المحال فكتب خالد عنه قصته و رفعها الى ابن الزيات.
فوقع في ظهرها: قل للذي أخرجك من الشام في ليلة الى الكوفة و من الكوفة الى المدينة و من المدينة الى مكة و من مكة الى الشام ان يخرجك من حبسك هذا فانصرف خالد محزونا، فلما كان من الغد باكر الحبس ليأمره بالصبر فوجد اصحاب الحرس و غوغاء يهرجون، فسأل عن حالهم فقيل المحمول من الشام افتقد البارحة من الحبس و كان علي بن خالد زيديا فقال بالامامة لما راى ذلك و حسن اعتقاده. 22
23-عنه، باسناده عن محمد بن أبي العلاء سألت يحيى بن اكثم بعد التحف و الطرف فقلت له: علمني من علوم آل محمد، فقال: اخبرك بشرط ان تكتمه على حال حياتي، فقلت: نعم، قال: دخلت المدينة فوجدت محمد بن عليّ الرضا يطوف عند قبر النبي فناظرته في مسائل فاجابني، فقلت في نفسي: خفية اريد ان أبديها، فقال:
اني اخبرك بها تريد ان تسأل من الامام من هذا الزمان؟ فقلت: هو و اللّه هذا، فقال: انني، فسألته علامة فتكلم عصا في يده، فقال: ان مولاي امام هذا الزمان و هو الحجة. 23
24-عنه، باسناده عن صفوان بن يحيى قال: حدثني ابو نصر الهمداني و اسماعيل بن مهران و خيران الاسباطي عن حكيمة بنت ابي الحسن القرشي عن حكيمة بنت موسى بن عبد اللّه عن حكيمة بنت محمد بن عليّ بن موسى التقي عليه السلام قال: دخلت على أمّ الفضل بنت المأمون يوم السابع من وفاة التقي فوجدتها جزعة و كان الناس يعزونها و يذكرون مناقبه، فدعت ياسر الخادم و جواري كثيرة.
قالت: كنت اغار على محمد التقي، و كان عليه السلام يشدد عليّ القول و كنت اشكو ذلك الى والدي فيقول والدي: يا بنية احتمليه فانه بضعة من رسول اللّه.
فبينا انا جالسة يوما اذ دخلت امرأة من احسن الناس و سلمت عليّ فسألتها من أنت؟ قالت: انا من أولاد عمار بن ياسر، فأجلستها لحرمته فقالت: انا زوجة محمد التقي؛ فوسوس إليّ الشيطان بقتلها ثم احتملت و رحبت إليها و اعطيتها فلما خرجت دخلت على والدي و قصصت عليه و هو سكران لا يعقل، فقال: عليّ بالسيف و اللّه لأقتلنه، و دخل عليه و ضربه حتى قطعه و انصرف فنام فما انتبه رآني فقال: ما تصنعين هاهنا؟ قلت: قد قتلت البارحة ابن الرضا، فبرقت عيناه و غشي عليه فلما افاق قال: ويلك ما تقولين! قلت: نعم يا ابه دخلت عليه و لم تزل تضربه بالسيف حتى قتلته، فاضطرب من ذلك اضطرابا شديدا.
ثم قال: عليّ بياسر الخادم، فلما حضر قال: ويلك ما هذا الذي تقول هذه؟ فقال: صدقت يا امير المؤمنين، فضرب نفسه و حوقل و قال: هلكنا و اللّه و عطبنا و افتضحنا الى آخر الابد ويلك فانظر ما القصة، فخرج و انصرف قائلا: البشرى يا أمير المؤمنين، قال: فما عندك؟ قال: رأيته يستاك.
فقلت: يا ابن رسول اللّه أريد أن تخلع عليّ ثوبك و غرضي أن أرى اعضاءه، قال:
بل أكسوك خيرا منه، قلت: لست اريد غيره، فأتى بآخر فنزعه و خلع عليّ فلم اجد عليه اثرا. فبكى والدي و قال: ما بقي بعد هذا شيء آخر ان هذا لعبرة الاولين و الآخرين.
ثم قال: اعلمه من قصتها و دخولي عليه بالسيف لعن اللّه هذه البنت، و هددها في شكايتها عنه، و انفذ ياسر إليه بألف دينار، و امر الهاشميين أن يأتوه في الخدمة، فنظر التقي إليه مليا فقال: هكذا كان العهد بينه و بين ابي و بينه و بيني حتى هجم عليّ بالسيف او ما علم ان لي ناصرا و حاجزا يحجز بيني و بينه.
فقال ياسر: ما شعر و اللّه فدع عن عتابك فانه لن يسكر ابدا ثم ركب حتى اتى الى والدي فرحب به والدي و ضمه الى نفسه و قال: ان كنت وجدت عليّ فاعف عني و اصلح فقال: ما وجدت شيئا و ما كان الا خيرا، فقال المأمون: لا تقر بن إليه بخراج الشرق و الغرب و لأهلكن اعداءه كفارة لما صدر مني، ثم أذن للناس و دعا بالمائدة. 24
25-عنه، باسناده عن الكليني باسناده الى محمّد بن الريان قال: احتال المأمون على أبي جعفر عليه السلام بكل حيلة فلم يمكنه فيه شيء فلما أراد ان يثني عليه ابنته دفع إليّ مائة وصيفة من اجمل ما يكون الى كل واحدة منهن جاما فيه جوهر يستقبلون أبا جعفر اذا قعد في موضع الاختان فلم يلتفت إليهن، و كان رجل يقال له مخارق صاحب صوت و عود و ضرب طويل اللحية.
