السؤال : ما هو حديث المؤاخاة ؟ وهل هو صحيح سنداً ؟ شاكرين جهودكم في خدمة الإسلام .
الجواب : بعد هجرة النبيّ (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة المنوّرة بعدّة أشهر ، آخى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين أصحابه من المهاجرين ـ الذين هاجروا من مكّة إلى المدينة ـ وبين الأنصار ، وهم أهل المدينة ، على الحقّ والمواساة ، فكان يؤاخي بين الرجل ونظيره ، حتّى بقي هو وعلي (عليهما السلام) فآخاه ، أي جعله أخاً له ، ومن جملة ما قاله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) : ( وأنت أخي ووارثي ) ، وهذا نعبّر عنه بحديث المؤاخاة .
ولا يخفى عليك ، إنّنا من خلال هذا الحديث نثبت أحقّية الإمام علي (عليه السلام) لمنصب الإمامة والخلافة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، حيث يثبت هذا الحديث فضيلة كبيرة ، ومنزلة عظيمة لأمير المؤمنين (عليه السلام) ، وهي : أنّه أخ له ووارثه .
كما لاشكّ أنّ هذا الحديث تواتر نقله ، ولا يمكن إنكاره ، ولا التشكيك فيه ، فقد رواه أصحاب السنن والسير والتواريخ من أعلام أهل السنّة في كتبهم ، فضلاً عن علماء الشيعة ، وعليه فهو حديث صحيح ، ولا يعبأ بقول ابن كثير وابن حزم ـ المعروفين بالنصب والتعصّب ضدّ فضائل علي (عليه السلام) ـ بأنّه حديث غير صحيح ، خصوصاً وأنّ بعض علماء أهل السنّة قد صححه وقوّاه .
وفي هذا المجال نذكر بعض نصوص هذا الحديث ، وبعض مصادره من أهل السنّة ، ومن قال بتصحيحه ، حتّى يتبيّن الحقّ لم ينكره .
1ـ روي عن زيد بن أبي أوفى قال : لمّا آخى النبيّ (صلى الله عليه وآله) بين أصحابه ، وآخى بين عمر وأبي بكر ... فقال علي : ( يا رسول الله ، ذهب روحي ، وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري ، فإن كان من سخطة عليّ ؟ فلك العتبى والكرامة ) .
فقال (صلى الله عليه وآله) : ( والذي بعثني بالحقّ ، ما أخّرتك إلاّ لنفسي ، فأنت عندي بمنزلة هارون من موسى ووارثي ) .
قال : ( يا رسول الله ما أرث منك ) ؟! قال : ( ما أورثت الأنبياء ) ، قال : ( ما أورثت الأنبياء قبلك ) ؟! قال : ( كتاب الله وسنّة نبيّهم ، وأنت معي في قصري في الجنّة مع فاطمة ابنتي ، وأنت أخي ورفيقي ) (1) .
2ـ وروي : أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) آخى بين أصحابه ، فبقي رسول الله وأبو بكر وعمر وعلي ، فآخى بين أبي بكر وعمر ، وقال لعلي : ( إنّما تركتك لنفسي ، أنت أخي وأنا أخوك ، فإنّ ذكرك أحد فقل : أنا عبد الله وأخو رسول الله ، لا يدّعيها بعدك إلاّ كذّاب ) (2) .
____________
1- المعجم الكبير 5 / 221 ، نظم درر السمطين : 94 ، كنز العمّال 9 / 167 و 13 / 105 ، الدرّ المنثور 4 / 371 ، تاريخ مدينة دمشق 21 / 415 و 42 / 53 ، المناقب : 152 ، ينابيع المودّة 1 / 177 ، الآحاد والمثاني 5 / 172 .
2- ذخائر العقبى : 66 ، نظم درر السمطين : 95 ، كنز العمّال 11 / 608 و 13 / 140 ، علل الدارقطنيّ 9 / 205 ، تاريخ مدينة دمشق 42 / 52 و 61 ، جواهر المطالب 1 / 71 ، تحفة الأحوذيّ 10 / 152 .
( محمّد . ... . 21 سنة ) متواتر ورواه الكثير من أهل السنّة
- الزيارات: 343