• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

( عاشق الحسين . الكويت . 22 سنة . طالب جامعي ) بالأضرحة وربط الخرق الخضراء

السؤال : نسعد كثيراً ـ نحن أبناء المذهب الجعفريّ ـ بربط الخرق السوداء والخضراء في أيادينا وحاجياتنا الخاصّة ، دون أدنى معرفة بأصل هذه العادة ، ويسألنا أخوتنا كثيراً من أهل السنّة عن هذا الموضوع ، ولا نجيب بوضوح ، كيف نفسّر ذلك ؟
الجواب : إنّ الشيعة بل المسلمين جميعاً ، يعتقدون بحياة الأولياء بعد الموت ، ودليلهم في ذلك أدلّة كثيرة ، منها قوله تعالى : { وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } (1) ، هذا حال الشهداء ، فكيف بأئمّة آل البيت (عليهم السلام) فهم شهداء وأولياء .
فاعتقاد حياتهم ممّا لاشكّ فيه ولا ريب ، وإذا كان الأمر كذلك ، فإنّهم يرون ويسمعون من زارهم ، ومن سألهم وهم في قبورهم ، هذه كرامة ومنزلة وهبها الله لهم تعظيماً لمقامهم وشرفهم .
ومن هنا ، فإنّ الشيعة يقفون على قبورهم ، ويسألون الله بحقّهم ، ويدعونه فيستجاب لهم ، فإنّ الله قد جعل لبعض الأماكن شرفاً ومنزلة ، فأحبّ أن يدعوه المؤمن في هذه الأماكن المقدّسة ، كما أحبّ أن يدعوه عند مساجده وبقاعه المشرّفة .
وبذلك فإنّ زائري قبورهم يستحصلون من قبورهم وضرائحهم البركة ، ويتعاملون معهم أحياءً لا أمواتاً ، لذا فإنّ أضرحتهم قد حلّت بها البركة ، وأنّ لهذه الأضرحة آثاراً كما لأجسادهم الشريفة ، فيجعلون ما مسّ أضرحتهم مورداً للاستشفاء بإذن الله تعالى ، وهذه الخرق السوداء والخضراء حينما تمسّ هذه الأضرحة ، يعتقد الناس ببركتها ، فتكون لهم حرزاً لطلب الشفاء مثلاً .
وهذه حالة من حالات اعتقاد الناس بحياة الأئمّة (عليهم السلام) بعد الموت ، فهم يتعاملون معهم أحياءً لا أمواتاً .
ولهذه الحالات نظائر قد حدثت في حياة النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، والأئمّة (عليهم السلام) كذلك ، فالروايات تشير إلى أنّ خديجة بنت خويلد (عليها السلام) قد طلبت من النبيّ (صلى الله عليه وآله) أن يكفّنها ببردته تبرّكاً بها ، ولتحميها من هول المطّلع ، ومن القبر وحالاته ، وفعلاً فقد استجاب لذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) فكفّنها ببردته (2) .
وهذا زهير بن أبي سلمى خلع عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) بردته فقبّلها متبرّكاً بها ، بعد أن مدحه بقصيدته التي سمّيت بالبردة .
والكميت الأسدي الشاعر المعروف ، حين ألقى قصيدته عند الإمام الباقر (عليه السلام) أعطاه الإمام مالاً ، فرفض الكميت أخذه وقال : ما مدحتكم للدنيا ، فإنّ جزائي أُريده من الله تعالى ، وطلب منه قميصه أن يعطيه تبرّكاً بهذا القميص الذي مسّ جسد الإمام (عليه السلام) ، وفعلاً فقد أعطى الإمام قميصه (3) .
ودعبل الخزاعي حين أنشد قصيدته عند الإمام الرضا (عليه السلام) ، قدّم الإمام (عليه السلام) له عطاءً جزيلاً فرفضه ، وطلب منه جبّته وقال : لتقيني من أهوال القبر يا بن رسول الله (4) .
وفعلاً أعطاه جبّته ، فلمّا وصل بغداد كانت له جارية قد شكت عينها ، وأصابها العمى ، فمسح بفاضل جبّة الإمام على عينها ، فزال ما بها من ألمٍ وعمى .
كلّ هذه شواهد على إقرار الأئمّة (عليهم السلام) بما اعتقده شيعتهم .
مضافاً إلى ما كان عمر بن الخطّاب يتبرّك بالحجر الأسود ويقبّله (5) ، مع أنّه حجر ، وضريح الإمام مشرّف بما حواه من جسد الإمام (عليه السلام) ، كما أنّ غلاف القرآن منزلته تأتي ممّا يحويه من كلام الله تعالى .
والذي نريد قوله : أنّ اعتقاد الشيعة بشرف هذه الأضرحة ، واستحصال البركة بكلّ ما يمسّ هذه الأضرحة من خرقة خضراء أو غيرها ، ويتمّ الاعتقاد بأنّ الله تعالى لمنزلة هذا الإمام ، قد جعل سبب الشفاء والبركة لما يعتقده الإنسان بهذا الخرقة .
على أنّنا نودّ التنبيه إلى أنّ لفّ هذه الخرق ليس من الضروريّ أن تكون من ضرورات مذهبنا ، بل هي حالة اعتقادية يعتقدها الشيعة لحسن ظنّهم بالله ، واعتقادهم بمنزلة الإمام (عليه السلام) ، ويمارسونها ليعطيهم الله ذلك على حسب ما يعتقدونه ، وليس في ذلك ما يخالف الكتاب أو السنّة ، بل العقل كذلك .
ومن ثمّ ما تعارف عليه المسلمون من التبرّك بما خلّفه رسول الله (صلى الله عليه وآله) من قميصه وشعره ، والمسلمون جميعاً يروون قصّة الرجل الذي أحجم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فبعد حجامته له شرب ذلك الدم ، فسأله النبيّ (صلى الله عليه وآله) : ( أين ألقيت الدم ) ؟ فقال : شربته يا رسول الله ، فنهاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن ذلك ، ولكن قال له : ( إنّ جسدك لم تمسّه النار أبداً ) (6) ، ممّا يشير إلى أنّ لدمه (صلى الله عليه وآله) خصوصية ، وعدم مسّ ذلك الجسد الذي اختلط بدم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، هذا ما أمكن توضيحه ببيانٍ سريعٍ مقتضب .


____________
1- آل عمران : 169 .
2- شجرة طوبى 2 / 235 .
3- مناقب آل أبي طالب 3 / 329 .
4- الأمالي للشيخ الطوسيّ : 359 .
5- مسند أحمد 1 / 51 ، صحيح البخاريّ 2 / 162 ، صحيح مسلم 4 / 66 .
6- المبسوط للسرخسيّ 3 / 69 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page