فدعاه المأمون فقال: يا امير المؤمنين ان كان في شيء من أمر الدنيا فأنا أكفيك أمره؛ فقعد بين يدي ابي جعفر عليه السلام فشهق مخارق شهقة اجتمع إليه اهل الدار و جعل يضرب بعوده و يغني، فلما فعل ساعة و اذا ابو جعفر لا يلتفت إليه و لا يمينا و لا شمالا ثم رفع رأسه و قال: اتق اللّه يا ذا العثنون، قال: فسقط المضراب من يده و العود فلم ينتفع بيده الى ان مات. 25
26-عنه، باسناده عن ابي هاشم الجعفري قال: صليت مع ابي جعفر عليه السلام في مسجد المسيب و صلى بنا في موضع القبلة سواء، و ذكر ان السدرة التي في المسجد كانت يابسة ليس عليها ورق فدعا بماء و تهيأ تحت السدرة فعاشت السدرة و أورقت و حملت من عامها. 26
27-عنه، باسناده عن احمد بن علي بن كلثوم السرخسي قال ابو زينبة و في حلق الحكم بن يسار المروزي شبه الخط كأنه اثر الذبح فسألته عن ذلك فقال: كنا سبعة نفر في حجرة واحدة ببغداد في زمان ابي جعفر الثاني فغاب عنا الحكم عند العصر و لم يرجع تلك الليلة فلما كان جوف الليل جاءنا توقيع من ابي جعفر عليه السلام: ان صاحبكم الخراساني مذبوح مطروح في لبد في مزبلة كذا و كذا فاذهبوا فداووه بكذا و كذا، فذهبنا فحملناه و داويناه بما امرنا به فبرأ من ذلك. 27
11728-عنه، باسناده عن ابراهيم بن محمّد الهمداني قال: كتب ابو جعفر إليّ كتابا و امرني ان لا افكه حتى يموت يحيى بن عمران؛ قال: فمكث الكتاب عندي سنين فلما كان اليوم الذي مات فيه يحيى بن عمران فككته فاذا فيه: قم بما كان يقوم به، او نحو هذا من الامر، قال: فقرأ ابراهيم هذا الكتاب في المقبرة يوم مات يحيى بن عمران و كان ابراهيم يقول: كنت لا اخاف الموت ما كان يحيى حيا. 28
29-الكشي قال: وجدت بخط جبرئيل بن احمد حدثني محمد بن عبد اللّه بن مهران قال: اخبرني عبد اللّه بن عامر عن شاذويه بن الحسين بن داود القمي قال:
دخلت على ابي جعفر عليه السلام و بأهلي حبل فقلت: جعلت فداك ادع اللّه ان يرزقني ولدا ذكرا. فأطرق مليا ثم رفع رأسه فقال: فان اللّه يرزقك غلاما ذكرا، ثلاث مرات.
قال: فقدمت مكة فصرت الى المسجد فاتى محمد بن الحسن بن صباح برسالة من جماعة من اصحابنا منهم صفوان بن يحيى و محمد بن سنان و ابن ابي عمير و غيرهم، فأتيتهم فسألوني فخبرتهم بما قال، فقالوا لي: فهمت عنه ذكرا و زكى 29. فقلت: ذكرا قد فهمت.
قال ابن سنان: اما أنت سترزق ولدا ذكرا اما يموت على المكان او يكون ميتا فقال اصحابنا لمحمد بن سنان: اسأت فقد علمنا الذي علمت فأتى غلام في المسجد فقال:
ادرك فقد مات اهلك، فذهبت مسرعا فوجدتها على شرف الموت ثم لم تلبث ان ولدت غلاما ميتا. 30
30-الراوندي، باسناده عن محمّد بن ميمون قال: كنت مع الرضا عليه السلام بمكة قبل خروجه الى خراسان فقلت له: انّي اريد المدينة فاكتب معي كتابا الى ابي جعفر، فتبسّم و كتب، فصرت الى المدينة و قد كان ذهب بصري فاخرج الخادم
118ابا جعفر عليه السلام إلينا فحمله الى المهد فناولته الكتاب.
فقال لموفق الخادم: فضّه و انشره، ففضّه و نشره بين يديه فنظر فيه، ثم قال لي:
يا محمّد ما حال بصرك؟ قلت: يا بن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله اعتلت عيناي فذهب بصري كما ترى. فقال: ادن منّي فدنوت منه فمدّ يده فمسح بها عيني فعاد الي بصري كاصح ما كان، فقبلت يده و رجله و انصرفت من عنده و انا بصير. 31
31-عنه، باسناده قال: روى عن علي بن جرير: كنت عند ابي جعفر ابن الرضا (عليهما السلام) جالسا و قد ذهبت شاة لمولاة له فاخذوا بعض الجيران يجرونهم إليه و يقولون: انتم سرقتم الشاة، فقال ابو جعفر: ويلكم خلوا عن جيراننا فلم يسرقوا شاتكم، الشاة في دار فلان فاذهبوا فاخرجوها من داره.
فخرجوا فوجدوها في داره و اخذ الرجل و ضربوه و خرقوا ثيابه و هو يحلف انّه يسرق هذه الشاة الى ان صاروا الى ابي جعفر، فقال: ويحكم ظلمتم هذا الرجل فانّ الشاة دخلت داره و هو لا يعلم بها فدعاه فوهب له شيئا بدل ما خرق من ثيابه و ضربه. 32
32-عنه، باسناده قال: روي عن محمّد بن عمير بن واقد الرازي قال: دخلت على ابي جعفر بن الرضا و معي اخي به بهر شديد فشكا إليه ذلك البهر، فقال: عافاك اللّه ممّا تشكوا فخرجنا من عنده و قد عوفي فما عاد إليه ذلك البهر الى ان مات.
