السؤال : عندي ملاحظة : من المعروف أنّكم بدأتم في دراسة مصطلح الحديث بعد أن هاجمكم أهل السنّة ، ألم تلاحظ أنّ القليل من أحاديثكم يصل سندها إلى الرسول (صلى الله عليه وآله) ؟
ألم تلاحظ أنّ معظم الأحاديث التي تروى عن أبي عبد الله ليس لها سند متّصل إلى الرسول (صلى الله عليه وآله) ؟ أهكذا تأخذون دينكم ؟ أم أنّكم ستنتظرون مهديّكم المنتظر لتأخذوا منه العلم الذي لم يؤتيه الله لأحد حتّى نبيّه (صلى الله عليه وآله) ؟
الجواب : إنّ موضوع دراسة الحديث يصدق بتمامه عند من يعرض كافّة الروايات لقانون البحث السنديّ والدلاليّ ، وهذه هي الطريقة المألوفة عند علمائنا قديماً وحديثاً ، بخلاف أهل السنّة الذين يعتقدون بصحّة كافّة روايات البخاريّ ومسلم وغيرهما ، مع ما فيها من رواة مدلّسين ومجروحين وكذّابين ، ومن أحاديث موضوعة يأباها الكتاب ، والسنّة الصحيحة ، والعقل السليم ، فهل هذا هو الأخذ بسنّة الرسول (صلى الله عليه وآله) عندكم ؟
ولماذا يخشى أهل السنّة من نقد البخاريّ أو مسلم ؟ في حين لا يرى الشيعيّ بأساً في دراسة كافّة المجامع الحديثية نقضاً وإبراماً ؟ فأيّهما المتحرّي للحقيقة ؟ وأيّهما المتعصّب والمتزمّت ؟
وأمّا بالنسبة لأحاديثنا المروية عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، فمبنى الشيعة هو عصمة الإمام (عليه السلام) ـ كما ثبت في محلّه ـ ، وعليه فكلامه (عليه السلام) نفس كلام الرسول (صلى الله عليه وآله) ، فلسنا بحاجة إلى التصريح بسلسلة السند إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله) .
ثمّ حتّى على مبنى أهل السنّة ، من لزوم اتصال السند ، فإنّ الأئمّة (عليه السلام) قد صرّحوا بأنّ حديثهم حديث أبيهم ، وحديث أبيهم حديث أبيه ... ، حتّى يصل إلى الرسول (صلى الله عليه وآله) جدّهم ، وبما أنّ أصحاب الرجال والحديث عند أهل السنّة ، قد صرّحوا بجلالة ووثاقة الأئمّة (عليه السلام) ، فيكون حديثهم متّصل إلى الرسول (صلى الله عليه وآله) من حيث السند .
وأمّا موضوع المهديّ (عليه السلام) ، فهو لا يختصّ بالمذهب ، بل هو متّفق عليه عند الكلّ ، ونوصيك أن تراجع أحاديث المهديّ (عليه السلام) في كتب أهل السنّة ، حتّى تقف قليلاً على الموضوع .
وأمّا ادعاؤك أنّنا نعتقد بأنّ المهدي عنده علم لم يؤت النبيّ (صلى الله عليه وآله) فهو كذب ، فاتق الله يا أخي ولا تكن من الظالمين .
( ... . سنّي . ... ) كلّه خاضع للبحث السنديّ والدلاليّ
- الزيارات: 299