السؤال: هل الإمام علي (عليه السلام) خالق السماوات والأرض ؟ وشكراً .
الجواب : إنّ من المتيقّن الذي لا ريب فيه أنّ الخالقية بالاستقلال هي من شؤون الربوبية ، ولا مجال لأيّ توهّم بخلافه ، وهذا المعنى أطبقت عليه كافّة الأديان السماوية ، فضلاً عن المذاهب ، إذ هو أقلّ مراتب الاعتقاد بالتوحيد .
وتصرّح بهذا المعنى الآيات القرآنية العديدة ، والروايات المتواترة من الفريقين في أبواب التوحيد ، وصفات الباري في المجامع الروائية .
وبناءً على ذلك فما يتحدّث به بعضهم على خلاف هذا المعنى فهو أمّا من الموضوعات أو على أقلّ تقدير لم يثبت سنداً وأمّا مؤوّل بتفاسير لا يردّها العقل والنقل .
فمثلاً في موضوع السؤال ، إذا كانت الخالقية في بعض الموارد لا على الإطلاق تخوّل بإذن الله تعالى إلى مخلوق ، فهذا أمر آخر يمكن تعقّله إذا ثبت نصّاً ، نظير ما جاء في ذكر معاجز عيسى (عليه السلام) : { وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي } (1) .
____________
1- المائدة : 110 .
( يوسف . الكويت ... ) الخلق قد تخوّل بإذن الله إلى مخلوق
- الزيارات: 333