قال محمّد بن عمير: و كان يصيبني وجع في خاصرتي في كل اسبوع فيشتد ذلك بي ايّاما فسألته ان يدعو لي بزواله عنّي، فقال: و أنت فعافاك اللّه فما عاد إليّ هذه الغاية. 33
33-عنه، باسناده قال: روي عن القاسم بن المحسن: كنت فيما بين مكة و المدينة فمرّ بي اعرابي ضعيف الحال فسألني شيئا فرحمته فاخرجت له رغيفا فناولته إيّاه فلمّا مضى عنّي هبت ريح زوبعة فذهبت بعمامتي من رأسي فلم ارها كيف
ذهبت و لا اين مرّت.
فلمّا دخلت المدينة صرت الى ابي جعفر بن الرضا فقال لي: يا قاسم ذهبت عمامتك في الطريق؟ قلت: نعم، فقال: يا غلام اخرج إليه عمامته فاخرج إليّ عمامتي بعينها، قلت: يا ابن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله كيف صارت إليك؟ قال:
تصدقت على الاعرابي فشكره اللّه لك ورد إليك عمامتك و انّ اللّه لا يضيع اجر المحسنين. 34
34-عنه، قال: انه لما خرج بزوجته أمّ الفضل من عند المأمون و وصل شارع الكوفة و انتهى الى دار المسيب عند غروب الشمس دخل المسجد و كان في صحنه نبقة لم تحمل بعد، فدعا بكوز فتوضّأ في اصلها و قام فصلّى بالناس صلاة المغرب.
فقرأ في الاولى الحمد و اذا جاء نصر اللّه و في الثانية الحمد و قل هو اللّه احد، فلمّا اسلم جلس هنيئة و قام من غير ان يعقب تعقيبا تاما فصلّى النوافل الاربع و عقب بعدها و سجد سجدتي الشكر، فلما انتهى الى النبقة رآها الناس قد حملت حملا حسنا فاكلوا منها فوجدوا نبقا لا عجم له حلوا. 35
35-عنه، باسناده قال: انّ محمّد بن ابراهيم الجعفري روى عن حكيمة بنت الرضا عليه السلام قالت: لما توفيّ اخي محمّد صرت الى امرأته أمّ الفضل بنت المأمون العبّاسي الخليفة لسبب احتجت إليها فيه قالت: فبينا نحن نتذاكر فضل محمّد و كرمه و ما اعطاه اللّه تعالى من العلم و الحكمة اذ قالت امرأته أمّ الفضل:
يا حكيمة اخبرك عن ابي جعفر محمّد بن الرّضا عليه السلام باعجوبة لم يسمع احد بمثلها، قلت: و ما ذاك؟ قالت: انّه كان ربّما اعارني بجارية و مرة بتزويج فكنت اشكوه الى المأمون، فيقول: يا بنية احتملي فانه ابن رسول اللّه، فبينا انا ذات ليلة جالسة اذا اتت امرأة، قلت: من أنت؟ و كانّها قضيب بان او غصن خيزران، قالت: انا زوجة لابي جعفر عليه السلام.
قلت: من ابو جعفر؟ قالت: محمّد بن الرّضا عليه السلام و انا من ولد عمّار بن ياسر، قالت: فدخلت عليّ من الغيرة ما لم املك نفسي فنهضت من ساعتي و صرت الى المأمون و هو ثملان من الشراب و قد مضى من الليل ساعات فاخبرته بحالي و قلت له ان يشتمني و يشتمك و يشتم العبّاس و ولده و قلت ما لم يكن قاله.
فغاظه ذلك منّي جدا و لم يملك نفسه من السكر و قام مسرعا و ضرب بيده الى سيفه و حلف انّه يقطّعه بهذا السيف، قالت: فندمت عند ذلك. و قلت في نفسي: ما صنعت و هلكت و اهلكت، قالت: فعدوته خلفه انظر ما يصنع فدخل إليه و هو نائم.
فوضع السيف على حلقه فذبحه و انا انظر إليه و ياسر الخادم و انصرف و هو يزبد مثل الجمل، قالت: فلمّا رأيت ذلك هربت على وجهي ثمّ رجعت الى منزل ابي فبتّ بليلة لم انم فيها حتى اصبحت.
قالت: فلما اصبحت دخلت إليه و هو قائم يصلّي و قد افاق من السكر، فقلت له:
يا امير المؤمنين هل تعلم ما صنعت الليلة؟ قال: لا و اللّه فما الّذي صنعت ويلك؟ قلت: فانّك صرت الى ابن الرّضا عليه السلام و هو نائم فقطعته اربا اربا و ذبحته بسيفك و خرجت من عنده، قال: يا ويلك ما تقولين.
قلت: اقول: ما فعلت. فصاح يا ياسر: ما تقول هذه الملعونة ويلك؟ قال:
صدقت في كلّ ما قالت. قال: «انّا للّه و انّا إليه راجعون» هلكنا و افتضحنا ويلك يا ياسر بادر إليه و اتني بخبره. فمضى إليه ثم عاد مسرعا و قال: يا امير المؤمنين البشرى، قال: و ما ورائك؟ قال: دخلت عليه و اذا هو قاعد يستاك و عليه قميص و دراج، فبقيت متحيّرا في امره.
ثم اردت ان انظر الى بدنه هل فيه شيء من الاثر فقلت: احبّ ان تهب لي هذا القميص الّذي عليك لأتبرّك به، فنظر إليّ و تبسّم كانّه علم ما اردت بذلك، فقال:
اكسوك كسوة فاخرة، فقلت: لست اريد غير هذا القميص الّذي عليك فخلعه و كشف لي عن بدنه كلّه فو اللّه ما رأيت اثرا.
فخرّ المأمون ساجدا و وهب لياسر الف دينار و قال: الحمد للّه الّذي لم يبتلني بدمه، ثم قال: يا ياسر اما مجيء هذه الملعونة إليّ و بكاؤها بين يدي فاذكره، و اما مصيري إليه فلست اذكره، فقال ياسر: يا مولاي و اللّه ما زلت تضربه بالسيف و انا و هذه ننظر إليك حتى قطعته قطعة.
ثم وضعت سيفك على حلقه فذبحته و أنت تزبد كما يزبد البعير، قال: الحمد للّه، ثم قال لي: و اللّه لئن عدت بعدها الى شكواك فما يجري بينكما لاقتلنّك. ثم قال لياسر: احمل عليه عشرة آلاف دينار و سله الركوب إليّ و ابعث الى الهاشميين و الاشراف و القواد ليركبوا في خدمته الى عندي و نبدؤ بالدخول إليه و التسليم عليه.
ففعل ياسر ذلك و صار الجميع بين يديه فاذن للجميع بالدخول فقال: يا ياسر هذا كان العهد بيني و بينه قلت: يا ابن رسول اللّه ليس هذا وقت العتاب، فو حق محمّد و عليّ ما كان يعقل من امره شيئا، ثم اذن للاشراف كلّهم بالدخول الا عبد اللّه و حمزة ابني الحسن لانّهما كانا وقعا فيه عند المأمون وسيعا به مرّة بعد اخرى.
ثم قام فركب مع الجماعة و صار الى المأمون فتلقّاه و قبّل ما بين عينيه و اقعده على المقعد في الصدر و أمر ان يجلس الناس ناحية و خلا به يعتذر إليه، فقال له ابو جعفر:
لك عندي نصيحة فاسمعها منّي. قال: هاتها، قال: اشير عليك بترك المسكر. فقال:
فداك ابن عمّك قد قبلت نصيحتك. 36
36-عنه، باسناده قال: روى عن محمّد بن ارومة عن حسين المكاري قال:
دخلت على ابي جعفر ببغداد و هو على ما كان عليه من امره فقلت في نفسي: هذا الرجل لا يرجع الى مواطنه ابدا و انا اعرف مطعمه، قال: فاطرق رأسه عليه السلام ثم رفعه و قد اصفرّ لونه فقال: يا حسين خبز الشعير و ملح جريش في حرم جدّي رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله احبّ إليّ ممّا تراني فيه. 37
37-عنه، باسناده قال: روى عن اسماعيل بن عبّاس الهاشمي قال: جئت الى
ابي جعفر عليه السلام يوم عيد فشكوت إليه ضيق المعاش، فرفع المصلّى و اخذ من التراب سبيكة من الذهب فاعطانيها فخرجت بها الى السّوق فكانت ستّ عشر مثقالا. 38
38-عنه، باسناده قال: روى عن الحسين بن عليّ الوشاء: كنت بالمدينة بصريا في المشربة مع ابي جعفر فقام و قال: لا تبرح. فقلت في نفسي: كنت اردت ان اسأل ابا الحسن الرضا عليه السلام قميصا من ثيابه فلم افعل، فاذا عاد إليّ ابو جعفر أسأله فارسل إليّ من قبل ان أسأله و من قبل ان يعود إليّ و انا في المشربة بقميص و قال الرّسول: يقول: لك هذا من ثياب ابي الحسن الّتي كان يصلّي فيها. 39
39-عنه، باسناده قال: روى عن ابي ارومة قال: حدّثنا الشيخ حملت إليّ امرأة شيئا من حليّ و شيئا من دراهم و شيئا من ثياب فتوهّمت انّ ذلك كلّه لها و لم احفظ عليها انّ لغيرها في ذلك شيئا، فحملت الى المدينة مع بضاعات لأصحابنا فوجّهت ذلك كلّه إليه و كتبت في الكتاب:
انّي بعثت إليك من قبل فلانة كذا و من قبل فلان كذا و من قبل فلان و فلان بكذا فخرج بالتوقيع قد وصل ما بعثت من قبل فلان و فلان و من قبل المرأتين تقبل اللّه منك و رضي عنك و جعلك معنا في الدنيا و الآخرة.
فلما رأيت ذكر المرأتين شككت في الكتاب انّه غير كتابه و انّه عمل عليّ دونه لأنّي كنت في نفسي على يقين انّ الّذي دفعت المرأة كان لها و هي امرأة واحدة فلمّا رأيت المرأتين اتّهمت موصل كتابي.
فلما انصرفت الى البلاد جاءتني المرأة فقالت: هل اوصلت بضاعتي؟ قلت نعم، قالت: فبضاعة فلانة؟ قلت: و كان فيها لغيرك شيء؟ قال: نعم، لي فيها كذا و لاختي فلانة كذا، قلت: بلى قد اوصلت. 40
40-عنه، باسناده قال: روى بكر بن صالح عن محمّد بن فضيل الصيرفي كتبت الى ابي جعفر كتابا و في آخره: هل عندك سلاح رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله، و نسيت ان ابعث بالكتاب، فكتب إليّ بحوائج له و في آخره كتابه: عندي سلاح رسول اللّه و هو فينا بمنزلة في بني اسرائيل يدور معنا حيث درنا، هو مع كل امام و كتب بمكة فاضمرت في نفسي شيئا لا يعلمه الاّ اللّه.
فلما صرت الى المدينة و دخلت عليه نظر إليّ فقال: استغفر اللّه ممّا اضمرت و لا تعد، قال بكر: فقلت لمحمّد: ايّ شيء هذا؟ قال: لا اخبر به احدا، قال: و خرج باحدى رجلي العرق المدني و قد قال لي قبل ان خرج العرق في رجلي: و قد ودّعته، فكان آخر ما قال: انّه سيصاب وجعا فاصبر فايّما رجل من شيعتنا اشتكى فصبر و احتسب كتب اللّه له اجر الف شهيد.
فلمّا صرت في بطن مرّ و نفر على رجلي و خرج بي العرق، فما زلت شاكيا اشهرا و حجبت في السنة الثانية فدخلت عليه فقلت: جعلني اللّه فداك عوّذ رجلي و اخبرته انّ هذه الّتي توجعني؟ فقال: لا بأس على هذه، و اعطني رجلك الاخرى الصحيحة فبسطتها بين يديها فعوّذها.
فلمّا قمت من عنده خرج في الرجل الصحيحة فرجعت الى نفسي فعملت انّه عوّذها من الوجع فعافاني اللّه بعده. 41
41-عنه، باسناده قال: روى محمّد بن الوليد الكرماني: اتيت ابا جعفر ابن الرّضا عليه السلام فوجدت بالباب الّذي في الفناء قوما كثيرا، فعدلت الى مسافر فجلست إليه حتى زالت الشمس فقمنا للصلاة فلمّا صلّينا الظهر، وجدت حسّا من ورائي فالتفت فاذا ابو جعفر عليه السلام فصرت إليه حتى قبلت يده.
ثم جلس و سأل عن مقدمي ثم قال: سلّم، قلت: جعلت فداك قد سلمت، فاعاد القول: ثلاث مرّات: سلّم، و قلت: ذاك ما قد كان في قلبي منه شيء، فتبسّم فقال:
سلّم فتداركتها و قلت: سلّمت و رضيت يا ابن رسول اللّه.
فاجلى اللّه ما كان في قلبي حتى لو جهدت و رمت لنفسي ان اعود الى الشك ما وصلت إليه قعدت من الغد باكرا، فارتفعت عن باب الاوّل و صرت قبل الخيل و ما ورائي احد اعلمه و انا اتوقع ان اجد السبيل الى الرشاد إليه.
فلم اجد احدا حتى اشتدّ الحرّ و الجوع جدا حتى جعلت اشرب الماء أطفئ به حرّ ما اجد من الجوع و الخواء، فبينا انا كذلك اذا اقبل نحوي غلام قد حمل خوانا عليه طعام و الوان و غلام آخر معه طشت و ابريق حتى وضع بين يدي و قالا: امرك ان تأكل، فاكلت.
فما فرغت حتى اقبل فقمت إليه فامر بي الجلوس و بالاكل، فاكلت فنظر الى الغلام فقال: كل معه ينشط حتى اذا فرغت و رفع الخوان ذهب الغلام ليرفع ما وقع من فتات الطعام، فقال: مه مه ما كان في الصحراء فدعه و لو فخذ شاة و ما كان في البيت فالقطه.
ثم قال: سل، قلت: جعلني اللّه فداك ما تقول في المسك؟ قال: انّ ابي امر ان يعمل له مسك في بان، فكتب إليه الفضل يخبره انّ الناس يعيبون ذلك عليه، فكتب يا فضل أ ما علمت انّ يوسف كان يلبس ديباجا مزرورا بالذهب و يجلس على كراسي الذهب فلم ينقص من حكمته شيئا و كذلك سليمان.
ثم امر ان يعمل له غالية باربعة آلاف درهم، ثم قلت: ما لمواليك في موالتكم؟ فقال: انّ ابا عبد اللّه كان عنده يمسك عليه بغلته اذا هو دخل المسجد فبينا هو جالس و معه بغلة اذ اقبلت رفقة من خراسان.
فقال له رجل من الرفقة: هل لك يا غلام ان يسأله ان يجعلني مكانك و اكون له مملوكا و اجعل لك ما لي كلّه، فانّي كثير المال من جميع الصنوف اذهب فاقبضه و انا اقيم معه مكانك، فقال: اسأله ذلك فدخل على ابي عبد اللّه عليه السلام فقال: جعلت فداك تعرف خدمتي و طول صحبتي فان ساق اللّه إليّ خيرا نمنعيه.
قال: اعطيك من عندي و امنعك من غيري فحكى له قول الرجل، فقال: زهدت في خدمتنا و رغب الرجل فينا قبلناه و ارسلناك، فلما ولّى عنه دعاه، فقال له: انصحك لطول الصحبة و لك اخيار اذا كان يوم القيامة كان رسول اللّه متعلّقا بنور اللّه و كان امير المؤمنين متعلّقا بنور رسول اللّه و كان الائمة متعلّقين بامير المؤمنين و كان شيعتنا متعلّقين بنا يدخلون مدخلنا و يردون موردنا.
فقال له الغلام: بل اقيم في خدمتك و آثر الآخرة على الدنيا، فخرج الغلام الى الرجل فقال له: خرجت إليّ بغير الوجه الّذي دخلت به فحكى له قوله و ادخله على ابي عبد اللّه، فقبل ولائه و امر الغلام بالف دينار ثم قام إليه فودعه و سأله ان يدعو له ففعل.
فقلت: يا سيّدي لو لا عيال بمكة و ولدي سرّني ان اطيل المقام بهذا الباب فاذن لي و قال: توافق غما، ثم وضعت بين يديه حقّا كان له فامرني ان احملها فابيت و ظننت انّ ذلك موجدة، فضحك إليّ و قال: خذها إليك فانّك توافق حاجة فجئت و قد ذهبت نفقتنا كان افطر منه فاحتجبت إليه ساعة قدمت مكّة. 42
42-ابو جعفر المشهدي باسناده عن احمد بن الحضرمي قال: حج ابو جعفر عليه السلام، فلما نزل زبالة فاذا هو بامرأة ضعيفة تبكي على بقرة مطروحة على قارعة الطريق فسألها عن علة بكائها، فقامت المرأة الى ابي جعفر عليه السلام و قالت: يا ابن رسول اللّه اني امرأة ضعيفة لا اقدر على شيء و كانت هذه البقرة كل مالي أملكه.
فقال لها ابو جعفر عليه السلام: ان احياها اللّه تبارك و تعالى لك فما تفعلين؟ قالت: يا ابن رسول اللّه لاجددن اللّه تعالى شكرا، فصلى ابو جعفر ركعتين، و دعا بدعوات ثم ركض برجله ركضة، فصاحت المرأة عيسى بن مريم لا بل عباد مكرمون اوصياء الأنبياء. 43
43-عنه، باسناده عن محمد بن رضية عن مؤدب كان لابي الحسن عليه السلام
قال: انه كان بين يدي يوما يقرأ في اللوح اذ رمى اللوح من يده و قام فزعا و يقول: انا للّه و انا إليه راجعون مضى و اللّه ابي عليه السلام فقلت: من اين علمت هذا؟ فقال:
من اجلال اللّه و عظمته شيء لا أعهده.
فقلت: و قد مضى، قال: دع عنك هذا ائذن لي ان ادخل البيت و اخرج إليك و استعرضني بآي القرآن ان شئت اقل لك بحفظ فدخل البيت فقمت و دخلت في طلبه اشفاقا مني عليه و سألت عنه فقيل دخل هذا البيت و رد الباب دونه و قال لي: لا تؤذن علي احد حتى اخرج عليكم.
فخرج الي متغيرا و هو يقول انا للّه و انا إليه راجعون مضى و اللّه ابي فقلت: جعلت فداك و قد مضى فقال: نعم و توليت غسله و تكفينه و ما كان ذلك املي منه غيري ثم قال: دع عنك و استعبر ضني آي القرآن ان شئت اقل لك بحفظه فقلت: الاعراف.
فاستعاذ باللّه من الشيطان الرجيم ثم قرأ بسم اللّه الرحمن الرحيم و اذ نتقنا الجبل فوقهم كانّه ظلّة و ظنوا انه واقع بهم.
فقلت المص. فقال: هذا اول السورة و هذا ناسخ و هذا منسوخ و هذا محكم و هذا متشابه و هذا خاص و هذا عام و هذا ما غلط به الكتّاب 44.
44-عنه، باسناده عن محمد بن عيسى قال: دخلت على ابي جعفر عليه السلام بالمدينة و هو نازل في دار بزيع فسلمت عليه و قلت في نفسي: استعطفه على زكريا بن آدم ثم رجعت الي نفسي، و قلت فمن انا فاعترض في هذا او شبهه بمولى هو اعلم بما صنع فقال بأعلى صوته مثل صوت ابي يحيى: لا تعجل و قد كان من حديثه لأبي ما كان. 45
45-عنه، عن ابن مهران قال: حدثني محمد بن الفرج قال: ليتني اذا دخلت على ابي جعفر جاءني ثوبين مطويين مما لبسه احرم فيهما، قال: فدخلت عليه بسرق و عليه رداء قطواني يلبسه فاخذه و حوله من هذا العاتق الى الآخر، ثم انه اخذ من ظهرهقال: انه كان بين يدي يوما يقرأ في اللوح اذ رمى اللوح من يده و قام فزعا و يقول: انا للّه و انا إليه راجعون مضى و اللّه ابي عليه السلام فقلت: من اين علمت هذا؟ فقال:
من اجلال اللّه و عظمته شيء لا أعهده.
فقلت: و قد مضى، قال: دع عنك هذا ائذن لي ان ادخل البيت و اخرج إليك و استعرضني بآي القرآن ان شئت اقل لك بحفظ فدخل البيت فقمت و دخلت في طلبه اشفاقا مني عليه و سألت عنه فقيل دخل هذا البيت و رد الباب دونه و قال لي: لا تؤذن علي احد حتى اخرج عليكم.
فخرج الي متغيرا و هو يقول انا للّه و انا إليه راجعون مضى و اللّه ابي فقلت: جعلت فداك و قد مضى فقال: نعم و توليت غسله و تكفينه و ما كان ذلك املي منه غيري ثم قال: دع عنك و استعبر ضني آي القرآن ان شئت اقل لك بحفظه فقلت: الاعراف.
فاستعاذ باللّه من الشيطان الرجيم ثم قرأ بسم اللّه الرحمن الرحيم و اذ نتقنا الجبل فوقهم كانّه ظلّة و ظنوا انه واقع بهم.
فقلت المص. فقال: هذا اول السورة و هذا ناسخ و هذا منسوخ و هذا محكم و هذا متشابه و هذا خاص و هذا عام و هذا ما غلط به الكتّاب 46.
44-عنه، باسناده عن محمد بن عيسى قال: دخلت على ابي جعفر عليه السلام بالمدينة و هو نازل في دار بزيع فسلمت عليه و قلت في نفسي: استعطفه على زكريا بن آدم ثم رجعت الي نفسي، و قلت فمن انا فاعترض في هذا او شبهه بمولى هو اعلم بما صنع فقال بأعلى صوته مثل صوت ابي يحيى: لا تعجل و قد كان من حديثه لأبي ما كان. 47
45-عنه، عن ابن مهران قال: حدثني محمد بن الفرج قال: ليتني اذا دخلت على ابي جعفر جاءني ثوبين مطويين مما لبسه احرم فيهما، قال: فدخلت عليه بسرق و عليه رداء قطواني يلبسه فاخذه و حوله من هذا العاتق الى الآخر، ثم انه اخذ من ظهره و بدنه إليّ مما يلبسه خلفه، فقال: احرم فيهما بارك اللّه لك. 48
46-عنه، عن محمد بن القاسم عن ابيه و عن غير واحد من اصحابنا انه قال سمع عمر بن الفرج انه قال سمعت من ابي جعفر شيئا لو رآه محمد اخي لكفر فقلت و ما هو اصلحك اللّه؟ قال: اني معه يوما بالمدينة اذ قرب الطعام فقال: امسكوا فقلت: اي قد جاءكم الغيث فقال: عليّ بالخان فجيء به فقال له: من امرك ان تسمني في هذا الطعام؟ فقال له: جعلت فداك فلان ثم امر بالطعام فرفع و اتى بغيره. 49
47-عنه، عن محمد، عن ابيه و عن بعض المدنيين قال: لما وجه المأمون إليه و هو بتكريت متوجها الى الروم و صار ببعض الطريق في حميم الحر و لا مطر و لا وحل و لا ماء نرى و لا حوض قال لبعض غلمانه: اعقد ذنب برذوني هذا.
فوقف الناس و تعجبوا حتى عقد الغلام ذنب دابته و مضى الناس معه و عمر بن الفرج مستهزئ متعجب قال: فما مضوا ميلا او ميلين و اذا هم بماء قد فاض من نهر فتطبق الارض اجمع فمضى و الناس وقوف حتى شدوا اذناب دوابهم قال عمر بن الفرج:
و اللّه لو راى أخي هذا لكفر و اشده. 50
48-عنه، عن محمد بن القاسم، عن ابيه قال: حدّثني بعض المدنيين انهم كانوا يدخلون على ابي جعفر عليه السلام و هو نازل في قصر احمد بن يوسف يقولون له: يا ابا جعفر جعلنا اللّه فداك قد تهيئنا و تجهزنا و لا نراك تهتم بذلك، قال لهم: لستم بخارجين حتى تغترفون الماء بايديكم من هذا الباب التي ترونها فتعجبون من ذلك ان ياتي الماء من تلك المكثرة فما خرجوا حتى اغترفوا بايديهم منها. 51
49-عنه، عن محمد بن القاسم، عن ابيه و رواه عامة اصحابنا فقال: ان رجلا خراسانيا اتى ابا جعفر بالمدينة فسلم عليه و قال السلام عليك يا ابن رسول اللّه و كان واقفا، فقال له: سلام. فأعادها الرجل فقال: سلام. فسلم الرجل بالامامة قال: قلت في نفسي كيف علم اني غير مؤتم به و اني واقف عليه قال ثم بكى و قال: جعلت فداك هذه كذا
و كذا دينار فاقبضها.
فقال ابو جعفر: قد قبلتها فضمها إليك، فقال: اني خلفت صاحبتي و معها ما يكفيها و يفضل عنها، فقال: ضمها إليك فانك ستحتاج إليها مرارا، قال: الرجل ففعلت و رجعت فاذا طرار قد اتى منزلي فدخله و لم يترك شيئا الا اخذه فكانت تلك الدنانير هي التي حملت بها الى موضعي. 52
50-عنه عن الحر بن عثمان الهمداني قال: دخل اناس من اصحابنا من اهل الري على ابي جعفر عليه السلام و فيهم رجل من الزيدية فسألناه مسألة فقال ابو جعفر لغلامه:
خذ بيد هذا الرجل فاخرجه فقال الزيدي: اشهد ان لا إله الا اللّه و اشهد ان محمدا عبده و رسوله طيبا مباركا و انك حجة اللّه. 53
51-عنه، عن العباس بن السندي الهمذاني عن بكير قال: قلت لابي جعفر عليه السلام ان ابنة عمي تشتكي من ريح فقال: ايتني بها فاتيته فدخلت عليه فقال لها تشتكين. قالت: ركبتي جعلت فداك فمسح يده على كربتها من وراء الثياب و تكلم بكلام فخرجت و لم تجد من الوجع شيئا. 54
52-عنه، عن علي بن اسباط قال: خرجت مع ابي جعفر عليه السلام من الكوفة و هو راكب على حمار فمر بقطيع غنم فتركت شياه القطيع و غدت إليه فاحتبس عليه السلام و امرني ان ادعو الراعي إليه ففعلت، فقال ابو جعفر: عليه السلام أيها الراعي ان هذه الشياه تشكوا و تزعم ان لها رحلين و ان تحيف عليها بالحلب و اذا رجعت الي وطنها بالعنا لم تجد معها لبنا و ان كففت من ظلمها و هي الا دعوت اللّه تعالى ان يبتز عمرك.
فقال الراعي: اشهد ان لا إله الا اللّه و ان محمدا رسول اللّه و انك وصيه اسالك لما اخبرتني من اين علمت هذا الشأن. قال ابو جعفر: نحن خزان اللّه على علمه و غيبه و حكمته و اوصياء انبيائه و عباد مكرمون. 55
12953-عنه، باسناده عن ابي الصلت الهروي قال: حضرت مجلس الامام محمد بن علي بن موسى عليهم السلام و عنده جماعة من الشيعة و غيرهم فقام إليه رجل و قال يا سيدي جعلت فداك فقال عليه السلام: لا تقم اجلس، ثم قام إليه آخر فقال: يا مولاي جعلت فداك انما لم يجد احد بها 1في الماء فانها تصل إليه، قال فجلس الرجل.
فلما انصرف من كان في المجلس قلت له جعلت فداك رايت عجبا قال تسألني عن الرجلين قلت نعم يا سيدي، قال: اما الاول فانه سألني عن الملاح يقصر في السفينة قلت لا لان السفينة بمنزلة بيته ليس بخارج منها و الآخر قام يسالني عن الزكاة لم يصب احد من شيعتنا فالى من ندفعه، فقلت له: ان لم تصب بها احد فارم بها في الماء فانها تصل الى اهلها. 56
54-عنه، عن محمد الاشعري قال: دخلت على ابي جعفر عليه السلام فقضيت حوائجي و قلت له ان أمّ الحسن تقرئك السلام و تسالك ثوبا من ثيابك تجعله كفنا لها قال: قد استغنت عن ذلك فخرجت و لست ادري ما معنى ذلك فاتى الخبر بانها قد ماتت قبل ذلك بثلاثة عشر يوما او أربعة عشر يوما. 57
55-عنه، عن ابن ارومة قال: ان المعتصم دعا جماعة من وزرائه و قال: اشهدوا لي على محمّد بن علي بن موسى زورا فاكتبوا انه اراد ان يخرج فدعاه، فقال: انك اردت ان تخرج عليّ. فقال: و اللّه ما فعلت شيئا من ذلك. فقال: ان فلانا و فلانا و فلانا شهدوا عليك و احضروا فقالوا نعم هذه الكتب اخذناها من بعض غلمانك. قال و كان جالسا في نهر.
فرفع ابو جعفر يده و قال اللهم ان كانوا كذبوا علي فخذهم. قال فنظرنا الي ذا النهر يزحف و يذهب و يجيء و كلما قام واحد وقع عليه، و قال قال المعتصم يا ابن رسول اللّه تبت مما قلت فادع ربك ان يسكنه. فقال اللهم سكنه و انك تعلم انهم اعداؤك و اعدائي. 58
56-عنه، عن اسماعيل بن عباس الهاشمي قال: جئت الى ابي جعفر
130عليه السلام يوم عيد فشكوت عليه ضيق المعاش فرفع المصلى فاخذ من التراب سبيكة ذهب فاعطانيها، فخرجت بها الى السوق فكان فيها سبعة عشر دينار من ذهب. 59
57-روى المجلسي، عن كتاب النجوم باسناده إلى محمّد بن جرير الطبري باسناده إلى إبراهيم بن سعيد قال: كنت جالسا عند محمّد بن عليّ الجواد عليه السلام إذ مرّ بنا فرس انثى فقال: هذه تلد اللّيلة فلوا أبيض الناصية في وجهه غرّة فاستأذنته ثمّ انصرفت مع صاحبها، فلم أزل احدّثه إلى اللّيل حتّى أتت فلوا كما وصف فأتيته قال: يا ابن سعيد شككت فيما قلت لك أمس؟ إنّ الّتي في منزلك حبلى بابن أعور فولدت و اللّه محمّدا و كان أعور. 60
58-روى أيضا عنه بالاسناد إلى الحميريّ في كتاب الدّلائل باسناده إلى صالح ابن عطيّة قال: حججت فشكوت إلى أبي جعفر يعني الجواد عليه السلام الوحدة، فقال: أما إنّك لا تخرج من الحرم حتّى تشتري جارية ترزق منها ابنا قلت: جعلت فداك أ فترى أن تشير عليّ؟ فقال: نعم اعترض فاذا رضيت فأعلمني فقلت: جعلت فداك فقد رضيت.
قال: اذهب فكن بالقرب حتّى اوافيك فصرت إلى دكّان النّخاس فمرّ بنا فنظر ثمّ مضى فصرت إليه فقال: قد رأيتها إن أعجبك فاشترها على أنّها قصيرة العمر قلت:
جعلت فداك فما أصنع بها؟ قال: قد قلت لك.
فلمّا كان من الغد صرت إلى صاحبها فقال: الجارية محمومة و ليس فيها غرض فعدت إليه من الغد فسألته عنها فقال: دفنتها اليوم فأتيته فأخبرته الخبر فقال: اعترض فاعترضته فأعلمته فأمرني أن أنظره فصرت إلى دكّان النّخاس فركب فمرّ بنا فصرت إليه فقال: اشترها فقد رأيتها فاشتريتها فحوّلتها، و صبرت عليها، حتى طهرت و وقعت عليها فحملت و ولدت لي محمّدا ابني. 61
__________
1) الكافي:1/492
2) الكافي:1/384
3) الكافي:1/494
4) الكافي:1/495
5) الكافي:1/495
6) الكافي:1:496
(7)و(8)) الكافي:1/496
9) الكافي:1/497
10) الكافي:1/497
11) الكافي:1/383
12) الكافي:1/384
13) اثبات الوصية:215
14) اثبات الوصية:215
15) المناقب:2/432
16) المناقب:2/433
17) المناقب:2/433
18) المناقب:2/433
19) المناقب:2/434
20) المناقب:2/434
21) المناقب:2/436
22) المناقب:2/437
23) المناقب:2/437
24) المناقب:2/439
25) المناقب:2/439
26) المناقب:2/439
27) المناقب:2/439
28) كذا في الاصل
29) رجال الكشي:486
30) الخرائج:334
31) الخرائج:335
32) الخرائج:335
33) الخرائج:336
34) الخرائج:337
35) الخرائج:338-342
36) الخرائج:344
37) الخرائج:345
38) الخرائج:345
39) الخرائج:346
40) الخرائج:347
41) الخرائج:348
42) الثاقب:201
43) الثاقب:204
44) الثاقب:206
45) الثاقب:204
46) الثاقب:206
47) الثاقب:206
48) الثاقب:207
49) الثاقب:207
50) الثاقب:207
51) الثاقب:208
52) الثاقب:208
53) الثاقب:208
54) الثاقب:209
55) هنا سقط في الاصل كما هو ظاهر من المتن
56) الثاقب:209
57) الثاقب:210
58) الثاقب:210
59) الثاقب:211
60) بحار الانوار:50/58
61) بحار الانوار:50/58


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page